15 آب 2020 | 17:41

منوعات

‎"‎الحي الحزين" في بيروت يحكي مأساة المرفأ

ظلت كلوديت حلبي تصرخ من تحت أنقاض منزلها على مدى ساعة كاملة، ثم ‏أسلمت الروح، إذ لم يتمكن الجيران من فعل شيء لها‎.‎

وقال جوني خوند الذي كان يقف بالقرب من أنقاض بيتها في بيروت: "كنا نسمع ‏الصراخ. سمعت صوتها، لكن لم نقدر على عمل شيء. ما زال الأمر يعتصر ‏قلوبنا‎".‎

الانفجار المروع الذي وقع في المرفأ دمر المنزل المكون من ثلاثة طوابق، مما ‏تسبب في وفاة أربعة من بينهم كلوديت، وهي أرملة في السبعينات من العمر، كان ‏خوند الذي ولد في نفس الحي قبل 40 عاما، يعرفها منذ أن كان طفلا‎.‎

في الكرنتينا، أحد أفقر أحياء بيروت والقريب من المرفأ، لا يزال الناس يعانون من ‏تبعات الانفجار الذي وقع عصر الرابع من آب ودمّر منازل وفتك بأرواح العديد ‏من الجيران الذين كانوا يشعرون أنهم عائلة واحدة‎.‎

وبعد مرور نحو عشرة أيام، يكابد الجيران لتدبير الأموال اللازمة لإعادة البناء من ‏دون مساعدة من الدولة في مدينة تغوص بالفعل في انهيار اقتصادي عميق‎.‎

وكانت سلسلة الشوارع، التي تضم مجزرا ومصنعا للنفايات، شاهدا على أحد أسوأ ‏المذابح في الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990‏‎.‎

مع هذا قال كثيرون إن انفجار مرفأ بيروت خلف في بضع ثوان أضرارا تفوق ما ‏تسببت فيه الحرب الأهلية على مدار 15 عاما‎.‎

ومع تراكم الحطام مجددا على أعتاب منازلهم، أقامت أسر أمضت عقودا في حي ‏الكرنتينا خياما خارج مساكنها. باتوا ينامون الأرض أو على أرائك متهالكة في ‏العراء من دون أبواب أو نوافذ.. في انتظار المجهول‎.‎

عاشت بالحرب وماتت بالانفجار

من جهته، قال جورج حلبي، نجل كلوديت، الذي جاء من الخارج للمشاركة في ‏تشييع جثمانها: "أنا في كابوس لا أصحو منه. لا أصدق أني أنظر إلى نعش أمي". ‏وأضاف: "إنها جريمة بحق كل لبنان.. أمي نجت من الحرب لتموت في الانفجار‎".‎

وقبل أشهر من انفجار المستودع، أتى انهيار العملة على ما جناه طوني مطر من ‏متجر الأقمشة الخاص بعائلته. وقال مطر (68 عاما) الذي وُلد جده في حي ‏الكرنتينا "مدخرات حياتنا كانت في هذا البيت... كان جنة لنا‎".‎

الهزات القوية الناجمة عن الانفجار أسقطت الأبواب والخزائن والكراسي على ابنته ‏باتريشيا (25 عاما) التي قدمت إلى بيروت لحضور زفاف شقيقتها، ولن تتعافى ‏من كسور عظامها قبل شهور‎.‎

وقالت سعاد زوجة طوني وهي متشحة بالسواد: "كل مرة أعود فيها إلى المنزل ‏أتذكر تلك اللحظة. أتذكر كيف سقطت ابنتي وأبكي‎".‎

كانت والدتها قد توفيت متأثرة بالسرطان قبل أيام وقالت: "لم يكن لدي حتى وقت ‏للحداد عليها.. هل تتصورين أني حمدت الله على وفاتها حتى لا ترى هذا‎".‎


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 آب 2020 17:41