جورج بكاسيني

18 آب 2020 | 07:45

كتب جورج بكاسيني

حسناً فعل ..وقد رحل

حسناً فعل ..وقد رحل


——-جورج بكاسيني



مع سقوطه في ١٤ شباط ٢٠٠٥،لم تسقط الشيوعية ولا الرأسمالية ولا أية عقيدة سياسية أو اقتصادية . سقطت باختصار عيّنة من نوع آخر ابتكرها رجل من مواليد صيدا سُمّيت "عقيدة الأمل". لم يكن لهذه "العقيدة"نظرية أو "مانيفستو" أو نظام داخلي أو بطاقة انتساب. كانت ببساطة مصنعاً للأحلام يفيض بترسانة من الخرائط كلّما نفدت ضاق المكان بدفعة أخرى .

ومع صدور الحكم في قضية اغتياله في ١٨ آب ٢٠٢٠ ،لم تشهد المحكمة واللبنانيون والعالم على من خطّط ونفّذ قرار إعدامه وحسب. شهدوا جميعاً على اغتيال أحلامه أيضاً .. وآخرها "ستّ الدنيا".

قبل أيام معدودة من الموعد الأول لصدور الحكم (٧ آب) هوَت بيروت أمام عينيه ، تماماً كما هوى أمام عينيها قبل خمسة عشرة عاماً.كلاهما سقط في حفرة.

أهي صدفة أن تترنّح أحلام رفيق الحريري وإنجازاته ، أو تسقط الواحدة تلوَ الأخرى ، بين لحظة اغتياله وموعد صدور الحكم ؟

تهديد متواصل للطائف ، انهيار الوضع الاقتصادي، تدهور سعر صرف الليرة،انقطاع مستدام للكهرباء، ترهّل البنى التحتية، وأخيراً وليس آخراً تدمير نصف بيروت التي أعاد إعمارها بالكامل .

حسناً فعل وقد رحل ..قبل أن يشهد على رحيل "الأمل".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

جورج بكاسيني

18 آب 2020 07:45