23 آب 2020 | 12:08

أخبار لبنان

‏"نيرون الجمهورية" ينتحر .. ولا من يعتذر ‏

كتب المحرّر السياسي ‏


ليس غريباً أن يلجأ "صهر الجمهورية" الى ما لجأ إليه "نيرون" قبل عشرين قرناً ونيّف . يشعل ‏الحرائق من حوله. يتلذّذ بما صنعته يداه .. حتى إذا اتهمه أهل روما بأنه "عدو الشعب" بحث عن ‏كبش فداء ليلصق به التهمة وقرّر الانتحار. ‏

لم يكتفِ الجلّاد بإحراق الجمهورية ومن فيها. هدّد ضحاياه. لم يتورّع عن تهديد "الشعب" ‏بالانتقام .. وصولاً الى طلب "اعتذار"، عبر موقع تيّاره الالكتروني، من الرئيس سعد الحريري ‏له شخصياً !!‏

أما السبب فلا يحتاج الى تنجيم:عودُ على بدء .. جبران يريد أن يكون وزيراً . ‏

لم تتغيّر فاصلة في لائحة نزواته ،رغم الانهيار الشامل الذي ضرب البلاد بطولها وعرضها، ‏وجنون سعر الدولار وتراكم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، ودمار المرفأ ومعه نصف العاصمة ‏‏. ‏

ظنّ اللبنانيون أنه مع تفاقم النكبات التي حلّت بالبلاد سيهدأ جبران، أو أنه سيجري تعديلاً ولو ‏طفيفاً في شبقه الى السلطة. لكن تبيّن أن علاقته بالأخيرة تنتمي الى عقدة نفسية مطابقة تماماً ‏لعقدة نيرون نفسه، الذي لازمته في بداياته عقدة أنه "ليس الوريث الشرعي للعرش"، فأحرق ‏الأخضر واليابس من أجل الوصول إليه. وهكذا لم يتردّد جبران في تعطيل الجمهورية على مدى ‏خمسة عشر عاماً، وتأخير تشكيل حكومات من أجل أن يتربّع وزيراً في الحكومات المتعاقبة، ‏تماماً كما يفعل اليوم على أنقاض ما تبقى من الجمهورية .‏

يبدو واضحاً أنه بعد نجاحه الباهر في وضع لبنان على قوائم العزل الدولية، وفي وضع نفسه ‏شخصياً على لائحة العقوبات الأميركية العتيدة، قرّر جبران جرّ العهد الذي يعيش حالة إنكار ‏للواقع وضياع موصوف الى مصير أسود. وذهب بعيداً في توريط سيد العهد والبلد في ‏اصطفافات خارجية لا تحمد عقباها . ‏

اعتذار؟! ممّن ولمن؟ ‏

اقتراح مثير للضحك والسخرية، لأن ما أعلنه الرئيس الحريري يشكّل غيضاً من فيض ما ورد ‏على لسان ملايين اللبنانيين من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب عن جبران باسيل. قد تكون ‏المرة الأولى التي تتجلّى فيها "وحدة وطنية" على هذا النحو من التماسك ضد شخص واحد . منذ ‏الاستقلال لم يجتمع اللبنانيون (كما أهل روما) على معاداة اسم كما هو الحال مع جبران . فهل ‏المطلوب من الشعب اللبناني كلّه الاعتذار؟

وهل يعلم "نيرون الجمهورية" ما يقوله عنه أهل البيت بدءاً من أعضاء "التكتّل" الذي يرأسه ‏وكادرات تيّاره، وصولاً الى بنات رئيس الجمهورية وما يصفونه به من أوصاف؟ هل سيطلب ‏الاعتذار من هؤلاء جميعاً أيضاً؟ وهل يصل يوماً الى طلب الاعتذار من الرئيس نفسه؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 آب 2020 12:08