8 أيلول 2020 | 07:48

صحافة بيروت

‏"النهار": موافقة شيعية على المداورة ولا تسميات سياسية!‏

كتبت صحيفة "النهار" تقول: ‏‎على رغم الستار الكثيف من الكتمان الذي يغلف مجريات ‏الاتصالات والمشاورات لتأليف ‏الحكومة الجديدة والتي يبدو ان الرئيس المكلف مصطفى أديب ‏يحرص على إبقائها في ‏منأى عن الاستنزاف الإعلامي اليومي ولعبة حرق الأسماء، بدأت تتجمع ‏معطيات جدية في ‏شأن الأسبوع الثاني والنهائي من "مهلة ماكرون" لانجاز تشكيل الحكومة بما ‏يفترض معه ‏توقع الولادة الحكومية في نهاية الأسبوع الحالي او مطلع الأسبوع الطالع على ابعد ‏تقدير، ‏ذلك ان البارز في ما تسرب لـ"النهار" من معطيات عن مناخ استحقاق تشكيل ‏الحكومة ‏يتمثل في ان مهلة الأسبوعين التي اتفق عليها بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون ‏والقيادات السياسية والحزبية اللبنانية في قصر الصنوبر تفترض ولادة الحكومة ما بين ‏‏16 ‏و20 أيلول الحالي كحد اقصى الامر الذي يضفي على العد العكسي الجاري لانجاز ‏استحقاق ‏التأليف جدية استثنائية لم يسبق ان جرت عملية تشكيل حكومة في ظل مهلة مماثلة ‏لها ‏وبهذا الالتزام السياسي شبه الجماعي اقله امام الرئيس الفرنسي.‏ 

وتبعا لذلك ترجح ‏المعطيات المتوافرة لـ"النهار" ان يضع الرئيس المكلف تصوره الأول لتركيبته ‏خلال ‏الساعات المقبلة وان يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاطلاعه عليه. وبات ‏في ‏حكم المؤكد تقريبا ان الرئيس المكلف الذي لم يقتنع بتركيبة حكومية موسعة من 22 او ‏‏24 ‏وزيرا كما اقترح عليه الرئيس عون في لقائهما السابق يتجه الى وضع تصوره من 14 ‏وزيرا ‏لاختصاصيين غير حزبيين وغير منتمين سياسيا الى أي جهات ويعتمد اختيارهم على ‏معيار ‏الاختصاص والكفاءة. وفي المعلومات أيضا ان أديب يتولى الاتصالات اللازمة ‏بالمرشحين ‏المحتملين لتولي حقائب وزارية من داخل لبنان وخارجه أيضا تبعا للاختصاصات ‏وأصحاب ‏الكفايات.‏

ومن النماذج على محاولات استقطاب أصحاب كفاءات عالية ان البروفسور جمال ‏الأيوبي رئيس ‏مركز الجراحة النسائية وطفل الأنبوب في جامعة باريس المعروف أيضا ‏بنشاطه البارز مع ‏الإدارة الفرنسية في تقديم الدعم الصحي والطبي والاستشفائي الى ‏لبنان تلقى اتصالات من ‏الرئيس المكلف في مجال اقتراح انضمامه الى الحكومة العتيدة ‏ولكنه اعتذر متعهدا المضي بلا ‏كلل في توفير كل مجالات الدعم للقطاع الصحي ‏والاستفائي في لبنان. كما ان أديب يبدو حريصا ‏على استكمال فريق اختصاصيين منسجم ‏ومتماسك ما لم تخترق الحسابات السياسية او بعضها ‏خطته. وتفيد معلومات في هذا ‏الصدد بان أديب يراهن على ان يلاقيه الافرقاء كما وعدوا ‏بالتسهيلات لتأليف فريق عمل ‏منتج ومنسجم ولكن اذا تعذر عليه تشكيل هذا الفريق الوزاري ‏بسبب قيود او شروط فانه ‏سيعتذر عن تأليف الحكومة . ويبدو كما توافرت معلومات لـ"النهار" ‏ان ثمة معطيات برزت ‏في الساعات الأخيرة تشير الى امكان قبول الثنائي الشيعي باعتماد ‏المداورة في الحقائب ‏بما يعني قبوله بذهاب وزارة المال الى غير وزير شيعي وذلك لقطع ‏الطريق على أي ‏فريق اخر للتمسك باي حقيبة كما ان الأحزاب والقوى السياسية لن تسمي ‏مرشحين. وتشير ‏هذه المعطيات الى ان "حزب الله" يبدي حرصا شديدا على عدم اغضاب ‏الجانب الفرنسي ‏اذ يبدي الحزب ارتياحا كبيرا لوساطة ماكرون‎.‎‎

وبرز في سياق المواقف السياسية من استحقاق التأليف تحذير رئيس "الحزب التقدمي ‏الاشتراكي" ‏وليد جنبلاط مساء امس من تأخير تشكيل الحكومة اذ وصف مجددا مبادرة ‏الرئيس ماكرون بانها ‏‏"آخر فرصة انقاذية للبنان بعد كارثة تدمير الأشرفية ومار مخايل ‏والمرفأ ". وقال عقب استقباله ‏رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ‏كليمنصو "اذا غرقنا في التفاصيل ‏الوزارية يبقى المرفأ مدمرا ومار مخايل والاشرفية ‏وغيرها مدمرة وقد يغرق لبنان في المزيد ‏من التأزم الاقتصادي‎".‎

التدقيق الجنائي

الى ذلك بدا اللقاء الذي عقده امس الرئيس عون مع وزير المال في حكومة تصريف ‏الاعمال ‏غازي وزني بمثابة وضع حد سريع للتداعيات السلبية التي كان ينذر بها الخلاف بين ‏القصر ‏ووزير المال حول عملية التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. وقد استغرق ‏هذا اللقاء ‏الذي عقد بناء على طلب رئيس الجمهورية ساعة ونصف ساعة في حضور ‏الوزير السابق سليم ‏جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير وخصص ‏للبحث في الخلافات حول ‏العقد مع شركة "الفاريس ومارشال " للتدقيق الجنائي . واعلن ‏وزني على اثره ان " العقد الذي ‏تم توقيعه اصبح ساري المفعول وان كان ثمة تعديلات ‏عليه فتناقش مع الشركة لاحقا‎".‎‎

اعفاء بدري ضاهر‎

في سياق آخر علم ان رئيس الجمهورية لم يوقع بعد مرسوما وقعه رئيس حكومة ‏تصريف ‏الاعمال حسن دياب ووزير المال غازي وزني باعفاء المدير العام للجمارك بدري فؤاد ‏ضاهر ‏من مهماته. وقد أحيل المرسوم الى القصر ليقترن بتوقيع رئيس الجمهورية. واستند ‏مشروع ‏المرسوم الى قرار مجلس الوزراء في 10 آب الماضي الذي يتضمن وضع جميع ‏الموظفين ‏من الفئة الأولى الذين تقرر او سيتقرر توقيفهم بسبب الانفجار في مرفأ بيروت في ‏تصرف ‏رئيس مجلس الوزراء بعد إعفائهم من وظائفهم. وأفادت معلومات ان المحقق ‏العدلي ‏فادي صوان أبقى ضاهر موقوفا في سجن الريحانية لدى الشرطة العسكرية ولم يتم ‏نقله ‏الى سجن مديرية الجمارك‎ .‎

‎ ‎على صعيد امني دارت اشتباكات مسلحة ليل امس في منطقة الطريق الجديدة بين ‏جماعات ‏متفلتة مما أدى الى سقوط قتيل وجريحين نقلوا الى مستشفى المقاصد . وضرب ‏الجيش طوقا ‏امنيا حول امكنة الاشتباكات وبدأ بمطاردة مطلوبين‎.‎


النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 أيلول 2020 07:48