21 أيلول 2020 | 19:43

خاص

"مستقبل ويب" يكشف عن فضيحة بيئية في طرابلس.. فهل تتكرر كارثة مرفأ بيروت؟

خاص "مستقبل ويب" - عبدالله بارودي 


بعد التحذير الذي أطلقه رئيس لجنة البيئة والطاقة في بلدية طرابلس المهندس محمد نور الأيوبي من مغبة الإهمال المتمادي في معالجة الانبعاثات الغازية من مكب النفايات القديم في المدينة"، كاشفاً "عن مخزن لآلاف الاطارات المستعملة خلف المكب"، ومشيراً خلال  لقاء اعلامي : "الى ان طرابلس تتحضر لانفجار يفوق بمضاعفاته ما أصاب العاصمة بيروت، إن لم يبادر المسؤولون في اتحاد بلديات الفيحاء للقيام بواجباتهم لتأمين سلامة المواطنين ومنع حصول الكارثة لا سمح الله".

تواصل "مستقبل ويب" مع الخبير البيئي جلال حلواني لاستضاحه حول ما أدلى به زميله الأيوبي ومدى جديته وخطورته على طربلس واهلها،  فقال "بعد ان استمعت للتحذير الذي أطلقه زميلي المهندس الأيوبي مشكوراً توجهت مباشرة الى المكان المقصود وتأكدت بنفسي من وجود هذه الكميات الضخمة من الاطارات والتي تشكل تهديداً صارخاً للبيئة وتهدد بانفجار آخر يشبه الى حدٍ بعيد حريق مرفأ بيروت وما نتج عنه".

ويشرح حلواني  "موضوع وجود مخزن للاطارات المستعملة خلف معمل فرز النفايات التابع لاتحاد بلديات الفيحاء والذي تديره شركة AMB هو فضيحة بكل معنى الكلمة. فدفتر شروط ادارة معمل الفرز يشير الى انه يتوجب على الشركة المتعهدة ان تفرز النفايات وتقوم بجمع كل نوع من النفايات غير العضوية على حدا سواء أكانت بلاستيك، حديد، ورق، أو اطارات، على ان لا تتعدى فترة تخزين هذه النفايات 48 ساعة. نحن اليوم أمام فضيحة بيئية حيث نشهد تجمع آلاف الاطارات المستعملة التي تشكل تهديدا للبيئة بسبب امكانية اشتعالها في أي لحظة ما يشكل تهديداً مباشراً وكبيرا للبيئة ولصحة المواطنين".

وبعد ان تساءل حلواني عن سرّ وهدف وغاية وجود هذا الكمّ الهائل من الاطارات، أكد بأنه " ومن موقعنا العلمي والبيئي المسؤول نلفت النظر الى الامور التالية :

1- ان تخزين هذه الاطارات هو مخالف لدفتر شروط تلزيم ادارة معمل الفرز، والذي حدد مهمة الشركة المشغلة لمعمل الفرز ولم يعطها الحق بالتصرف في عقار المعمل كيف ما تشاء وعلى الاخص استعماله كمستودع في الهواء الطلق لمواد يمكن ان تتسبب بكوارث بيئية.

2- ان تخزين الاطارات المستعملة يطرح تساؤلات عديدة عن اهداف الشركة من وراء هذه العملية، فهل يا ترى سيتم بيعهم للاشخاص الذين يحرّكون الاحتجاجات ليتم حرقهم في الشوارع وقطع الطرقات؟ ام ليتم بيعهم الى اصحاب البور الذين يقومون بحرقهم خلسة لانتزاع الاسلاك فيها، وفي كلتا الحالتين فالمتضرر هو المواطن اللبناني عامة والطرابلسي خاصة.

3- ان وجود الاطارات المطاطية بجانب المكب القديم للنفايات هو في حد ذاته يشكل خطرا كبيرا على البيئة وصحة المواطنين، حيث ان هناك غاز ينبعث من جبل النفايات نتيجة تحلل النفايات العضوية وهذا الغاز مختزن بشكل اساسي داخل جسم الجبل وينبعث كميات منه في الهواء الطلق، وفي حال لا سمح الله تولّد شرارة كهربائية لسبب ما ، فان حدوث حريق ضخم في المنطقة هو احتمال كبيير مع ما يتبع ذلك من آثار سلبية على مرفأ طرابلس وسكان مدن طرابلس والميناء.

لذا، فاننا نطالب اتحاد بلديات الفيحاء بالتحرك فوراً، واتخاذ الاجراءات السريعة بازالة هذه الاطارات من أرض معمل فرز النفايات وتخزينها في مكان آخر سليم وآمن يخضع للمراقبة. ولا يجوز تركها في العراء لتكون مصدراً لحدوث حرائق لا يحمد عقباها، فصحة المواطنين وبيئة المدينة امانة في اعناقهم ولا يجوز التهاون فيها."




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

21 أيلول 2020 19:43