22 أيلول 2020 | 15:44

أخبار لبنان

‏"الشرعي الاعلى": تشكيل الحكومة من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس ‏الجمهورية ‏

عقد "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى" جلسته العادية، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد ‏اللطيف دريان في دار الفتوى، في حضور العضو الطبيعي في المجلس الرئيس فؤاد السنيورة. ‏وبحث في الشؤون الإسلامية والوطنية.‏

بيان

وأصدر المجلس بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ فايز سيف، ونص على ما يلي:‏

‏"توقف المجلس أمام الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية والصحية التي يعانيها اللبنانيون، ‏مؤكدا أن تشكيل الحكومة من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية كما نص ‏عليه الدستور. فالعقبات والعراقيل والعوائق التي نشهدها تذكرنا بما كان يحصل للحكومات ‏السابقة، الأمر الذي يجب تجاوزه والتزام النظام العام الذي ارتضاه اللبنانيون جميعا، ولا ينبغي ‏أن نكون مختلفين ومتشددين في المطالب بل ميسرين ومتعاونين، لأنه كفانا مناكفات وتصلبا في ‏المواقف.‏

ورأى إن من المراهقة السياسية ومن الخطورة بمكان افتعال مواقف وظروف، تعلوها علامات ‏استفهام كبيرة، لتبرير مطالب خارج الزمان والمكان بإعادة النظر في الأسس التي توافق عليها ‏اللبنانيون جميعا وبعد جهود كبيرة وبمساعدات عربية ودولية مشكورة.‏

يهيب المجلس بكل القوى الوطنية تجاوز الصراعات الضيقة والمصالح الآنية العابرة، والارتفاع ‏إلى مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان في أمنه، وفي موت أبنائه، والتي قد تهدد ‏وحدته ومصيره.‏

وشدد المجلس على ان لبنان في حالة شديدة الخطورة ولا يستطيع الانتظار اكثر مما انتظر، علينا ‏أن نعمل ما بوسعنا كي نساعد الرئيس المكلف لتسهيل مهمته لا بتقاذف التهم وبالاجتهادات ‏المتعارضة بخلفيات سياسية، وقد تكون المبادرة الفرنسية الفرصة الأخيرة لنا التي يجب التمسك ‏بها والعمل على إنجاحها، فالشعب اللبناني يئن من ثقل الأزمة التي بدأت تأخذ منحا طائفيا تحت ‏ذرائع أو مصالح فئوية سياسية وطائفية لأنها تستهدف لبنان وعيشه المشترك وهذا ما لم نكن ‏نرضى به لا من قبل ولا من بعد. ويستنكر المجلس بشدة ظاهرة تحويل الاختلافات السياسية ‏والحزبية والشخصية، إلى صراعات طائفية وخلافات مذهبية.‏

لقد استقبل اللبنانيون مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون بكثير من الشكر والأمل. ولكن نخشى الآن ‏أن تضيع هذه المبادرة الودية، وأن يتبخر الأمل بالخروج من المأزق ولا يبقى سوى الشكر لكل ‏من حاول مساعدتنا بكل جهده، وفشلناه بكل جهود المتربعين على عرش السلطة.‏

وناشد المجلس كل القيادات الدينية والقوى السياسية للتعاون والتضامن وتوحيد الصف لإيجاد ‏المخارج الوطنية لولادة الحكومة، فكل وزارة مهمة ولها رمزيتها والأهم هو المرونة والتسهيل ‏واحترام ما نص عليه اتفاق الطائف والعمل معا من اجل لبنان الذي نحب أن يكون كما كان على ‏امن وازدهار ونمو ليبقى نموذجا في عيشه المشترك الإسلامي المسيحي.‏

ودعا المجلس الشرعي الى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف وتطبيق بنودها ‏كاملة، نصا وروحا، لا الخروج عنها أو تفسيرها بما يتعارض مع نصوصها الواضحة ‏والصريحة أو البحث عن الحلول خارج الدستور، بما يؤدي إلى خلافات ونزاعات تضرب ‏الاستقرار في البلاد، وتألب الناس بعضهم على بعض، المطلوب الاحتكام إلى الدستور وكل عبث ‏به ومحاولات الالتفاف عليه والتذاكي بتفسيره، هو قفز نحو المجهول وضياع الدولة.‏

يهيب المجلس بضمائر أهل السلطة وأصحاب القرار أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية، ‏أمام الله وأمام الناس. فلبنان ليس كرة تتقاذفها أرجل اللاعبين والمتلاعبين. ولكنه دولة ذات ‏رسالة ارتضيناها وطنا نهائيا لنا جميعا.‏

ودعا المجلس الشرعي السادة النواب الى إقرار قانون العفو العام الشامل في السجون المكتظة ‏بالموقوفين والمحتجزين والمحكومين وغير المحكومين اليوم قبل الغد دون أي استنسابية في ‏اتخاذ القرار كي لا يشعر احد بالغبن والظلم والإهمال تحت حجج واهية، علما ان وباء كورونا ‏بدأ يفتك باللبنانيين، والمساجين هم اكثر عرضة للوباء بسبب الاكتظاظ وضعف العناية الصحية، ‏فالحكمة والرأفة والرحمة والحرص على السلامة العامة كل ذلك يقتضي حلا سريعا بإصدار ‏قانون العفو العام الشامل كي لا نقع في المحظور.‏

وتوقف المجلس مليا وبحسرة أمام الوضع المعيشي والاجتماعي والمالي المتردي الذي ينذر بثورة ‏الجياع الذين سينفد صبرهم بعد ان أكلت مدخراتهم ولم يعد لعملتهم الوطنية أي قوة شرائية ‏تستطيع ان تؤمن لهم اقل حاجاتهم الأساسية، وهنا تقع المسؤولية على الجميع للتسريع في تأليف ‏حكومة متخصصين ومستقلين لإنقاذ ما تبقى من هيكل الدولة التي ينبغي ان تستمر بجهود ‏المخلصين من رجالاتها وأبنائها وتخليص اللبنانيين من رحلات وقوارب الموت في البحار.‏

ويرى المجلس أن أسوأ أو أخطر ما في هذا التدهور الخطير، هو أن لبنان الغارق حتى أذنيه في ‏المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمالية المتداخلة والمعقدة، والذي لا يزال يكافح من أجل رفع ‏ركام الكارثة الرهيبة التي نزلت بعاصمته بيروت، وبأهلها في الرابع من الشهر الماضي، يواجه ‏خطر التعرض للإفلاس".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 أيلول 2020 15:44