24 أيلول 2020 | 08:36

صحافة بيروت

إقرأ كل الصحف.. عبر "مستقبل ويب"

النهار

ضغط دولي و3 أيام حاسمة بعد خطوة الحريري

الجمهورية

باريس تدفع لتنفيذ مبادرة الحريري .. و"الثنائي" متمسّك بتسمية الوزراء

اللواء

"فرملة" كرة التأليف.. وباريس للضغط الدولي على الطبقة السياسية!

الإتفاق على وزير المالية بانتظار التشكيلة.. وامتعاض مسيحي من مبادرة الحريري

نداء الوطن

"الثنائي" يستلحق مبادرة الحريري... وعون "يكشّر" عن توقيعه

لبنان في عيون السعودية: "ساقط عسكرياً"!

الأخبار

تأليف الحكومة: حلّ المالية يفتح عقداً أخرى

الشرق الأوسط

مبادرة الحريري تحرك مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية

توقعات بإعلانها خلال يومين... وبرّي يقدم لائحة من 10 أسماء إلى أديب

الشرق

مبادرة الحريري قيد الدرس شيعياً… والتفاؤل حذر

الرئاسة تذكّر بدورها وأديب: حكومة ترضي الجميع

الديار

أزمة "المالية" أظهرت أن لبنان على شفير الهاوية.. والعيش المشترك مُعَرّض للانهيار

بعد إقناع الحريري .. الجهود الفرنسية تبدأ مع الثنائي الشيعي .. وعون معني بالتمثيل المسيحي

لودريان : مستقبل لبنان على المحك ومن دون إصلاحات لن تكون هناك مساعدات مالية دولية

-----------------

باريس تشيد بالإعلان "الشجاع" للحريري: إحساس بالمسؤولية والمصلحة الوطنية

لاحظت الصحف أن وزارة الخارجية الفرنسية سارعت الى اعلان "اشادة فرنسا بالإعلان الشجاع الذي أدلى به الرئيس سعد الحريري إذ يبرهن على إحساسه بالمسؤولية والمصلحة الوطنية للبنان. ويمثّل هذا الإعلان انفتاحاً لا بدّ أن يدركه الجميع إدراكاً تاماً حتى يتسنّى الآن تشكيل حكومة ذات مهام محدّدة". ودعت "جميع المسؤولين السياسيين اللبنانيين إلى احترام الالتزامات التي قطعوها بأنفسهم في الأول من أيلول أمام رئيس الجمهورية في سبيل تلبية الاحتياجات العاجلة للبنان".

ولفتت الصحف إلى أن مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان حضت الزعماء السياسيين اللبنانيين على التكاتف لتشكيل حكومة . وقالت المجموعة في بيان بعد اجتماع عقدته امس ان "أعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان حثوا الزعماء اللبنانيين على التكاتف لدعم تشكيل حكومة في الوقت المناسب تكون قادرة على تحقيق التطلعات المشروعة التي عبر عنها الشعب ".

ودعا وزير الخارجية جان إيف لودريان، خلال الإجتماع، اللبنانيين إلى "تشكيل حكومة الآن". وطالب "الشركاء الدوليين بزيادة الضغط على القوى السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة"، محذراً "مرة أخرى من أن وصول المساعدات المالية الحيوية مشروط بإجراء الإصلاحات".

وقال لو دريان "إن القوى السياسية لم تنجح بعد في الاتفاق على تشكيل الحكومة. ولذلك، فإن الضغوط القوية والمتحدة من جانبنا ضرورية لدفع المسؤولين اللبنانيين إلى احترام التزاماتهم". أضاف: "مستقبل لبنان على المحك، ومن دون إصلاحات لن تكون هناك مساعدات مالية دولية".

"النهار": كأس السمّ واللوتو الشيعي

كتب راجح الخوري في "النهار": كأس السمّ واللوتو الشيعي

بيان وزارة الخارجية الفرنسية رحب بـ"مبادرة الحريري الشجاعة"، معتبراً انها تبرهن عن حسّ بالمسؤولية، وخصوصاً انها جاءت بعد اتصال هاتفي من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي طلب هذا التنازل، بعد وعد فرنسي بالعمل على تسهيل قروض مؤتمر "سيدر" على نحو سريع، يمكن ان يشكل تعويضاً سياسياً عن شرب السم، لأنه بالتالي سيظهر الحريري في موقع مَن يقبل الخسارة شعبياً مقابل الكسب وطنياً. ماذا سيكون موقف الثنائي الشيعي اذا كانت مبادرة الحريري ستقفل الباب نهائياً على اشتراط جعل وزارة المال عُرفاً شيعياً دائماً، وفي هذا السياق ترى مبادرة الحريري ان الأمر مقبول لمرة واحدة، وان من غير المقبول ان يقوم الشيعة بإسقاط أسماء وزرائهم في التشكيلة الوزارية، بما يحوّل الرئيس المكلف مصطفى أديب ومن ورائه إيمانويل ماكرون الذي طرح مبادرة "حكومة المهمة" من اختصاصيين من غير السياسيين، مجرد صندوق بريد؟ وإذا كانت الثنائية الشيعية وجدت في مبادرة الحريري مجرد خطوة إيجابية، وليست حلاً لجهة أنها اشترطت اسقاط اعتبار وزارة المال من الدستور او العرف، فذلك نتيجة إحراج واضح بإزاء رفضها او الإستدارة عليها، ولهذا برزت فكرة "اللوتو الشيعي"، اي ان يقوم "الثنائي" بتسليم لائحة من 10 أسماء شيعية للمالية يختار منها أديب اسماً، بدلاً من ان يقوم هو باختيار الإسم كما اقترح الحريري اصلاً! ولكي يكتمل النقل بالزعرور كما يقال، كان لا بد من التوقف ملياً عند ما صدر عن مصادر قصر بعبدا أمس مذكّراً تكراراً بالمادة 53 [الفقرة 4] والمادة 64 [الفقرة 2] من الدستور، لجهة القول ان الحكومة تصدر بـ"الاتفاق" بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بما يعيد الجدال حول المعنى الدستوري لكلمة "الإتفاق"، وهل تعني المشاركة في عملية التشكيل او الموافقة على التشكيلة. وأياً تكن النتيجة غداً، فإن من الضروري القول "كاسك يا وطن" حتى لو كانت الكؤوس بطعم السمّ، على اعتبار ان اللبنانيين يزدحمون عند محطات القطارات التي يمكن ان تحملهم الى جهنم، التي لم ولن تقفل ابوابها النارية بعد، إذا كان ليس من الواضح اننا ذاهبون فعلاً الى "حكومة مهمة" من خارج الغابة السياسية الفاسدة، وإذا كان كل المسؤولين لم يستيقظوا أمام أبواب الجحيم الذي فجَّر لبنان من المرفأ!

"النهار": دورُ فرنسا المُـنـتظَر

كتب سجعان قزي في "النهار": دورُ فرنسا المُـنـتظَر

مبادرةُ فرنسا بشأنِ تأليفِ الحكومةِ اللبنانيّةِ هي جُزءٌ من دورٍ فرنسيٍّ استراتيجيٍّ أوْسعَ يَهدُف إلى حمايةِ لبنان في المرحلةِ المقبِلة وتحييدِه عن صراعاتِ الشرق الأوسط: إسرائيل تَضغَطُ عبرَ الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّةِ لرفعِ مستوى التفاوضِ حولَ الحدودِ ومُربَّعاتِ النَّفِط إلى مستوى ديبلوماسيٍّ توطئةً لعقدِ اتفاقِ سلامٍ ثنائيّ. وإيران تحاول عبرَ حزبِ الله إبقاءَ لبنان جَبهةً عسكريّةً وتَغييرَ نظامِه وهويّتِه. والمجتمعُ الدوليُّ يسعى عبر منظّماتِه إلى توطينِ اللاجئين الفِلسطينيّين ودمجِ قِسمٍ من النازحين السوريّين فيه. عادت فرنسا إلى بيروت لمنعِ تفجيرِ لبنان بعدَ تفجيرِ المرفأ، فتَضمَنُ حدودَه واستقلالَه وحِيادَه واستقرارَه في وقتٍ يُشكِّلُ لبنانُ نُقطةَ التقاءِ نزاعاتِ أكثرَ من طرفٍ عربيٍّ وإقليميٍّ ودوليّ. وإذا كانت فرنسا ارتَكبَت هَفواتٍ في مبادرتِها الحكوميّة، فأبعادُ دورِها الأوسعِ في لبنان هي التالية: الحؤولُ دون التمدّدِ التركي فيه لأن النظامَ العُثمانيَّ الجديد يسعى إلى خلقِ واقعٍ في شمال لبنان يَسمحُ له بالتدخل عسكريًّا على غرارِ ما فعل في العراق فسوريا فليبيا. استباقُ انفجارِ الوضعِ في جَنوبِ لبنان لأنَّ التوقعاتِ غيرُ مطمْئِنة. فإسرائيل تَرغَب باستدراجِ لبنان نحو سلامٍ يُبرّرُ انخراطَ سوريا فيه أيضًا، وإيران تَعتبر جَنوبَ لبنان الـمُربّعَ الأخيرَ الباقي لها - حتى الآن - في المِنطقةِ بعد التضييقِ عليها في سوريا والعراق. تنظيمُ مِنصّاتٍ دوليّةٍ لمساعدةِ لبنان ماليًّا واقتصاديًّا، والإشرافُ على وصولِ الأموالِ وتوزيعُها والمشاركةُ في مشاريعِ النهوض، وأبرزُها الطاقةُ والكهرباءُ والاتّصالاتُ والمواصلات. وتُخطِّطُ فرنسا لأن يَنضمَّ لبنانُ لاحِقًا إلى "منظمّةِ شرقِ المتوسّط" النَّفطيّة. رعايةُ مؤتمرِ حوارٍ وطنيٍّ يؤدّي إلى تطويرِ النظامِ السياسيِّ، والحثُّ على وضعِ استراتيجيّةٍ عسكريّةٍ تُعالج وجودَ سلاحِ حزبِ الله. غير أنَّ فرنسا لا تَملِك بَعدُ تصوّرًا واضحًا للنظامِ الجديدِ، ولا لكيفيّةِ حلِّ مُعضِلةِ سلاحِ حزبِ الله، ما يَجعلُها بحاجةٍ إلى مساعدةِ أكثر مِن "صديق". لذلك يُستبعَدُ أن تُعطى فرنسا وكالةً حصريّةً برعايةِ لبنان كما كَلّفتْها "عُصبةُ الأممِ" سنةَ 1922 بالانتداب، لاسيّما أنَّ واشنطن سَبقت باريس إلى تسليحِ الجيشِ اللبنانيّ المُقبلِ قريبًا على تحمّلِ مسؤوليّةِ حمايةِ الشعب من أعمالٍ متهوِّرة.

الحريري يتخذ مبادرة "غير شعبية" لتجاوز المأزق... والكرة في ملعب "الثنائي الشيعي"

اما اوساط الرئيس الحريري، فقالت لـ"اللواء": ان الحريري قدم مبادرته الانقاذية بهدف تسهيل عملية تشكيل الحكومة، وننتظر رد الثنائي الشيعي رسمياً عليها لا عبر التسريبات الاعلامية. علماً ان كل الاطراف تعهدت للرئيس ماكرون بوضع خلافاتها جانباً والمشاركة في إنقاذ البلد. وعلى هذا فإن موقف الثنائي يقدم او يؤخر تشكيل الحكومة.

وأوضح مقربون من الحريري لـ"الجمهورية" انّ الحريري اصرّ على تقديم مبادرته، رغم انّها ليست شعبية، وقد تُفّسر على انّها تراجع، الّا انّها فرصة جدّية للحل، من شأنها ان تُترجم سريعاً وعوداً فرنسية متجددة بحشد الدعم المالي للبنان، إن عبر فرنسا، او عبر دول اخرى، وخصوصاً مجموعة الدعم الدولية للبنان.

وقال المقرّبون "إنّه يتجاوز في مبادرته كل بعد شخصي او مصلحي له. والمخرج الذي بادر الى طرحه، يندرج في سياق مسلسل التضحيات التي قدّمها في الكثير من المحطات، سعياً لدفع البلد الى تجاوز المأزق العالق فيه على كل المستويات، مع ادراكه انّ بقاء الحال على ما هو عليه سيعمّق حتماً من هذا المأزق ويقود البلد الى المجهول".

ورداً على سؤال، لفت المقرّبون الانتباه، الى انّ هذه المبادرة هي آخر ما يمكن ان يقدّمه الحريري، وبالتالي فإنّ الكرة في ملعب حركة "أمل" و"حزب الله"، اللذين عليهما ان يثبتا بالفعل انّهما مع إنجاح المبادرة الفرنسية وليس العكس".

أحمد الحريري: موقف الحريري يغلب المصلحة الوطنية

وتوقفت الصحف عند تغريدتين للأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، فقال، في الأولى إن "أهمية موقف الرئيس سعد الحريري (أمس الاول)، أنه يؤكد نهج تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة السياسية والحزبية الضيقة، والدفع نحو الاستثمار في نهضة لبنان بدل تعطيل عجلة النهوض تحت عناوين لمكتسبات طائفية ومذهبية".

وأضاف في التغريدة الثانية "في زمن المآسي من "كورونا" الى انفجار المرفأ مروراً بـ"عبّارة الموت" التي هتكت بأرواح بريئة كانت تبحث عن حياة كريمة، يبقى الامل بالخلاص مرهوناً بصدق النوايا في العمل سوياً وشبك السواعد للعبور بلبنان الى برّ الامان بدل الغرق في مستنقع الخلافات والازمات التي لا تنتهي".

"النهار": أين أخطأ سعد الحريري وأين أصاب؟

كتب غسان حجار في "النهار": أين أخطأ سعد الحريري وأين أصاب؟

في المبادرة الجديدة التي أطلقها الحريري ودعوته الى تسلّم شيعي "مستقل" وزارة المال، ولو لمرة واحدة، أي من دون تكريسها من الحصة الشيعية الدائمة، فإنه أصاب في أماكن وأخطأ في أخرى. أين أخطأ الحريري؟ - لم ينسّق مع الرؤساء السابقين للحكومات، الشركاء الذين نادوا معه بالمداورة وعدم تثبيت المواقع، وعدم تكريس أي مقعد وزاري لأي طائفة. - أصدر بيانه في اليوم الذي اجتمع المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في دار الفتوى من دون وضعه في أجواء "استدارته". -1 لم يهيّئ جمهوره لمثل تلك "الصدمة"، خصوصاً أن خصومه داخل الطائفة السنية باتوا كثراً، وكما يُقال بالعامية "ينتظرونه على الكوع". 2- استجاب لمطلب الرئيس نبيه بري مجدداً تكريساً لتحالف معه، ومكرساً التباعد مع رئيس الجمهورية الذي بدا محاصراً بعدما كان دعم مطلب رؤساء الحكومات السابقين ومنهم الحريري نفسه، فبدا الاخير كأنه وجّه اليه طعنة، اذ سيصار الى درس جدي لاقتراح الحريري واهمال متعمد لفكرة الرئيس عون. 3- استثار غضب الأميركيين والسعوديين، وحشر نفسه أكثر، لكونه "المتهم" بالاستجابة لمطلب "حزب الله" وتسهيل مهمته. أين أصاب الحريري؟ 1- أصاب في فتحه الباب أمام حلحلة ممكنة تقود ربما الى تأليف الحكومة، مجنباً البلاد الحلول الساخنة في الشارع كمثل ما حصل في 7 أيار 2008 وأكثر. 2-"باع" صديقه الرئيس ايمانويل ماكرون خدمة لإنقاذ مبادرته فلا يتحمل تداعيات هذا السقوط. 3- ساهم في فك عزلة الطائفة الشيعية مخففاً الاحتدام المذهبي الذي بدأ يسود كل الأوساط. 4- وضع الكرة في مرمى الثنائي الشيعي، محملاً إياه مسؤولية التعطيل، نازعاً عن نفسه وعن شركائه تبعات التأخير في تأليف الحكومة. 5- أدى خدمة لـ"صديقه" اللدود الرئيس بري من دون أن ينقذه تماماً من المستنقع الذي وقع فيه للمرة الأولى. 6- أثبت مجدداً أنه صاحب مبادرة وقرار، وأنه الراعي الأول للحكومة المقبلة.

"النهار": سعد الحريري بادر لكنّه لا يُحسد على وضعه!

كتب سركيس نعوم في "النهار": سعد الحريري بادر لكنّه لا يُحسد على وضعه!

لا يشكُّ أحد بأنّ شعور الحريري بالإحباط أسهم في عودته إلى "التعقُّل" من دون التخلّي عن ثوابت الموقف السُنّي ورؤساء الحكومات السابقين والموقف المسيحي الذي صار واحداً بعد تبنّي الرئيس ميشال عون و"تيّاره" المُداورة في الحكومة رغم استمرار العداء الشامل بينه وبين "القوّات" و"المردة" و"الكتائب". لكنَّ الإنصاف يقتضي الإشارة إلى عاملين آخرين دفعا الحريري إلى موقفه الأخير (تعيين وزير شيعي مُستقل فعلاً لا قولاً لحقيبة المال يختاره الرئيس المُكلَّف أديب) الذي فتح في رأيه الباب أمام حلٍّ توافقي إذا كانت نيّات "الثنائي الشيعي" صافية. الأوّل هو رفضه تطوُّر الخلاف إلى ما لا تُحمد عقباه من صدامات وحوادث واشتباكات مُتفرّقة في الشوارع ومن رؤية الدماء تسيل. وسببه شخصيّته المُسالمة والتسوويّة القريبة من شخصية والده الراحل. هذا ما دفع المُتضرّرين منه على تنوُّعهم إلى قتله البعض بالتخطيط والبعض بالتنفيذ والبعض بالصمت المتواطئ. العامل الآخر هو رغبته الشديدة في العودة إلى رئاسة الحكومة لأسباب مُتنوِّعة يعرفها اللبنانيّون وغير اللبنانيّين يتّصل بعضها بالمصلحة الفئويّة والمصلحة الوطنيّة وبمصالح خاصّة. العامل الثالث هو إدراكه أنّ موقعه السياسي داخل شعبه يضعف باستمرار جرّاء تحدّيات عدّة لزعامته، وهذه المرّة من أقرب الناس إليه بالدمّ وربّما ليس بالعلاقة الوديّة شقيقه بهاء. إذ يبدو أنّ الأخير قرّر دخول المُعترك السياسي الذي كان دخله فور استشهاد والده بتسميته خلفاً له، والذي خرج منه بعد 24 ساعة. ويُقال أنّ المملكة العربيّة السعوديّة في حينه اقترحت استبداله بأخيه الذي عاش بين مسؤوليها الكبار بتوجيه من والده مُهتمّاً باستمرار الأعمال بعد دخول الوالد الحياة السياسيّة اللبنانيّة. أمّا العامل الأخير فهو السلبيّة الكبيرة حياله التي أبدتها السعوديّة منذ عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّ عهده ابنه الأمير محمد ولأسباب عدّة صارت معروفة. وهي لا تزال مُستمرّة لكنّها صارت شاملة لبنان دولة ومؤسَّسات ورئاسات وحليفٌ كان له المقام الأوّل فيها هو سعد الحريري. فهي لم تُبدِ إيجابيّة حيال مبادرة ماكرون وقبلها. ولا يبدو أنّها ستنتقل إلى الإيجابيّة بعدها سواء نجحت أو فشلت. السبب عجزه عن الوفاء بوعود كثيرة قطعها لها، يتعلّق بعضها بعجزه عن ممارسة سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وتحديداً بينها وبين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، والعامل الأخير أيضاً هو سلبيّة أميركا حياله وحيال لبنان جرّاء إخفاقه في تنفيذ وعوده لها وبعضها مُشابه لوعوده للمملكة، وبعضها الآخر أكثر أهميّة وهو إقناع الدولة اللبنانيّة الرسميّة الضعيفة والدولة الفعليّة الأقوى منه بإنجاز ترسيم الحدود البحريّة والبريّة مع إسرائيل.

"النهار": مبادرة الحريري سلكت والعبرة لدى الثنائي.. بالتنفيذ

كتبت سابين عويس في "النهار": مبادرة الحريري سلكت والعبرة لدى الثنائي.. بالتنفيذ

قد تنجح مبادرة الحريري في كسر جمود التأليف وتحريك مياهه الراكدة عند عقدة المال، سيما وان ردة فعل الثنائي الشيعي لم تكن سلبية، وان لم تكن مرحبة او ايجابية في شكل عام، حفاظاً على ماء الوجه تجاه التمسك بحق التسمية الى جانب الحق بالتوقيع الثالث، علماً ان السير بالمبادرة كما طرحها الحريري تقضي على هذا الحق. ولكن السؤال، هل تسهل التأليف وتعبد الطريق امام الولادة، او ان ثمة ألغاماً اخرى في طريقها الى الظهور، منعاً للتأليف؟ لا تستبعد مصادر سياسية مواكبة ان تقتصر مطالب الثنائي عند عقدة وزارة المال، مشيرة الى ان العقدة الثانية ستتمثل بالمطالبة بحق تسمية الوزراء الآخرين وحقائبهم، دفعاً للحريري الى مزيد من التنازل. وعليه، فإن المبادرة يجب ان تشكل رزمة متكاملة تتضمن الاسماء الشيعة المقترحة لكل الحقائب. ولا تستبعد المصادر ان يتم الاقتراح بالتشاور والتنسيق مع بري، بحيث ترد الاسماء المتوافق عليها ضمن سلة الاسماء. ولا تخفي المصادر تفاؤلها بإمكان ان تحدث المبادرة خرقاً حقيقياً شرط ان يتبين الثنائي جدية الطرح وعدم المناورة فيه على قاعدة ان العبرة في التنفيذ! الثابت اليوم ان الثنائي بات مدركاً اهمية عدم إسقاط المبادرة الفرنسية، اذ لا خيار آخر للبنان للخروج من أزمته الاقتصادية والاجتماعية والمالية الا بانجاحها، لإطلاق برنامج الدعم المالي الدولي، علماً ان باريس تدرك انه لا يمكنها التفرد بهكذا دعم ما لم يترافق مع مظلة اميركية توافق وتشجع الدول على الانخراط في تقديم الاموال. المطلعون على الموقف الاميركي يؤكدون انه رغم الدبلوماسية الخشنة التي تمارسها واشنطن، الا انها لن تقف امام اي برنامج اصلاحي جدي يهدف الى مكافحة الفساد ويلبي تطلعات اللبنانيين. ويؤكد هؤلاء ان العبرة في هذا الموقف تتمثل في عدم ممانعة واشنطن سابقاً عن القبول بحكومات يتمثل فيها الحزب، وان كانت لا تحظى برعايتها المباشرة.

"الشرق الاوسط": الحريري يخطط لإنقاذ المبادرة الفرنسية ويحمّل الثنائي الشيعي مسؤولية فشلها

كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": الحريري يخطط لإنقاذ المبادرة الفرنسية ويحمّل الثنائي الشيعي مسؤولية فشلها

الخطوة غير الشعبوية التي أقدم عليها الحريري لا تحاكي شارعه السياسي والطائفي وأحدثت صدمة لدى معظم الدول العربية من خلال سفرائها المعتمدين لدى لبنان الذين فوجئوا كسواهم بخطوته، فيما بادرت الخارجية الفرنسية وبصورة غير مباشرة إلى الترحيب بها بدعوتها إلى تشكيل الحكومة فوراً بلا إبطاء.

وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية إن الحريري أطلق مبادرته لأنه بات على قناعة بأنها تشكّل الفرصة الأخيرة للبنان للانتقال به من مرحلة التأزّم إلى مرحلة الخلاص، وأكدت لـ"الشرق الأوسط" أنه من غير الجائز التعامل مع خطوة الحريري كأنه يريد إنقاذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فحسب، وأنْ لا شيء آخر، وأن لبنان بألف خير وأنْ لا صحة للمخاوف التي بدأت تتحدث عن انفجار اجتماعي وأمني واقتصادي ومعيشي بدأ يدق الأبواب ولن يكون في مقدور أي طرف وقفه. ولفتت إلى أن الحريري الذي كان قد دفع ثمن التسوية التي أبرمها مع عون، يدرك جيداً رد الفعل الشعبي في شارعه على خلفية أن مبادرته لا تحاكي مزاج السواد الأعظم من محازبيه من دون أن يبادر هؤلاء إلى استخدام الشارع للتعبير عن رفضهم، وقالت إنه أراد من خطوته هذه خفض منسوب الخسائر التي لن تلحق به وبتياره السياسي وإنما بالبلد ككل الذي يقف حالياً على فوّهة بركان ينذر ليس بزوال الدولة فحسب وإنما بارتفاع منسوب الاحتقان الطائفي والمذهبي. ورأت المصادر نفسها أن الحريري يفضّل الانسحاب من الحياة السياسية بدلاً من أن يتحول إلى شاهد على اندلاع فتنة سنّية شيعية يجد نفسه عاجزاً عن وأدها، وقالت إنه يتوخى من خطوته هذه تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بأنه ليس السبب في إفشال مبادرة ماكرون. وكشفت أن الحريري تمكّن من حشر الثنائي الشيعي في الزاوية ومن خلالها إيران، وقالت إن الكرة في مرماه وأن الرئيس عون يلتقي معه في إصراره على تطبيق المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف من جهة، وفي إنجاحه للمبادرة الفرنسية من جهة أخرى، رغم أن التواصل بينهما مقطوع ولم تنجح حتى الساعة المحاولات التي جرت لإعادة فتح قنوات التشاور، وأن إيفاده لعضو كتلته النائب سمير الجسر، للمشاركة في المشاورات التي رعاها عون لا تصب في خانة معاودة تطبيع العلاقات وإنما لتأكيده أنه ليس في وارد إقفال الأبواب في وجه محاولات إنقاذ المبادرة الفرنسية. واعتبرت المصادر نفسها أن الحريري لم يتطلع من خلال مبادرته الاقتحامية لإحراج الثنائي الشيعي، إلى تبرئة ذمته حيال ماكرون وإنما إلى تقديره لزوال الكيان اللبناني إذا لم تنجح المبادرة الفرنسية.

"نداء الوطن": الحريري... انبطح وتنازل لمن؟!

كتب محمد نمر في "نداء الوطن": الحريري... انبطح وتنازل لمن؟!

"بيان مهم للحريري بعد قليل"... حبس أنفاس وتمنيات بموقف تصاعدي... صدر البيان: "المالية للشيعة لمرة واحدة"... وما هي إلا دقائق حتى أغرق "المولولون" مواقع التواصل الاجتماعي بمصطلحين "انبطاح وتنازل". تنازل وانبطح لمن؟ كان المسار الحكومي قبل العقوبات الأميركية كالآتي: مرونة لدى "الثنائي" وموافقة على حكومة مستقلة، وتمنٍ من الحريري بأن يكون وزير المالية سنياً. أتت العقوبات وأعلن بري عدم مشاركته بالحكومة. جاء الاتصال الإيراني لـ"حزب الله": "لا حكومة". رسمت طهران هدفاً يجب أن يحققه الحزب الذي رفع سقف المطالب: تسمية وزير المالية وكل الوزراء الشيعة والحصول على الثلث المعطل، مستخدماً سلاح اثارة العصبية المذهبية، رافعاً شعار "هيهات منا الذلة" ليشعر معها الشيعي أنه يخوض معركة وجودية. أدرك حينها الحريري أن الحكومة "طارت" والبلد يتجه إلى "الفوضى". ولولا الضغط الفرنسي لكان حالياً أديب يكمل عمله في ألمانيا. وبدأ الصراع يكبر، سني – شيعي، مسيحي – شيعي. رسم البطريريك الراعي سقفاً لرئيس الجمهورية منعه من الانسجام مع "الثنائي الشيعي"، فناور عون واقترح مبادرة باعطاء الوزارات السيادية للأقليات، وهي مبادرة لزوم ما لا يلزم، فالمشكلة ليست بطائفة الوزير بل بمن يسميه! أتت مبادرة الحريري قاطعة الطريق على شد العصب الشيعي، مطمئنة الطائفة الشيعية الى أن المداورة لا تستهدفهم ولا مانع أن يتولى الوزارة وزير شيعي على أن يسميه الرئيس المكلف. نزلت الرايات، ولم يعد أمام "الثنائي" حجة يدفع بها جمهوره إلى المواجهة. فعلياً: 1- حشر الرئيس الحريري "حزب الله" في الزاوية: لا أحد يريد استهداف الشيعة و"منتهية لا تسمية للثنائي ولا لرئيس الجمهورية ولا للوطني الحر". 2- نزع ذريعة التعطيل الايرانية فإذا كان المطلب أن يكون وزير المال شيعياً فهو كذلك، لكن سيكون مستقلاً ويسميه أديب. 3- قطع الطريق على رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل بالمطالبة بحقائب.4- عزز واقع وجود شيعة مستقلين غير منتمين إلى "الثنائي". 5- حافظ على صيغة الحكومة: مصغّرة من مستقلين. 6- انهى العرف السائد منذ اتفاق الدوحة بـ"الثلث المعطل". مبادرة الحريري تراجع خطوة إلى الوراء للقفز خطوتين إلى الأمام، أي "المالية للشيعة... مقابل حكومة للبنان"، ولا خيارات أمام الخصم... "الثنائي محرج، stalemate".

"اللواء": مفاجأة الحريري .. مراسيم.. والدخان الأبيض؟

كتب درويش عمار في "اللواء": مفاجأة الحريري .. مراسيم.. والدخان الأبيض؟

المفاجأة برزت أمس الأوّل الثلاثاء من خلال البيان المفصل الذي أصدره الرئيس سعد الحريري معلنا قبوله تسلم شخصية شيعية وزارة المال مع سلسلة تحفظات وشروط أوضحها في سياق بيانه هذا. إلا أن موقف ما تبقى من نادي رؤساء الحكومة السابقين أي نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام المتحفظ على موقف الرئيس الحريري معتبرين انه موقف شخصي ولا يمثلهم، جعل الانظار تتجه نحو الثنائي الشيعي لإستكشاف ردة الفعل لديه بشأن موقف الحريري وموقف نادي رؤساء الحكومة السابقين سلباً أو إيجاباً بالتزامن مع صدور بعض الإشارات والتلميحات الإيجابية التي صدرت عن مراجع مقربة من عين التينة، وقد اكتفت بوصف الوضع والصورة بأنها لم تعد تشاؤمية.. كل ذلك يجعل المراقبين والمعنيين بمواكبة الشأن اللبناني يؤكدون انه ربما هناك توزيع أدوار محلي واقليمي ودولي بهدف تحريك الركود على صعيد تشكيل حكومة الرئيس أديب وبالتالي تفعيل الاتصالات بحلحلة العقد وإزالة الصعوبات برمتها للانطلاق بمسيرة التأليف، وهذا ما بدا جلياً من خلال الجهد الكبير والشخصي الذي بذله ولا يزال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومعاونوه في قصر الاليزيه، وما الاتصال الهاتفي الذي أجراه بالرئيس الحريري الثلاثاء الماضي قبل إعلان الأخير مبادرته أو مفاجأته الا دليل على مدى جهد واهتمام الرئيس ماكرون بهذا الشأن، ثم ما لبث ان طار إثر ذلك مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري إلى باريس على عجل ليقارب الاتصالات والاجتماعات الجارية هناك من قبل عرابي الحل الحكومي في لبنان. كل ذلك يُؤكّد بالتصريح أو التلميح من قبل الثنائي الشيعي بأن ما ورد في بيان الرئيس الحريري الأخير من شروط ومواقف سيُصار إلى تحويلها إلى طاولة الحوار المنتظر انطلاقتها في قصر بعبدا بعد تشكيل حكومة الرئيس أديب وهناك قد تجد لها حلولاً توافقية بين سائر الأطراف المعنية بغطاء إقليمي ودولي وعندها يمكن القول ان مفاجأة الرئيس الحريري أتت ثمارها وان الدخان الأبيض تصاعد من قصر بعبدا بدءا من لحظة إعلان حكومة الرئيس أديب للانطلاق بقطار الإصلاحات ومن ثم البدء بدعم لبنان على مختلف الصعد إقليمياً ودولياً.

"اللواء": مُبادرة الحريري لم تُنسق مع الثنائي والأسماء بعهدة ماكرون

كتب عمار نعمه في "اللواء": مُبادرة الحريري لم تُنسق مع الثنائي والأسماء بعهدة ماكرون

يؤكد محيطون بالحريري أنه أراد طرح المخرج المناسب والمتوفر من المأزق القائم وهو بذلك يسمح بتسوية هي بمنزلة الحل، كما أراد عرقلة مساعي من يريد فتح باب البلاد مشرعا أمام تغيير الصيغة في نظام مترنح قد يؤدي الى خراب البلد في هذا الظرف الدقيق. وثمة ما هو إضافي في ذهن الحريري يخشى منه كثيرون. إن عدم الولوج في الحل من شأنه ترسيخ أقدام حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس حسان دياب، أو ربما ما هو أسوأ بالنسبة الى الحريري وغيره في معسكره: حكومة لون واحد، أي حكومة دياب بلبوس أديب أو إسم جديد! اتخذ الحريري قراره الجريء بعد تنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن دون تواصل مباشر مع بري أو حزب الله. هو تواصل بالواسطة الفرنسية التي تلقت الأسماء الشيعية لوزارة المالية ونقلتها الى المعنيين ومنهم الحريري طبعاً. وبغض النظر عن صحة أسماء تم تداولها كأحمد شمس الدين أو يوسف خليل أو إسم سيدة من عائلة أبيض من المرجح ان يطرح غيرها قبل الاعلان رسميا عن المحظي منها، فإن الأمر يتعلق بأسماء غير مستفزة أي غير تابعة مباشرة للثنائي، لكن الجميع يعلم أن الوزير المقبل لن يكون مستقلاً بالكامل كما عبّر بيان الحريري عنه.. ثمة من ينتقد عدم صلابة للزعيم المستقبلي مستشهداً بمواقف عديدة للحريري لعل أهمها إستقالته سريعا بعد تفجر الغضب الشعبي مع تاريخ 17 تشرين ومن دون التنسيق مع أحد من اللاعبين الداخليين.. ويذهب بعض المزايدين عليه في الساحة السنية الى وصف خطوته بـالإنبطاحية أمام هيمنة حزب الله، لكن في كل الاحوال، يأمل كثيرون أن يخيط مبعوث فرنسي التسوية المقبلة بعد موافقة الثنائي الشيعي الذي يصف المستقبليون موقفه من مبادرة زعيمهم بالرمادي ويرفضون تصنيفه بالسلبي.

"الشرق": مبادرة الحريري… فرصة لوقف الإنهيار

كتب يحي جابر في "الشرق": مبادرة الحريري… فرصة لوقف الإنهيار

الانظار تتجه الى الاتي من الساعات والايام والاسابيع المقبلة… والجميع ينتظرون ما ستكون عليه مواقف الثنائي الشيعي من مبادرة الرئيس الحريري المطعمة فرنسيا، والتي اكد الرئيس المكلف تأييده لها…

يؤكد متابعون لمسيرة تشكيل الحكومة، ان العقد التي تواجه مسيرة الرئيس المكلف، ليست محصورة بـالثنائي الشيعي فحسب، وقد دخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الخط، متمسكا برفضه حكومة مصغرة من ١٤ وزيرا، داعيا الى حكومة، اقله من ٢٠ وزيرا، على خلفية ان يكون لكل وزارة وزير، اضافة الى اعتماد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب، ورفض تخصيص اي وزارة لأي طائفة او مذهب… والجميع يرددون قوله، الاثنين الماضي، محذرا من انه اذا لم تشكل هذه الحكومة، رايحين على جهنم…؟! لم يفصح الثنائي عن موقفه النهائي من مبادرة الحريري، التي سلمت بأحد ابرز مطالبه المتمثلة باسناد وزارة المال لوزير شيعي، ولو لمرة واحدة، يختاره الرئيس المكلف ، مع العلم ان هذا الثنائي متمسك بتسمية وزرائه، ولا يقبل بدخول اي احد على الخط… رغم دخول وسطاء لتذليل هذه العقد، مع الرئيس نبيه بري، الذي قيل انه، وبعد اتصالات الفرنسيين معه، ولقائه النائب بهية الحريري، اعد لائحة بمجموعة اسماء خبراء ماليين شيعة، من خارج امل وحزب الله، سيقدمها الى الرئيس المكلف، لكي يختار احدهم لوزارة المال، ما قد يفتح الابواب امام تشكيل الحكومة، الذي سيبقى رهنا بفكفكة العقد العونية …؟! بديهي ان تلقى المبادرة الحريرية ردودا سلبية واخرى ايجابية، وهو قرار لا بديل عنه، حتى اليوم، لمحاولة انقاذ اخر فرصة لوقف الانهيار المريع، ومنع سقوط لبنان في المجهول… وقد خرج الحريري من دائرة السجالات، التي تثير النعرات الطائفية والمذهبية، ووضع مصلحة لبنان واللبنانيين فوق اية مصلحة، وهو الذي تفرد بتقديم فتوى وطنية من رصيده الشخصي والسياسي، وقد باتت المسؤولية على عاتق الممانعين…؟!

"الديار": مُبادرة الحريري تُـهدّد بتقليص إضافي بشعبيّته وتُحيي علاقته بـالثنائي الشيعي

كتبت بولا مراد في "الديار": مُبادرة الحريري تُـهدّد بتقليص إضافي بشعبيّته وتُحيي علاقته بـالثنائي الشيعي

لا شك ان وضع الحريري سياسيا ليس الافضل في المرحلة الحالية، تماما كما هي حال معظم قيادات الصف الاول التي يبدو واضحا انها تقود القطار الى الهاوية بغياب المكابح. فأيا كانت التنازلات السياسية التي ستقدمها او اعادة النظر ببعض المواقف التي قد تقوم بها فهي متأخرة جدا بالطريق الى جهنم ولا شك انها لن تزيد على رصيدها الشعبي المتآكل. وبحسب مصادر الثنائي الشيعي فان التنازل الذي قام به الحريري والذي يبقى ناقصا في حال عدم اقراره بحق الثنائي باقتراح اسماء لتولي المالية وغيرها من الوزارات من حصته، أدانه واثبت ما كنا نردده عن سطوة رؤساء الحكومات السابقين على عملية تشكيل الحكومة، وبأن لا كلمة للرئيس المكلف بالموضوع انما لهؤلاء الذين يخضع بعضهم لاملاءات اميركية. وتستغرب المصادر في حديث لـ "الديار" تصوير تنازل الحريري كانجاز وطني وتصوير تمسك الثنائي بـالمالية كـ انانية مذهبية وطائفية مضيفة : تصوير الموضوع بهذه الطريقة هدفه تبسيطه وتسخيفه علما ان ما نحن بصدده معركة وجودية واستكمال لمخطط وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الهادف لعزل حزب الله بهدف كسره.. فهل نتنازل عن المالية في خضم العقوبات الاميركية التي توسعت لتطال حلفاء حزب الله فننكسر بزمن السلم ونحن لم ننكسر في أقصى ايام الحرب؟!. وفي حين تؤكد المصادر تمسكها باقتراح الاسماء لتولي المالية تقر باحداث اقتراح الحريري خرقا اساسيا في جدار الازمة، لافتة الى انه لو بقيت الامور على ما كانت عليه قبل مساء الثلاثاء، فان التوجه كان لاعادة تفعيل حكومة الرئيس حسان دياب. لكن يبدو ان الفرنسيين لم يستسلموا رغم سقوط المهل التي اعلنها الرئيس ايمانويل ماكرون، وقد تداولوا مع الحريري المخرج الذي طرحه والذي يحتاج برأينا لبعض التعديلات التي نستبعد ان ترفضها باريس التي تدفع بكل قوتها للتشكيل لان اخفاقها في الملف سيسجل اخفاقا لماكرون لا يخدمه في الداخل الفرنسي اضف انه يؤثر على موقفه امام الاميركيين الذين يتصدون بشكل او بآخر لسياسته في لبنان وتجاه حزب الله.

"الشرق": نعم… التسوية قَدَر

كتب خليل الخوري في "الشرق": نعم… التسوية قَدَر

التسوية الشجاعة التي طرحها الرئيس سعد الحريري لم توقعه في الخسارة ولم توقع الثنائي الشيعي في الربح. والعكس صحيح. طبعاً، هذا إذا مضت في سبيلها توصّلاً إلى تشكيل حكومة على القواعد التي رسمها الحريري في بيانه. لا نشاطر سعد الحريري في أن ما أقدم عليه هو إنتحار سياسي. لا شك في أنها خطوةٌ كبيرة، ومحاذيرها ليست بسيطة، وما يترتب عليها كبيرٌ أيضاً. ولكن في ظروف لبنان الدقيقة والحرجة، بالغة الخطورة، فإن هكذا خطوة جريئة تقتضي التفافاً من القاعدة. فالعمل في سبيل وقف ما يمكن وقفه من الانهيار يستوجب التقدير والإشادة. سيّان أكان رؤساء الحكومة السابقون الآخرون (ثلاثي السنيورة-ميقاتي-سلام) يُعارضون فعلاً خطوة الحريري إلى حد التبرؤ منها، أو لم يكونوا كذلك، فإن أياً منهم لا يسعه تقديم البديل عمّا أقدم عليه زميلهم الرابع، الذي لولاه لذهبت مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون هباءً، وبالتالي لكان لبنان الذي هو في واحدةٍ من أخطر أزماته، قد بلغ مأزقاً لا يصعب التكهّن بخطورته إلى حد المجهول-المعلوم: السقوط الذي لا قيامة بعده. في المقابل، فإن الوقت لا يسمح للثنائي الشيعي أو لسواه بأن يتوقّف طويلاً عند عبارة «لمرة واحدة» التي وردت في بيان الحريري. فالأولوية الآن للإنقاذ، وليست للمضي في الممحاكات والمماطلة، وكأننا نملك هذا الترف الذي ليس له من مردود سوى تسريع الإنهيار الشامل. الأمل ألا يطول الأخذ والرد قبل التوصّل إلى تشكيل الحكومة… وهذا ما قرأناه في ما نُقل عن الرئيس نبيه بري الذي قِيل إنه يتوقّع التأليف في وقتٍ قريب.

الديار": كيف انتهت المراهقة والحسابات الخاطئة بتجرع السم..؟

كتب ابراهيم ناصر الدين في "الديار": كيف انتهت المراهقة والحسابات الخاطئة بتجرع السم..؟ الحريري ضحية رهان اميركي ــ سعودي ... وتخبّط فرنسي!

تلفت اوساط سياسية ، الى ان الحريري وقع هذه المرة ضحية رهان، ووعد، اكتشف متاخرا عدم صوابيتهما، الوعد، ورطه فيه بعض مستشاريه الذين ينسقون مع خلية الازمة الفرنسية التي يغالي بعض افرادها في فهم طبيعة وقدرة الدور الفرنسي على الساحة اللبنانية، ووفقا لرواية هؤلاء،ثمة تخبط داخل الخلية، وهناك تمايز واضح بين الخارجية الفرنسية، الاكثر تشددا مع حزب الله، والايليزيه، دفع ثمنه الحريري الذي تم اخباره من قبل احد المسؤولين الفرنسيين بالنجاح في تحييد رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن المعركة بعد رفع عصا العقوبات الاميركية، بغض نظر فرنسي، جرى اغرائه بلعب دور محوري لتدفيع حزب الله ثمنا سياسيا، بات متاحا اليوم في ظل العزلة القائمة حوله بعد تقدير واهم بتراجع الرئيس بري خطوة الى الوراء بعد العقوبات على الوزير علي حسن خليل، ورفض التيار الوطني الحر في الاساس منحه وزارة المال..وكان الحريري يظن ان الوشوشة الفرنسية جزء من خطة لدى الرئاسة وهي ستمضي بها الى خط النهاية، ولن يتم التراجع عنها الا بتنازل حزب الله، وهو حاول اخبار بري بضرورة التماشي مع هذا الطرح، وفوجىء بعدم وجود ليونة في موقفه فرفع من سقف التحدي معه باعتباره مخولاً بنقل الرسالة فرنسيا.. لكن الحريري اكتشف في وقت لاحق انه ضحية مناورة محدودة في الزمان والمكان، وعندما ابلغه الفرنسيون رسميا ان الدور التعطيلي انتهى، وحان الوقت للتراجع، بعدما وصلت الخطة الفرنسية الى موقف حرج، فوجىء بالامر، وكانت الصدمة حين ارسل اليه بيرنار ايميه نص المبادرة التي ادعى الحريري انها من عندياته، وبعدما وافق عليها جرى اتصال مقتضب بينه وبين ماكرون.. وفي هذا السياق، تلفت تلك الاوساط الى ان الحريري يدرك حراجة موقفه الراهن، فهو سبق وابلغ ايميه انه يخشى العقوبات الاميركية، ولا يمكنه التنازل عن موقف سيكون له تداعيات سياسية خطيرة عليه، لكن الدبلوماسي الفرنسي طالبه بالتراجع عن تشدده لان الرئيس الفرنسي غاضب،ولم يعد يفهم اسباب هذه الشروط التي لم تكن في اطار مباردته.. ووفقا لتلك الاوساط، لم يحصل التراجع من قبل الحريري فقط لاسباب تتعلق برهانات خاطئة على تيار فرنسي يقف على يمين الرئيس ماكرون، لكن لانه انتظر كثيرا دون اي نتيجة رهانات داخلية وخارجية باعادة انتظام علاقته مع المملكة العربية السعودية،والولايات المتحدة الاميركية، لكن اياً من هذه الرهانات لم تتحقق، وهو بقي منتظرا الى جانب هاتفه بانتظار اتصال من طويل العمر لتهنئته على موقفه الصلب، ولكن الهاتف بقي صامتا، من هنا كانت الخشية في بيت الوسط بخسارة صداقة الرئيس الفرنسي الذي لعب دورا محوريا في استعادته من السعودية عندما تم احتجازه،ولذلك اختار تجرع السم الذي سكبه لنفسه مرة جديدة بفعل خياراته الخاطئة..

الملك السعودي: تجريد "حزب الله" من السلاح شرط لاستقرار لبنان

اضاءت الصحف على المواقف القوية والبارزة التي اطلقها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز امس وعزا فيها "الكارثة الإنسانية التي تعرض لها الشعب اللبناني بسبب الانفجار في مرفأ بيروت الى "هيمنة حزب الله" الإرهابي التابع لإيران".

واعتبر أن تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء يتطلب "تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح".

ورأت مصادر "نداء الوطن" أن الموقف السعودي حدّد من خلاله الملك سلمان "السقف السعودي" لعودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية بين العرب ولبنان وهو "نزع سلاح حزب الله وكل الباقي تفاصيل"، مؤكدةً أنّ "كل سياسات الترقيع لم تعد قادرة على إخفاء معالم الجرح العميق الذي خلفته طعنات "حزب الله" في جسم العلاقات السعودية - اللبنانية من خلال إمعان الحزب بتنفيذ أجندة إيران العسكرية الساعية إلى تمزيق المنطقة العربية". وشددت المصادر على أنّ كلام العاهل السعودي أتى "بالمختصر المفيد" ليؤكد أمام العالم، ومن على أعلى منبر أممي، أنّ لبنان في عيون الرياض هو دولة "ساقطة عسكرياً" بيد "حزب الله التابع لإيران" ولا خلاص لهذه الدولة إلا بالتحرر من قبضة الحزب وسلاحه.

"الشرق": المملكة والملك

كتب عوني الكعكي في "الشرق": المملكة والملك

لقد أنعم الله على العرب، بأن هيّأ لهم قيادة حكيمة واعية في أهم دولة عربية، هي المملكة العربية السعودية، التي لم تدخر جهداً لمد يد العون والمساعدة لأي دولة عربية تحتاج الى مثل هذه المساعدة. وهنا لا بُدّ لي من أن أذكّر، بالمساعدات القيّمة التي قدّمتها المملكة العربية السعودية للبنان، كلما عصفت به أزمة، وداهمته المشاكل. إتفاق الطائف الذي أعاد الإستقرار الى لبنان وحلّ الميليشيات المسلحة، وأبقى على سلاح حزب الله باعتبار أنّ هناك احتلالاً إسرائيلياً للأراضي اللبنانية… لم يُنفّذ والجميع يعرف أسباب عدم التنفيذ. والمملكة بالنسبة للبنانيين هي أهم دولة، إذ يكفي أنّ 500 ألف لبناني مع عائلاتهم، يعملون فيها. ولولا المساعدات المالية التي قدمتها السعودية للعراق، لكانت إيران حققت إنتصاراً كاسحاً، لكن المليارات التي دفعتها المملكة وكل من الكويت والإمارات العربية المتحدة حالت دون تنفيذ مؤامرات إيران… هذه المساعدات التي لا يمكن تجاهلها أو نكرانها. هنا أعود بالذاكرة الى الماضي، فأتذكر بكل فخر، اني عرفت الملك سلمان منذ 40 سنة، إذ كنت أزوره باستمرار في مكتبه بالرياض، في أمانة العاصمة… والملك سلمان كان معروفاً بتصرفاته الحكيمة وكان يبدأ عمله الساعة الثامنة صباحاً، فيستقبل كل سائل أو محتاج وكل إنسان يقصده في أمر ما. لقد كان مكلفاً من العائلة المالكة، بحل مشاكل الأمراء. أخيراً، كان اختيار الملك سلمان ابنه الأمير محمد، ولياً للعهد موفقاً وناجحاً، لأنّ الملك سلمان من الملوك المميزين، يتمتع بذكاء حاد وبفراسة اختيار الرجال. ولمناسبة العيد الوطني للمملكة، لا يسعني إلاّ أن أهنئ الشعب السعودي والأمة العربية بهذه المناسبة، وأطلب من الله أن يديم هذه العائلة ويعطي المملكة الأمن والإستقرار في عهد الملك المميّز سلمان.

الرئيس المكلف أمام مفترق حاسم...التشكيل أو الإعتذار

رأت "النهار" ان الأيام القليلة المقبلة ستكتسب طابعا تقريريا شبه حاسم ليس لبلورة نهائية لموقف الثنائي الشيعي والافرقاء الآخرين وخصوصا العهد وتياره منها فقط، بل أيضا لمصير التشكيلة الحكومية برمتها، وتاليا فان الرئيس المكلف مصطفى اديب سيكون امام مفترق حاسم اما يتمكن عبره من حمل تشكيلته الحكومية الى قصر بعبدا، واما تعود احتمالات اعتذاره لتطرح مجددا.

ولفتت الصحف إلى أن أديب أكد، في بيان، حرصه على الوصول إلى تقديم تشكيلة من ذوي الاختصاص وأصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية. وشدد على تأليف حكومة "تساعد اللبنانيين على وضع حد لآلامهم اليومية، وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من إصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الأطراف".

وعلمت "اللواء" ان رئيس الحكومة المكلف تواصل مع رئيس الجمهورية وفهم ان الرئيس المكلف لن يزور القصر ما لم تكن معه توليفة حكومية.

"النهار": أديب متمسّك بخمس نقاط

مجد بو مجاهد في "النهار": الحريري ينتظر "التوقيع"... وأديب متمسّك بخمس نقاط

هل من شأن الاقتراح الذي تبنّاه "بيت الوسط" أن يحرّك الرمال الراكدة في عملية التأليف؟ تؤكد مصادر مسؤولة في تيار "المستقبل" لـ"النهار" أن الرئيس الحريري لا يتّخذ مواقفه بطريقة شعبوية وهو يدرك تماماً أن مبادرته قد لا تكون شعبيّة، وعبّر عن ذلك بوضوح من طريق البيان الذي أصدره عبر استخدامه مصطلح "تجرُّع السمّ"؛ لكنّه يدرك دقّة الأوضاع التي تعيشها البلاد وسط مشهد متدحرج من الانهيار، ويريد تجنيب لبنان الفوضى الأمنية والاجتماعية والمعيشية التي يمكن أن تكون أخطر من زمن الحرب الأهلية. ويسعى الحريري إلى إعطاء دفع جديد للرئيس المكلّف ومساعدته في مهمّته. ولا يغيب عن المشهد أن فرنسا، الدولة الكبيرة والصديقة للبنان، قد أتى رئيسها في زيارتين عاجلتين إلى لبنان لمساعدة شعبه، ومن الضروري انطلاقاً من هذه المعطيات بذل كامل الجهود لإنجاح المبادرة الفرنسية. وتركّز المصادر على بند شديد الأهميّة ولا يمكن إغفاله في مبادرة الحريري، ألا وهو أن تسمية وزير المال المستقل لا يمكن أن تأتي إلا من قِبل أديب، مع التأكيد على أن المبادرة واضحة وضوح الشمس ولا تحتمل التأويل أو الالتباس، ولا يمكن السير في طروحات تروّج إعلاميّاً لناحية تقديم مسوّدة من أسماء عدّة من قبل "الثنائي الشيعي" للاختيار من بينها أو اعتبار أن تسمية وزير شيعي في وزارة المال بمثابة عرف، في وقت ستدحض تسمية الرئيس المكلّف شخصيّاً لوزير المال (في حال نجاح الخطوة) وتأكيده الأسسَ التي انطلقت منها التسمية وعدم ارتباطها بأي عرف، كلّ الأقاويل المغلوطة التي يحاول البعض ترويجها أو التسلّق عبرها فوق المبادرة. وتتوقّف مصادر "المستقبل" عند الأجواء التي صدرت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي وصلت إلى "بيت الوسط" لناحية أنه ليس متشائماً ويعتبر أن مبادرة الحريري فتحت كوّة في الجدار، مع العلم أنّه لم يُعرف حتى الآن ما إذا كانت مقاربة بري تخصّه وحده أو أنها تعطي إشارات أبعد من حدود "عين التينة". في سياق متّصل، تؤكّد الأجواء المقربّة من الرئيس المكلّف أنه متمسّك بخمس نقاط لا يمكن التراجع عنها في عملية تشكيل الحكومة، ويمكن لها أن ترسم كواليس مشهد التأليف بوضوح، وهي توالياً: أوّلاً، اختيار فريق حكومي من أصحاب الجدارة والكفاية مع تاريخ مميز من الخبرة والسيرة المهنية. ثانياً، اختيار شخصيات غير حزبية وغياب أي وزير حزبي عن تشكيلته. ثالثاً، يتمسك أديب بتسمية الوزراء واختيارهم بنفسه بحسب ما ينصّ الدستور، مع التأكيد أن المبادرة المعروضة واضحة لجهة تسمية الرئيس المكلّف وزير المال المستقلّ شخصيّاً لا من طريق عرض مسوّدة أسماء عليه والاختيار من بينها. رابعاً، تتميّز المسوّدة الحكومية التي يعمل عليها أديب في أنها مستقلّة وسيغيب عنها مصطلح الثلث المعطّل للمرة الأولى منذ اتفاق الدوحة. خامساً، تتألف المسوّدة الحكومية التي يُعمل عليها من 14 وزيراً مع التأكيد بأن الرئيس المكلّف متمسّك بهذا العدد من الوزراء ومن غير الممكن إضافة مقاعد إضافية على طاولة السرايا.

"النهار": حكومة على انقاض التحالفات !

كتبت روزانا بو منصف في "النهار": حكومة على انقاض التحالفات !

يعتقد كثيرون في الوسط المسيحي ان مبادرة الحريري لم تأخذ في الاعتبار الدعم المسيحي الذي تلاقى مع مبدأ تطبيق المداورة في الحكومة العتيدة لا سيما الدعم الذي قدمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والذي جبه بحملة تفتقد الى اللياقة من المجلس الاسلامي الشيعي ومن المفتي قبلان في الوقت الذي كان التنسيق واجبا لا سيما ان الافرقاء المسيحيين ذهب غالبيتهم بعيدا في رفض العرف الذي سعى الثنائي الشيعي الى فرضه. وتفيد المعطيات ان الحريري اخذ على عاتقه وحده تحمل مسؤولية الفشل في حال فشلت مبادرته ولكن مسؤولية النجاح ايضا على قاعدة ضمانات فرنسية بالضغط او حصول فرنسا على ضمانات مسبقة من الثنائي الشيعي في هذا الاتجاه. ولكن وبما انه تم زج الجميع عفويا او قسرا في موقف احتاج الى دعم متعدد للمبادرة الفرنسية الوحيدة لانقاذ البلد، لا سيما وان اختيار رئيس الحكومة المكلف لم يتم التنسيق في شأنه مع الاخرين وكذلك الالية التي اتبعت في تأليف الحكومة وحين حصل المأزق تعالت الاصوات للمساعدة في تأمين الخروج من المأزق علما ان رؤساء الحكومات السابقين لم يناقشوا احدا قبل الذهاب الى هذا المأزق، فانه كان من الاولى ان يراعى التنسيق في هذا الاطار حتى لو ان العلاقات متازمة مع القوات اللبنانية وكذلك مع الحزب التقدمي الاشتراكي على نحو واضح. هناك خلط كبير للاوراق ليس واضحا الى اين ينتهي في ظل الازمة الانهيارية الراهنة. ولكن ينبغي الاقرار ان العلاقات بين الافرقاء السياسيين جميعهم في مازق ويكاد لا احد يتحدث مع الاخر فيما هم مضطرون الى البقاء في الصفوف الخلفية للحكومة المقبلة. وهذا موضوع اخر يفتح على تساؤلات اذا كان يمكن للحكومة النجاح بعد التسليم بوزير شيعي لوزارة المال فيما المونة كبيرة من الرئيس الحريري على رئيس الحكومة المكلف وفق البيان الذي اصدره على نحو يثير شكوكا في امكان ان يوحي الثقة المطلوبة ليس بشخصه بل بادارته وعلى كتفه الفرنسيون من جهة والافرقاء السياسيون من جهة اخرى. بعض الوزراء الذين شاركوا في الحكومة التي تصرف الاعمال وصفوا زملاءهم ممن يمتثلون للاحزاب التي سمتهم بانهم "غواصات" يخشى ان تتكرر مع حكومة اديب.

"الشرق الاوسط": توقعات بإعلان الحكومة خلال يومين... وبرّي يقدم لائحة من 10 أسماء إلى أديب

كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الاوسط": توقعات بإعلان الحكومة خلال يومين... وبرّي يقدم لائحة من 10 أسماء إلى أديب

أشارت مصادر مطلعة على الاتصالات لـ"الشرق الأوسط" إلى أجواء إيجابية تسود الأوساط السياسية؛ لا سيما منها المعنية بالتأليف، لافتة إلى أن الحل الذي بدأ يعمل عليه هو أن يقدّم رئيس البرلمان نبيه بري 10 أسماء شيعية إلى رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب ليختار منها وزيراً للمالية. ورأت أنه إذا نجحت المساعي الأخيرة وسارت الأمور كما هو ظاهر حتى الساعة، فقد يتم الإفراج عن الحكومة بين اليوم وغد بعد لقاء يعقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف. من جهتها، أكدت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي لـ"الشرق الأوسط" أن مبادرة الحريري أعادت تحريك عجلة التأليف، مشيرة إلى أن حزب الله وحركة أمل تلقفا الطرح بطريقة إيجابية، وأنه يتم العمل على إيجاد حلول قد يكون أحدها طرح تقديم بري 10 أسماء ليختار منها أديب وزير المال العتيد.

"الديار": قطار التأليف ينــطـلق وترجيحات بحكومة من 18 وزيراً قبل الأحد

كتب علي ضاحي في "الديار": قطار التأليف ينــطـلق وترجيحات بحكومة من 18 وزيراً قبل الأحد

تشير اوساط بارزة في 8 آذار الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شغّل الخط الساخن بين بيروت والرياض وطهران وواشنطن لتأمين هبوط آمن لمبادرته الحكومية ومنع فشلها بأي ثمن، وركز ماكرون على اقناع الحريري بالقبول بأن يتولى حقيبة المال شيعي على ان يتولى رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف مصطفى أديب مسألة الاسم وان يكون اختصاصياً وغير حزبي. وتشير الاوساط ان هناك احتمالاً كبيراً لأن يزور أديب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم او خلال الـ48 ساعة المقبلة بعد ان يكون اديب قد اتصل بمختلف المكونات الاساسية ورؤساء الكتل لاستمزاج الآراء وتقديم الاسماء وهناك اقتراح ان يقدم لكل حقيبة 3 اسماء يختار اديب اسماً منها على ان تبقى الوازات السيادية كما هو معروف وعلى حالها. الداخلية للسنة والمالية للشيعة والدفاع والخارجية مع عون، وتلفت الى ان الثنائي الشيعي يسير ضمناً بمبادرة الحريري وقد وضع في اجوائها قبل السير بها ويوحي صمته الايجابي بالقبول كما ان قول الرئيس نبيه بري ان الامور لم تعد تحتمل بلا حكومة اشارة ايجابية للمضي قدماً في تأليف الحكومة. وتؤكد الاوساط ان اذا سارت الامور كما يجب فأنه سيكون هناك تصور حكومي بين اليوم غداً على ان يكون هناك جولة نهائية السبت على ان تعلن الحكومة وتوقع المراسيم الاحد او الاثنين على ابعد تقدير. وشدد على ان الوضع الذي يعيشه كل لبناني لم يعد يحتمل وان الامور ذاهبة الى الانفجار الكبير اذا لم تتمكن حكومة أديب من السيطرة على الوضع. فما يعيشه اللبنانيون من انقطاع للدولار من الاسواق والتلاعب بسعر صرفه وتجفيفه بفعل الحصار والعقوبات الاميركية وما يولده من ضغط على لقمة العيش والرواتب والعمل والمواد الغذائية والدواء والمحروقات والقمح بات ينذر بأيام واشهرصعبة للغاية على ابواب الشتاء.

"الجمهورية": الحكومة إقتربت.. فهل لعون حصّة؟

كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية": الحكومة إقتربت.. فهل لعون حصّة؟

يعلّق قطب سياسي على موقف رؤساء الحكومة السابقين المعارض لمبادرة الحريري، فيؤكّد ان لا صحة لما يسوّقون له من انّ المبادرة الفرنسية اعطتهم صلاحية تسمية رئيس الحكومة المكلّف ووزير المال واجراء المداورة الشاملة بالوزارات، ومن ضمنها وزارة المال، بحيث لا تكون للطائفة الشيعية التي تتمسّك بها لأسباب ميثاقية تتعلق بالتوازن في السلطة التنفيذية. ويقول هذا القطب، إنّ المبادرة الفرنسية لا علاقة لها بهذا التفصيل على اهميته ولم تمنح أي جهة صلاحية ترشيح رئيس الحكومة المكلّف، وإنّما تناولت خريطة طريق وخطة اصلاحية لإنقاذ لبنان من الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي، برعاية فرنسية مباشرة، تتحوّل شيئاً فشيئاً رعاية دولية، من خلال المؤتمرات التي يعتزم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الدعوة اليها لمساعدة لبنان، ابتداء من منتصف الشهر المقبل. ويذهب هذا القطب السياسي الى وصف تصرّف رؤساء الحكومة السابقين بأنّهم كالذي يدير تفليسة، محاولاً الاستحصال على ما أمكن لتخفيف خسائره، خصوصاً انّ الواقع اللبناني بكل تفاعلاته وتطوراته منذ ما قبل 17 تشرين وما بعده والى الآن، قد تخطّى هؤلاء وكثيرين من القيادات والقوى السياسية، التي لم تدرك بعد انّها بنحو او بآخر، مباشر وغير مباشر، تتحمّل المسؤولية عما آل اليه لبنان من انهيارعلى كل المستويات. على انّ القطب نفسه يبدي تفاؤلاً حذراً ازاء مصير التأليف، لخشيته من بروز بعض المواقف التي تنطوي على مطالب معينة في التشكيلة الوزارية. وهنا تتجّه الانظار الى ما سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية، في ضوء عزوف التيار الوطني الحر عن المشاركة او عن تسمية وزراء فيها. إذ قد تبرز للرئيس مطالب معينة، من مثل ان تكون له حصّة وزارية من ثلاثة وزراء أو أكثر في الحكومة، على رغم من انّ اتفاق الطائف والدستور الذي انبثق منه، لا يتيح لرئيس الدولة، الحَكَم بين الجميع، ان تكون له حصّة وزارية في السلطة التنفيذية التي يرأس جلساتها، من دون ان يشارك في التصويت، التزاماً لدوره وموقعه الحَكَمي بين الجميع، والذي يسمّيه الدستور بأنّه «رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والقائد الاعلى للقوات المسلحة الخاضعة لسلطة مجلس الوزراء.

"الجمهورية": الحكومة ممرّ الى المؤتمر التأسيسي

كتب جوني منير في "الجمهورية": الحكومة ممرّ الى المؤتمر التأسيسي

تساءلت الاوساط القريبة من حزب الله عن موقف رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وما اذا كان سيقبل بسقف أدنى من السقف الشيعي في طريقة التعاطي مع الملف الحكومي. وهذا على رغم من الاجواء التي صدرت عن التيار الوطني الحر بعد إعلان الحريري مبادرته والتي بَدت مَرنة وأنه سيوافق على ما سيتفق عليه الرئيس المكلف والفريق الشيعي، إلّا انّ البيان الصادر عن قصر بعبدا بعد ظهر امس أعطى موقف رئيس الجمهورية منحى مختلفاً عندما لمّح الى انه مشارك في تأليف الحكومة، ما يعني انه سيفرض مسائل تناقض موقفه السابق وهو موقف بات أقرب الى حزب الله ويحقق ما كانت قد أوحت به المصادر القريبة من الحزب من أنّ رئيس الجمهورية قد لا يقبل بسقف أكثر انخفاضاً من سقف الفريق الشيعي، خصوصاً انّ التيار كان التزم التسهيل ولن يضع العصي في الدواليب. طريقة اعلان الحريري مبادرته أظهرت وجود نقزة من ظهور عقبات اخرى، خصوصاً مع التكتم الذي أبداه الرئيس مصطفى اديب، ما يترك الباب مفتوحاً امام الانسحاب اذا دعت الحاجة. وكان من الطبيعي للديبلوماسية الأوروبية ان تتابع وتراقب وتدرس الخلفية الفعلية التي تتحكّم بموقف حزب الله. هي تبدو مَيّالة الى انّ التوازن الجديد في المواقف من الحكومة لم يعد في مصلحة تَشدّد حزب الله بعد استدارة بري والتزام رئيس الجمهورية موقفه التسهيلي، لكنها تدرك ايضاً انّ الواقع السياسي اللبناني معقد وشديد التشابك ما يستوجِب الحذر في التقديرات. لـحزب الله أهداف لبنانية مصيرية انسجاماً مع القراءة الجديدة للاحداث والتطورات في الشرق الاوسط، والتي أدت الى اصطفافات ومحاور جديدة تؤشّر الى نشوء واقع جيوسياسي جديد، واعادة تكوين للسلطة ونظام الحكم في سوريا والعراق. وبالتالي، فإنّ حزب الله قد يكون يراهن على انّ الظروف اصبحت ناضجة للدفع في اتجاه المؤتمر التأسيسي كأولوية في هذه المرحلة. ووفق القراءة الديبلوماسية الاوروبية فإنّ الرئيس الفرنسي، الذي فتح باب الحديث عن تطوير النظام السياسي في لبنان خلال زيارته الاولى الى بيروت، قد شجّع حزب الله على الدفع اكثر في هذا الاتجاه.

"الجمهورية": لبنان المصلوب معلّق بين الحياة والموت؟!

جورج شاهين في "الجمهورية": لبنان المصلوب معلّق بين الحياة والموت؟!

يبقى على الجميع ان يفهم انّ المبادرة الفرنسية هي آخر المحاولات الدولية المتاحة، وانّ فشلها او تجميدها قد يؤدي الى فتح أوتوستراد عريض الى جهنم كما توقّع رئيس الجمهورية. وما لم تجر الامور على ما يجب ان تكون مستندة الى الآليات الدستورية السلسة، فإنّ لبنان سيبقى مصلوباً ومعلّقاً بين الحياة والموت. وختاماً، انّ الحديث عن نزاع سني ـ شيعي تحت سقف التشكيلة الجديدة سيكون أمراً بغيضاً ومرفوضاً، لأنّ ما هو مطلوب الخروج من هذا المنطق ليتقدّم البعد الوطني الشامل للحكومة ومهمتها، عندها لن يكون هناك خاسر مسيحي مارونيّاً سواء كان او كاثوليكياً او أورثوذكسياً أو مسلماً سنياً او شيعياً ودرزياً، فلبنان الصيغة في خطر في مئويته الاولى، خصوصاً انّ هناك هواجس عدة عبّر عنها البعض بصراحة وبعدم اقتناعه بهذا اللبنان الكبير وحجمه وظروف ولادته. وهو ما يؤدي الى اقتناع بوجود من يسعى الى استغلال لحظة الخطر المحدق بمصير البلد ومستقبله بكامله لينال ما يؤدي الى تكريس أمر واقع قد لا يطول الوقت لخسارته مجدداً، طالما انّ ما هو مطروح خارج المألوف دستورياً وسياسياً ووطنياً.

"الانوار": ماذا بعد من "أفعالِ توبةٍ" ونحنُ غيرُ مذنبين ... لترحمونا

كتبت الهام فريحة في "الانوار": ماذا بعد من "أفعالِ توبةٍ" ونحنُ غيرُ مذنبين ... لترحمونا

صحيحٌ ان سعد الحريري فتح كوّةً بالامسِ في جدارِ تشكيلِ الحكومة المقفل، لكنه في الوقت نفسه أظهر نفسهُ هو الممسكُ بالمبادرةِ وكأن لا رئيس حكومةٍ مكلفاً ولا مؤسساتٍ ولا دستوراً... لكن هذه المبادرةُ قُوبلت برفضٍ من الثنائي الشيعي الذي يقول انها سبق ان عُرضت عليه من الفرنسيين ورفضها.... عملياً سيظهرُ سعد الحريري هو المعرقلُ وهو صاحبُ الحلِ امام الفرنسيين.. وسيظهر الثنائي الشيعي امام ماكرون، اذا رفضَ، وكأنه من يفجَّرُ مبادرةَ رئيسٍ جاء الى لبنان ووضع مصداقيتهُ على المحكِ. وفي الوقتِ عينه كيف سيتعامل رئيس الجمهورية والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع ما صدر، هل يقبلانِ بمبدأ فرضِ الحلول كما جرى من بوابةِ سعد الحريري؟ الامور في خواتيمها.... ولكن ما بدا لافتاً فهو الصمتُ الذي لاذ بهِ الرئيس المكلّف وكأنه يتلقى ولا يُبادر فهل هذه مؤشراتُ طريق ادارتهِ الحكومة اذا شُكّلت ومن سيكون الرئيس الفعلي للحكومة؟ واستطراداً.. اذا شُكّلت الحكومةُ وفق المعاييرِ الموضوعةِ حسب الثنائي الشيعي باتفاقٍ ضمني مع سعد الحريري او بغيرِ اتفاق على الاسم فكيف سيتفاعل المجتمع الدولي والخليجي مع هذه الحكومة وهل ننتظرُ لائحةَ عقوباتٍ اكثر شمولاً هذه المرة واوسعُ مروحةٍ بما يُعتبر رسالةً كبيرةً على عجزٍ وفشلٍ سيحكمان عملَ هذه الحكومةِ حتى ولو بالغطاء الفرنسي؟ اللبنانيون ماذا عليهم بعد ان يدفعوا "افعالَ توبةٍ" وهم غير مذنبينَ لترحموهم...

"الشرق": أوهام حكوميّة

كتبت ميرفت سيوفي في "الشرق": أوهام حكوميّة

يطرح المواطن اللبناني ألف علامة استفهام تستدرجه إلى سلسلة من حلقات مفرغة لأسئلة لا أجوبة لها، وماذا سيكون باستطاعة حكومة مصطفى أديب أن تفعله؟ لماذا يتمّ الاستخفاف بعقل اللبناني إلى هذا الحدّ؟ هل ستستطيع هذه الحكومة إجراء سلسلة الإصلاحات المطلوبة دولياً؟ هؤلاء الوزراء المستقلّين الآتين من دون خطّة جاهزة لتنفيذ الإصلاحات حتى ولو سلّم لهم صندوق النقد الدولي خطّة مفصّلة على قياس لبنان وجاهزة للتنفيذ من سينفّذها؟ من يستطيع الدخول إلى مغارة شركة الكهرباء، من يستطيع أن يخفّف عنها عبء جيش من الموظفين والمياومين ملحقين بهذه الوزارة؟ من يستطيع أن يأخذ قشّة من طريق مافيا الفيول ومولدات الكهرباء، كيف ستستطيع هذه الحكومة أن تمنع هذه المافيا من إدخال البلاد في الظلام بانقطاع التيار الكهربائي وخلق أزمة محروقات؟ سيكون بين يديها خطة لكنّها حكومة لا تملك آلية ولا أدوات تطبيق أي إصلاح في أي وزارة حتى! تطالب الدول لبنان بإصلاح وهو أمر مستحيل، يعتقد الأوروبيّون أن أي وزارة في لبنان مترهلة بالإمكان إصلاحها عبر تشحيل أعداد الموظفين فيها وتقليص نفقاتها، لأنّ الأوروبيين لا يفهمون ببساطة أنّ الدولة ومؤسساتها بنيتها منذ نشأتها عبارة عن حشوة من الطوائف والأزلام وإذا اتخذ قرار بتسريح موظّف ستقوم قيامة طائفته وستلوح الفتن الطائفيّة في الأفق، الإصلاح الإداري كان واحداً من العناوين الكبرى التي جاءت بها أولى حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري حاول فعلاً أن يقوم بإصلاح إداري فكانت النتيجة أن دفع الثمن بضعة أبرياء في بعض الوزارات من طائفة الرئيس الحريري وعندما حاول الإقتراب من بضعة موظفين محسوبين على حركة أمل قامت القيامة وانتهى الإصلاح مات وقبر وصرف النظر عنه… أغلب الظنّ أن مبادرة الرئيس الفرنسي ستنتهي بالفشل حتى لو تشكّلت حكومة مصطفى أديب سيكون صعباً عليها أن تنجز أي مهمّة، صحيح أن الفرنسيين أنشأوا عام 1920 دولة لبنان الكبير، ولكنّهم لا يعرفون في أي مجاهل أصبحت دولته المخردقة بنيتها بالطوائف والمذاهب والميليشيات، فبأي إصلاح يأملون، لبنان يحتاج إصلاحاً يهدّ كلّ شيء ثم يعيد بناءه من جديد قطعة قطعة و»على نضافة»، وليبدأوا من الرؤوس فبعدهم سيكون أمر الأذناب أهون ما يكون.

"نداء الوطن": الأميركي يراقب والفرنسي يضغط والحكومة بين الروس وظريف اليوم

كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": الأميركي يراقب والفرنسي يضغط والحكومة بين الروس وظريف اليوم

تؤكّد المعلومات المتوافرة من واشنطن أن الأخيرة ليست في وارد التنازل لـ"حزب الله" وطهران في الملفات الكبرى، أما التفاصيل فلا تعنيها، وهي تراقب تطورات المبادرة الفرنسية لكن لن تسمح لـ"حزب الله" بأن يعوّم نفسه وأن يستغل تلك المبادرة للعودة من جديد لبسط سيطرته على لبنان. وتوازياً مع الغموض الأميركي، فان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصرّ على إنجاح مبادرته، وهو يمارس أقصى الضغوط على السياسيين اللبنانيين، وما مبادرة الرئيس سعد الحريري الأخيرة والتي يوافق فيها على تسمية شيعي مستقل لوزارة المال إلا نتاج الضغط الفرنسي ورغبة في عدم نسف جهود ماكرون، لكن كل تلك التنازلات من الحريري لن توصل إلى مكان لأن تشبث "الثنائي الشيعي" بالمال ليس لأسباب داخلية فحسب، بل لعوامل خارجية مرتبطة بايران. وفي هذه الأثناء، يزور موسكو اليوم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ليبحث مع الروس ملفات المنطقة وأبرزها الملفان السوري والليبي وبقية المواضيع، ووجهت دعوات من مسؤولين لبنانيين رسميين لروداكوف لكي يتم بحث ملف تأليف الحكومة اللبنانية مع ظريف فأكد الأخير أن هذا الأمر سيتم، لكن الموقف الروسي لا يزال على حاله ويحمّل الموقف الأميركي المتصلّب مسؤولية العرقلة الحكومية وليس طهران. وفي سياق التواصل مع المسؤولين الروس أيضاً، فان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، قد وعد كل من تحدث معه بأن الروس سيتكلمون مع ظريف لتسهيل ولادة الحكومة وعدم العرقلة وتذليل العقبات التي تقف في وجه ولادة الحكومة. لكن على رغم كل الوعود الروسية، إلا أنه تبقى للدول الكبرى مصالحها الحيوية ولن تفرّط بها، لذلك تبقى المحاولات الروسية مع ظريف شكلية ولا تندرج ضمن إطار الضغط الكبير الذي قد ينتج حكومة قريباً، خصوصاً أن الروس لا يرتاحون للدور الجديد للرئيس ماكرون في لبنان على إعتبار أن لبنان وسوريا يدخلان ضمن منطقة النفوذ الروسي والأميركي ولا يحق لفرنسا ولا للأوروبيين الدخول ومحاولة الظهور بمظهر الدول المقررة هناك.

"الشرق": الوقت لا يسمح بألاعيب إيرانية في لبنان

كتب خير الله خيرالله في "الشرق": الوقت لا يسمح بألاعيب إيرانية في لبنان

باختصار شديد، يحتاج لبنان الى عهد جديد، هو عهد حكومة مصطفى اديب بمواصفات معروفة. سيتوقّف الكثير على الحسابات الإيرانية. ليس حزب الله، في نهاية المطاف، سوى أداة إيرانية لا اكثر. هل من مصلحة إيرانية في مراعاة ماكرون. هل لدى ماكرون ما يضغط به على ايران… ام انّ الجمهورية الإسلامية ما زالت متمسّكة برهانها؟ الرهان الإيراني معروف اكثر من اللزوم. يقوم هذا الرهان على انتظار الانتخابات الأميركية في الثالث من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. تعتقد ايران انّ جو بايدن سيكون افضل بكثير من دونالد ترامب وان انتخابه رئيسا سيؤدي الى عودة شهر العسل مع الشيطان الأكبر، كما كانت عليه الحال في عهد باراك أوباما. سيتبيّن عاجلا ام آجلا، بعدما استطاع سعد الحريري رمي الكرة في ملعب الثنائي الشيعي هل هناك استعداد إيراني للاخذ والرد مع فرنسا، امّ ان الرهان الإيراني لا يزال قائما على فكرة واحدة. تقوم هذه الفكرة على ان لبنان مجرّد ورقة إيرانية ولا شيء آخر. لبنان، في نظر ايران، ليس سوى ورقة بغض النظر عمّا يحلّ باللبنانيين وببلد سقطت كلّ مقومات وجوده. لبنان بلد من دون كهرباء، لبنان بلد انهار النظام المصرفي فيه، لبنان بلد انهار فيه قطاع الخدمات. ميناء بيروت صار مدمّرا ومعه جزء من المدينة. هذا غيض من فيض ما حلّ بلبنان حيث النظام التعليمي صار جزءا من الماضي. كان لبنان مستشفى وجامعة وفندقا ومصرفا. لم يبق شيء من لبنان. لم يبق ما يكفي من الوقت لممارسة الاعيب إيرانية وغير إيرانية ستقضي على كلّ الطوائف اللبنانية، بما في ذلك الشيعة والسنّة والمسيحيين والدروز لا فارق.

الثنائي الشيعي يلاقي الحريري.. ويتجاهل مبادرة عون

بدا واضحا لـ"النهار" ان الدعاية الإعلامية الخاصة بالثنائي الشيعي ولا سيما منها القريبة من "حزب الله"، حاولت في الساعات الماضية التركيز مجددا على اعتبار خطوة الرئيس سعد الحريري جزئية وناقصة وغير مقبولة لجهة تسمية الرئيس المكلف لوزير مال شيعي وان أي خرق ممكن للازمة سيمر عبر طرح الثنائي نفسه عشرة مرشحين لوزارة المال يختار منها الرئيس المكلف اسما، فيما لم يعرف بعد موقف الثنائي من رفض الحريري والرئيس المكلف إعطاء أي فريق حق تسمية وزراء بعدما اصر الثنائي على تسمية الوزراء الشيعة جميعا.

وهنا برزت نقطة التعارض الأساسية في جوهر طرح الحريري اذ علمت "النهار" ان الحريري ليس في وارد القبول في أي شكل بالية الثنائي الشيعي بتقديم أسماء مرشحيه لوزارة المال الى الرئيس المكلف بل ان جوهر طرحه يقوم على استقلالية تامة للوزير من خلال حصر تسميته بالرئيس المكلف ومن ثم التشاور بينه وبين رئيس الجمهورية وفق ما تلحظ الأصول الدستورية فقط.

وبدا لـ"نداء الوطن" أنّ الثنائي الشيعي أدرك أن لا مفرّ أمامه ولا مخرج لمأزقه سوى بتلقف مبادرة الحريري التي فتحت كوة بجدار التصلب الحكومي، ونقلت مصادر مطلعة على موقف الثنائي لـ"نداء الوطن" أنّ "القرار اتخذ بتجاوز السلبيات الشكلية التي رافقت هذه المبادرة والبناء على جوهرها"، كاشفةً أنّ "الثنائي الشيعي أرسل رسائل إيجابية تؤكد استعداده لملاقاة طرح الحريري وباشر بالبحث في كيفية تدوير الزوايا الحادة في هذا الطرح توصلاً إلى اختيار وزير للمالية يتم التوافق عليه بالتشاور بين الطرفين (الشيعي والسني) بشكل لا يظهر أحد بمظهر المنكسر"، ومن هنا جاء ما نقله أحد النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية تأكيده أنّ الأمور ستتحرك خلال ساعات "لأن ما بقى فينا نحمل".

أما على صعيد مبادرة الرئيس عون، فقرر "الثنائي الشيعي"، بحسب معلومات "الجمهورية"، ألاّ يتفاعل معها؛ عين التينة تجاهلتها بالكامل في العلن، وكأنّها غير موجودة، فيما الموقف العميق منها "انّها خطوة مستفزّة بمضمونها، الذي صاغه من يبدو أنّهم في غربة عن حقيقة الأزمة القائمة، وليسوا على دراية بما يجري".

وبالنسبة لـ"حليف مار مخايل"، والمقصود هنا "حزب الله"، فبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، لم تنزل عليه برداً وسلاماً، بل كانت صادمة له، وقد أوصل كلاماً بهذا المعنى في اتجاه القصر الجمهوري. فقد استاء "الحزب" من المبادرة الرئاسية، لمعاكستها ما يعتبرها "الثوابت التي حاد عنها في ما خصّ وزارة المالية والحق في تسمية الوزراء الشيعة"، والتي سبق وأكّد عليها الحزب في البيان الاخير لكتلة الوفاء للمقاومة، كما عاد وشدّد عليها رئيس الكتلة النائب محمد رعد في لقاء السبت مع رئيس الجمهورية.

"النهار": البلطجة الدستورية تنتصر

كتب علي حماده في "النهار": البلطجة الدستورية تنتصر

يمكن القول ان القطار الحكومي قد يقلع بعدما "نجح" الفرنسيون، وتحديداً الرئيس ايمانويل ماكرون، بالخضوع لـ"بلطجة" "حزب الله" وحركة "امل" على الدستور والتوازنات، ناقلاً ضغوطه من جبهة "ثنائي التعطيل" المستتبع للخارج الى جبهة المتمسكين بالنصوص الدستورية، والرافضين ان يتم تغيير النظام تحت سطوة السلاح، على قاعدة ان من الاسهل على باريس ان تحشر كل اللبنانيين الذين تمسّكوا بقوة وصلابة بمبدأ المداورة رغماً عن أنف "ثنائي التعطيل"، ودافعوا عن روح المبادرة الفرنسية بتصميم كبير، من إغضاب "حزب الله" ومن يقف خلفه في الإقليم لأسباب تتعدى الواقع اللبناني الداخلي. وفي المناسبة لا بأس من "لبننة" المبادرة الفرنسية، من خلال "مودرة" قاعدتها الأساسية التي تقوم على مبدأ قيام "حكومة مهمة" مؤلفة من اختصاصيين مستقلين غير حزبيين، يختارهم رئيس الوزراء المكلف. هذا المبدأ سقط في باريس، وحصل ضغط في المكان الخطأ على نادي رؤساء الحكومات، وتحديداً على سعد الحريري الذي لاقى الالحاح الفرنسي بالتنازل بصفة شخصية عن أهم مبدأ دافع عنه منذ اليوم الأول لبدء عملية تشكيل الحكومة، أي المداورة، ورفض الخضوع لابتزاز الثنائي الراغب في تكريس اعراف دخيلة على الدستور. ومع ذلك رضي القتيل ولم يرضَ القاتل! فالموقف المتباطئ بل الفوقي الذي يمارسه "حزب الله" إزاء التنازل الكبير، والمكلف جدا للحريري (حتى لو تشكلت الحكومة) يفيدنا ان سياسة التنازل، وإن تكن في إطار التسويات الضرورية في العمل السياسي، لا يمكن ان تصير قاعدة دائمة مع حالة شاذة كحالة "حزب الله" الذي ذكَّر اللبنانيين البارحة، بعد انفجار مخزن لسلاحه غير الشرعي في قرية عين قانا الجنوبية، بإمساك ميليشياه بالأرض بدلا من الأجهزة الأمنية الرسمية والجيش، وهذا يفسر الى حد بعيد هذا الميل الدائم الى البلطجة على كل المستويات. تنازل سعد الحريري مرة جديدة هو انعكاس للتنازل الفرنسي امام بلطجة "ثنائي التعطيل". لكن السؤال المطروح: كم سيكلف التنازل الجديد؟ لننتظر ونرَ...

"النهار": الثلث المعطِّل مجدداً وأسباب "تفرّغ" طهران للبنان

كتب وجدي العريضي في "النهار": الثلث المعطِّل مجدداً وأسباب "تفرّغ" طهران للبنان

ثمة معلومات تداولتها مجموعة من السياسيين في لقاء اجتماعي مفادها أنّ الثنائي الشيعي أو "فريق الممانعة" يريد الثلث المعطل وان العهد لا يمانع، والأمر عينه لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، كي يبقى هذا الفريق ومن يدور في فلكه قابضاً على آخر نفَس للبلد، ما يؤشّر إلى أنّ أزمة التأليف بحاجة إلى أعجوبة بعدما أحرقت نار جهنم كل المبادرات وأوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم من مآسٍ. وفي السياق، تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ"النهار"، إلى أنّ إصرار "حزب الله" على تسمية وزرائه، يتخطى كونه تفصيلاً صغيراً ويتجاوز بكثير عملية التأليف، بل الاستمرار في المناورة والإمساك بالدولة والسطوة على كل من يحاول أن يقوم بأية خطوة لا يقبل بها الحزب، ومردّ ذلك، كما يقول ديبلوماسي عتيق، أنّ إيران اتخذت قراراً باللعب داخل المستنقع اللبناني والإمساك بهذا البلد، وأعطت الضوء الأخضر لـ"حزب الله" ليفعل ما يشاء، وعلى هذه الخلفية قال مسؤول إيراني كبير لمستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السفير إيمانويل بون إنّ "حزب الله حزب لبناني وله كتلة نيابية وازنة ويملك قاعدة شعبية كبيرة، وعليه هو ان يقرّر ما يفعل، ولسنا معنيين بالشأن اللبناني"، معتبراً الردّ الإيراني تنصّلاً من المسؤولية وتهرباً من أي ضغط دولي لممارسة التمنيات على الحزب للإفراج عن الحكومة العتيدة. وثمة كلام عن وجود غرفة عمليات تتولاها إيران و"حزب الله" بمشاركة حركة "حماس" من أجل الإبقاء على جهوزية تامة لمواجهة التطورات في لبنان، درءاً لأي عمل عسكري إسرائيلي قد يحصل في أي توقيت قبل الانتخابات الأميركية، ومن ثم مواجهة العقوبات والضغوط، وكذلك المسائل الداخلية اللبنانية، ولا سيما بعد المبادرة الفرنسية، بحيث أصبح لبنان تحت المجهر الدولي. لذا تعتقد المصادر أنّه في ظل هذا الدور للحزب ومن يدعمه، ثمة استحالة ليُفرِج عن الحكومة أو يتجاوب مع هذا المطلب أو ذاك، بل أضحى متفرّغاً للقضايا الإقليمية والدولية ويُدرك أنّ عدم مشاركته في الحكومة من خلال مَن يسمّيهم سيُضعف دورَه، وعلى هذه الخلفية يعمل لإطالة أمد التأليف وفرض شروطه للحصول على مبتغاه مهما كانت الأثمان على لبنان في السياسة والأمن، وخصوصاً المسائل الاقتصادية والاجتماعية والمالية.

"اللواء": جهنم القائمة، وجهنم المنتظرة: بئس الواقع والمصير

كتب محمد امين الداعوق في "اللواء": جهنم القائمة، وجهنم المنتظرة: بئس الواقع والمصير

حقيقة الأوضاع في لبنان الحالية أنه بات مشطورا إلى قسمين: اولهما، الثنائي الشيعي الممعن في التهديد بسلاحه وباطباقه على أنفاس الدولة والمؤسسات وبانطلاقات حزبه في المدى المتاح والمستباح من بلدان العالم العربي، خاصة منه ذلك المدى الداخل في الحسابات الإيرانية، ومطامحها الأمبراطورية وتطلعاتها الفارسية، وثانيهما، بقية الشعب اللبناني بكل فئاته وجهاته المناطقية والإنتمائية المختلفة بما فيها، التيار الوطني الحر بزعامة بيّ الكل الرئيس عون ومؤازرة ومواكبة معالي الصهر العزيز الذي شطح بعنف نحو تأييد المبادرة الفرنسية والتخلي آنيا عن طموحاته الآنية في تولّي سلطات أساسية في أيام العز التي ولّت، متشبثا بها ومتجاوزا حدودها إلى مواقع الطموح بأن يكون رئيس جمهورية البلاد المقبل. وحقيقة الأمر أن الرئيس عون قد أدخل إلى وقائع الأحداث، وضعية شبه إنفصالية عن التحالف مع الثنائي الشيعي، وباتت أفعاله السياسية متباعدة إلى حدّ كبير عن كثير من توجهات التحالف شبه السابق بحيث أن كل من فريقيه أصبح مغنيا على ليلاه، بصولو منفرد، كما أن الرئيس عون بالتحديد أخذ يتصرف بنواح عديدة من توجهاته، بما يمكن أن يجعل منه فريقا منفصلا، بل منضما إلى أرتال الجموع اللبنانية الحريصة على دولتها ووحدتها وسلامة أوضاعها العامة وبصورة خاصة، المالية منها والإقتصادية بعد أن أصبحت البلاد في وضع يرثى له لا تهزها واقفة على شوار والإفلاس المؤدي إلى الزوال كما صرح بذلك وزير الخارجية الفرنسي لودريان، وواقع الأمر أن توصيف الرئيس عون للمقبل من الايام إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه، فاننا في توجه محتوم نحو جهنم، وبئس المستقبل الذي يذكره رئيس البلاد بكل ثقة وتنبيه شديد وتحذير أشد، فماذا أضفنا إلى ذلك التصريح الأخير للرئيس سعد الحريري الذي ذكر واقعة تجرع السم فان الوضع يزداد حدّة وشدّة وضبابية. جهنم مقبلة إلينا!؟ بل نحن في قلب جهنم، ولا ينقذنا منها موقف كالذي يفاجئنا به الثنائي الشيعي في هذه الايام الإنقلابية.

"اللواء": الخيارات أمام الثنائي محدودة ومبادرة الحريري تشكّل مخرجاً له من أزمته

كتب عمر البردان في "اللواء": الخيارات أمام الثنائي محدودة ومبادرة الحريري تشكّل مخرجاً له من أزمته

ترى أوساط سياسية أن الثغرة التي فتحتها مبادرة الحريري في جدار الأزمة الحكومية، يمكن البناء عليها لحلحلة العقد، وهذا ما يرتب مسؤوليات كبيرة على الفريق الشيعي الذي يواجه أدق مرحلة سياسية في تاريخه منذ الـ2005، وهو يعاني أوضاعاً إقليمية بالغة الخطورة وعلى مختلف المستويات، في ظل عقوبات على إيران وتراجع كل مفاعيل الممانعة والأذرع الإيرانية في المنطقة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى حالة الوهن التي يتخبط فيها فريق الثامن من آذار، ما يعني أن الأوراق باتت معدومة بين يديه، ما يحتم ضرورة تجاوبه مع مبادرة الحريري، لانتشال الوضع من هذه الأزمة التي تعصف بالبلد. وقد خسر هذا الفريق كل عوامل الدعم التي كان يتمتع بها، وبات يخوض معركته الحالية باللحم الحي، وأصبح بنظر الجميع أنه هو الفريق الذي يعطل الحل ويمنع تأليف الحكومة، والذي يحول دون تمكين اللبنانيين من إخراج البلد من هذا المأزق، وبالتالي فإن لا خيارات أمامه إلا الاستفادة من مبادرة الرئيس الحريري لحفظ ماء الوجه وإخراج لبنان من المأزق، كما أنها فرصة لإخراج نفسه من المأزق الذي أوقع نفسه فيه، جراء سياساته على حساب مصلحة الشعب اللبناني. وأشارت المصادر، إلى أن المواقف الأولية التي صدرت عن الرئيس بري، توحي بأن الثنائي لا يمكن إلا أن يتعامل بإيجابية مع مبادرة الحريري، لأنها تشكل له خشبة خلاص من هذا الواقع المأزوم الذي يعانيه، بعدما أصبح في وضع لا يحسد عليه على مختلف الأصعدة. فإما تشكل حكومة، وإما سينهار البلد على رؤوس الجميع.

"نداء الوطن": "إقتتال" دستوري

كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": "إقتتال" دستوري

لا أمل بعودة الى حد أدنى من السويَّة الوطنية في ظل أي مشروع يتجاوز لبنان الكيان ودستوره، مستقياً مشروعيته من عقيدة عابرة للحدود او تحالفات تقفز فوق الدولة ومصالحها العليا. ولا يمكن الركون الى أي تسويات ما دام السلاح حاكماً للتوازن الداخلي وعنصراً فاعلاً في الصراع الاقليمي بقدر ما هو هدف يدفع ثمنه كل لبنان. صحيح أن مواجهة وهجه في تشكيل الحكومة بالموقف والثبات يمكنها تخفيف غلوائه، لكن، لا انتصاره في فرض شيعي على وزارة المال يعطي أصحابه مكسباً ميثاقياً دائماً، ولا خسارته تثنيه عن معاودة الكرة إذا قدر على استعادة "موقع" خسره أثناء القتال. فرض "الثنائي الشيعي" وكل حلفائه في 8 آذار، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانتخابات 2005 على كل الفرقاء، معارك كرّ وفر بدل تداول السلطة السلمي. أحبطوا غالبية 14 آذار في مجلسين نيابيين وحكوماتها بالقوة العارية. واليوم يُسقَوْن بمثل ما سقوا به الآخرين بفعل العقوبات وتراجع ايران وانفضاح منظومة الفساد ليس على يد ثورة 17 تشرين فحسب بل ايضاً في جريمة 4 آب. لن يكون تشكيل حكومة أديب نهاية مطاف "الاقتتال" الدستوري إذا بقي السلاح مانعاً التغيير وتجديد المؤسسات... الصراع على الحكومة جولة من معركة شرسة فيها قليل من الحِملان وأسد جريح افترس الحريق غابته ويتفرّج على النار.

"الديار": "الثنائي" ما زال مغروماً بالحريري الرياض للسنيورة وسلام وميقاتي: لا كلام مع حزب الله

كتب رضوان الذيب في "الديار": "الثنائي" ما زال مغروماً بالحريري الرياض للسنيورة وسلام وميقاتي: لا كلام مع حزب الله

تؤكد المصادر المطلعة ، ان فرنسا كانت تعتقد بان انشغال اميركا بالانتخابات سيسمح لها بتمرير الحكومة مع ايران ، وتبين هذا الامر بالمستحيل مع تفاقم الخلاف الاميركي الفرنسي حول ايران في مجلس الامن بشان العقوبات وهذا ما سيرفع سقف المواجهة بين الدولتين ، ويبدو ان الرياض في موقف الداعم المطلق لواشنطن وترفض اي مشاركة لحزب الله في الحكومة مهما كان الثمن وهي اشد من واشنطن في معارضتها لهذا الاتجاه ، وترفض المبادرة الفرنسية وتقف وراء تشدد رؤساء الحكومات السابقين ومن يسمع تهديدات الرؤساء خلال اجتماعاتهم يدرك مدى الدعم السعودي لمواقفهم ، وفي المعلومات ، ان الرياض وبعد تبلغها باجتماع ماكرون والنائب محمد رعد نعت المبادرة الفرنسية ،اما الرئيس الحريري فهو فرنسي الهوى ومشى بتوجيهات الاليزية ولن يتركها وهذا ما سيرفع سقف الضغط السعودي عليه وخرج من حساباتها، وبهاء الحريري اولا عند السعوديين مع السنيورة وميقاتي وسلام وقرار بمنع الكلام مع حزب الله ، وبالتالي فان التباين الاميركي السعودي مع الفرنسيين سيعقد الامور وسيدفع الحريري الثمن الا اذا لاقاه الثنائي الشيعي الذي لم يغلق كل الابواب مع الحريري في ظل استمرار الاتصالات ،حتى انه في الاجتماع الاخير ل 8 اذار كان الثنائي الشيعي واضحا بالبوح بمغازلة الحريري وعدم قطع شعرة معاوية معه وان الحل في النهاية لن يخرج عن الاسماء التي اقترحها بري. الساعات المقبلة حاسمة والخطوط غير مقطوعة بين الثنائي الشيعي وسعد الحريري الذي ما زال معتدلا في ظل جنون بهاء الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، لكن مشكة التاليف ليست داخلية فقط ،حتى اقتراح الحريري الاخير لم يكن جديدا وجرت مناقشته في الكواليس ووصل الى بري قبل ان يذيعه الحريري وفي النهاية بري رجل التسويات وابن الطائف والصيغة ولن يسمح بانهيارها لكن ذلك لايعني ان الولادة ليست بحاجة لتسهيل مرور دولي.

تقييم " المبادرة "الحريريّة"

بحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ المبادرة "الحريريّة" أُخضعت لتقييم فوري من قِبل حركة "أمل" و"حزب الله"، خلصا فيه الى أنّها - على الرغم من تضمّنها على موافقة على ابقاء وزارة الماليّة من ضمن الحصّة الشيعية في الحكومة المنوي تشكيلها - خارجة عن سياق كل ما يطالبان به، ولا تحمل ما يشكّل دافعاً الى التفاهم المطلوب، وخصوصاً انّها ما زالت تدور خارج مدار المبادرة الفرنسية، عبر التمسّك بما لم تأتِ المبادرة على ذكره، ولاسيما لناحية مصادرة الحق بتسمية كل الوزراء الشيعة.

وعلمت "الجمهورية"، انّ "الثنائي" توقفا عند ما اعتبراه التبنّي الفرنسي لطرح الحريري بأنّ يسمّي الرئيس المكلّف الوزراء بنفسه، فهذا الأمر، بحسب مصادرهما، يدفع الى طرح علامات ريبة واستفهام، ويتطلّب تفسيراً من الجانب الفرنسي، الذي سبق واكّد لهما انّ هذا الامر ليس من مندرجات المبادرة التي طرحها الرئيس ماكرون، فإذا كان المقصود أن يسمّي الوزراء بناء على لوائح نقدّمها للاختيار منها، فلا مشكلة على الاطلاق، بل هذا هو الحل الطبيعي، أما اذا كان القصد أن يسمّي الوزراء الشيعة بمعزل عنا، فمعنى ذلك أنّ الأمور ما زالت عند نقطة الصفر".

اما الملاحظات التي سجّلها الثنائي على المبادرة، فلخصتها "الجمهورية" بما يلي:

• اولاً، لا جديد في مبادرة الحريري، حيث انّها لم تتضمن اي حلّ، بل انّ ما تضمنته ليس سوى تظهير الى العلن لما كان قد تمّ نقاشه معهما بعيداً من الاعلام. فهذا العرض سبق ان نوقش معنا ورُفض. فالحريري نفسه ناقشه مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، ورُفض. كما ناقشه الحريري مع الرئيس نبيه بري ورُفض بشكل قاطع، وسبق ايضاً ان ارسلوا لنا اسماء شخصيات شيعية يقترحونها لتولي وزارة المالية فرفضناها، لأنّ اختياراتهم كانت لشخصيات "اما هي معادية لنا واما هي معادية جداً لنا". كما انّ هذا الطرح سبق ان طرحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الرئيس بري ورفضه، حتى انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قدّم طرحاً بأن يسمّي وزيراً مارونيا للمالية وتمّ رفضه، فلماذا العودة اليه الآن مع علمهم انّه مرفوض سلفاً من قبلنا؟

• ثانياً، إنّ التسليم العلني في مبادرة الحريري بأنّ وزارة المالية هي من حصّة الشيعة، هي خطوة ننظر اليها بإيجابية. مع أنّ هذا الأمر قد تمّ تجاوزه من قبل، وليس كما جرى تقديمه في ما سُمّيت مبادرة الحريري، على أنّه طرح جديد. فهذا الامر سبق أن اكّدت عليه وحسمته النقاشات معهم ومع الرئيس الفرنسي، بدليل تقديمهم لأسماء لشخصيات شيعية لتولّي وزارة المالية.

• ثالثاً، إنّ قول الحريري بأن تُسند المالية لوزير شيعي لمرة واحدة، فهذا كلام مرفوض بشكل قاطع، فضلاً عن انّ الحريري لا يملك الحق في أن يمنع او يجيز. كما ليس مقبولاً ابداً ان يُظهر في "موافقته" على ان تُسند وزارة المالية لشيعي على انّها منّة منه لنا، ثم اذا كان يقول انّه في هذا الأمر كمن يتجرّع السمّ، لمصلحة لبنان، فقد يكون بذلك يخاطب جمهوره، الّا أنّ احداً لم يطلب منه ذلك على الاطلاق، فضلاً عن انّ هذا الكلام مهين لمكون اساسي في لبنان، لا يمكن قبوله او تجاوزه.

• رابعاً، اذا كان القصد من مبادرة الحريري ان يصوّرنا على انّنا نحن العقدة الماثلة في طريق التأليف، فتلك محاولة فاشلة سلفاً لن تؤدي الى تغيير في الموقف مهما طال الزمن.

• خامساً، ما زالت الكرة في ملعبهم، والحل الذي طرحناه ما زال هو هو، اي اننا نحن من نسمّي الوزراء وفق لائحة نقدّمها، بخمسة اسماء، او بعشرة اسماء او اكثر، اذا ارادوا فلدينا بحر من الشخصيات المناسبة، وهم يختارون من بينها، فنحن نشركهم في الاختيار فقط، وبالتأكيد ليس لوزارة المالية فقط، بل لكلّ الوزراء الشيعة الذين سيمثلوننا.

• سادساً، يجب ان يعلم الجميع في الداخل والخارج، بأننا لا نشتري ولا نبيع، وبأننا لا يمكن ان نقبل، وتحت اي ظرف، بأن يختار احد وزراءنا بمعزل عنا. المسألة عندنا مسألة شراكة في ادارة الدولة، ولا احد يستطيع ان يبعدنا عن هذه الشراكة، ولا ان يفرض علينا وزراءنا. ففرض الوزراء هنا، هو تعطيل مباشر للمبادرة الفرنسية وليس تسهيلاً لها.

وفي الخلاصة، كما انتم عرضتم علينا (على سائر القوى السياسية والنيابية) 3 اسماء لنختار منها شخصية لتكليفها في الاستشارات النيابية الملزمة، واخترنا مصطفى اديب من بينها، نحن من جهتنا سنقدّم اسماءنا وانتم تختارون منها وزراءنا لا اكثر ولا اقل.

• سابعاً، إنّنا ننظر بإيجابية الى ما اعلنه الرئيس المكلّف لجهة تأليف حكومة مهمّة ترضي جميع اللبنانيين، وهذا نفهمه بأنّ الحكومة المقصودة، هي حكومة شراكة، وليست مفروضة فرضاً. مع الاشارة هنا الى اننا سبق ان تبلّغنا من الرئيس المكلّف من انّه لن يبادر الى طرح اي تشكيلة حكومية تصادمية معنا.

• ثامناً، اشارة اخيرة، فقد كان فاقعاً ذلك المشهد الذي بدا فيه الحريري مبادراً لما سمّاه حلاً لأزمة التأليف، فيما بدا رؤساء الحكومات السابقون معترضين على مبادرته ومتبرئين منها. فقد كان ذلك أشبه بمسرحيّة هزليّة فاشلة لتوزيع الادوار، كان الحري بهم أن يفتشوا على "مخرج شاطر" لتقديم سيناريو مقنع لجمهورهم أولاً قبل ان يكون مقنعاً لنا".

بري يبني على مبادرة الحريري ايجاباً

ولاحظت الصحف الإيحاءات الإيجابية حيال خطوة الرئيس سعد الحريري التي نقلت عن زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري ومنها ترحيبه ببيان الحريري معتبرا انه يبنى عليه إيجابا.

وأشارت الصحف إلى أن مصادرهيئة مكتب المجلس الذي التأم امس برئاسة بري لدرس جدول اعمال جلسة تشريعية للمجلس تٌعقد في نهاية ايلول الحالي وربما تمتد يومين، أوضحت ان بري تلقف ايجاباً كلام الحريري حول بقاء حقيبة المالية للطائفة الشيعية، وان المبادرة تفتح نافذة في الجدار العالي، ويمكن ان تؤسس لحوار جديّ حول تشكيل الحكومة قريباً.لكن الامر لا زال بحاجة الى مزيد من الحوار بين الاطراف ومع الرئيس المكلف مصطفى اديب.

وتأكيداً لما ذكرته "اللواء" منذ ايام عن تسمية الرئيس بري لشخص شيعي لبناني فرنسي يعمل من ضمن فريق عمل الرئيس الفرنسي وابلغ بري ماكرون باسمه لو شاء تسميته، تبين انه احمد محمود شمس الدين، من بلدة زوطر الشرقية، وهو يعمل خبيراً مالياً واقتصادياً.

في المقابل، لفتت "الاخبار" إلى أن زوار عين التينة نقلوا عن بري قوله إن بيان الحريري هو "خَرقٌ في السد"، علماً بأن "الطرح ليس بجديد وأن الفرنسيين سبق أن عرضوا علينا الفكرة، على أن يسمّوا هم الوزير الشيعي". وقال بري "إننا على موقفنا بأن التسمية تتم بيننا وبين الرئيس المكلف، وموقفنا أن نقدم عدداً من الأسماء وهو يختار منها"، معتبراً أن "الأهم من موقف الحريري هو تعامل رئيس الحكومة مع هذه المبادرة، ونحن جاهزون". لكن حتى مساء أمس لم يحصل أي تواصل بين أديب والثنائي، ولم يتمّ تحديد أي موعد للقاء بين رئيس الحكومة والخليلين.

عون منزعج ويتمسك بالمادتين 53 و64 من الدستور

وبدا للصحف ان مبادرة الرئيس سعد الحريري لم تنزل بردا وسلاما على قصر بعبدا، حيث علمت "النهار" ان رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه ابدوا انزعاجا شديدا من تجاهل الحريري لمبادرة عون وعدم ملاقاته لها. كما ان عون لا يبدو متحمسا للقاء الرئيس المكلف في بعبدا ما لم يحمل معه هذه المرة تشكيلة حكومية.

وتوافرت معلومات لـ"النهار" ليل امس ان الرئيس المكلف اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية وتشاور معه حول الاتصالات التي يعتزم القيام بها لاعادة تحريك عملية تأليف الحكومة بعد مبادرتي رئيس الجمهورية والرئيس الحريري . وتبين ان بعبدا كانت تنتظر زيارة من الرئيس المكلّف، لكنه لم يبادر الى ذلك، وبدا وكانه ينتظر تجاوب "امل" و"حزب الله"، ليبني مقاربة جديدة مختلفة في التأليف.

ولفتت الصحف إلى أن هذا الأداء من الرئيس المكلّف بربطه عملية التأليف بالحريري وبردة فعل الثنائي الشيعي اثار استياء بعبدا التي ذكرت عبر بيان صادر عن مكتبها الاعلامي "بأنّ الدستور ينصّ صراحة في مادتيه 53 (فقرة 4) و64 (فقرة 2) على انّ رئيس الجمهورية يصدر، بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، مرسوم تشكيل الحكومة، ورئيس الحكومة المكلّف يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، ما يعني من دون أي اجتهاد او اختزال او تطاول على صلاحيات دستورية، ان رئيس الجمهورية معنيّ بالمباشر بتشكيل الحكومة وباصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف."

ولاحظت "الأخبار" أن بيان رئيس الجمهورية أعاد التذكير بأن عقدة "المالية" ليست الوحيدة، وإن حجبت خلفها العقد الأخرى. أبرز هذه العقد التمثيل المسيحي، مشيرة إلى أن الرئيس عون لن يقبل بتوقيع مرسوم تأليف حكومة لم يوافق مسبقاً على أسماء الوزراء فيها، وتحديداً منهم المسيحيين.

"نداء الوطن": حقيبة المالية حُلّت فماذا عن العقبات الاخرى؟

كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": حقيبة المالية حُلّت فماذا عن العقبات الاخرى؟

تؤكد مصادر الثنائي الشيعي: "لا يسمي وزراء الشيعي الا الثنائي الشيعي". الخطوة التي صورها الحريري كـ"انتحار سياسي" كان يمكن تجاوزها يوم إقترح عليه الفرنسيون منح الشيعة حقيبة المالية وحق تسمية الوزراء. تأخر عشرة ايام ولكنه حرك جموداً كاد يهدد مصير المفاوضات واعطى جرعة دعم للرئيس المكلف.

أخطأ الحريري في ادارة اللعبة وفي التراجع لكن لم يكن امامه خيار آخر. هكذا يقول عنه معارضو خطوته ويعتبرون أنه لا يعرف كيف يربح ولا كيف يخسر ولا يعرف خوض المواجهة الى الآخر، يداري ويحسب لكل أمر ألف حساب وحساب. قساوة بيانه هدفها حفظ ماء الوجه، لكن يسجل له تراجعه طالما ان الجميع بمن فيهم الفرنسيون اتفقوا على ان الحل في متناوله وحده. في تفسير قوى أخرى ان خطوة الحريري جاءت بعد غضب فرنسي وتحميله مسؤولية تفشيل المبادرة، بدليل الموقف الاخير الذي عبر عنه عبر "تويتر" ومفاده أن "‏وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقاً حصرياً لأي طائفة، ورفض المداورة". لمس ان موقفه هذا كان بمثابة دعسة ناقصة لم تحقق غايتها. أمنت خطوته الجديدة عودة العلاقة مع الفرنسيين بشكل تم التعبير عنها من خلال البيان الفرنسي الذي وصف خطوته بـ"الشجاعة"، معتبراً أنها "تبرهن عن حسّه بالمسؤولية والمصلحة الوطنية للبنان". تراجع الحريري خطوة الى الوراء أعاد للمبادرة الفرنسية فرص النجاح، لكن هل تعيد مثل هذه الخطوة علاقته مع الثنائي الشيعي؟ الجواب لن يكون سلبياً بطبيعة الحال. وعلى قاعدة "مكره اخاك لا بطل" لن يجد الثنائي الشيعي غير الحريري زعيماً ممثلاً عن السنة للتواصل معه، على الرغم من ان زيارة النائبة بهية الحريري الى عين التينة شهدت من العتب ما زاد وفاض، وقد فتح بري جردة حساب لعلاقته مع الحريري والمواقف التي سلفها لأجله. هنا قد يكون العتب على قدر المحبة ولكن مشاورات الحكومة مرهونة بخواتيمها. إذ لا يكفي ان تحسم حقيبة المالية والخوف من تكرار عقبات ناتجة عن تمسك قوى اخرى بحصص طوائفهم، او ينتقل المشكل الى حصة رئيس الجمهورية عددياً وبالحقائب... اللهم الا اذا كانت الطبخة نضجت خلف الكواليس وما كتب قد كتب وهذا هو المرجح.

"الشرق الاوسط": تفاهم عون ـ حزب الله يهتز على وقع أزمة الحكومة وعقوبات أميركا

كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": تفاهم عون ـ حزب الله يهتز على وقع أزمة الحكومة وعقوبات أميركا

لا ينكر النائب في تكتل لبنان القوي الذي يرأسه باسيل، الدكتور ماريو عون، أن يكون هناك خلاف مع حزب الله على أكثر من ملف وآخرها الملف الحكومي، إلا أنه في الوقت عينه يؤكد أن تحالف مار مخايل ذي البعد الاستراتيجي قائم ولم يُمسّ، لافتاً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" الى انه سبق الملف الحكومي خلافات حول مقاربات ملفات الإصلاح والفساد لكنّ الانهيار الحاصل على الصعد كافة لم يترك لنا ترف الأخذ والرد والتعبير عن عدم رضانا عن طريقة مقاربة (حزب الله) لهذه الملفات، علماً بأننا مقتنعون بأن دولة سليمة معافاة خالية من الفساد أفضل بكثير للمقاومة. وينفي عون أن تكون قيادة الوطني الحر تخشى العقوبات الأميركية ما يجعلها تأخذ مسافة معينة عن الحزب، معتبراً أنه ليس هناك ما تستند إليه الإدارة الأميركية لفرض هكذا عقوبات، مشدداً على أن أي قرار في هذا التجاه سيكون مجحفاً. في المقابل، قالت مصادر مطلعة على موقف حزب الله إن الحزب صارح قيادة التيار والرئيس عون بعدم إمكانية تقديم المزيد من التنازلات في هذه المرحلة لحماية تفاهم مار مخايل، وإن ما كان يفعله في هذا الصدد منذ عام 2006 لجهة أنه كلما كان التفاهم يهتز كان يعمل على استعادة توازنه من خلال التنازل من حصته، لا يمكنه أن يفعله اليوم، لأنه يخوض معركة وجودية في ظل ضغوط داخلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة. وتشير المصادر إلى أن الحزب وصل لحد إبلاغ الثنائي عون – باسيل بأنه يتفهم أي قرار من قِبلهما بفك التحالف وبأن ذلك لا يعني العداء معهما. ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي المتابع لمواقف حزب الله، قاسم قصير، وجود تمايز في المواقف بين عون وباسيل من جهة وحزب الله من جهة أخرى سواء على صعيد الأزمة الحكومية أو على صعيد قضايا داخلية وخارجية أخرى، معتبراً أنه رغم هذا التمايز وبعض السجالات فإن تفاهم مار مخايل مستمر.

"تكتل لبنان القوي"

واشارت مصادر مطلعة لـ"النهار" الى ان "تكتل لبنان القوي" رأى في بيان الرئيس سعد الحريري تجاوزاً للآليات الدستورية الخاصة بتشكيل الحكومة وانه على رغم التسهيل لا يمكن السكوت عن الكلام الذي قيل فيه ان رئيس الحكومة هو من يختار وحده الوزراء، بينما الدستور واضح لجهة ان تأليف الحكومة يتم بالاتفاق مع رئيس الجمهورية وان حصولها على ثقة مجلس النوّاب يحتاج الى الكتل النيابية.

ورأت المصادر ان ليس هناك حكومة في المدى المنظور، والمبادرات لن تكسر الازمة طالما ان التوافق الوطني حولها مفقود.

"نداء الوطن": العونيون عن خطوة الحريري: سقط القناع!

كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": العونيون عن خطوة الحريري: سقط القناع!

تفيد المعطيات أنّ رئيس الحكومة المكلف بات في "حضن" الحريري، بدليل ما أتى بين سطور البيان المكتوب الذي استدعى ردّاً مباشراً من رئاسة الجمهورية التي عادت وذكرت رئيس الحكومة السابق: الرئيس معنيّ بالمباشر بتشكيل الحكومة وإصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف". اذ إنّ الحريري قال في بيانه إنّه قرر مساعدة أديب "على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء"، مسقطاً بذلك أي دور لرئاسة الجمهورية. وفق العونيين، يطرح بيان الحريري الكثير من علامات الاستفهام. بنظرهم، هو كشف القناع الموضوع على الحكومة العتيدة برئاستها ومكوناتها، حيث كان ينتظر أن تكون حكومة اختصاصيين واذ يتبيّن أنّ فريقاً واحداً يمسك بـ"ريموت كونترول" التحكم بها عن بُعد، الأمر الذي يثير النقزة ويغلّف مسار التأليف بالكثير من علامات التشكيك. ويشيرون إلى أنّ المخرج الذي طرحه الحريري بدا ضعيفاً ومجتزأً يطرح حلاً لأزمة المداورة لكنه لم يعالج أزمة الجهة التي ستتولى التسمية، على اعتبار أنّ الثنائي الشيعي يصر على الاحتفاظ بحقه في التسمية فيما كلام الحريري يوحي بأنّ رئيس الحكومة المكلف هو من سيتولى هذه المهمة. أما السؤال الأهم بالنسبة للعونيين فهو: لنفترض أنّ "سمّ" الحريري ساهم في حلّ مشكلة وزير المال، وتمّ التفاهم على الاسم، فكيف ستحسم بقية الأسماء، الدرزية مثلاً أو المسيحية؟ هل سيتولى الحريري هذه المهمة؟ من سيصدق أنّ رئيس الحكومة المكلف هو الذي يتولى التسميات؟ ويبقى السؤال: كيف ستتصرف الرئاسة الأولى مع أي مسودة سيضعها أديب على طاولة الرئيس؟ يجيب العونيون: "لما نوصل ليها منصلي عليها!". بالمبدأ، تصرّ الرئاسة الأولى على تسهيل مهمة أديب. ولكن حين تصل الأمور إلى التفاصيل يخشى أن تطل الشياطين برؤوسها.

جنبلاط...ووجهات نظر مختلفة!

أشارت الصحف إلى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اعلن ان مبادرة الرئيس سعد الحريري تفتح مجالا كبيرا للتسوية" . وتعليقا على كلام رئيس الجمهورية ميشال عون في مؤتمره الصحافي قبل يومين قال جنبلاط "لا أوافق على كلمة جهنم فهذا كلام غير مسؤول" مشيرا الى اننا نذهب الى مزيد من التأزم الاقتصادي والى افق مجهول ". وأوضح انه لم يقل ان اتصاله بالرئيس الحريري من باريس لم يكن إيجابيا بل كانت هناك وجهات نظر مختلفة لكن مبادرته امس تفتح مجالا كبيرا للتسوية.

"الاخبار": تأجيل أزمة البنزين؟

كتبت آمال خليل في "الاخبار": تأجيل أزمة البنزين؟

لم تحل أزمة تسليم البنزين من منشآت النفط في الزهراني أمس، بخلاف ما وعدت به إدارة منشآت النفط ونقابات أصحاب المحطات والصهاريج. بعد تمنع منشآت الزهراني عن تسليم البنزين الثلاثاء وتأجيلها إلى يوم أمس، لم تسلم سوى 20 في المئة من المليوني ليتر التي وعدت بها الشركات وأصحاب المحطات والصهاريج. عدد ممن انتظر أمس أمام المنشآت في الزهراني تحدث لـ"الأخبار" عن توزيع العشرين في المئة على المحسوبيات والمحظيين. كان يفترض بأن تحصل كل شركة توزيع على صهريجين أو ثلاثة. لكن الشركات غير المحظية حصلت على صهريح واحد، فيما حسم من حمولة بعض الموزعين حوالى 5 آلاف ليتر لتحويلها إلى أشخاص نافذين يبيعون البنزين بالسوق السوداء. مصادر في المنشآت لفتت إلى أن الإدارة لن تسلم اليوم البنزين وستحدد برنامجاً للتسليم لثلاثة أيام أسبوعياً. لماذا هذا التقنين بالتسليم برغم إفراغ البواخر لحمولتها في ظل نفاد البنزين في كثير من المحطات؟ المصادر رجحت أن مصرف لبنان طلب من المنشآت إبطاء تسليم المحروقات لكي لا تستنفد الشركات رصيد الدولار المتوافر في البنك المركزي لزوم دفع ثمن المحروقات. على صعيد متصل، وفي خطوة لافتة، قررت المديرة العامة للنفط والمكلفة بإدارة منشآت النفط، أورور الفغالي، فرض كفالات مصرفية كشرط أساسي لتسليم المحروقات من منشآت النفط الى التجار لضمان تحصيل الشيكات المصرفية التي تسلمها الشركات للمنشآت. واعتبرت الخطوة سابقة من نوعها، لما فيها من تشكيك في الملاءة المصرفية وفي قوة إبراء الشيكات المصرفية، كما من شأنها زيادة الكلفة وتعقيد الاجراءات، علماً بأن إجراء الفغالي غير مسند الى أي نص قانوني ويؤدي الى زيادة الاعباء على صغار التجار لصالح الكبار منهم. ووفق مصدر معني في الوزارة، يؤدي الإجراء على المدى الطويل الى اضطرار صغار التجار للتوقف عن سحب الكميات المخصصة لهم من مادة البنزين بسبب عدم قدرتهم على تأمين الكفالة غير الواجبة قانوناً، ولا سيما أن الاسباب الموجبة لفرض كفالة مصرفية من قبل ادارة عامة أومؤسسة عامة أو أي شخص من أشخاص القانون العام هي لضمان تنفيذ موجِبٍ ما يقع على عاتق الطرف الآخر المتعاقد مع أشخاص القانون العام.

"الاخبار": تحالف 17 تشرين: ليس بين الثوّار ما يوحّدهم!

كتبت رلى ابراهيم في "الاخبار": تحالف 17 تشرين: ليس بين الثوّار ما يوحّدهم!

في كل مرة تسعى مجموعات انتفاضة 17 تشرين والمجتمع المدني والاحزاب المعارضة الى بناء جبهة ائتلاف معارض، تصطدم بعدم قدرتها على التوافق ولو على لون السماء. منذ العام 2011 تكرر الأداء نفسه، تتلهى بما تخلقه السلطة لها، وتقفز فوق المسألة الأهم: الاستسلام للاحتفالات والانطلاق الى إنشاء أحزاب سياسية ذات برامج واضحة. والحصيلة: تحالف التحالف الذي مات قبل أن يولد.. ويعمل النواب المستقيلون، سامي الجميّل وبولا يعقوبيان وميشال معوض ونعمة افرام على عقد تحالف مع بعض مجموعات الانتفاضة كـ"عامية 17 تشرين" و"تَقَدُم" و"لقاء تشرين" و"أنا خط أحمر" الى إنشاء جبهة سياسية. يجري التباحث حالياً في برنامج مشترك. ما زالت النقاشات في بدايتها. لكن أساسها التوافق على ضرورة المواجهة من خارج المؤسسات بدعم شعبي فاعل، لتنفيذ خطة انتقالية للسلطة توصل الى إجراء انتخابات متتالية لعدد كبير من المناصب والسلطات. هنا أيضاً، ظهرت اختلافات في الأجندات بين النواب السابقين الطامحين إلى تسويق نظرية الحياد والمشددين على إجراء انتخابات لافتراضهم أنهم سيضاعفون نتائجهم وينجّحون أنفسهم ومن ينتقونه ضمن لائحتهم، وبين المجموعات التي تريد حرباً مع المصارف وترفض الرهان على الخارج، وترى في الانتخابات المبكرة استعجالاً، وأنها لن تؤدي سوى الى خسارتهم تماماً كما الانتخابات السابقة. يبقى خوف المجموعات أيضاً من أن تغلب الطموحات السياسية والمطامع الشخصية للنواب على ما عداها، فيسعون الى ابتلاع تمثيل المجموعات للفوز بـشرعية الانتفاضة.

"النهار": التستّر على انفجار عين قانا يفاقم هاجس آلاف الانفجارات!

كتب احمد عياش في" النهار": التستّر على انفجار عين قانا يفاقم هاجس آلاف الانفجارات!

في خطابه بالامس الذي سجله في طهران، وجرى بثه في نيويورك ضمن الدورة السنوية الـ 75 للهيئة العامة للامم المتحدة، أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني ان المنطقة تحولت الى "برميل بارود" بفعل مبيعات الاسلحة الاميركية في المنطقة. لكن هذا الوصف، أي "برميل البارود"، ينطبق فعليا على لبنان في ظل ما حدث ولا يزال منذ انفجار العاصمة اللبنانية نتيجة الترسانة الضخمة من الاسلحة من كل الانواع التي كدّسها "حزب الله" منذ اعوام سبقت حرب تموز عام 2006، وتصاعد هذا التكديس ولا يزال منذ ذلك التاريخ. يشير احد التقارير الديبلوماسية الى ان هناك ما يفوق العشرة آلاف مركز لهذه الاسلحة على امتداد لبنان، وتحديداً في الجنوب والبقاع. وتقول اوساط شيعية معارضة لـ"النهار" ان معطياتها تفيد ان هناك ضحايا بين قتلى وجرحى في انفجار عين قانا، وقد بذل "حزب الله" جهدا إستثنائيا لكي يخفي هذه الخسائر عن طريق الطوق الامني الذي ضربه فورا بُعيد وقوع الانفجار، مانعا حتى الجيش من الوصول الى المكان إلا بعد ساعات ومثله وسائل الاعلام، وهي ساعات كانت كافية لتجهيز مسرح الانفجار لكي يبدو خاليا من الضحايا، علما ان قوة الانفجار كانت كفيلة بإلحاق دمار هائل في الابنية السكنية، وصولا الى اضرار في مناطق تبعد كيلومترات عن عين قانا، فيما وصل صدى الانفجار الى صيدا على مسافة عشرات الكيلومترات من البلدة. مَن تابع وسائل اعلام "حزب الله" في الساعات الماضية، لاحظ ان هناك تعتيما كاملا قد فُرض على الحادث، وسط تبنّي رواية احد اجهزة الاسعاف حول "عدم سقوط ضحايا". وتعتبر الاوساط المشار اليها آنفا، ان الحزب يخشى ان يؤدي الاعلان عن الحقائق الى "انهيار معنويات البيئة الحاضنة". وتساءلت الاوساط: "إذا كان حزب الله حريصا على معنويات بيئته الى درجة طمس الحقائق، فما هي المبررات التي جعلت المسؤولين الامنيين الرسميين يقبلون بالامتثال لأوامر الحزب فلم يقتربوا من مكان الانفجار إلا بعدما سمح لهم الحزب بذلك؟". ورأت انه كان من واجب الجهات الامنية الرسمية الامتناع كليا عن ارسال عناصرها الى مكان الانفجار بعد ساعات على وقوعه، تاركة الحزب يتحمّل المسؤولية وحده عما حصل. ما هي تداعيات الانفجار الاخير في الجنوب؟ في مقدم هذه التداعيات الخوف الذي انتشر بعد انفجار قانا والذي يفيد انه "لم يعد هناك من مكان آمن في كل المناطق التي يمارس فيها حزب الله نفوذه"، على ما قاله لـ"النهار" وزير سابق يمتلك صلات وثيقة ببيئة الحزب. وأوضح ان الحزب عمد الى تخزين ترسانته من الاسلحة في آلاف الوحدات السكنية على امتداد لبنان، ما يعني ان السكان في هذه الوحدات والقريبين منها "هم الآن في دائرة الخطر".

أسرار وكواليس

 قال مصدر متابع لعمليات تأليف الحكومات ان عملية المداورة في وزارة المال بين الافرقاء السياسيين اقترحها الرئيس السنيورة ونفذها الرئيس سلام.

 عُلم أنّ مسألة تسليم رئاسة حزب يميني مسيحي لنجل رئيس الحزب في لمساتها الأخيرة، واللقاءات مفتوحة ليكون إلى جانبه مكتب سياسي يدعمه ويرسم له خريطة طريق لهذه المرحلة، على الرغم من التساؤلات المطروحة حول جدوى هذه الخطوة في الوقت الراهن.

 يقوم نائب سابق سيادي بسلسلة لقاءات مع أحزاب وشخصيات سياسية ومستقلة لإطلاق جبهة دفاع عن الطائف ومنع سقوطه، ليُتوَّج ذلك بلقاء موسّع في وقت قريب.

 نقل عن مرجع حكومي سابق عن رأيه في الإشتباك بين رؤساء الحكومات والثنائي الشيعي فقال: لا علاقة لي.

 لاحظت أوساط سياسية أن مسؤولاً تقصّد قول ما قاله عن المداورة في الحقائب أملاً في حماية قريب له من العقوبات.

 يتردّد في كواليس الملف الحكومي أن حزباً فاعلاً يتشدّد في مطالبه بانتظار حدث ما يستطيع عبره طرح فكرة يتحدّث عنها دائماً في إعلامه.

 لاحظت مصادر دبلوماسية أن لبنان يقترب من خسارة حقّه، وحضوره في منظومة الطاقة شرقي المتوسط، في ظل الحصار الإقليمي والدولي عليه، والتخبط بأزماته السياسية.

 جرى تعميم صورة لمرشح شيعي شاب، ومستقل لوزارة المالية، مع مرجع كبير، بهدف خربطة الطبخة، أو الإيحاء للجمهور بأن "الثنائي" ما يزال اللاعب الأقوى!

 ما تزال المدارس في القطاعين الخاص والعام تواجه مأزقاً لجهة التعليم عن بعد أو الحضوري، ويتأرجح القرار بين الاتجاهين دون حسم بانتظار منتصف ت1.

 أجرى مرجع فرنسي كبير اتصالاً برئيس تيار سياسي فاعل وتداول معه في ضرورة حل أزمة الحكومة بالسرعة اللازمة.

 تفيد المعلومات أنّ وزيراً سابقاً يلعب دوراً استشارياً يفكّر جدياً بالابتعاد عن الأضواء في المرحلة الراهنة ريثما تمرّ عاصفة العقوبات.

 يتحدّث رئيس بلديّة، في مجالسه الخاصّة، عن ملف فساد مرتبط بنائب رئيس حزب بارز كان يتقاضى مبلغاً شهريّاً ضخماً من دائرة رسميّة ومتعهدين بحجّة تسديد ديون متراكمة عليه.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 أيلول 2020 08:36