30 أيلول 2020 | 08:27

أخبار لبنان

‏"النهار": يوم ردود على ماكرون ونتنياهو.. وجلسة العفو مهددة

‏ كتبت صحيفة " النهار" تقول: ‏‎اذا كانت أجواء الأسف الجماعية في لبنان على خسارة احد اكبر ‏أصدقائه العرب امير ‏الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد طغت في جانب ‏منها امس على ‏المشهد السياسي المازوم نظرا الى المكانة الكبيرة للأمير الراحل والخدمات الجليلة ‏التي ‏قدمها تاريخيا للبنان، فان هذا الحدث زاد ضمنا المخاوف من تداعيات تفريط السلطة ‏وقوى ‏معروفة بالقليل النادر المتبقي من صداقات خارجية للبنان. ولعل ما يجعل ازدياد ‏المخاوف من ‏اتساع عزلة لبنان وإبعاده عن صداقاته امرا مشروعا هو بروز معالم الردود ‏المنسقة على نحو ‏لافت في توقيت يرجح ان يكون أيضا منسقا على المؤتمر الصحافي ‏للرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون وتحديدا من الثنائي الشيعي وكذلك من "التيار الوطني ‏الحر". ‏

فعلى رغم اختلاف النبرة بين ردي كل من "حركة امل" والأمين العام لـ"حزب الله " حسن ‏نصرالله على الجوانب الموجعة في مواقف ماكرون التي تناولت مسؤولية ‏الثنائي في تعطيل ‏المبادرة الفرنسية والتسبب باعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب، ‏ورد رئيس "التيار الوطني ‏الحر" النائب جبران باسيل، لم يكن ممكنا تجاهل توقيت تزامن ‏الردود دفعة واحدة لرسم معالم ‏موقف يشبه الى حد بعيد اصطفاف قوى 8 آذار وراء شرط ‏الثنائي تسمية الوزراء الشيعة الذي ‏أدى الأسبوع الماضي الى اعتذار اديب. واذا كان رد ‏باسيل اتسم بمرونة الى حدود وصف ‏مواقف ماكرون بالموضوعية رغم رده عليه في ما ‏يتصل بتعميم تهمة الفساد على القوى ‏السياسية، فان ذلك لم يحجب البعد الذي اريد له ان ‏يرتسم من خلال تظهير وإبراز موقف سلبي ‏لفريق سياسي ضد مضي مسار المبادرة ‏الفرنسية كما كان على الأقل بدليل عدم القطع مع ‏المبادرة كليا من جانب الثنائي الشيعي‎.‎‎

ولكن التعقيدات التي نشأت أساسا امام المرحلة التي ستلي اعتذار مصطفى اديب ‏تفاقمت بدليل ان ‏الجمود الذي يحكم المشهد السياسي منذ اعتذار اديب لم يطرأ أي عامل ‏من شأنه ان يكسره الى ‏حدود انعدام التحركات السياسية تماما في قصر بعبدا ومقار ‏المسؤولين وانقطاع كل جسور ‏المشاورات واللقاءات كأن البلاد لا تعيش مجددا هاجس ‏الفراغ فيما لو طال الاستحقاق الحكومي ‏عالقا ومددت مرحلة تصريف الاعمال التي لن ‏تؤدي سوى الى ازدياد مقلق بل مخيف في شتى ‏أنواع الازمات التي تضرب لبنان‎.‎

وقد بدا هذا الخواء السياسي مرشحا للاستمرار الى فترة غير قصيرة في ظل التبريرات ‏التي ‏أعطيت له اذ ذكرت معلومات ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يجري ‏اتصالات ‏ويسعى الى عدم تكرار التجربة السابقة بتسمية شخص لا يتمكن من استكمال ‏عملية ‏تشكيل الحكومة. وأشارت المعلومات الى ان عون سيتشاور مع رئيس مجلس النواب ‏نبيه ‏بري تحديدا ليبنى على الشيء مقتضاه باعتبار ان عون يسعى الى تحقيق توافق قبل ‏الدعوة ‏الى الاستشارات النيابية الملزمة‎ .‎‎

وتزامن ذلك مع انطلاق مجموعة الردود على ماكرون بدءا بالمكتب السياسي لحركة "امل" ‏الذي ‏‏"استغرب ما ورد من اتهامات وتحميل المسؤوليات خصوصا للثنائي الوطني بعيدا ‏من الحقائق ‏ووقائع النقاشات مع الرئيس المكلف". كما رفض "في أي شكل الكلام ‏الاتهامي المعمم على ‏الأطراف لجهة الاستفادة وقبض الأموال " واصفا هذا الكلام بانه ‏سقطة سياسية لمطلقه‎ ".‎‎

اما باسيل فاعتبر في رده على ماكرون انه " منذ الطائف هناك أناس في لبنان يقبضون ‏وأناس لا ‏يقبضون ونحن لا نزال نرفع التحدي في وجه الجميع .. وحديث ماكرون بناء ‏وواقعي ‏وموضوعي ما عدا تعميم مسؤولية الفشل على الجميع فهذه لا تقطع معنا‎ ".‎

نصرالله

اما نصرالله فرد في كلمته مساء امس على ماكرون معتبرا ان الرئيس الفرنسي الذي ‏اتهمنا ‏بتخويف العالم هو نفسه من مارس عملية التخويف على رؤساء الأحزاب من اجل ‏تمرير حكومة ‏أمر واقع". وقال "نحن لا نحتاج الى أموال الدولة ورواتبها وميزانيتها ويجب ان ‏نكون داخل ‏الحكومة لحماية ظهر المقاومة حتى لا تتكرر حكومة 5 أيار 2008 ". وحمل بشدة ‏على رؤساء ‏الحكومات السابقين معتبرا ان "المعروض كان تسليم البلد اليهم والا العقوبات ‏وان يسموا وحدهم ‏كل الوزراء ويوزعوا الحقائب ويصادروا عملية تأليف الحكومة والطريقة ‏التي جرت فيها الأمور ‏غير مقبولة في لبنان أيا يكن راعيها او داعمها وعلى الفرنسيين ان ‏ينتبهوا ان اهم صلاحية ‏لرئيس الجمهورية كانت ستصادر". وقال "أقول للرئيس الفرنسي اذا ‏كنت تريد معرفة من افشل ‏المرحلة الأولى من مبادرتك ففتش عن الاميركيين الذين ‏فرضوا عقوبات ويهددون بفرضها ‏وفتش عن خطاب الملك سلمان في الأمم المتحدة ". ‏واستدرك "اننا رحبنا بدور ماكرون لمساعدة ‏لبنان لا ليكون مدعيا وواليا وحاكما ووصيا عليه ‏وما زلنا نؤيد المبادرة الفرنسية لكن يجب إعادة ‏النظر في الخطاب لا ما مس فيها قبل ‏يومين هي الكرامة الوطنية‎ ".‎

اما الجانب البارز الاخر في كلمة نصرالله فتمثل في رده على الاتهامات التي وجهها ‏رئيس ‏الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى "حزب الله " بإقامة مستودعات صواريخ في ‏مكان ‏قريب من محطة غاز في محلة الجناح في الضاحية الجنوبية واعلن ان العلاقات ‏الإعلامية ‏في الحزب ستدعو وسائل الاعلام الى الدخول الى المكان لكشف كذب نتنياهو على ‏الهواء ‏مباشرة واكد "اننا لا نضع صواريخنا لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز" . ‏وبالفعل ‏نظمت العلاقات الإعلامية في الحزب برئاسة المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف ‏ليلا ‏جولة لعدد كبير من الإعلاميين والصحافيين في منطقة سكنية في الجناح حيث حصل ‏تجمع ‏امام منشأة صناعية وقال عفيف ان الجولة تهدف الى الرد الفوري على ادعاءات ‏ومزاعم ‏وأكاذيب نتنياهو ولاسقاط تحريضه للشعب اللبناني على المقاومة . وجال الإعلاميون ‏في ‏المنشأة‎ .‎

الجلسة والعفو

وسط هذه الأجواء واجهت الجلسة التشريعية لمجلس النواب المقررة اليوم وغدا احتمال ‏فرطها ‏بفقدان النصاب او بتعطيل المشاريع الأساسية المدرجة على جدول اعمالها بسبب ‏مشروع قانون ‏العفو الذي استعيد الانقسام الحاد حوله عشية الجلسة . وقد بادر "تكتل ‏الجمهورية القوية" أولا الى ‏اعلان مقاطعته الجلسة "لعدم وجود بنود تتصف بالضرورة فيما ‏يرى التكتل ان الأهمية القصوى ‏في الوقت الحاضر ليست للتلهي باجتراح تشريعات هي ‏كثيرة عندنا ولم يطبق منها شيء وانما ‏للدفع نحو انتخابات نيابية مبكرة او تشكيل حكومة ‏انقاذ مختلفة عن سابقاتها ". كما ان" تكتل ‏لبنان القوي" اعتبر بدوره ان إعطاء قانون العفو ‏الأولوية في ما هو موضع خلاف "امر لا يجوز ‏‏" واعلن انه يعتبر قانون العفو غير مغطى ‏ميثاقيا " والإصرار على اقراره بهذه الطريقة ‏سيعرض الجلسة والقوانين لخطر الانقسام ‏الحاد وسيضطرنا الى التغيب عنها او الانسحاب منها ‏‏". وفي المقابل أعلنت رئيسة كتلة ‏المستقبل النائبة بهية الحريري ان الكتلة لن تسير بمسودة ‏قانون العفو كونها لا تحقق ‏مطلب الكتلة برفع المظلومية والإجحاف اللذين لحقا بعدد من ‏الموقوفين. ومعلوم ان ‏القانون المطروح يلقى تأييد الثنائي الشيعي وكتل أخرى‎ .‎




النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 أيلول 2020 08:27