3 تشرين الأول 2020 | 09:20

تكنولوجيا

صورة للثقب الأسود.. تدعم نظرية النسبية لأينشتاين

قدّمت الصورة الأولى لثقب أسود، تم التقاطها في العام 2019، مزيدا من الدعم لنظرية النسبية ‏العامة لألبرت أينشتاين، وتشير النتائج الجديدة إلى أن نظريته أصبحت الآن أصعب ولا يمكن ‏التغلب عليها بسهولة‎.‎

وبعد نحو 100 عام على نظرية ألبرت أينشتاين والاكتشافات الفلكية الجديدة، يبدو أن الفكرة ‏القائلة إن الجاذبية مادة تشوه الزمكان، ستستمر طويلا، بحسب ما أفادت دراسة نشرة الخميس ‏في دورية "رسائل المراجعة الفيزيائية‎".‎

فقد قام الباحثون من فريق "مرصد إيفنت هورايزن" الفلكي، الفريق الذي صور الثقب الأسود ‏المركزي لمجرة "أم 87" العام الماضي، بتحليل ما يسمى بـ"ظل" الثقب الأسود‎.‎

الجدير بالذكر أن الثقوب السوداء لا تلقي بظلالها بالمعنى المعتاد لأنها ليست أجساما صلبة تمنع ‏الضوء من المرور عبرها، بحسب ما ذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية‎.‎

بدلا من ذلك، تتفاعل الثقوب السوداء مع الضوء بشكل مختلف قليلا ولكنها تخلق تأثيرا مشابها. ‏يمكن للثقب الأسود أن يسحب الضوء نحو نفسه، وبينما لا يستطيع الضوء الهروب من داخل ‏الثقب الأسود، فمن الممكن للضوء أن يهرب في منطقة حول أفق الحدث، أو نقطة اللاعودة، ‏وهنا يمكن أن تبدو هذه المساحة البينية كظل‎.‎

نظرا لأن الثقوب السوداء تمتلك مثل هذه الجاذبية الهائلة، والتي تعمل على انحناء الزمكان، ‏فيمكنها في الواقع أن تعمل مثل المكبر الذي يجعل "ظل الثقب الأسود" يبدو أكبر مما هو عليه‎.‎

وقام فريق البحث بقياس هذا التشوه ووجدوا أن حجم ظل هذا الثقب الأسود يتوافق مع نظرية ‏النسبية - أو المادة التي تشوه الزمكان لخلق الجاذبية‎.‎

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، ليا ميديروس، زميلة ما بعد الدكتوراه في معهد الدراسات ‏المتقدمة في نيوجيرسي: "هذه مجرد البداية بالفعل. لقد أظهرنا الآن أنه من الممكن استخدام ‏صورة لثقب أسود لاختبار نظرية الجاذبية.. سيكون هذا الاختبار أكثر قوة بمجرد أن نتخيل ‏الثقب الأسود في وسط مجرتنا‎".‎

والآن بعد أن علم الباحثون أنه يمكنهم استخدام صور الثقوب السوداء لاختبار نظرية الجاذبية، ‏فإنها تفتح المزيد من الاحتمالات للمستقبل‎.‎

قال ديميتريوس بسالتيس، مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة أريزونا، في ‏بيان: "إلى جانب ملاحظات الموجات الثقالية، يمثل هذا بداية حقبة جديدة في الفيزياء الفلكية ‏للثقوب السوداء‎".‎

في حين أن نظرية النسبية قد اجتازت جميع الاختبارات التي أُجريت عليها حتى الآن، إلا أن ‏هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتأكيد ما إذا كانت ستستمر في التوافق مع الأجسام الفيزيائية ‏الفلكية‎.‎

من جهتها، ذكرت مؤلفة مشاركة في الدراسة وأستاذة الفيزياء الفلكية بجامعة أريزونا، فريال ‏أوزيل: "لأول مرة لدينا مقياس مختلف يمكننا من خلاله إجراء اختبار أفضل بمقدار 500 مرة، ‏وهذا المقياس هو حجم ظل الثقب الأسود.. عندما نحصل على صورة للثقب الأسود في مركز ‏مجرتنا، يمكننا تقييد الانحرافات عن النسبية العامة بشكل أكبر‎".‎


سكاي نيوز عربية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 تشرين الأول 2020 09:20