6 تشرين الأول 2020 | 07:43

أخبار لبنان

استشارات "على العمياني".. وتحرّك فرنسي خلال أيام!‏

استشارات

‏"تيتي تيتي"... بهذه العبارة يمكن اختصار الأجواء التي رشحت عن رحلة المشاورات الحكومية ‏التي ذهبت كما عادت، على خط بيروت – الكويت. فلا الرئيس ميشال عون لديه ما يطرحه ولا ‏الرئيس نبيه بري طرح ما لديه، وكانت النتيجة مشاورات خالية من بلورة أي فكرة يُعتد بها ‏لحلحلة مفاصل الأزمة الحكومية، وعلى ذلك استقر الرأي الرئاسي على اعتبار "الدردشة الجوية" ‏بمثابة نقطة انطلاق نحو كسر الجمود والجليد بين الأفرقاء السياسيين، بالتوازي مع الشروع في ‏تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة ولو "على العمياني" قبل تلمّس أي بصيص توافق ‏داخلي، تكليفاً وتأليفاً. ‏

وترقبت مصادر مواكبة حصول "تحرك فرنسي خلال الأيام القليلة المقبلة"، كاشفةً في هذا ‏المجال لـ"نداء الوطن" عن تواصل جرى ولم يتم الإعلان عنه بين عون والرئيس الفرنسي ‏إيمانويل ماكرون، ما قد يفضي إلى إعادة تزخيم خطوط التشاور على أكثر من مستوى بين ‏باريس وبيروت في الساعات المقبلة، تمهيداً لتفعيل قنوات المبادرة الفرنسية ووضع آليات جديدة ‏لتطبيقاتها حكومياً.‏

وإذ لفتت إلى أنّ المراوحة الحاصلة مردّها إلى "انتظار الأفرقاء اللبنانيين تحركاً فرنسياً متجدداً ‏لا سيما بعد التغييرات التي يعمد ماكرون إلى إجرائها ضمن فريق عمله المكلّف بالملف اللبناني"، ‏أشارت المصادر إلى أن "رحلة الكويت مهّدت لعودة الحرارة إلى خطوط التواصل اللبنانية – ‏اللبنانية لكن من دون أن تنجح في تحقيق أي شيء ملموس بعد، وجلّ ما تم الاتفاق عليه هو ‏ضرورة تحديد موعد للاستشارات النيابية في قصر بعبدا نهاية الأسبوع الجاري أو الأسبوع ‏المقبل كحد أقصى، بمعزل عما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات والمشاورات السياسية من نتائج ‏توافقية مسبقة، باعتبار أنّ تحديد موعد للاستشارات أقلّه سيضع الجميع أمام سقف زمني محدد ‏لمحاولة التوصل إلى مخارج مقبولة لعملية التكليف والتأليف".‏

تزامناً، رصدت خلال الساعات الأخيرة معالم تصدع على أرضية قوى 8 آذار خلّفتها ترددات ‏إعلان "اتفاق الإطار" مع إسرائيل، فجاء التجسيد الأوضح لها على لسان النائب جميل السيد الذي ‏قصف بعنف جبهة الحلفاء في الثنائي الشيعي من دون أن يسمي معتبراً أنّ "أميركا اعتمدت معهم ‏أسلوب غازي كنعان: شو بتحب تاكل، عصا أو جزرة؟! عقوبات فساد أو ترسيم؟!" ليجيب في ‏تغريدته: "دخيلكم، ترسيم الحدود مع إسرائيل أرحم".‏

وعلى الأثر استنفرت "عين التينة" جبهتها النيابية ضدّ السيّد فلاقى نصيبه من الردود النارية ‏وكان أعنفها على لسان النائب غازي زعيتر الذي وصفه بأنه "خبير بالفساد والخوات وغلام ‏يتسكع الرتبة تارة بالعصا وتارة بالجزرة"، وأضاف: "لو كان للذهب والقصور ألسن لنطقت من ‏أين لسيادة اللواء كل هذا؟ (...)غازي كنعان ترك لنا جميلاً سيئاً برتبة لواء وهي رتبة يعرف ‏‏“الجميل” كيف حاز عليها".‏

وإزاء البلبلة المتزايدة التي خلّفها الاتفاق مع إسرائيل على الشروع في مفاوضات الترسيم، وبينما ‏لاحظت أوساط متابعة "تضعضعاً في مواقف المنظّرين لسياسة الممانعة واختيار العديد منهم ‏الانكفاء إعلامياً خشية الوقوع في الحرج والإرباك على خلفية تراجع الثنائي الشيعي عن تلازم ‏المسارين البري والبحري في الترسيم والقبول بشرط أسبقية المسار الثاني، فضلاً عن الرضوخ ‏للشرط الإسرائيلي بأن تكون الولايات المتحدة هي الجهة الرعاية للتفاوض وليس الأمم المتحدة ‏كما كان يطالب الثنائي"، توقعت الأوساط لـ"نداء الوطن" أن يعمد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ‏حسن نصرالله في إطلالته غداً إلى إعادة "رص الصفوف والتخفيف من وطأة الإرباك في محور ‏الممانعة، عبر التشديد على أنّ موضوع الإعلان عن اتفاق الإطار لترسيم الحدود البحرية بين ‏لبنان وإسرائيل تم تضخيمه بشكل كبير ومفتعل من قبل بعض الجهات لضرب صورة المقاومة ‏والإيحاء بأنها تسير بركب التطبيع مع العدو، في حين أنّ ما جرى لا يعدو كونه مجرد استكمال ‏لخطوات سابقة تم البحث فيها على مدى السنوات الماضية علناً مع الموفدين الأميركيين، من ‏دايفيد هيل إلى دايفيد شينكر، وانتهت الأمور اليوم إلى تحديد موعد لبدء المفاوضات دون أي ‏التزامات مسبقة من الجانب اللبناني وبلا أدنى تفريط بالحقوق السيادية والنفطية للبنان".‏

وبحسب الأوساط نفسها، فإنّ جوهر مقاربة نصرالله لهذا الملف سيتمحور حول استغراب ‏‏"تضخيم الموضوع والتعامل معه كمعطى مستجد في العلاقات مع إسرائيل بينما هناك لجنة ‏ثلاثية قائمة في الناقورة وهي تجتمع دورياً برعاية الأمم المتحدة بين الجيشين اللبناني ‏والإسرائيلي، أما "اتفاق الإطار" الذي أعلن عنه فسيبقى محصوراً بالشق التقني الحدودي بلا أي ‏أبعاد أو تبعات سياسية، مع إعادة تصويبه وتشديده على وجوب استخدام مصطلح الكيان ‏الإسرائيلي وعدم الاعتراف بإسرائيل كدولة شرعية حتى ولو تم التفاوض معها لترسيم الحدود".‏



نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 تشرين الأول 2020 07:43