7 تشرين الأول 2020 | 20:40

عرب وعالم

‏ أسرار أكبر عملية نصب في الشرق بين الأسد وابن خاله

‏ أسرار أكبر عملية نصب في الشرق بين الأسد وابن خاله

تكشف المزيد من خفايا الصراع الدائر بين بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، ‏بعد قيام الأخير، الأربعاء، وعلى حسابه الفيسبوكي، بنشر نص خطابه إلى مجلس القضاء التابع ‏للنظام، مطالباً فيه بما سماها محاكمة علنية لمن وضع يده على أملاكه، زاعماً أن الشركات التي ‏استولى عليها الأسد، قد تم التنازل عنها، دون علمه، ودون حق، كما قال، معترفاً بأنه أسس ‏شركات بأسماء وهمية للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليه‎.‎

واتهم مخلوف، في خطابه إلى قضاء الأسد، جهات لم يسمها بما وصفه بخرق الدستور، واعتقال ‏موظفيه الذين كان وضع أسمائهم كمالكين وهميين لشركاته، حسب إقراره، وبأنه فعل ذلك ‏ليتفادى العقوبات الدولية المفروضة عليه‎.‎

وبحسب ما اطلعت عليه "العربية.نت" من خطاب مخلوف إلى قضاء الأسد، فإن النظام السوري ‏وضع يده على شركاته، من خلال تنازل قام به المالكون الذين عينهم هو نفسه، من أجل التهرّب ‏من أثر العقوبات الدولية التي طالته منذ 12 عاماً، بسبب تورطه بإثراء غير مشروع، واستعمال ‏نفوذه ضد خصومه التجاريين، حسب نص عقوبات الخزانة الأميركية عام 2008، وبحسب ‏نصوص العقوبات التالية التي طالته، بلوائح عقوبات الاتحاد الأوروبي والمحكمة السويسرية ‏العليا التي جمدت أصوله المالية‎.‎

أسماء الشركات السرية

يشار إلى أن كتاب مخلوف إلى قضاء الأسد، تضمن عدد وأسماء الشركات التي كانت مملوكة له ‏سراً، إنما مسجلة بأسماء صُورية لتفادي العقوبات، كما أقر أكثر من مرة، وأهمها شركة ‏‏"سيريتل" للاتصالات الخلوية التي عين الأسد حارسا قضائيا عليها، وشركة "شام" المساهمة ‏القابضة، وشركة "صروح" وشركة "تريد كوم" وشركة صندوق المشرق الاستثماري، وشركات ‏أخرى كثيرة، بحسب نص خطاب مخلوف لقضاء الأسد‎.‎

ووصف مخلوف، سيطرة حكومة الأسد على أمواله بالسرقة، مطالبا بإلغاء جميع عمليات بيع ‏شركاته التي يبدو أنها حدثت في الآونة الأخيرة، في إطار وضع الأسد يده على أملاكه، في ظل ‏أزمته المالية الكبيرة التي يعانيها هو الآخر، بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة ‏عليه، بسبب أعماله الحربية التي أدت إلى مقتل وإصابة وتهجير ملايين السوريين الثائرين على ‏حكمه منذ عام 2011‏‎.‎

وكان مخلوف قد وصف ما يجري بينه وابن عمته بشار الأسد، بأنه أكبر عملية نصب في ‏الشرق الأوسط، متوعداً بنشر تفاصل هذا النصب، حسب ما ورد في تدوينة له يعود تاريخها إلى ‏‏25 أيلول سبتمبر الماضي، تحدث فيها عمن يسميهم "أثرياء الحرب" وهم رجال الأعمال ‏المقربون من أسماء الأخرس، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتي يعتقد على نطاق ‏واسع، بأنها تقود عملية "الإجهاز" على نفوذ رامي مخلوف، والاستيلاء على شركاته وأمواله ‏وأعماله، لصالح رجال أعمال قريبين منها ومن الأسد‎.‎

وقالت مصادر لـ"العربية.نت" من الداخل السوري، إن ثمة من نصح رامي مخلوف، بالتوقف ‏عن مخاطبة بشار الأسد مباشرة، والاكتفاء بمخاطبة مسؤولين في نظامه، لتجنب إثارة رد فعل ‏الأسد الذي عادة ما يكون بمزيد من التضييق والعزل على رامي والهيمنة على أمواله التي ‏تصنّفها العقوبات الدولية الصادر بحقه، بأنها أموال ناتجة من عمليات فساد بسبب قربه من بشار ‏الأسد، تم الاستيلاء عليها، بطرق غير مشروعة‎.‎

ويرث رامي مخلوف، تركة مالية هائلة ورثها عن والده محمد الذي يكون خالا لبشار الأسد، ‏وتربطه صلة قربى أصلية بآل الأسد من خلال والدته "سعدى الأسد" وأعلنت وفاته في 12 من ‏شهر أيلول الماضي‎.‎

واجهة آل الأسد الاقتصادية

ويعتبر رامي مخلوف من بعد أبيه، بالأصل، واجهة آل الأسد الاقتصادية، من خلال إدارته ‏الأموال الخاصة بالعائلة، بعدما كان والده محمد يقوم بهذا الدور منذ أيام حافظ الأسد، رئيس سوريا ‏السابق، والذي منحه بحكم صلة القربى التي تجمعه به، نفوذا ماليا واقتصاديا مكنه من جمع ثروة ‏مالية تقدر بمليارات الدولارات، تولى ابنه رامي في السنوات الأخيرة، إدارتها استثمارها لصالح ‏آل الأسد ولصالحه، في وقت واحد معاً‎.‎

يذكر أن اسم آل مخلوف، ورد على لسان الثائرين السوريين على حكم آل الأسد، عام 2011، ‏بصفتهم نموذج الفساد الأشهر في البلاد، والمقترن "بفساد آل الأسد" أنفسهم، بحسب هتافات ‏المتظاهرين السوريين، الأمر الذي اضطر مخلوف، بعد شهور من الثورة السورية، للتصريح ‏بأنه سيعتزل نشاطه المالي والاقتصادي، كي "لا يكون عبئا على الأسد" كما قال، إلا أنه ‏وباعترافاته المتوالية، في الفترة الأخيرة، كان على رأس عمله ويؤسس الشركات المختلفة، ‏بأسماء صورية وهمية، للتهرب من العقوبات المفروضة عليه‎.‎

قرارات حجز احتياطي

ومن الجدير بالذكر أن بشار الأسد، سعى من أواخر عام 2019، للسيطرة على أموال ابن خاله ‏رامي، من خلال قرارات حجز احتياطي على أمواله، تطورت إلى حجز على مختلف شركاته، ‏وتعيين حراس قضائيين على أشهرها، الأمر الذي كان بمثابة "إجهاز" على وجه آل الأسد ‏الاقتصادي والذي كان يدير أموال العائلة المنهوبة أصلا من قوت السوريين‎.‎

وتهيمن أسماء الأخرس المعاقبة أوروبيا وأميركياً، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، ‏على مختلف النشاطات الاقتصادية في البلاد، عبر فريق اقتصادي يعمل تحت إدارتها، بحسب ‏مراقبين، وتدير به أعمال الأسد المالية للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليه، وبحسب ‏كثير من الترجيحات، فإنها هي التي تقود عملية نقل "ترِكة" آل الأسد المالية، من آل مخلوف، ‏لتكون تحت إشرافها مباشرة، وبتعليمات من رئيس النظام السوري بشار الأسد، خاصة أن لها ‏أكثر من قريب يعمل في قطاع التجارة والأعمال في سوريا‎.‎




العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 تشرين الأول 2020 20:40