12 تشرين الأول 2020 | 14:43

فن

أنور وجدي.. أمير الإنتقام الذي رحل باكراً (!)‏

زياد سامي عيتاني*


الفنان أنور وجدي الذي حلت أمس (١١ تشرين الأول ١٩٠٣) ذكرى ميلاده، هو واحد من رواد فن التمثيل والسينما في مصر والوطن العربي، بدأ حياته الفنية في المسرح، مع الفنان الكبير يوسف وهبي، الذي ساعده في تقديم أول أعماله بالسينما المصرية...

عانى أنور وجدي فى بداية حياته من الفقر، وكان يتمنى أن يصبح غنياً ومشهوراً، حتى لو كان هذا على حساب صحته، وهو ما تحقق بالفعل. فبعدما وصل إلى قمة مجده وحقق ثروة ونجاح فني ومادى كبير أصابه المرض وتوفى فى ريعان شبابه.

وبالرغم من بداية الفنان أنور وجدي في المسرح، وإنتقاله في العديد من الفرق المسرحية مع كبار الفنانين، وتجسيده للعديد من الأدوار، وتحقيقه نجاحاً كبيراً، إلا أنه دوما ما كان هدفه السينما، وسعى كثيراً للهجرة إلى أمريكا لدراسة السينما والعمل في هوليوود، إلا أنه دوما ما كانت محاولاته تفشل.

فبملامحه الجذابة ووسامته أصبح أنور وجدي فتى الشاشة الأول والشاب الثري المدلل الذى تتهافت عليه الحسناوات في أفلامه، فضلاً عن أنه جمع في موهبته بين أضلاع مثلث الفن الثلاثة، التمثيل والتأليف والإخراج، فكان واحداً ممن ساهموا في صناعة السينما وتطويرها بتقديمه العديد من الأفلام الناجحة...

**

•البدايات:

رفض والده فى البداية عمل ابنه فى الفن وطرده من المنزل أكثر من مرة لكنه لم يستسلم، هو أنور يحيى القتال مولود في القاهرة 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 1901 لأسرة سورية بسيطة عانت الفقر والإفلاس، حيث كانت تعمل في تجارة الأقمشة إلى أن جاءت إلى مصر، وكان ذلك الدافع الأهم أمامه للبحث عن مستقبل أفضل رآه فى الفن.

تعلم أنور وجدي في المدرسة الفرنسية الشهيرة "الفرير"، وهو نفس الطريق الذي مضى فيه الكثير من النجوم، منهم فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، ومعهم نجيب الريحاني والمخرج الكبير حسن الإمام وغيرهم، لكنه ترك الدراسة بعد ذلك، بسبب سوء الوضع المادي لعائلته، وإتجه إلى التمثيل‪.‬

‪**‬

•فشل السفر إلى هولييود:

بدأ حياته الفنية هاوياً في بعض الفرق الصغيرة، لكن حلم " أنور وجدي " كان قد إستقر على السفر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث "هوليوود" عاصمة السينما، قام "وجدي" بإقناع صديقين له بضرورة السفر معه، وفي بورسعيد تسلل الثلاثة إلى أحد البواخر المسافرة، لكن تم القبض عليهم وإعادتهم، وعندما علم الأب السوري برغبة إبنه في العمل في السينما والسفر إلى هوليوود قام بطرده من المنزل.

**

•الدور الأول في فرقة "رمسيس":

في شارع "عماد الدين" قلب "وسط البلد"، إبتسمت القاهرة في وجه أنور وجدي ، ومع موهبته الكبيرة وحماسه، كان طريق أنور وجدي على الصعود لخشبة المسرح سريعاً، وسط نخبة من كبار الموهوبين الذين إجتمعوا مع الفنان الكبير "يوسف وهبي" في فرقة "رمسيس" المسرحية الشهيرة.

فعندما قرر البحث عن فرصته في عالم التمثيل، حاول الإنضمام إلى فرقة "رمسيس" في بداية تكوينها، وقابل الفنان يوسف وهبي وطلب منه أن يسند له أي وظيفة، لكنه لم يجد إهتماماً لطلبه في المرة الأولى، وعاود المحاولة حتى وافق وهبي أن يجعله يسلم "الأوردرات" للممثلين، ويصبح سكرتيره الخاص، وكان يتقاضى عن عمله هذا أجراً قدره ٣ جنيهات في الشهر.

وجود أنور في الفرقة كان بمثابة إنتظار الفرصة، وبالفعل وافق وهبي على منحه دوراً صغيراً في مسرحية "يوليوس قيصر"، وقدم دور ضابط روماني ولم ينطق بكلمة واحدة لأنه دور صامت، ووصل راتبه لـ ٤ جنيهات، مكنه من الحصول على غرفه مشتركة ليسكن فيها مع رفيق البدايات عبد السلام النابلسى.

 ليصبح أنور وجدي فى وقت قصير من أهم اعضاء فرقة "رمسيس" وبدأ تمثيل أدوار رئيسية السينما.

**

•يوسف وهبي يصفعه بسبب التأخر:

وكان وجدي يحلو له أن يستعيد ذكريات بدايته عندما كان فناناً صغيراً فقيراً، كلما إجتمع بيوسف وهبي، خصوصاً عندما صفعه "بالألم" بسبب تأخره في إحدى العروض المسرحية عن الوصول قبل بضع دقائق من إفتتاح العرض مما جعل يوسف وهبي يفقد أعصابه، وبعد أن إنتهى المشهد وخرج أنور وجدي للكواليس، وجد يوسف وهبي فى إنتظاره وصفعه على وجهه صفعة قوية سقط بسببها الفنان الشاب على الأرض مغشياً عليه، ولم يكتف الفنان الكبير بهذه الصفعة القوية، بل أمر بخصم ثلاثة أيام من راتب انور وجدي .

وقتها بكى أنور وجدي ليس من قسوة الصفعة، ولكن بسبب الخصم الذي أربك ميزانيته.

**

•الإنطلاقة الحقيقية سينمائياً:

عام ١٩٣٢ بدأت إنطلاقة انور وجدي الحقيقية، حيث إستعان به يوسف وهبي في عدد من الأفلام التي كان يقوم بإنتاجها وتمثيلها وأسند له بعض الأدوار الثانوية بداية من فيلم أولاد الذوات عام ١٩٣٢.

 مع بداية الأربعينيات صار وجدي مطلوباً بشكل كبير في السينما، لما يتمتع به من وسامة وتألق، فبدأ المنتجون يتهافتون عليه‪.‬

‪وخلال تلك الفترة قدم مجموعة لأفلام‬ مثل: "إبن ناس"، "الجان"، "المستهتر"، وقد زادت أفلامه غي خمس سنوات أكثر من عشرين فيلماً.

**

•تأسيس شركة إنتاج:

جذبته "السينما"، فإستقال من الفرقة القومية عام ١٩٤٥ وكون شركة الأفلام المتحدة للإنتاج السينمائى وقدم أول إنتاج وإخراج له في فيلم «ليلى بنت الفقراء» عام ١٩٤٥ مع الفنانة ليلي مراد وسليمان نجيب وماري منيب. ومن هنا بدأت إنطلاقاته السينمائىة، وبدأ الكل يصبو إليه من منتجين وصناع أفلام وأصبح حلمه يتحقق للوصول لكسب المال وتعويضه عن أيام الجوع والهوان.

 وقدم وجدي من خلال شركته حوالى ٢٠ فيلماً من أشهرها (قلبى دليلى، عنبر، غزل البنات، وأفلام أخرى، وقدم أيضا الطفلة المعجزة فيروز في ثلاثة أفلام من إنتاج شركته.

***

•ثنائياته الشهيرة:

لأنور وجدي بصمة في السينما العربية لا تمحى، فمن ينسى ثنائيته مع الطفلة المعجزة "فيروز" في سلسلة من الأفلام أشهرها فيلما"دهب" و"ياسمين" وغيرهما، حينما كانا يهزان القلوب ويداعبان المشاعر بعمق من أقصى التعاطف والإشفاق حتى الدموع، إلى أقصى الفرحة والسعادة حتى الدموع أيضا.

فكم أمتعتا أغانيهما المشاهدين مثل: "معانا ريال" وإستعراضاتهما وتابلوهاتهما الفنية، فضلاً عن أحداثهما الدرامية والفكاهية في آن واحد .

ومن ينسى أشهر ثنائي في تاريخ السينما المصرية أنور وجدي وليلى مراد، حين قدما أروع الأفلام الغنائية والإستعراضية التى قل مثيلها، منها: سلسلة أفلام "قلبي دليلي" و" ليلى بنت الفقراء" والذي إستغلا انتهاءه بزفة فرح ليحولاها إلى فرح حقيقي وزفاف رسمي لهما عام١٩٤٤، ثم فيلم "ليلى بنت الأغنياء، "و"ليلى بنت الريف"، و"ليلى بنت الأكابر"، و"غزَل البنات"، و"عنبر"، تلك الأفلام التي شكلت وعياً وتنبيهاً إلى الصراع بين الطبقات التي كانت موجودة قبل ثورة يوليو، حيث طبقة الأثرياء من الإقطاعيين والباشوات المترفين، وطبقة الفقراء من العمال والفلاحين الكادحين، وصغار الموظفين، وكيف حاولت هذه الأفلام تجسير الهوة بين الطبقتين عن طريق البطل الفقير الذي يحب البطلة ذات الحسب والجاه والمال، أو العكس، وفي النهاية يتغلب الحب على التقاليد السائدة ليكون الحب هو نذير الثورة وأداتها.

ثم من ينسى أنور وجدي في فيلمه الظريف "خطف مراتي" مع صباح وليلى فوزي، ومن ينسى الضابط الشهم في"أربع بنات وضابط" أو الضابط البطل في فيلمي "الوحش"و"ريا وسكينة "، أو الفارس النبيل وهو يجسد دور (حسن الهلالي) في فيلمه الشهير "أمير الإنتقام" ذلك الشاب الذي تآمر عليه أهل الشر ،فألقي في السجن وحكم عليه بالإعدام ،ولكنه يتمكن من الهرب ليصبح هدفه وغايته في الحياة الإنتقام ممن أهدروا شبابه وتسببوا في موت أبيه حسرة عليه، وحرموه من عروسه ليلة زفافهما، وكيف كان البطل نبيلاً حتى مع أعدائه، فإكتسب تعاطف الجمهور معه إلى أقصى درجة.

**

•إغناء السينما المصرية:

يبتبين من خلال مسيرته أن الفن السابع خطف أنور وجدي من كل الفنون، حيث أثرى الحركة السينمائية العربية كاتباً وممثلاً ومخرجاً في العديد من الأفلام، التي نجح رغم رحلته الفنية القصيرة أن يجعلها من العلامات المركزية في تاريخ السينما المصرية والعربية.

ويعد أنور وجدى الممثل الوحيد الذى مثل مع ثلاثة من أهم نجوم الغناء وهن: أم كلثوم، أسمهان، وليلى مراد. 

كذلك فإن أفلامه لم تكن مجرد أفلام تجارية تحقق إيرادات هائلة فحسب، بل كانت في معظمها أفلاماً قيمة من الناحية الفنية والنقدية حتى إن هناك ٦ أفلام شارك فيها كانت من بين أفضل ١٠٠ فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي"العزيمة"، و"أمير الانتقام" و"غرام وانتقام"، و"الوحش"، و"ريا وسكينة"، و"غزَل البنات".

**

قدم الفنان أنور وجدى أهم الأفلام التي سجلت في إنطلاقة السينما في مصر، وحفر إسمه واحداً من أهم الفنانين، ومن أهم رواد السينما العربية‪. ‬وقد نال منه المرض، بعد معاناة كبيرة معه، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو لم يكمل ٥١ عاماً، إذ توفي سنة ١٩٥٥ في ستوكهولم، وكانت وفاته صدمة ومفاجئة كبيرة لكل محبيه ولمصر بأكملها وخسارة للفن والفنانين، فقد كان في قمة عطائه ومجده الفني والإنساني الكبير!!!

ثم من ينسى أشهر ثنائي في تاريخ السينما المصرية أنور وجدي وليلى مراد، حين قدما أروع الأفلام الغنائية والإستعراضية التى قل مثيلها، منها: سلسلة أفلام "قلبي دليلي" و" ليلى بنت الفقراء" والذي إستغلا انتهاءه بزفة فرح ليحولاها إلى فرح حقيقي وزفاف رسمي لهما عام١٩٤٤، ثم فيلم "ليلى بنت الأغنياء، "و"ليلى بنت الريف"، و"ليلى بنت الأكابر"، و"غزَل البنات"، و"عنبر"، تلك الأفلام التي شكلت وعياً وتنبيهاً إلى الصراع بين الطبقات التي كانت موجودة قبل ثورة يوليو، حيث طبقة الأثرياء من الإقطاعيين والباشوات المترفين، وطبقة الفقراء من العمال والفلاحين الكادحين، وصغار الموظفين، وكيف حاولت هذه الأفلام تجسير الهوة بين الطبقتين عن طريق البطل الفقير الذي يحب البطلة ذات الحسب والجاه والمال، أو العكس، وفي النهاية يتغلب الحب على التقاليد السائدة ليكون الحب هو نذير الثورة وأداتها.

ثم من ينسى أنور وجدي في فيلمه الظريف "خطف مراتي" مع صباح وليلى فوزي، ومن ينسى الضابط الشهم في"أربع بنات وضابط" أو الضابط البطل في فيلمي "الوحش"و"ريا وسكينة "، أو الفارس النبيل وهو يجسد دور (حسن الهلالي) في فيلمه الشهير "أمير الإنتقام" ذلك الشاب الذي تآمر عليه أهل الشر ،فألقي في السجن وحكم عليه بالإعدام ،ولكنه يتمكن من الهرب ليصبح هدفه وغايته في الحياة الإنتقام ممن أهدروا شبابه وتسببوا في موت أبيه حسرة عليه، وحرموه من عروسه ليلة زفافهما، وكيف كان البطل نبيلاً حتى مع أعدائه، فإكتسب تعاطف الجمهور معه إلى أقصى درجة.

**

•إغناء السينما المصرية:

يبتبين من خلال مسيرته أن الفن السابع خطف أنور وجدي من كل الفنون، حيث أثرى الحركة السينمائية العربية كاتباً وممثلاً ومخرجاً في العديد من الأفلام، التي نجح رغم رحلته الفنية القصيرة أن يجعلها من العلامات المركزية في تاريخ السينما المصرية والعربية.

ويعد أنور وجدى الممثل الوحيد الذى مثل مع ثلاثة من أهم نجوم الغناء وهن: أم كلثوم، أسمهان، وليلى مراد. 

كذلك فإن أفلامه لم تكن مجرد أفلام تجارية تحقق إيرادات هائلة فحسب، بل كانت في معظمها أفلاماً قيمة من الناحية الفنية والنقدية حتى إن هناك ٦ أفلام شارك فيها كانت من بين أفضل ١٠٠ فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي"العزيمة"، و"أمير الانتقام" و"غرام وانتقام"، و"الوحش"، و"ريا وسكينة"، و"غزَل البنات".

**

قدم الفنان أنور وجدى أهم الأفلام التي سجلت في إنطلاقة السينما في مصر، وحفر إسمه واحداً من أهم الفنانين، ومن أهم رواد السينما العربية‪. ‬وقد نال منه المرض، بعد معاناة كبيرة معه، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو لم يكمل ٥١ عاماً، إذ توفي سنة ١٩٥٥ في ستوكهولم، وكانت وفاته صدمة ومفاجئة كبيرة لكل محبيه ولمصر بأكملها وخسارة للفن والفنانين، فقد كان في قمة عطائه ومجده الفني والإنساني الكبير!!!

**

*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.

















يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

12 تشرين الأول 2020 14:43