14 تشرين الأول 2020 | 08:03

أخبار لبنان

اليوم مفاوضات.. وغداً استشارات

كتبت صحيفة "الجمهورية" تقول: اليوم مفاوضات وغداً استشارات... اليوم تنطلق الجولة الاولى ‏من ‏المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل في ‏مقر قيادة قوات ‏‏"اليونيفل" في الناقورة، بوساطة الولايات المتحدة ‏الاميركية ممثّلة بمساعد وزير الخارجية ديفيد ‏شينكر، الذي وصل الى ‏بيروت مساء أمس، ورعاية الامم المتحدة ممثّلة بمنسّقها الخاص ‏في ‏لبنان يان كوبيتش. وغداً تنطلق الاستشارات النيابية الملزمة التي ‏سيجريها رئيس الجمهورية ‏لتسمية من سيكلّفه تأليف الحكومة ‏الجديدة.‏

وقد توزّعت الاهتمامات الداخلية بين هذين الاستحقاقين اللذين تنوّعَت ‏المواقف حيالهما، ودارت ‏حولهما التباسات دستورية متنوعة حاولت ‏بعض البيانات أن تبدّدها، وأبرزها بيانان صدرا عن ‏رئاسة الجمهورية ‏التي وَجّه البعض إليها اتهامات بمخالفات الدستور في هذا الصدد، ‏في الوقت ‏الذي ينبغي على الجميع توحيد الموقف لخَوض هذين ‏الاستحقاقين بفعالية بما يضمن تأليف ‏حكومة تنفّذ الاصلاحات ‏المطلوبة لإنقاذ البلاد من الانهيار، من جهة، وخوض ‏مفاوضات ‏بموقف موحّد وقوي لتثبيت حدود لبنان البرية والبحرية وحقوقه في ‏ثروته النفطية ‏والغازية، من جهة ثانية.‏

تتجه الانظار عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم الى مقر قيادة ‏القوات الدولية (اليونيفيل) في ‏الناقورة، حيث ستعقد أولى جلسات ‏المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، ‏استناداً الى ‏ما قال به "الاتفاق الاطار"، برعاية اميركية وأممية وبتسهيلات قدمتها ‏قيادة ‏‏"اليونيفل" المعزّزة حيث ستكون جلسة سرية بلا أي تغطية ‏اعلامية.‏

وقالت مصادر تواكب جلسة اليوم لـ"الجمهورية" انّ الاجتماع سيعقد ‏في القاعة التي تشهد ‏الاجتماعات شِبه الدورية للجنة العسكرية ‏الثلاثية التي تجمع ضبّاطاً من الجيش اللبناني والقوات ‏الدولية ‏والجيش الاسرائيلي، وهي القاعة نفسها التي شهدت المفاوضات عام ‏‏1996 حيث ولد ‏‏"تفاهم 26 نيسان"، وهي قاعة داخل مركز للقوة ‏الايطالية في رأس الناقورة.‏

أربع كلمات

وعلمت "الجمهورية" انّ اللمسات الأخيرة استُعرِضت في اللقاء الذي ‏تَمّ بين رئيس الجمهورية ‏وممثل الامين العام للامم المتحدة يان ‏كوبيتش، أمس في قصر بعبدا. وبحسب الترتيبات الاخيرة، ‏ستكون ‏هناك أربع كلمات، أوّلها لممثل كوبيتش، والثانية لشينكر، والثالثة ‏لرئيس الوفد اللبناني، ‏والأخيرة لرئيس الوفد الاسرائيلي. قبل أن ينتقل ‏البحث في آلية المفاوضات والتنسيق لترتيب ‏المواعيد اللاحقة، ولن ‏تكون المفاوضات مباشرة بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي.‏

‏ ‏بعبدا تردّ ‏

وقالت مصادر واسعة الاطلاع انّ الجدل الذي أثاره كتاب الامين العام ‏لمجلس الوزراء محمود ‏مكية الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، ‏والذي شَكّك بدستورية خطوة تشكيل الوفد مُتهماً ‏رئيس الجمهورية ‏بتجاوز الدستور بتجاهله دور رئيس الحكومة، دفعَ المكتب الاعلامي ‏في قصر ‏بعبدا الى الرد على مضمونه، بالإضافة الى الرد على كلام ‏الرئيس فؤاد السنيورة، وجاء في ‏الرد: "إننا لسنا في صدد معاهدة ‏دولية مع إسرائيل، والعطف على المادة 52 من الدستور، فهو ‏لأنّ مَن ‏يتولى أيّ تفاوض في شأن أيّ َصك دولي، مهما كان نوعه، إنما هو ‏رئيس ‏الجمهورية، إذ لو كان القَصد إشراك رئيس الجمهورية ورئيس ‏مجلس الوزراء في التفاوض لعقد ‏المعاهدة لكانَ الدستور نَصّ صراحة ‏على ان يتولى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التفاوض ‏بدلاً من ان ‏‏"يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة. ولو كانت المشاركة واجبة في ‏المفاوضة لما ‏كان من داع للنص على "وجوب الاتفاق" بين رئيس ‏الجمهورية ورئيس الحكومة، باعتبار انّّ ‏كليهما تَولّيا المفاوضة".‏ ‏

امّا لجهة انّ رئيس الجمهورية "يطبِّع ويعترف" بمجرد عطفه على ‏المادة 52 من الدستور عند ‏اعلان الوفد اللبناني المفاوض، فأوضح ‏البيان انّ "هذا يقع أيضاً في دائرة البطلان، لأنّ تَوَلّي ‏المفاوضة شيء ‏وطبيعة التفاوض شيء آخر. انّ اتفاق الاطار العملي للتفاوض على ‏ترسيم ‏الحدود البحرية الجنوبية، على ما أُعلن رسمياً، إنما يبدأ على ‏الصعيد العملي بتأليف الوفد اللبناني ‏وبمسائل لوجستية أخرى برعاية ‏الأمم المتحدة وضيافتها، وبحضور الوسيط الأميركي المسَهِّل".‏

وتابع: "انّ كل كلام آخر هو كلام تحريفي للدستور، والهدف منه امّا ‏التضليل او ما هو أدهى من ‏ذلك، إضعاف الموقف اللبناني في ‏اللحظة الخاطئة، حيث انّ لبنان يذهب للتفاوض العملي والتقني ‏على ‏ترسيم حدوده البحرية حفاظاً على سيادته وثروته الطبيعية على كل ‏شبر من أرضه ومياهه، ‏كفانا مُهاترة في زمن الجد".‏

‏ ‏الاستحقاق الحكومي ‏

وعلى صعيد الاستحقاق الحكومي واصَل الرئيس سعد الحريري، ‏المرشّح الوحيد حتى الآن ‏لرئاسة الحكومة، مشاوراته في مختلف ‏الاتجاهات لاستكشاف المواقف من ترشيحه في خطوة ‏استباقية ‏لاستشارات التكليف التي سيجريها عون غداً، وفي هذا السياق سيّر ‏الحريري وفداً من ‏كتلة المستقبل في جولة على مختلف الكتل النيابية ‏تنتهي غداً، لاستطلاع مواقفها من ترشيحه ‏ومدى التزامها المبادرة ‏الفرنسية، والتي قال انّ بنودها الاصلاحية ستكون البيان ‏الوزاري ‏للحكومة العتيدة.‏

وشملت لقاءات الوفد أمس رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ‏ورئيس حزب الطاشناق النائب ‏اغوب بقرادونيان، ورئيس حزب "القوات ‏اللبنانية" سمير جعجع. ‏

وقالت مصادر القوات اللبنانية لـ"الجمهورية" انّ "التوافق بين وفدي ‏‏"المستقبل" و"القوات" كان ‏حول العناوين الكبرى المتصلة بالمبادرة ‏الفرنسية وضرورة الاصلاح وضرورة الانقاذ. ‏وبالتالي، كان هنالك توافق ‏تام حول المنطلقات الاساسية المتصلة بالمبادرة وبضرورة ‏الانقاذ، ‏لكنّ التباين كان حول طريقة التنفيذ بين "المستقبل" الذي يريد ان ‏يعطي فرصة لحكومة ‏يمكن ان تشكّل فرصة للانقاذ، وبين "القوات ‏اللبنانية" التي ترى انه لا يمكن الانقاذ في ظل ‏الاكثرية القائمة، وانّ ‏هذه الفرصة أعطيت غير مرة وهناك استحالة تحقيق اي إصلاح مع ‏هذا ‏الفريق، بدليل أنه أطاحَ المبادرة الفرنسية في ظل سقوفه ‏المرتفعة وإصراره على تسمية وزرائه، ‏وبالتالي ما لم يتحقق مع الدفع ‏الفرنسي لن يتحقق اليوم في ظل اصرار هذا الفريق على ‏التسمية ‏وبمجرد ما ان يسمي هذا الفريق، سيسمّي ذاك الفريق. وبالتالي، عود ‏على بدء، اي انه ‏لن يتحقق اي شيء، وبالتالي يستحيل مَنح اي فرصة ‏لفريق الاكثرية القائمة، ويجب الذهاب الى ‏انتخابات نيابية مبكرة ‏بتغيير الاكثرية وخلاف ذلك "فالِج ما تعالج".‏ 

وأضافت المصادر: "النقطة الاخرى، قال الدكتور سمير جعجع في ‏اللقاء وعلى هامش النقاش ‏الاساسي، انّ الامور التي تجمع بين ‏‏"القوات" و"المستقبل" هي اكثر بكثير من الامور التي تفرّق ‏بينهما، ‏ولا يجوز ان تطغى مواضيع خلافية على المواضيع المتفق حولها، ‏ولذلك يجب ان تبقى ‏اي مواضيع خلافية تحت سقف هذين الطرفين".‏

‏ ‏

مُربكة وغير واضحة ‏

الى ذلك، قالت مصادر سياسية متابعة لحركة الاتصالات التي يجريها ‏الحريري: "صحيح انّ ‏كلام الوزير جبران باسيل يعتبر سلبياً، لكنه دفع ‏الحريري لأن يكون اكثر إصراراً على إنجاز ‏مهمته". واكدت "انّ ‏الاستشارات اذا ما حصلت في موعدها بعدما أحرجَ رئيس ‏الجمهورية ‏الجميع بتحديد هذا الموعد، فإنّ الحريري هو المرشح لأن يكون لديه ‏اكثر الاصوات ‏من الكتل النيابية".‏ ‏

أمّا عن "التيار الوطني الحر"، فقالت المصادر "انّ باسيل ليس لديه ‏مرشح لكنه يلوّح بترشيح ‏جواد عدرا، والأخير لديه معوقات قانونية كون ‏اسمه مُدرج على لائحة الانتربول". وبالتالي، ‏فإنّ الامور لا تزال مربكة ‏وغير واضحة". وأضافت المصادر "انّ "حزب الله" يميل الى ‏ترشيح ‏الحريري وينتظر أن يلتقي موفداً منه، لكن ربما يتريّث بعض الشيء ‏للتشاور مع حليفه ‏‏"التيار الوطني الحر"، علماً انّ موقف الحزب حتى ‏الآن يتمثّل في انه لن يسمّي الحريري...‏

وقالت المصادر "انّ الكرة الآن هي في ملعب الحريري، الذي عليه ‏إيجاد صيغة تفاهمية في ‏موضوع النقطة التي بقيت عالقة اثناء ‏المفاوضات التي حصلت مع مصطفى اديب"، ورأت انه ‏‏"اذا اراد ‏الحريري ان يذلل العقبات وينزع الاشواك من طريقه فيجب ان يطمئن ‏الى أنّ كل الكتل ‏النيابية ستسمّيه او تعطيه الثقة داخل المجلس ‏النيابي، ولا سيما في موضوع تسمية من يرونه ‏مناسباً لتمثيلهم داخل ‏الحكومة، وان لا يتمسّك بمطلبه أن يختار هو الاسماء. حتى انّ ‏موضوع ان ‏يكون الوزراء غير حزبيين، فلن يكون هناك إشكال في هذا ‏الامر لأنّ الثنائي الشيعي لم يَقل في ‏المفاوضات السابقة انه يريد ان ‏يُسمّي حزبيّين، لكنه يطلب ان يكون القرار بيده في موضوع ‏اختيار ‏الاسماء".‏

كذلك، دعت المصادر الى "انتظار الـ 48 ساعة المقبلة التي تسبق ‏يوم الاستشارات المحدد غداً، ‏لمعرفة كيف ستسير الامور، وخصوصاً ‏بعد استكمال جولة كتلة "المستقبل" على الكتل النيابية، ‏وعندها ‏يُبنى على الشيء مقتضاه".‏

‏ ‏

إرتياح في بيت الوسط

وعبّرت مصادر "بيت الوسط" عن ارتياحها للنتائج التي انتهت اليها ‏الجولة الاولى لوفد ‏‏"المستقبل". وقالت هذه الاوساط لـ"الجمهورية" ‏انّ ما جرى أمس عكس مزيداً من أجواء الارتياح ‏التي بدأت طلائعها في ‏لقاءَي الحريري مع رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب أمس الأول، ‏وهو ‏ما عَكسته لقاءات بنشعي مع زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية، ‏وبرج حمود مع رئيس ‏حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان أمس. وانّ ما ‏انتهت إليه المواقف يُبشّر بإمكان التعاون ‏للخروج من المرحلة الصعبة ‏وفق المعايير الواضحة التي كَرّستها المبادرة الفرنسية.‏

وفي الوقت الذي رفضت مصادر بيت الوسط الرد على مواقف باسيل ‏التي أطلقها مساء أمس، ‏قالت لـ"الجمهورية": ما نُعَوّل عليه يكمن ‏في اللقاء الذي سيجمع قبل ظهر اليوم رئيسة كتلة ‏المستقبل والوفد ‏المرافق مع رئيس كتلة "لبنان القوي" ومن يمثّلها، قبل اللقاء الذي ‏سيجمع الوفد ‏مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد عند ‏الاولى بعد الظهر.‏

‏ ‏

‏"بيت الوسط" وكليمنصو

وليلاً، كشفت مراجع معنية لـ"الجمهورية" انّ هناك انفراجاً واسعاً قد ‏تَحقّق مساء امس على ‏مستوى العلاقة بين "بيت الوسط" وكليمنصو ‏بعد إعلان رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد ‏جنبلاط عن عدم ‏الحاجة الى لقاء بينهما طالما انّ الحريري سَمّى نفسه للمهمة، وذلك ‏جرّاء ‏الاتصالات التي أجراها أصدقاء مشتركون، وانّ لقاء سيُحدّد موعده ‏بين وفدَين من الطرفين ‏اليوم، علماً انّ الحريري التقى ليلاً في بيت ‏الوسط النائب وائل ابو فاعور موفَداً من جنبلاط.‏

وكان باسيل قد عَلّقَ، في خطاب ألقاه في ذكرى 13 تشرين، على ‏الملف الحكومي والمبادرة ‏الفرنسية، فقال: "ليس على علمنا انّ ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عَيّنَ أحداً ليُشرف على ‏مبادرته، ‏ويقوم بفحص الكتل ليرى مدى التزامها بالمبادرة"، وقال: "مَن يريد ‏ترأس حكومة ‏اختصاصيين يجب ان يكون هو الاختصاصي الأول، او أن ‏يتنَحّى لاختصاصي آخر"، لافتاً إلى ‏أنّ "النزاع على السلطة والخوف ‏من الآخر كبير الى درجة انّ الفريقين جاهزان لتطيير فرصة ‏إنقاذ البلد ‏مقابل تحصيل مَكسب، امّا نحن في التيار فنرى فرصة اليوم ليس فقط ‏لإنقاذ البلاد عبر ‏المبادرة الفرنسية، بل أيضاً عبر إجراء تعديل دستوري ‏يمنع الشغور في السلطة التنفيذية".‏



الجمهورية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 تشرين الأول 2020 08:03