14 تشرين الأول 2020 | 08:34

أخبار لبنان

عون للوفد اللبناني: المفاوضات مع إسرائيل "تقنية" لترسيم ‏الحدود البحرية

عون للوفد اللبناني: المفاوضات مع إسرائيل

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : قبل ساعات من انطلاق الجولة الأولى لترسيم الحدود ‏البحرية الجنوبية بين لبنان ‏وإسرائيل، شدد رئيس الجمهورية ميشال عون، أمام الوفد المفاوض ‏على أن ‏المفاوضات تقنية وأن البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديداً، فيما لم ‏يكن ‏الخلاف على "صورة الاجتماع" قد حُسم في ظل رفض "حزب الله" التقاط ‏صورة تذكارية، وهو ‏الأمر الذي سيُحسم اليوم‎.‎

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط": "لا قرار نهائياً بشأن الصورة ‏بانتظار التشاور مع ‏الأمم المتحدة والوفد الأميركي"، مشيرةً في الوقت عينه إلى ‏أن "الطرف اللبناني ليس متحمساً ‏لها"، ولفتت إلى أن الفكرة التي طُرحت هو ‏أن يتم التقاطها خلال جلوس أعضاء الوفد جميعهم ‏على الطاولة وليس وقوفاً ‏بعضهم إلى جانب بعض‎.‎

وكان الرئيس عون قد تابع التحضيرات الجارية للمفاوضات التي ستُعقد غداً في ‏مقر قيادة القوة ‏الدولية العاملة في الجنوب "يونيفيل" في الناقورة. واجتمع أمس، ‏مع المنسق الخاص للأمم ‏المتحدة يان كوبيتش، واستعرض معه الأوضاع العامة ‏وموقف لبنان من المفاوضات، فيما ‏أعرب الأخير عن "ترحيب الأمم المتحدة ‏باستضافة الجلسات وهي ستمارس دورها ورعايتها ‏وتقديم التسهيلات اللازمة ‏لإنجاحها‎".‎

كذلك ترأس عون اجتماعاً، ضمّ نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة ‏الدفاع زينة عكر، ‏وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأعضاء فريق التفاوض: ‏رئيس الوفد العميد الركن الطيار ‏بسام ياسين، والأعضاء: العقيد الركن البحري ‏مازن بصبوص، وعضو إدارة قطاع البترول ‏المهندس وسام شباط، والخبير ‏الدكتور نجيب مسيحي‎.‎

وخلال الاجتماع أعطى رئيس الجمهورية توجيهاته لأعضاء الوفد المفاوض، ‏مشدداً على أن ‏‏"هذه المفاوضات تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية، وأن ‏البحث يجب أن ينحصر في هذه ‏المسألة تحديداً"، لافتاً إلى "أن جلسات ‏التفاوض ترعاها وتستضيفها الأمم المتحدة، وأن وجود ‏الجانب الأميركي في ‏الاجتماعات هو كوسيط مسهِّل لعملية التفاوض". وأوصى رئيس ‏الجمهورية ‏أعضاء الفريق بـ"التمسك بالحقوق اللبنانية المعترف بها دولياً والدفاع عنها"، ‏متمنياً ‏لهم التوفيق في مهمتهم‎.‎

ولفت بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيس أعطى توجيهاته للوفد ‏التقني المكلف ‏بالتفاوض غير المباشر، استناداً إلى اتفاق الإطار العملي للتفاوض ‏حول ترسيم الحدود البحرية، ‏‏"على أن تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ‏ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً والتي نصّت ‏عليها اتفاقية (بوليه نيوكومب) ‏عام 1923 والممتد بحراً، استناداً إلى تقنية خط الوسط من دون ‏احتساب أي ‏تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وفقاً لدراسة أعدتها قيادة ‏الجيش ‏اللبناني على أساس القانون الدولي، آملاً أن يتم التوصل إلى حل منصف يحمي ‏الحقوق ‏السيادية للشعب اللبناني‎".‎

من جهة أخرى، أعاد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إثارة صلاحيات ‏رئاسة الجمهورية ‏في تكليف الوفد المفاوض، بعدما كانت رئاسة الحكومة قد ‏وجّهت أمس كتاباً لرئاسة الجمهورية ‏معتبرةً أن عون خرق الدستور عبر تفرده ‏بتشكيل الوفد، وذكّر السنيورة رئاسة الجمهورية ‏بالمادة 52 التي تنص على أن ‏يتولى رئيس الجمهورية المفاوضات في عقد المعاهدات الدولية ‏وإبرامها ‏بالاتفاق مع رئيس الحكومة. ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء‎".‎

وفيما رفضت مصادر رئاسة الجمهورية الرد على اتهامات السنيورة، قالت ‏مصادر مقربة من ‏الرئاسة لـ"الشرق الأوسط": "المفاوضات لم تبدأ حتى ‏يتشاور عون مع رئيس الحكومة، وقيادة ‏الجيش هي التي شكّلت الوفد ووافق ‏عليه الرئيس، أما التوجيهات فهي معروفة، ورئيس الحكومة ‏مطّلع على ‏أجوائها"، مشيرةً إلى أن المادة 52 تتحدث عن المفاوضات التي سيتم إطلاع ‏دياب ‏عليها عند انطلاقها‎.‎

وفي بيانه رأى السنيورة أن "رئيس الجمهورية ميشال عون ومنذ انتخابه رئيساً ‏للجمهورية، ‏ارتكب أكثر من خرق للدستور"، مشيراً إلى "أن العهد حاول ‏ابتداع سابقة التأليف قبل التكليف. ‏وهو ما يحاوله اليوم مع وجود حكومة ‏تصريف الأعمال، من تجاهل لوجود وزراء ما زالوا ‏يصرِّفون الأعمال ورئيس ‏مجلس الوزراء في موضوع تشكيل الوفد للتفاوض غير المباشر مع ‏وفد العدو ‏الإسرائيلي برعاية الوفد الأميركي وحضور مندوب الأمم المتحدة، وهو بذلك ‏يخالف ‏المواد الدستورية ذات الصلة تحديداً المواد 52 و54 و60‏‎".‎

وقال السنيورة: "كان على فخامة الرئيس عون وقبل تشكيل الوفد وقبل انعقاد ‏المؤتمرات أن ‏يلتزم بأحكام الدستور الذي عليه أن يحترمه ويصونه وبالتالي أن ‏يقوم بالتشاور مع رئيس ‏الحكومة حسب الدستور والأصول لكي يستبعد التأثير ‏السلبي على محاولات الإنقاذ الوطني التي ‏من الواجب أن يتضامن الجميع من ‏أجل تحقيقها في هذه الظروف الصعبة والخطيرة‎".‎



الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 تشرين الأول 2020 08:34