14 تشرين الأول 2020 | 12:08

مجتمع

التشابه بين الأزواج.. أسرار علمية جديدة

التشابه بين الأزواج.. أسرار علمية جديدة

لطالما كانت ظاهرة ميل ملامح الأزواج إلى التشابه مع مرور الوقت مصدر حيرة لبعض العلماء ‏على مدار عقود، وذلك منذ ظهور الفكرة لأول مرة في عام 1987 على وجه التحديد، بعدما ‏رجح باحثون من جامعة ميشيغان أن سنوات من المشاعر المشتركة والارتباط الوجداني تؤدي ‏إلى ظهور أوجه تشابه أوثق في ملامح الوجه بين الأزواج بسبب التجاعيد والتعبيرات المماثلة.‏

ولكن، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قام فريق بحثي من جامعة ستانفورد ‏بإعادة النظر في نتائج هذه النظرية بعد طرحهم فرضية أن الأزواج يختارون شركاء الحياة ‏بسبب تشابه ملامحهم.‏

وبالفعل تشير النتائج الجديدة إلى أن الأزواج يبحثون عن شريك حياة له نفس الميزات تمامًا كما ‏هو الحال عندما يتعلق الأمر بالعثور على زوج أو زوجة لديها نفس القيم والسمات الشخصية.‏

واعتمدت النظرية القائلة إن الأزواج يكبرون معًا وتظهر لديهم سمات متشابهة، التي أثارها ‏باحثون من جامعة ميشيغان عام 1987، على إجراء مقارنة بين صور للأزواج عند بداية ‏الارتباط وبعد مرور 25 عاما على الزواج.‏

بعد مقارنة صور للأزواج في بداية الزواج وبعد مرور 25 عاما، خلص العلماء إلى أن "هناك ‏بالفعل زيادة في التشابه الظاهري". وجاء في سياق دراسة جامعة ميشيغان أنه يمكن أن يحدث ‏تشابه في ملامح الوجه لكل زوجين يعيشان "معا لفترة أطول من الوقت، وذلك بفضل ما يتم ‏تعريفه بمسمى "محاكاة التعاطف المتكرر"، أي القدرة على تكرار تعبيرات وردود أفعال ‏الأشخاص الذين يعيشون معًا أو يتعاملون عن قرب ويرتبطون وجدانيا بشكل وثيق.‏

بل وذهبت نتائج الدراسة إلى أن "التشابه بين الأقارب، ربما لا يكون مجرد مسألة جينات ‏مشتركة ولكنه أيضًا يمكن أن يكون بسبب الاتصال الاجتماعي طويل الأمد".‏

‏517 زوجا قيد الفحص

وتنطبق فكرة أن الأزواج يشبهون شركائهم على عدد من المشاهير من بينهم الممثل دينزل ‏واشنطن وزوجته بوليتا واشنطن وكريستين بيل وداكس شيبارد والمغنية كريستينا أغيليرا ‏وشريكها ماثيو روتلر.‏

ولكن أعاد فريق الباحثين من جامعة ستانفورد النظر فيما توصلت إليه دراسة عام 1987 ‏لمعرفة مدى دقة النتائج التي تم التوصل إليها.‏

ومن ثم قام باحثو جامعة ستانفورد بفحص صور وجوه 517 زوجًا تم التقاطها في بداية ‏زيجاتهم ثم بعد 20 إلى 69 عامًا. كما عُرض على المتطوعين الصور وتم إخبارهم أن هناك ‏شخصًا "مستهدفًا" يجب مقارنته بستة وجوه أخرى، من بينها وجه الزوج المستهدف.‏

ثم طُلب من الحكام المشاركين في الدراسة ترتيب الشخص المستهدف مقابل الستة الآخرين بناءً ‏على مدى تشابههم. وتمكن المتطوعون من التعرف على كل زوجين بغض النظر عن وقت ‏التقاط الصورة، بل ولاحظوا أيضًا أن وجوه الزوجين أصبحت أقل تشابهًا مع الوقت.‏

التشابه منذ أول يوم

وتوصلت النتائج إلى أن "وجوه الأزواج كانت متشابهة منذ بداية حياتهم الزوجية، ولم يزداد ‏التشابه بمرور الوقت".‏

وتشير الدراسة إلى أن الحكام كانوا متسقين عند ترتيب تشابه وجوه الشباب التي تظهر في ‏الصور التي تم التقاطها قبل عدة عقود مثل التعرف على وجوه كبار السن التي تعرضها الصور ‏الأحدث".‏

واستخدم الجزء الثاني من الدراسة تقنية التعرف على الوجه للحكم على أي أوجه تشابه. وتبين أن ‏هذه التقنية، وفقًا لما ذكره الفريق البحثي، تتفوق على المتطوعين البشر في الحكم على تشابه ‏الوجوه، إلا أنها أعطت نتائج مماثلة للتي توصل إليها العنصر البشري.‏

وكتب باحثو جامعة ستانفورد في ملخص نتائج الدراسة أنه لم يمكن التوصل إلى دليل يدعم ‏النظرية المنتشرة على نطاق واسع وإنما على العكس فإن ما تم إثباته هو أن "تشابه وجوه ‏الأزواج يكون منذ أول يوم ولا يزداد بمرور الوقت"، موضحين أن ملامح الوجه تختلف "عن ‏السمات الأخرى مثل الاهتمامات والشخصية والذكاء والمواقف

والقيم والرفاهية".‏










العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 تشرين الأول 2020 12:08