16 تشرين الأول 2020 | 07:57

أخبار لبنان

اليكم أيها "الحكام" السيناريو الكارثي حتى الخميس

اليكم أيها

كتبت صحيفة "النهار" تقول: من البارحة الى الخميس المقبل الموعد المرحل للاستشارات النيابية ‏الملزمة لتسمية الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة الجديدة ايهما سيسبق الآخر: عداد ‏الكوارث والأزمات والانهيارات والمشكلات المتناسلة على مدار الساعات وليس الأيام فقط، ام ‏عداد احتساب المكاسب والنقاط السياسية والساقطة والتافهة والموغلة في كشف أسوأ صورة ‏انزلق اليها لبنان منذ ان صار دولة وجمهورية ونظاما ودستورا؟

لا يمكن عشية الذكرى الأولى لاندلاع احدى ابرز حركات الانتفاضات الاجتماعية العابرة ‏للطوائف والمناطق والطبقات والفئات، منادية منذ 17 تشرين الأول 2019 وحتى الساعة والى ‏‏"ما بعد بعد" حسابات الطبقة السياسية برمتها، بتغيير جذري للطبقة الفاسدة الا التوقف عند عداد ‏الكوارث، وتجاهل، بل وإسقاط كل محاولات الإلهاء السياسية التي يراد لها احتقار مآسي ‏اللبنانيين كمثل ما حصل قبل 48 ساعة في ارجاء استحقاق التكليف الذي أياً تكن المبررات ‏لارجائه، فهي لا تكتسب أي صدقية امام حاجة لبنان واللبنانيين لاي ثانية يمكن ان تشكل سانحة ‏لفرصة انقاذية. لذا من حق اللبنانيين الرازحين تحت وطأة هذا القدر المؤلم، وكذلك اللبنانيين ‏الذين لا تزال انتفاضة 17 تشرين الأول تشكل لهم النبراس البديل من عهد وسلطة وطبقة ‏سياسية بلغ لبنان في ظل إدارتهم ما لم يبلغه في تاريخه من انهيارات ان نقدم باسمهم للسلطة ‏عينات من سيناريو الكوارث الصاعدة يوميا بين موعد مرجأ وموعد موعود للاستشارات في ‏أسبوع واحد. ‏

في عداد يوميات اللبنانيين مأثرة جديدة من مآثر "السلبطة" على أموالهم وودائعهم في المصارف، ‏ستتجلى يوميا بتناقص احتيالي للسقوف المالية بالليرة كأنه لم تكفهم الضربة القاضية على ‏ودائعهم وحجزها وتبديدها وفقدان جنى الاعمار من جراء الإجراءات الظالمة. وفي سيناريو ‏يوميات اللبنانيين حتى الخميس وما بعده الى ما شاء القدر، تصاعد مرعب في الإصابات بوباء ‏كورونا المنتشر افقيا وعموديا في مختلف المحافظات والأقضية والبلدات والقرى اللبنانية، وكان ‏آخر ارقام الرعب القياسية التي سجلها أمس 1550 حالة إصابة فيما سجلت حالتا وفاة. ‏

وبمواكبة هذا الانتشار الوبائي المخيف تتصاعد روايات الحزن والخوف والقلق عن مصابين لم ‏تعد مستشفيات لبنان قادرة على استقبالهم واستيعابهم ومعالجتهم حتى ان هناك الكثير مما يروى ‏عن وفاة مصابين ليسوا في حالات حرجة وتتدهور أحوالهم حتى الوفاة بفعل انتظار أسرة ‏تضمهم. ولعلكم لم تسمعوا بعد عن فقدان الأدوية للأمراض المزمنة وامراض القلب والضغط ‏وسائر المشتقات بفضل مافيات المتاجرة بحياة الانسان. في سيناريو الأيام السبعة بين موعدين ‏عودة ارتفاع متجددة في أسعار الدولار "السوقي" بعدما كان انخفض بشكل ملحوظ على وقع ‏التوقعات الإيجابية التي تحدثت عن تشكيل حكومة اختصاصيين انقاذية. انها عينات فقط لن نزيد ‏عليها ما يمكن ان تسجله عدادات الهجرة وإقفال مؤسسات وتسريح عمال وموظفين فقط لانارة ‏بصيرة من يتمهلون في حسابات السياسة وكل ذلك عشية ذكرى انتفاضة 17 تشرين‎.‎

جمود الإرجاء

بالعودة الى المشهد السياسي ضربت البلاد امس عاصفة جفاف سياسي غداة قرار ارجاء ‏الاستشارات النيابية الى الخميس المقبل، وبدت المحركات السياسية كأنها أخمدت دفعة واحدة في ‏انتظار بلورة الخطوة التالية لجهة إعادة تصويب مسار التكليف الذي كان قد حسم بشكل واضح ‏لمصلحة الرئيس سعد الحريري لو أجريت الاستشارات في موعدها. ويبدو ان جزءا أساسيا من ‏الواقع السياسي الحكومي قد شغل اللقاءات التي يجريها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون ‏الشرق الأوسط ديفيد شينكر الموجود في بيروت منذ أيام بعدما رأس وفد بلاده الى الجولة ‏الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في الناقورة. ومع ان شينكر ‏اختار الابتعاد عن الاعلام في زيارته الراهنة، فإن جولته على المسؤولين والسياسين تكتسب ‏دلالات. وعلم انه يركز على استعجال تأليف حكومة تلتزم الإصلاحات بالكامل من دون ان ‏يعطي أي معالم محددة لمصلحة أي شخص. وهو التقى امس الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب ‏التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وسيزور اليوم قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون . ‏كما يتوقع ان يلتقي الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع‎.‎

بعبدا تبرّر

وعممت امس مطالعة دفاعية وتبريرية لقرار ارجاء الاستشارات على لسان مصادر مطلعة على ‏موقف الرئيس عون أفادت بان قرار التأجيل لم يكن للتبرير بل لتحديد موعد جديد للاستشارات ‏ولذلك لم يكن هناك شروحات وان لا وجود لأي سبب شخصي يتحكم بمواقف الرئيس عون لكن ‏هناك مواضيع يجب ان تدرس قبل التكليف كي لا نكون امام تكليف دون تأليف وتأليف دون ثقة‎.‎

وقالت المصادر المطلعة على اجواء بعبدا ان "اي رئيس كتلة سواء كان من الكتل الكبيرة الوازنة ‏او الكتل الصغيرة له الحق ان يبدي رأيه لكن هذا الرأي منفصل عن اختصاص الرئيس ‏ومسؤولياته مع الاشارة الى ان الرئيس عون تلقى اتصالات من رؤساء كتل تمنّوا عليه تأجيل ‏الاستشارات وكان الاجدر بالذين اعترضوا ان يحللوا الوضع السياسي ليعرفوا اسباب التأجيل ‏لأسبوع لأن تحليل هذا الوضع يوفر معطيات هي التي دفعت الرئيس عون الى تأجيل ‏الاستشارات لتوفير مناخات ايجابية للتأليف كي لا يتمّ أسر البلاد بين حكومة تصرّف اعمالاً ‏ورئيساً مكلّفاً لا يؤلّف‎".‎

وأضافت أن "الرئيس عون حريص على توفير اكبر قدر ممكن من التأييد النيابي للشخصية التي ‏ستكلف تشكيل الحكومة نظرا لأهمية ودقة المهمات المطلوبة من الحكومة في المرحلة المقبلة ‏والتي تتطلب توافقا وطنيا عريضا وليس تشرذما، مع الاشارة الى الحرص على تسمية الرئيس ‏المكلف باجماع وطني ومناطقي مع إشارة المصادر هنا الى منطقة جبل لبنان موحية بانها كأنها ‏خارج هذا الاجماع. واعتبرت ان الرئيس عون "أراد من خلال قراره ان يعطي فرصة اضافية ‏للاتفاق مع الرئيس المكلف لانقاذ المبادرة الفرنسية انطلاقا من دعم رئيس الجمهورية لهذه ‏المبادرة والتي يحتاج تنفيذها الى اكبر عدد ممكن من المؤيدين خصوصا انه كان هناك تعثر في ‏المواقف حيال هذه المبادرة والتأجيل يمكن ان يعالج هذه المسألة‎.‎

وحرص الرئيس عون من خلال هذه الخطوة على تأمين اجواء تسهّل عملية التأليف لاحقاً ‏وبالتالي تأمين حصول الحكومة العتيدة على الثقة المرجوة لأن امام هذه الحكومة برنامجا ‏للاصلاحات يجب ان يتم التوافق حوله وحول آلية تنفيذه حتى تكون خطة الحكومة وبرنامجها ‏واضحين في هذا الاطار‎".‎

وقالت ان الاسبوع الفاصل عن موعد الاستشارات سيتخلله مشاورات "وكل غاية الرئيس عون ‏توفير المناخات الايجابية لتشكيل الحكومة وكل ما قيل غير ذلك لا اساس له من الصحة‎."‎

ولفتت الى ان النائب جبران باسيل رئيس كتلة نيابية وهي الاكبر لكنه كأي كتلة اخرى لا يحق له ‏ان يملي شيئا على رئيس الجمهورية. وشددت على ان "لا فيتو على الرئيس سعد الحريري ‏ورئيس الجمهورية يلتزم بنتيجة الاستشارات‎".‎



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 تشرين الأول 2020 07:57