20 تشرين الأول 2020 | 07:42

أخبار لبنان

الحزب" و"التيار" يتربّصان بالحريري على مفرق التأليف!‏

الحزب

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول: ما لم يكن في جيْب "الرجل الذي لا يُتوقَّع" ‏الرئيس ميشال عون مفاجأة جديدة في الدقائق ‏الخمس الأخيرة، فإن الرئيس سعد ‏الحريري سيعود في خميس الاستشارات النيابية المُلْزِمة ‏رئيساً مكلّفاً بنصابٍ ‏ميثاقي لا تعْتريه شائبة وعَدَدي تحت المعاينة، إيذاناً بانطلاق مسار ‏التأليف الشائك ‏الذي يشي بأن رئيس "تيار المستقبل" لن يكون طليقاً فيه مع رسْمِ جناحيْ 8 ‏آذار ‏الأساسيّيْن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" خطوط اشتباكٍ مبكّرة معه‎‏.‏

وتَقاسَمَ المشهد السياسي أمس رصْدٌ مزدوج، الأوّل للرافعة الداخلية التي تُعطي ‏الحريري قوّةَ ‏دفْعٍ تَعَزَّزتْ مع نزْع "القوات اللبنانية" فتيلَ اللعبِ بمعيارِ الميثاقية ‏واستعماله غطاءً محتملاً، ‏إما لإرجاءٍ جديدٍ للاستشارات وإما لـ "الطعن" بتكليف ‏الحريري، مماشاةً لمحاولة الوزير ‏السابق جبران باسيل عرقلة عودة زعيم ‏‏"المستقبل" إلى رئاسة الحكومة من خارج "بروتوكول ‏التسوية الرئاسية" ومعادلته ‏‏"نكون معاً". والثاني لحجم المظلّة الخارجية لمهمّة الحريري، ‏الذي "يمتطي" ‏المبادرة الفرنسية وجدول أعمالها الإصلاحي، في ظل سلوكٍ من الرئيس ‏المكلف ‏‏"مع وقف التنفيذ" يوحي بأنّ اندفاعتَه تتقدّمها كاسحةُ ألغام من الاليزيه، ‏و"ضوء ‏أصفر" أميركي لا يمانِع في إمرار حكومةٍ "منزوعة الدسم الحزبي"، ولو ‏مع "أصابع" للقوى ‏السياسية فيها عن بُعد، فالأهمّ بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يريد ‏‏"الإصلاحات أولا" ... "أكل ‏العنب وليس قتْل الناطور‎‏".‏

والمجتمع الدولي هذا أعلن أنه على أهبة الاستعداد لمساندة لبنان وتجلّى ذلك ‏باتصالٍ تلقاه ‏رئيس الجمهورية ميشال عون من وزير الخارجية الأميركي مايك ‏بومبيو، أعرب فيه الأخير ‏عن ارتياحه لأجواء مفاوضات الترسيم مؤكداً جهوزية ‏بلاده لإرسال مساعدات لإعادة إعمار ‏أحياء بيروت المتضرّرة، جراء انفجار ‏المرفأ في 4 آب الماضي، مع تطلع الولايات المتحدة ‏إلى تشكيل حكومة لبنانية ‏قادرة على تطبيق الإصلاحات ووضع حد للفساد. يضاف الى ذلك ‏استعداد لدى ‏صندوق النقد الدولي لمناقشة مساعدة لبنان مع الحكومة العتيدة حسب مدير ‏إدارة ‏الشرق الاوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور‎‏.‏

الأم الحنون فرنسا بدت الأكثر توقاً الى إنهاء "جلجلة" اللبنانيين مبديةً مرة أخرى ‏عدم توانيها ‏عن مواكبة لبنان في الاصلاحات، "السبيل الوحيد لحشد جهود المجتمع ‏الدولي"، وفق ما جاء ‏في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية. وكمن يؤنب ولده ‏المشاغب لمعصيةٍ يرتكبها من دون ‏هوادة رفعت فرنسا صوتها عالياً مرةً أخرى، ‏شاجبةً مماطلة السياسيين اللبنانيين في تشكيل ‏حكومةٍ بمهام محدّدة قادرة على تنفيذ ‏الاصلاحات، ومحملةً هؤلاء تبعات "العرقلة المطوّلة" ‏التي تحول دون تلبية ‏تطلعات الشعب، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ‏والمعيشية ‏التي ترهق كاهل اللبنانيين‎‏.‏

وعلى بُعد يومين من الخميس المُنتظر الذي لم تعكس أجواء القصر الجمهوري ‏اتجاهاً لإرجاء ‏الاستشارات "إذا لم يطرأ عامِلٌ مستجدّ"، بدت الأنظار على ‏سيناريوات هذا الاستحقاق في ‏ضوء التلميح إلى أن "أرنب" تجيير "التيار الوطني ‏الحر" أصوات نوابه لرئيس الجمهورية ‏ليقرّر لمَن سيصوّت بها لم يُسحب من ‏التداول، وهو ما قد يُراد منه بحال اللجوء إليه محاولة ‏إحراج الحريري لإخراجه ‏تكراراً لتجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس اميل ‏لحود العام 1998، ‏إلى جانب "البوانتاج" المستمرّ لعدد الأصوات التي سينالها زعيم ‏‏"المستقبل" وسط ‏الغموض المتعمّد الذي يمارسه "حزب الله"، في حسْم موقفه من منْح أصوات ‏كتلته ‏للحريري أم لا، رغم تقديراتٍ بأنه سيشكّل قوة إسنادٍ لعملية التكليف تفادياً لأي ‏إشكاليات ‏دستورية قد تثار بحال لم يمرّ التكليف بأكثرية النصف زائد واحد (من الـ ‏‏120 نائباً)، وفق ما ‏كان جرى التلويح به من فريق عون إبان محاولة تكليف ‏الحريري بعد استقالته في تشرين ‏الأول 2019‏‎‏.‏

وإذا صحّ أن "حزب الله" سيمدّ يده للحريري بالتصويت له فإنه بالتأكيد لن يقطعها ‏مع حليفه ‏الطبيعي باسيل في المشوار الوعر نحو التأليف، الذي رَفع "الحزب" ‏بوجهه مسبقاً بطاقة ‏صفراء عبر "موقف تذكيري"، من أنه لن يعطي الرئيس ‏المكلف "كارت بلانش" في التشكيل ‏وخصوصاً في موضوع التفاوض مع صندوق ‏النقد الدولي وشروط التفاهم معه، وهو ما كان ‏زعيم "المستقبل" خاض جولة ‏‏"استكشاف النيات" بهدف استشراف أن جميع القوى على ‏‏"موجة واحدة" في ما ‏خص الورقة الفرنسية، ليتّضح أن العشرة بالمئة التي تحفّظ عنها "حزب ‏الله" ‏حاضرة "كلما اقتضت الحاجة" وفي أكثر من اتجاه. وعلمت "نداء الوطن" أنّ ‏الحريري ‏استمر امس على رفضه لقاء باسيل متسلّحاً بالصمت‎‏.‏

وهذا "الشَبْك" المسبق مع مرحلة التأليف يزيد من واقعيةِ التوقعات بأن الولادة ‏الوشيكة ‏للحكومة صعبة المنال وخصوصاً أن الحريري سيكون بحال تكليفه ‏الخميس وجهاً لوجه مع ‏عون الذي يحمل ورقة التوقيع الثمينة على تشكيل الحكومة، ‏ومع شروط باسيل الذي جاهر ‏بأن أي حكومة برئاسة زعيم "المستقبل" تفقد حكماً ‏صفة الاختصاصيين وتفتح الباب أمام ‏تفاوض على حكومة إما سياسية أو تكنو- ‏سياسية ولكل منهما معاييره، إضافة إلى الشهية التي ‏سيصعب كبْحها لسائر القوى ‏السياسية التي ستستفيد من أي تسليم للثنائي الشيعي بتسمية ‏وزرائه غير الحزبيين ‏والاختصاصيين للمطالبة بالمعاملة بالمثل‎.‎



نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 تشرين الأول 2020 07:42