كتب باسل الخطيب
رأى المستشار المصرفي بهيج الخطيب في حديث لـ "مستقبل ويب" أن تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة ترك آثاراً إيجابية وسريعة على الأسواق المحلية تمثّل بهبوط الدولار بنسبة 1000 ليرة خلال يومي التكليف فقط ليسجل 6800 ليرة ثم 6650 ليرة اليوم السبت، مع العلم أنه كان قد سجل مستوى 9000 ليرة قبل عشرة ايام، نتيجة الأجواء المتشنجة التي كانت سائدة في ظل التخبط وعدم وضوح الرؤيا وعدم اتخاذ قرار بالاستشارات ما خلق جوا سلبيا حينها وصعد بالدولار الى مستويات قياسية مرتفعة.
وقال الخطيب إنه بمجرد طرح الحريري لتكليف لحكومة وبترجيب دولي، بدأ سعر صرف الليرة يعاود تحسنه امام الدولار، ما يشير الى ان الدولار سيواصل تراجعه مباشرة بعد تأليف الحكومة، حيث ستتنفس الاسواق أجواء تفاؤلية بالبدء بخطة انقاذ للبلاد، مشيرا الى أن هذه الأجواء التفاؤلية بدأت تظهر في الأسواق منذ يوم التكليف وظهر ذلك في سعر صرف الليرة، في حين ان سرعة التأليف لحكومة إنقاذية تبدأ بالعمل والاصلاحات سيريح الناس ويعيد الثقة الى البلاد.
ولا شك أن أمام الرئيس الحريري عدة خطوات يجب القيام بها هي وضع خطة اصلاح اقتصادي تبدأ بالكهرباء والمواصلات والنقل العام وتخفيض عجز الموازنة للحد الأقصى اضافة الى المفاوضات مع صندوق النقد حيث بمجرد أن يفرج الصندوق عن جزء من المساعدات ستلحق به جهات أخرى ما يريح سعر صرف الليرة مقابل الدولار ويحرِّك العجلة لدى قطاعات الأعمال ويجذب استثمارات ويخلق فرص عمل.
من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي باتريك مارديني في حديثه ايضاً لـ "مستقبل ويب" ان تكليف الرئيس الحريري برئاسة الحكومة أعطى أملاً للشعب اللبناني بإعادة تفعيل المبادرة الفرنسية، التي تدعو الى تحييد السياسة والتركيز على الاقتصاد، ما أثّر بدوره تراجعاً بسعر الدولار حيث يأمل المواطنون أن يقوم الفرنسيون بإعادة إعمار المرفأ وإصلاح الكهرباء وقد يكون ايضاً الاتصالات، وهي اصلاحات تسهم بضخ رؤوس اموال جديدة في البلاد وتجمّد التدهور وتخفِّض الضغط مسبياً على العملة.
وقال ان هذا السيناريو الايجابي دفع الناس لتتوقع تحسناً بسعر صرف الليرة فقاموا بشرائها ما ادى الى انخفاض سعر صرف الدولار اضافة الى عرض كبير يتم تداوله للعملة اللبنانية في السوق، فكمية الليرة منذ ما قبل الازمة الى اليوم بلغت اربعة اضعاف في ظل الاستمرار بطباعة الليرة لتمويل الانفاق وعدم تمكّن المصارف من تلبية طلب الزبائن فيقومون بطباعة الليرة لتسليمها مكان الدولار ما يزيد من كمية الليرة بالسوق.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.