27 تشرين الأول 2020 | 07:31

أخبار لبنان

إيجابيات مسار التأليف تقاوم محاولات التفخيخ‎! ‎

إيجابيات مسار التأليف تقاوم محاولات التفخيخ‎! ‎

كتبت صحيفة " النهار " تقول: على رغم زيادة منسوب الغموض حيال مسار تأليف الحكومة ‏الجديدة، في ظل انقطاع ‏معالم التحركات واللقاءات العلنية على الأقل التي يجريها رئيس الحكومة ‏المكلف سعد ‏الحريري، كما في ظل ستار الكتمان الشديد الذي يفرضه "بيت الوسط" على ‏مجريات ‏المشاورات والاتصالات، كما بدا واضحا ان بعبدا فرضت بدورها ستارا مماثلا من ‏الكتمان ‏منذ الاحد الماضي، علمت "النهار" مساء امس ان مسار التأليف لا يزال يسير في ‏اتجاه ‏إيجابي. وفيما حافظت المعطيات المتوافرة عن مسار التأليف على المناخ الإيجابي ‏الذي ‏ذكر انه لا يزال يشكل نقطة ارتكاز في الاتصالات الجارية بعيدا من الأضواء، فان ذلك ‏لم ‏يحجب المعالم الحذرة حيال مسعى الرئيس الحريري الى استكمال تصوره للتركيبة ‏الحكومية ‏التي يدفع في اتجاه استيلادها بأسرع وقت من وزراء اختصاصيين وذوي خبرات ‏ولا ينتمون ‏الى أحزاب. ‏

ويبدو ان الساعات الثماني والأربعين الأخيرة بدأت تشهد بلورة قوية ‏لترابط نشأ بين مسألة ‏المداورة في تولي الحقائب الوزارية، ولا سيما منها الحقائب السيادية ‏والخدماتية وتمثيل ‏المسيحيين في الحكومة العتيدة في ظل حصر التفاوض حول هاتين ‏النقطتين الشائكتين بين ‏الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ميشال عون، الامر الذي يوحي ‏بان الحل او التعقيد في هذه ‏المفاوضات سيغدو في يد الرئيس عون تحديداً. واذا كان قرار ‏الحريري واضحا لجهة التزام ‏التشاور مع الرئيس عون في كل ما يتصل بالحقائب والوزراء ‏المسيحيين، فان الامر سينشئ ‏ارباكات ومحاذير بدأت تثير من الآن انتقادات ومواقف سلبية ‏للقوى المسيحية باعتبار ان أي ‏توافق بين عون والحريري سيؤدي الى احتكار عون وعبره ‏تياره الحصة الوزارية المسيحية، ‏وفي حال التعقيد والعرقلة ستنشأ مشكلة محتملة بين ‏الرئيسين من شأنها وضع عملية التأليف ‏برمتها على كف الاهتزاز‎.‎

عقدة المداورة

وبازاء طرح موضوع المداورة في اللقاء الأخير بين عون والحريري الاحد الماضي في ‏قصر ‏بعبدا، وبعد استثناء حقيبة المال التي ستبقى من حصة الشيعة، بدت هذه المسألة ‏مرشحة ‏لتعكير الإيجابيات التي حكي عنها في اليومين الماضيين، ولو ان الأوساط المتصلة ‏بالرؤساء ‏والمعنيين لا تزال تشير الى ان مناخات الإيجابيات لم تتراجع. وتقول هذه الأوساط ‏ان ‏المشاورت تجري حاليا حول مجمل هيكلية الحكومة العتيدة بما يعني الخوض تفصيليا ‏في ‏شكل الحكومة وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب فيها ونوعية الوزراء ومعايير تعيينهم. ‏وفهم ‏في هذا السياق ان عدد الوزراء لم يحسم نهائيا بعد وان كان الاتجاه الغالب هو الى ‏حكومة ‏ما بين 20 و24 وزيرا وان الحريري حريص للغاية على عدم حصول أي تعقيد يتصل ‏بالتمثيل ‏المسيحي والحقائب التي ستسند الى المسيحيين، وان هذا الامر سيعالج بروية مع ‏الرئيس ‏عون . كما ان الأوساط تؤكد ان الحكومة لن تضم وزراء سياسيين بل اختصاصيين من ‏ذوي ‏الخبرات الذين توافق عليهم القوى السياسية. ‏

وتحدثت معلومات مساء امس عن إشكالية ‏جديدة نشأت حول حقيبة الصحة التي يطالب بها ‏رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد ‏جنبلاط في حين يتشدد "حزب الله" برفضه التخلي عنها ‏ويريدها من حصته. ناهيك عن ان ‏الفريق الجنبلاطي قد لا يحصل الا على حقيبة واحدة لان ‏النائب طلال أرسلان يطالب ‏بحقيبة أخرى لكتلته مع انه قاطع استشارات التكليف ورفض عودة ‏الحريري الى رئاسة ‏الحكومة. وفيما يُكثف الحريري مشاوراته بعيدا من الأضواء ولا سيما مع ‏الرئيسين عون ‏ونبيه بري، يبدو في حكم المستبعد ان ينتهي مخاض تأليف الحكومة هذا الأسبوع ‏خصوصا ‏وان نقاطا أساسية لم تحسم بعد ولا يبدو حسمها وشيكا ومنها موضوع المداورة ‏وتوزيع ‏الحقائب بين القوى الأساسية‎.‎

ولكن اوساطا سياسية معنية بالملف الحكومي لاحظت تركيز البعض على ما وصف ‏بالعقدة ‏المسيحية في حين انه لا وجود فعليا لهذه العقدة من الناحية الطائفية ولن يكون ‏واردا ان يسمح ‏الرئيس الحريري باي مزايدات عليه في هذا السياق. وأكدت ان المواقف ‏السياسية المبدئية من ‏الحكومة شيء والمزايدات التي يراد لها ان تلصق بالرئيس الحريري ‏اتهامات غير موضوعية ‏شيء أخر، ولذا لن يطول الوقت ليدرك الجميع ان الرئيس المكلف ‏يتخذ نهجا وطنيا شموليا حيال ‏جميع الطوائف والفئات والأحزاب في مسار تشكيل الحكومة ‏بما لا يبقي مجالا لاي مزايدات‎.‎

في أي حال تفاوتت التقديرات حيال الموعد المحتمل للولادة الحكومية هذا الأسبوع او اكثر ‏والتي ‏تبقى رهن نتائج المساعي التي يبذلها الرئيس الحريري في الأيام المقبلة التي ‏تكتسب طابعا ‏مفصليا لا يفترض معه ان تطول فترة التأليف اكثر من أيام بعدما حصرت ‏النقاط الأساسية التي ‏ستنطلق منها عملية استكمال التشكيل‎.‎

وفي المواقف السياسية انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امس مجريات ‏تأليف ‏الحكومة وقال انه "اذا كان هناك مسعى لاي اصلاح فعلي فيجب تشكيل حكومة ‏مستقلين فعلية ‏بالدرجة الأولى من وزراء كفوئين واختصاصيين لان الامر يتطلب عملا ‏وخطوات يومية ‏وسرعة في اتخاذ القرارات. فاذا تم تشكيل حكومة على هذا الشكل فللبحث ‏صلة لكن يبدو ان لا ‏أمل في هذه الحكومة لانها بدأت التشكيل على أساس وعود للثنائي ‏الشيعي والحزب التقدمي ‏الاشتراكي بإعطائهم حقائب معينة وهي احد أسباب جمود ‏الوضع أضف الى ذلك انهم يسمون ‏وزراءهم. وسينسحب ما يحصل مع الثنائي الشيعي ‏على التيار الوطني الحر والآخرين". واعتبر ‏جعجع "ان الحكومة ستكون في احسن الحالات ‏شبيهة بحكومة حسان دياب فماذا نكون قد فعلنا ؟ ‏لا شيء سوى تضييع وقت إضافي‎".‎



النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 تشرين الأول 2020 07:31