28 تشرين الأول 2020 | 20:49

منوعات

ذكرى المولد النبوي الشريف.. تاريخ من المظاهر الإحتفالية

زياد سامي عيتاني*‏


يحتفل العالم الإسلامي بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة ‏والسلام، ،ليس بآعتباره عيداً فقط، بل فرحاً بولادة نبيهم الكريم. وقد كرم الله تعالى اليوم الذي ‏ولد فيه رسول السلام فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم ﴿وسلام عليه يوم ولد﴾...‏

وقد درج سلفنا الصالح منذ القرنين الرابع والخامس الهجريين على الاحتفال بمولد خير الورى ‏بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من تلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح،

والمراد من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية هو تجمع الناس على الذكر والإنشاد فى مدحه والثناء ‏عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله والصيام والقيام إعلانا لمحبه قدوة الأزمان ‏وحصن الحياة، وإعلانا للفرح بيوم مولده الذى أذن الله أن يكون موعدا لميلاد نوره فى دنيا ‏الورى، فكان ميلاده ميلادا للحياة.‏

‏**‏

‏•بداية الإحتفال بالمولد النبوي:‏

يرجع الاهتمام بيوم المولد النبوى إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول "هذا يوم ‏وُلدت فيه"... وبحسب بعض المؤرخين فإن الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي ‏الشريف، ولكنه اقتصر فى عهدهم على عمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات.‏

وقد كان حاكم أربيل الملك المظفر أبوسعيد، أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد ‏السلطان صلاح الدين، إذ كان يقيم احتفالاً كبيرًا كل عام، خلاله الأموال الكثيرة، والخيرات ‏الكبيرة، حتى بلغت تكلفته "300000ألف دينار"، كل سنة.‏

إذن، بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عام 300 هجرية باقتراح من الأمير "أبو السعود ‏مظفر الدين" كنوع من تذكير المسلمين بمولد سيد الخلق، وكان الاحتفال وقتها عبارة عن مناضد ‏هائلة في الشارع الأعظم من الخشب ذات طبقات كثيرة بعضها فوق بعض تبلغ الأربع أو الخمس ‏طبقات، ويجلس عليها المعنيون وكان الناس يحتفلون عن طريق السير أمام تلك المناضد ‏ويستمتعون بما يسمعون.‏

‏-في الدولية العباسية:‏

فقد كان الاحتفال شعبيا وفى ذات الوقت يستقبل الحاكم كبار رجال الدولة في القصر، ويبدأ ‏الاحتفال بتلاوة القرآن والتطرق للسيرة النبوية وقصة الإسراء والمعراج.‏

‏-فى الدولة الفاطمية:‏

تذكر كتب التاريخ أن الفاطميين هم أول من إحتفل بذكرى المولد النبوى الشريف، كما احتفلوا ‏بغيره من الموالد الدورية التى عُدت من مواسمها.‏

وقد وصف الدكتور عبد المنعم سلطان فى كتابه عن الحياة الإجتماعية فى العصر الفاطمي ‏الإحتفالات آنذاك فقال: "اقتصر احتفال المولد النبوى فى الدولة الفاطمية بعمل الحلوى وتوزيعها ‏وتوزيع الصدقات، أما الاحتفال الرسمى فكان يتمثل فى موكب قاضى القضاة حيث تُحمل ‏صوانى الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم ‏يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم.‏

‏-فى الدولة الأيوبية:‏

كان أول من احتفل بالمولد النبوى بشكل منظم فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى، الملك ‏مظفر الدين كوكبورى، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا فى كل سنة، وكان يصرف فى الاحتفال ‏الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت 300 ألف دينار، وذلك كل سنة. وكان يصل إليه ‏من البلاد القريبة من أربيل مثل بغداد، والموصل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعاظ، ‏والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من شهر محرم إلى أوائل ربيع الأول.‏

فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئًا كثيرًا وزفها بالطبول والأناشيد، ‏حتى يأتى بها إلى الميدان، ويشرعون فى ذبحها، ويطبخونها. فإذا كانت صبيحة يوم المولد، ‏يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسى للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون فى ذلك ‏النهار. بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة، فيه من الطعام والخبز الكثيرز

‏-فى عهد العثمانيين:‏

كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بيوم المولد النبوى الشريف، إذ كانوا يحتفلون به فى ‏أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبد الحميد الثانى الخلافة قصر ‏الاحتفال على الجامع الحميدى.‏

وكان يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم، وجميعهم بالملابس الرسمية ‏التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون فى صفوف انتظارًا للسلطان، فإذا جاء السلطان، ‏خرج من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، ‏وقد رُفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثمانى وخلفهما ‏جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويبدؤون بالاحتفال، فيبدؤون بقراءة القرآن، ثم بقراءة قصة ‏مولد النبى محمد، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات فى الصلاة على النبى، ثم ينتظم بعض المشايخ ‏فى حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبى، وفى صباح يوم 12 ‏ربيع الأول، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.‏

‏**‏

‏•المظاهر الإحتفالية: ‏

الملاحظ أن كل الشعوب العربية والإسلامية تحرص على استحضار بعدين أساسيين في الاحتفال ‏بالمولد النبوي الشريف؛ البعد الأول روحي ديني تعبدي، ويتمثل في سلسلة الاحتفالات الدينية ‏التي تقوم على الصلاة والأناشيد والأذكار والأغاني التي تحتفي بالقيم النبوية، أما البعد الثاني ‏فينهض على إضفاء خصوصية على هذا اليوم من خلال إعداد قائمة خاصة من الأكلات قد ‏تختلف من قطر إلى آخر إلا أن الثابت أن ذلك يحصل أيضا بغية إطعام أكثر ما يمكن من الفقراء ‏وكذا الأقارب والجيران، ولأجل ذلك كان لكل قطر عربي مجموعة أكلات وحلويات تعد ‏خصيصا في يوم المولد.‏

وفيما يلي عرض لأبرز المظاهر الإحتفالية بالمولد النبوي الشريف في عدد من البلدان:‏

‏-في مصر:‏

‏ إن الاهتمام الشديد لدي المصريين بتلك الأعياد الدينية كونها ميراث مصري قديم يضرب ‏بجذوره في عمق التاريخ المصري الذي شهد اهتماما بإقامة طقوس وتقاليد دقيقة في أعياد المولد ‏النبوى الشريف، حيث تٌقام فيه شوادر كبيرة حول المساجد الكبري والميادين في جميع مدن ‏مصر وخاصة القاهرة التى تمتلئ بمساجد أولياء الله والصالحين، كمسجد الإمام الحسين، والسيدة ‏زينب ، والسيدة نفيسة".‏

وتضم تلك الشوادر زوار المولد من مختلف قري مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم، وألعاب ‏التصويب، وبائعي الحلوي، والأطعمة وسيركا بدائيا يضم بعض الألعاب البهلوانية، وركنا ‏للمنشدين والمداحين المتخصصين في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم.‏

وترتبط الفرحة لدى أهل مصر المحروسة بالسكر فهو من أهم وسائل المصريين للتعبير عن ‏الفرحة لذا فهو أحد الحاضرين بقوة فى الاحتفال بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن ‏عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام بتشكيلة غير معقولة من الحلويات الخاصة فقط بالمولد ‏النبوى.‏

وتعد حلوي العروسة والحصان من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر ‏حيث تنتشر في جميع محال الحلوي شوادر تعرض فيها ألوان وأشكال عدة، بالاضافة الى انواع ‏الحلويات الاخرى كـ "السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو ‏بالمكسرات".‏

واختلفت الروايات فى شأن السبب الذى أدى إلى صناعة عروس المولد، وأبرزها ما قيل فى هذا ‏أن الخليفة كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، لتصبح عادة مع ‏الوقت وأثناء احتفالات النصر يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس من الحلوى ‏لتقديمها كهدايا للجنود والأطفال، وقيل أيضا إن بداية عروس المولد كانت فى عصر الخليفة ‏الحاكم بأمر الله، حيث كانت زوجته تخرج معه في يوم المولد النبوي بثوب أبيض وعلى رأسها ‏تاج من الياسمين، فقام صناع الحلوى برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوى على هيئة عروس ‏جميلة والحاكم تم صنعه كفارس على جواده.‏

وهنا أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل حفلات الزواج مع مولد النبي وهو ما يفسر سر العروس ‏التى تصنع في مناسبة المولد بشكلها الرائع وألوانها الجميلة، وعلى مدار الزمان تفنن المصريون ‏في صناعة حلوى المولد بمختلف أنواعها وأحجامها

‏-في المغرب:‏

كما حظي المولد النبوي فى عهد سلاطين المغرب بالأقصى بأهمية عالية، وخاصة في عهد ‏السلطان أحمد، حيث كان يبدأ بجمّع المؤذنين من أرض المغرب، ثم يأمر الخياطين بتطريز أبهى ‏أنواع المطرَّزات مع بداية شهر ربيع الاول.‏

ومع ظهور فجر يوم المولد النبوي، كان يخرج السلطان فيُصلى بالناس ويجلس على أريكته، ثم ‏يدخل الناس أفواجاً على طبقاتهم ويجلسون، ليستمعوا الى الواعظ الذى يسرد لهم فضائل النبي ‏محمد ومعجزاته، ثم يستمتعون بإلقاء الأشعار والمدائح، فإذن انتهوا، بُسط للناس موائد الطعام.‏

أما في العصر الحديث وعند حلول غرة شهر ربيع الأول وإلى غاية الثاني عشر منه وهو يوم ‏الاحتفال بالعيد، تنطلق الاحتفالات بمختلف مظاهرها تعظيما لمولد الرسول الكريم، حيث تقام في ‏عدد من مساجد المملكة بين صلاتي المغرب والعشاء دروس في السيرة النبوية وأمداح نبوية ‏وموشحات دينية وغيرها من الاحتفالات، وعند اقتراب موعد صلاة الفجر من يوم العيد يقام ‏حفل آخر ينطلق بقراءة الأمداح النبوية والتي تستمر إلى غاية الوقت الذي ولد فيه الرسول محمد ‏عليه الصلاة والسلام ( قبل صلاة الفجر) وتستمر الاحتفالات بعد صلاة الفجر.‏

ولعل أبرز احتفال لدى المغاربة، عادة مترسخة يحرصون على إحيائها منذ زمن طويل وهي ليلة ‏‏“الميلودية”، إذ تقام هذه الليلة في البيوت من طرف بعض العائلات والأسر المرتبطة بمظاهر ‏التصوف محبة في الرسول الكريم، كما تعد مناسبة لتجمع الأسرة والعائلة، حيث تفتتح بتلاوة ‏آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة الأمداح والمواويل.‏

ودور الشمع هو موكب للشموع تمتاز به مدينة سلا (جوار العاصمة) وتقليد سنوي يروى أنه ‏يعود لخمسة قرون مضت حين أقيم أول احتفال بموسم الشموع كان في أول ذكرى للمولد النبوي ‏من حكم السلطان أحمد المنصور الذهبي في سنة 986 للهجرة (1578 ميلادي).‏

ويمتاز دور الشمع باستعراض في الشارع تشارك فيه فرق تراثية من كل المغرب وتعرض ‏فيه مجسمات الشموع المستوحاة من الزخرفة الإسلامية وهوادج مطرزة بالشمع تزن كل واحدة ‏منها ما بين 15 إلى خمسين كيلوغراما وتحمل على الأكتاف وتجوب شوارع المدينة.‏

‏-تونس:‏

تشهد تونس العديد من الأنشطة الثقافية و التقاليد السائدة بما فيها تبادل الأسر أطباق «العصيدة و ‏المقروض» لتقوية الروابط وصلة الأرحام فيما بينهم..‏

و تتجلى مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مدينة قيروان من خلال عروض الأناشيد ‏الصوفية و الأذكار و المدائح التي تتغنى بميلاد الرسول الكريم, هذا و تتزين شوارع مدينة ‏القيروان استعداد لهذا اليوم, فيقبل آلاف الزوار سنويا لمعايشة هذه الأجواء الجميلة..‏

والعصيدة طبق لا يغيب عن الموائد التونسية في هذه المنسبة إلا أنه يختلف في طرق الإعداد ‏حيث تتميز أغلب العائلات التونسية بإعداد عصيدة الزقوقو (عصيدة تعد من حبوب الصنوبر ‏الحلبي)، غير أن العائلات التونسية الجنوبية مازالت تواظب على الاحتفال بإعداد العصيدة ‏البيضاء بالزيت.‏

‏-الجزائر:‏

يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل هوية الشعب الجزائري، حيث يبدأ الاحتفال به فور ‏غروب الشمس، إذا تقوم العائلات بطهي الأكلات الجزائرية خصيصا لهذه المناسبة مثل الرشتة ‏والشخشوخة والتريدة، وتتجمع الأسر ليلا لاحتساء الشاي وأكل الحلوى كأحد طقوس هذه ‏المناسبة وسط نور الشموع وعبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت جزائري في هذا العيد.‏

وتعتبر مدينة مستغانم مركز الاحتفالات بذكرى المولد النبوي في الجزائر، حيث تشهد أكبر تجمع ‏للطرق الصوفية.‏

‏-الإمارات:‏

ويعد فن "المالد" الإماراتي، من أشكال الفنون التراثية العريقة المرتبطة بالثقافة الإسلامية، ‏والمتوارثة في المجتمع المحلي، وتشتهر بأدائها العديد من الفرق الشعبية في الإمارات، التي ‏تحتفي سنوياً بهذه الذكرى العطرة، حيث تلقى الأشعار والأناشيد والمدائح النبوية في مدح ‏الرسول الكريم وأخلاقه، كما تعم الاحتفالات بهذه المناسبة كافة أقطار العالمين العربي ‏والإسلامي.‏

ويعتبر فن «المالد» في الإمارات من أكثر مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي تميزاً وحضوراً ‏وفعالية في تشكيل النسق الديني والشعبي والتراثي والوجداني لأهل الإمارات، إزاء هذه الاحتفالية ‏الغالية والراسخة في الذاكرة المحلية، بما يتخلّلها من تبجيل ومديح وعرفان لمقام النبي، ‏ولحضوره الساطع في الوعي الجمعي.‏

كلمة «المالد»، هي تحوير لفظي، واشتقاق عامّي محلّي لكلمة «المولد»، المتصل بنسيجه ‏العربي والإسلامي باعتباره قيمة دينية وإيمانية كبرى.‏

‏-عمان:‏

وفي سلطنة عمان، تستمر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف أكثر من أسبوع في حلقات تردد ‏خلالها الأناشيد الدينية ومدح الرسول. وينتشر في عمان فن “الهوامة” ويتم فيه إنشاد نصوص ‏مختارة من الشعر الصوفي، لأشهر شعراء التصوف المعروفين في عالمنا العربي والإسلامي ‏الذين اشتهروا بعشقهم وهُيامهم الشديد للخالق جلّ وعلا، وبتضرّعاتهم وابتهالاتهم لله سبحانه ‏وتعالى، وبمدح وحب الرسول صلى الله عليه وسلم والتغزّل بمناقبه وبصفاته.‏

‏-سوريا:‏

سوريا هي الأخرى يثير الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الأشجان فيها، ففي كل عام تتزين ‏دمشق وشوارعها القديمة وأسواقها بالزينات، حيث تستمر الاحتفالات بهذه المناسبة من اليوم ‏الثاني عشر من شهر ربيع الأول الهجري حتى نهاية الشهر، وتقرأ قصة المولد النبوي في كل ‏بيت وفي جميع مساجد دمشق.‏

البيوت الدمشقية تنافس المساجد في إقامة الموالد الدينية، حيث يقرأون المولد الشريف ويوزعون ‏صرر الملبس والمصاحف، أما أصحاب المحلات فيقومون بتزيين محلاتهم باللافتات التي تصلي ‏على النبي الكريم وآل بيته الأطهار ويضيفون المارة بالحلويات وبعض الأطعمة الخفيفة.‏

‏-السودان:‏

تمثل احتفالات المولد النبوي في السودان تقاليد درج عليها الناس على مدى سنوات وسنوات ‏بشكل يربطونه بتحقق السلام الاجتماعي والمحبة.‏

وتبدأ الاحتفالات بالمولد النبوي مع بداية شهر ربيع الأول وحتى يوم الثاني عشر، وفي مدينة أم ‏درمان وتحديدًا منطقة الخليفة تقام الشوادر والخيام لبيع الحلوى وأشهرها هناك "السمسمية"، ‏فضلًا عن مجالس الذكر والإنشاد الديني وتقديم الطعام للمحتفلين ومن أشهر الأكلات في هذه ‏المناسبة "الثريد".‏

‏-الأردن:‏

مع بداية شهر ربيع الأول تتزين المساجد بالأنوار الخارجية وتعقد دروس السيرة النبوية وحلقات ‏الذكر والأبتهالات، بالإضافة لجمع الصدقات والقيام بالأعمال الخيرية.‏

ويعتبر "المشبك" هو الحلوى الأشهر التي يتم توزيعها خلال الأحتفال بذكرى مولد الرسول ‏الكريم.‏

‏-فلسطين:‏

تحتفل الأراضي الفلسطينية بذكرى المولد النبوي الشريف بإقامة الحلقات الدينية، والتواشيح، ‏والاحتفالات الدينية، ومهرجانات الإنشاد في المساجد، إضافة الي الاحتفالات العائلية والزيارات ‏التي يصحبها الحلويات الفلسطينية التراثية "كالنمورة" و"الكنافة" وغيرها من الأصناف.‏

ويحضر بعض المصلين داخل المسجد الأقصى للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مع مفتي ‏القدس، حيث يردد الحاضرون المدائح النبوية والأناشيد الدينية بأصوات جماعية.‏

‏-تركيا:‏

تحتفل تركيا بالمولد النبوي الشريف وفق التقويم الميلادي أي بشهر أبريل خلافا للدول المجاروة ‏التي تعتمد التقويم الهجري, و يحتشد آلاف الأتراك في ميدان زيتون بمدينة أسطنبول في فعاليات ‏مليئة بالأهازيج و المدائح النبوية التي تتغنى بولادة الرسول الكريم.‏

و تشهد تركيا العديد من الفعاليات كأنشطة قراءة القرآن الكريم, عوضا عن ازدحام المساجد ‏بالمصلين للاستماع إلى السيرة النبوية للرسول الكريم.‏

‏**‏

مولد الرسول الكريم هو إطلالة للرحمة الإلهية فى التاريخ الإنسانى، عبر عنه القرآن الكريم بأنه ‏رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم ‏نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية...‏

‏**‏

‏*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.‏












يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 تشرين الأول 2020 20:49