زياد سامي عيتاني*
يحتفل العالم الإسلامي بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ،ليس بآعتباره عيداً فقط، بل فرحاً بولادة نبيهم الكريم. وقد كرم الله تعالى اليوم الذي ولد فيه رسول السلام فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم ﴿وسلام عليه يوم ولد﴾...
وقد درج سلفنا الصالح منذ القرنين الرابع والخامس الهجريين على الاحتفال بمولد خير الورى بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من تلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح،
والمراد من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية هو تجمع الناس على الذكر والإنشاد فى مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله والصيام والقيام إعلانا لمحبه قدوة الأزمان وحصن الحياة، وإعلانا للفرح بيوم مولده الذى أذن الله أن يكون موعدا لميلاد نوره فى دنيا الورى، فكان ميلاده ميلادا للحياة.
**
•بداية الإحتفال بالمولد النبوي:
يرجع الاهتمام بيوم المولد النبوى إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول "هذا يوم وُلدت فيه"... وبحسب بعض المؤرخين فإن الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، ولكنه اقتصر فى عهدهم على عمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات.
وقد كان حاكم أربيل الملك المظفر أبوسعيد، أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين، إذ كان يقيم احتفالاً كبيرًا كل عام، خلاله الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت تكلفته "300000ألف دينار"، كل سنة.
إذن، بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عام 300 هجرية باقتراح من الأمير "أبو السعود مظفر الدين" كنوع من تذكير المسلمين بمولد سيد الخلق، وكان الاحتفال وقتها عبارة عن مناضد هائلة في الشارع الأعظم من الخشب ذات طبقات كثيرة بعضها فوق بعض تبلغ الأربع أو الخمس طبقات، ويجلس عليها المعنيون وكان الناس يحتفلون عن طريق السير أمام تلك المناضد ويستمتعون بما يسمعون.
-في الدولية العباسية:
فقد كان الاحتفال شعبيا وفى ذات الوقت يستقبل الحاكم كبار رجال الدولة في القصر، ويبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن والتطرق للسيرة النبوية وقصة الإسراء والمعراج.
-فى الدولة الفاطمية:
تذكر كتب التاريخ أن الفاطميين هم أول من إحتفل بذكرى المولد النبوى الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التى عُدت من مواسمها.
وقد وصف الدكتور عبد المنعم سلطان فى كتابه عن الحياة الإجتماعية فى العصر الفاطمي الإحتفالات آنذاك فقال: "اقتصر احتفال المولد النبوى فى الدولة الفاطمية بعمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات، أما الاحتفال الرسمى فكان يتمثل فى موكب قاضى القضاة حيث تُحمل صوانى الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم.
-فى الدولة الأيوبية:
كان أول من احتفل بالمولد النبوى بشكل منظم فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى، الملك مظفر الدين كوكبورى، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا فى كل سنة، وكان يصرف فى الاحتفال الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت 300 ألف دينار، وذلك كل سنة. وكان يصل إليه من البلاد القريبة من أربيل مثل بغداد، والموصل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعاظ، والشعراء، ولا يزالون يتواصلون من شهر محرم إلى أوائل ربيع الأول.
فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئًا كثيرًا وزفها بالطبول والأناشيد، حتى يأتى بها إلى الميدان، ويشرعون فى ذبحها، ويطبخونها. فإذا كانت صبيحة يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسى للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون فى ذلك النهار. بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة، فيه من الطعام والخبز الكثيرز
-فى عهد العثمانيين:
كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بيوم المولد النبوى الشريف، إذ كانوا يحتفلون به فى أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبد الحميد الثانى الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدى.
وكان يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم، وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون فى صفوف انتظارًا للسلطان، فإذا جاء السلطان، خرج من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رُفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثمانى وخلفهما جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويبدؤون بالاحتفال، فيبدؤون بقراءة القرآن، ثم بقراءة قصة مولد النبى محمد، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات فى الصلاة على النبى، ثم ينتظم بعض المشايخ فى حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبى، وفى صباح يوم 12 ربيع الأول، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.
**
•المظاهر الإحتفالية:
الملاحظ أن كل الشعوب العربية والإسلامية تحرص على استحضار بعدين أساسيين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؛ البعد الأول روحي ديني تعبدي، ويتمثل في سلسلة الاحتفالات الدينية التي تقوم على الصلاة والأناشيد والأذكار والأغاني التي تحتفي بالقيم النبوية، أما البعد الثاني فينهض على إضفاء خصوصية على هذا اليوم من خلال إعداد قائمة خاصة من الأكلات قد تختلف من قطر إلى آخر إلا أن الثابت أن ذلك يحصل أيضا بغية إطعام أكثر ما يمكن من الفقراء وكذا الأقارب والجيران، ولأجل ذلك كان لكل قطر عربي مجموعة أكلات وحلويات تعد خصيصا في يوم المولد.
وفيما يلي عرض لأبرز المظاهر الإحتفالية بالمولد النبوي الشريف في عدد من البلدان:
-في مصر:
إن الاهتمام الشديد لدي المصريين بتلك الأعياد الدينية كونها ميراث مصري قديم يضرب بجذوره في عمق التاريخ المصري الذي شهد اهتماما بإقامة طقوس وتقاليد دقيقة في أعياد المولد النبوى الشريف، حيث تٌقام فيه شوادر كبيرة حول المساجد الكبري والميادين في جميع مدن مصر وخاصة القاهرة التى تمتلئ بمساجد أولياء الله والصالحين، كمسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب ، والسيدة نفيسة".
وتضم تلك الشوادر زوار المولد من مختلف قري مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم، وألعاب التصويب، وبائعي الحلوي، والأطعمة وسيركا بدائيا يضم بعض الألعاب البهلوانية، وركنا للمنشدين والمداحين المتخصصين في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم.
وترتبط الفرحة لدى أهل مصر المحروسة بالسكر فهو من أهم وسائل المصريين للتعبير عن الفرحة لذا فهو أحد الحاضرين بقوة فى الاحتفال بمولد سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام بتشكيلة غير معقولة من الحلويات الخاصة فقط بالمولد النبوى.
وتعد حلوي العروسة والحصان من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر حيث تنتشر في جميع محال الحلوي شوادر تعرض فيها ألوان وأشكال عدة، بالاضافة الى انواع الحلويات الاخرى كـ "السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات".
واختلفت الروايات فى شأن السبب الذى أدى إلى صناعة عروس المولد، وأبرزها ما قيل فى هذا أن الخليفة كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، لتصبح عادة مع الوقت وأثناء احتفالات النصر يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس من الحلوى لتقديمها كهدايا للجنود والأطفال، وقيل أيضا إن بداية عروس المولد كانت فى عصر الخليفة الحاكم بأمر الله، حيث كانت زوجته تخرج معه في يوم المولد النبوي بثوب أبيض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صناع الحلوى برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة والحاكم تم صنعه كفارس على جواده.
وهنا أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل حفلات الزواج مع مولد النبي وهو ما يفسر سر العروس التى تصنع في مناسبة المولد بشكلها الرائع وألوانها الجميلة، وعلى مدار الزمان تفنن المصريون في صناعة حلوى المولد بمختلف أنواعها وأحجامها
-في المغرب:
كما حظي المولد النبوي فى عهد سلاطين المغرب بالأقصى بأهمية عالية، وخاصة في عهد السلطان أحمد، حيث كان يبدأ بجمّع المؤذنين من أرض المغرب، ثم يأمر الخياطين بتطريز أبهى أنواع المطرَّزات مع بداية شهر ربيع الاول.
ومع ظهور فجر يوم المولد النبوي، كان يخرج السلطان فيُصلى بالناس ويجلس على أريكته، ثم يدخل الناس أفواجاً على طبقاتهم ويجلسون، ليستمعوا الى الواعظ الذى يسرد لهم فضائل النبي محمد ومعجزاته، ثم يستمتعون بإلقاء الأشعار والمدائح، فإذن انتهوا، بُسط للناس موائد الطعام.
أما في العصر الحديث وعند حلول غرة شهر ربيع الأول وإلى غاية الثاني عشر منه وهو يوم الاحتفال بالعيد، تنطلق الاحتفالات بمختلف مظاهرها تعظيما لمولد الرسول الكريم، حيث تقام في عدد من مساجد المملكة بين صلاتي المغرب والعشاء دروس في السيرة النبوية وأمداح نبوية وموشحات دينية وغيرها من الاحتفالات، وعند اقتراب موعد صلاة الفجر من يوم العيد يقام حفل آخر ينطلق بقراءة الأمداح النبوية والتي تستمر إلى غاية الوقت الذي ولد فيه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ( قبل صلاة الفجر) وتستمر الاحتفالات بعد صلاة الفجر.
ولعل أبرز احتفال لدى المغاربة، عادة مترسخة يحرصون على إحيائها منذ زمن طويل وهي ليلة “الميلودية”، إذ تقام هذه الليلة في البيوت من طرف بعض العائلات والأسر المرتبطة بمظاهر التصوف محبة في الرسول الكريم، كما تعد مناسبة لتجمع الأسرة والعائلة، حيث تفتتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة الأمداح والمواويل.
ودور الشمع هو موكب للشموع تمتاز به مدينة سلا (جوار العاصمة) وتقليد سنوي يروى أنه يعود لخمسة قرون مضت حين أقيم أول احتفال بموسم الشموع كان في أول ذكرى للمولد النبوي من حكم السلطان أحمد المنصور الذهبي في سنة 986 للهجرة (1578 ميلادي).
ويمتاز دور الشمع باستعراض في الشارع تشارك فيه فرق تراثية من كل المغرب وتعرض فيه مجسمات الشموع المستوحاة من الزخرفة الإسلامية وهوادج مطرزة بالشمع تزن كل واحدة منها ما بين 15 إلى خمسين كيلوغراما وتحمل على الأكتاف وتجوب شوارع المدينة.
-تونس:
تشهد تونس العديد من الأنشطة الثقافية و التقاليد السائدة بما فيها تبادل الأسر أطباق «العصيدة و المقروض» لتقوية الروابط وصلة الأرحام فيما بينهم..
و تتجلى مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مدينة قيروان من خلال عروض الأناشيد الصوفية و الأذكار و المدائح التي تتغنى بميلاد الرسول الكريم, هذا و تتزين شوارع مدينة القيروان استعداد لهذا اليوم, فيقبل آلاف الزوار سنويا لمعايشة هذه الأجواء الجميلة..
والعصيدة طبق لا يغيب عن الموائد التونسية في هذه المنسبة إلا أنه يختلف في طرق الإعداد حيث تتميز أغلب العائلات التونسية بإعداد عصيدة الزقوقو (عصيدة تعد من حبوب الصنوبر الحلبي)، غير أن العائلات التونسية الجنوبية مازالت تواظب على الاحتفال بإعداد العصيدة البيضاء بالزيت.
-الجزائر:
يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل هوية الشعب الجزائري، حيث يبدأ الاحتفال به فور غروب الشمس، إذا تقوم العائلات بطهي الأكلات الجزائرية خصيصا لهذه المناسبة مثل الرشتة والشخشوخة والتريدة، وتتجمع الأسر ليلا لاحتساء الشاي وأكل الحلوى كأحد طقوس هذه المناسبة وسط نور الشموع وعبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت جزائري في هذا العيد.
وتعتبر مدينة مستغانم مركز الاحتفالات بذكرى المولد النبوي في الجزائر، حيث تشهد أكبر تجمع للطرق الصوفية.
-الإمارات:
ويعد فن "المالد" الإماراتي، من أشكال الفنون التراثية العريقة المرتبطة بالثقافة الإسلامية، والمتوارثة في المجتمع المحلي، وتشتهر بأدائها العديد من الفرق الشعبية في الإمارات، التي تحتفي سنوياً بهذه الذكرى العطرة، حيث تلقى الأشعار والأناشيد والمدائح النبوية في مدح الرسول الكريم وأخلاقه، كما تعم الاحتفالات بهذه المناسبة كافة أقطار العالمين العربي والإسلامي.
ويعتبر فن «المالد» في الإمارات من أكثر مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي تميزاً وحضوراً وفعالية في تشكيل النسق الديني والشعبي والتراثي والوجداني لأهل الإمارات، إزاء هذه الاحتفالية الغالية والراسخة في الذاكرة المحلية، بما يتخلّلها من تبجيل ومديح وعرفان لمقام النبي، ولحضوره الساطع في الوعي الجمعي.
كلمة «المالد»، هي تحوير لفظي، واشتقاق عامّي محلّي لكلمة «المولد»، المتصل بنسيجه العربي والإسلامي باعتباره قيمة دينية وإيمانية كبرى.
-عمان:
وفي سلطنة عمان، تستمر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف أكثر من أسبوع في حلقات تردد خلالها الأناشيد الدينية ومدح الرسول. وينتشر في عمان فن “الهوامة” ويتم فيه إنشاد نصوص مختارة من الشعر الصوفي، لأشهر شعراء التصوف المعروفين في عالمنا العربي والإسلامي الذين اشتهروا بعشقهم وهُيامهم الشديد للخالق جلّ وعلا، وبتضرّعاتهم وابتهالاتهم لله سبحانه وتعالى، وبمدح وحب الرسول صلى الله عليه وسلم والتغزّل بمناقبه وبصفاته.
-سوريا:
سوريا هي الأخرى يثير الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الأشجان فيها، ففي كل عام تتزين دمشق وشوارعها القديمة وأسواقها بالزينات، حيث تستمر الاحتفالات بهذه المناسبة من اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الهجري حتى نهاية الشهر، وتقرأ قصة المولد النبوي في كل بيت وفي جميع مساجد دمشق.
البيوت الدمشقية تنافس المساجد في إقامة الموالد الدينية، حيث يقرأون المولد الشريف ويوزعون صرر الملبس والمصاحف، أما أصحاب المحلات فيقومون بتزيين محلاتهم باللافتات التي تصلي على النبي الكريم وآل بيته الأطهار ويضيفون المارة بالحلويات وبعض الأطعمة الخفيفة.
-السودان:
تمثل احتفالات المولد النبوي في السودان تقاليد درج عليها الناس على مدى سنوات وسنوات بشكل يربطونه بتحقق السلام الاجتماعي والمحبة.
وتبدأ الاحتفالات بالمولد النبوي مع بداية شهر ربيع الأول وحتى يوم الثاني عشر، وفي مدينة أم درمان وتحديدًا منطقة الخليفة تقام الشوادر والخيام لبيع الحلوى وأشهرها هناك "السمسمية"، فضلًا عن مجالس الذكر والإنشاد الديني وتقديم الطعام للمحتفلين ومن أشهر الأكلات في هذه المناسبة "الثريد".
-الأردن:
مع بداية شهر ربيع الأول تتزين المساجد بالأنوار الخارجية وتعقد دروس السيرة النبوية وحلقات الذكر والأبتهالات، بالإضافة لجمع الصدقات والقيام بالأعمال الخيرية.
ويعتبر "المشبك" هو الحلوى الأشهر التي يتم توزيعها خلال الأحتفال بذكرى مولد الرسول الكريم.
-فلسطين:
تحتفل الأراضي الفلسطينية بذكرى المولد النبوي الشريف بإقامة الحلقات الدينية، والتواشيح، والاحتفالات الدينية، ومهرجانات الإنشاد في المساجد، إضافة الي الاحتفالات العائلية والزيارات التي يصحبها الحلويات الفلسطينية التراثية "كالنمورة" و"الكنافة" وغيرها من الأصناف.
ويحضر بعض المصلين داخل المسجد الأقصى للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مع مفتي القدس، حيث يردد الحاضرون المدائح النبوية والأناشيد الدينية بأصوات جماعية.
-تركيا:
تحتفل تركيا بالمولد النبوي الشريف وفق التقويم الميلادي أي بشهر أبريل خلافا للدول المجاروة التي تعتمد التقويم الهجري, و يحتشد آلاف الأتراك في ميدان زيتون بمدينة أسطنبول في فعاليات مليئة بالأهازيج و المدائح النبوية التي تتغنى بولادة الرسول الكريم.
و تشهد تركيا العديد من الفعاليات كأنشطة قراءة القرآن الكريم, عوضا عن ازدحام المساجد بالمصلين للاستماع إلى السيرة النبوية للرسول الكريم.
**
مولد الرسول الكريم هو إطلالة للرحمة الإلهية فى التاريخ الإنسانى، عبر عنه القرآن الكريم بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية...
**
*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.