3 تشرين الثاني 2020 | 07:51

أخبار لبنان

عون "حسّ بالسخن"... الحكومة هذا الأسبوع؟

عون

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول: الانتخابات الأميركية اليوم، ولم يعد ‏ثمة فارق بين من كان ينتظر هذا الاستحقاق تلمّساً لاتجاه ‏الريح في ‏مراكبه، وبين من كان يستعجل نصب أشرعته تحسباً لعصف خارجي ‏مفاجئ يقلب ‏الموازين على دفته. عملياً، دخلت الولايات المتحدة في ‏ولاية عهد رئاسي جديد والساعات ‏المقبلة ستحسم طبيعته ليتضح تباعاً ما ‏سيتأتى عنها من ارتدادات على مستوى العالم ‏والمنطقة... أما لبنان فكان ‏قبل الاستحقاق الأميركي وسيبقى بعده، غارقاً في "شبر عهد" ‏أغرق ‏اللبنانيين في بحور الإفلاس وأغدق عليهم بعطايا الشؤم والبؤس ‏والانهيار ولا يزال ‏يعدهم بالمزيد من البلايا على الطريق نحو "جهنم‎‏".‏

أربعة أعوام من عمر العهد العوني مرّت بشق الأنفس على البلد، لم تبقَ ‏مصيبة وإلا وحلت ‏على رؤوس أبنائه، سنوات عجاف من التعطيل ‏والتنكيل بالدولة ومؤسساتها لا يتحمل ‏مسؤوليتها المباشرة رئيس ‏الجمهورية ميشال عون بقدر ما يتحملها رئيس الظل جبران باسيل ‏الذي ‏استنفد رصيد الجنرال حتى الرمق الأخير وكاد خلال الساعات الأخيرة ‏أن يستحضر ‏‏"آخرة" العهد العوني قبل نهايته... لولا أن استدرك رئيس ‏الجمهورية الموقف و"حسّ ‏بالسخن" حسبما عبّرت مصادر مواكبة للملف ‏الحكومي، في معرض تعليقها على مستجدات ‏الأمس التي أعاد من ‏خلالها عون تصويب مسار التأليف "بعيداً عن نوازع باسيل‎‏".‏

فبعدما باءت بالفشل محاولات استثمار اندفاعة الرئيس المكلف سعد ‏الحريري في سبيل إعادة ‏تطويعه حكومياً، اصطدم الالتفاف على مسار ‏المشاورات الرئاسية بطريق مسدود وضع رئيس ‏الجمهورية أمام منفذين ‏لا ثالث لهما، إما التخفف من أثقال رغبات باسيل الاستيزارية ‏والمضي ‏قدماً نحو التأليف، أو الرضوخ لهذه الرغبات والمجازفة بنهاية "جهنمية" ‏للعهد في ‏حال تقدم الرئيس المكلف بتشكيلته ورفضها رئيس الجمهورية. ‏إزاء ذلك، لاحظت المصادر ‏أنّ عون "استلحق الأحداث وسارع إلى ‏ترميم الأجواء الإيجابية مع الرئيس المكلف منعاً ‏لتدهور الأمور بشكل ‏يطيح بآخر فرصة حكومية يعوّل عليها لتأمين مساعدات خارجية ‏توقف ‏عملية الدوران في دوامة الانهيار‎‏".‏

وفي وقائع الساعات الأخيرة، علمت "نداء الوطن" أنه بعد طغيان السلبية ‏على أجواء الملف ‏الحكومي واستشعار رئيس الجمهورية جدية الرسائل ‏التي بلغته ورجحت كفة اتجاه الرئيس ‏المكلف إلى تقديم تشكيلته وإيداعها ‏في عهدة قصر بعبدا للقبول أو الرفض، جرى اتصال ‏هاتفي بين عون ‏والحريري أتبعه المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية بإصدار بيان ‏ينفي ‏بشكل غير مباشر تأثير باسيل على عملية التشاور التي يجريها ‏عون مع الحريري، وذلك ‏بالتزامن مع الإيعاز لمستشار باسيل، انطوان ‏قسطنطين، بالظهور في مداخلة عبر شاشة‎ otv ‎لنفي أي تدخل في عملية ‏التأليف، ليليه بيان ‏عن المكتب الإعلامي لرئيس "التيار الوطني ‏الحر" ‏يضع فيه كل اتهام لباسيل بعرقلة تشكيل الحكومة في خانة "الفبركة ‏وتشويه الحقائق" ‏داعياً في المقابل إلى "الابتعاد عن كل ما يؤخر عملية ‏التشكيل‎‏".‏

وفي ضوء ذلك، نجحت بيانات "النفي" المتسارعة على ضفتي بعبدا ‏وميرنا الشالوحي في ‏إعادة تعبيد الطريق أمام استئناف الرئيس المكلف ‏زياراته إلى القصر الجمهوري، حيث تابع ‏مع عون "درس ملف تشكيل ‏الحكومة الجديدة في جوّ من التعاون والتقدّم الإيجابي" وفق ما ‏أفاد بيان ‏الرئاسة الأولى. وبحسب المعلومات التي نقلتها مصادر موثوق بها ‏لـ"نداء الوطن" ‏فإنّ النقاش أمس استُكمل من حيث انتهى في آخر لقاء بين ‏الرئيسين وكان الجو "إيجابياً جداً"، ‏وأضافت: "الأمور على ما يبدو ‏مسهلة والولادة الحكومية لن تكون متعثرة"، كاشفةً عن "أفكار ‏طُرحت ‏لحلحلة العقد تقدّم بها طرف سياسي وازن، ومن بينها أن تتمثل كتلة ‏‏"ضمانة الجبل" ‏التي يترأسها النائب طلال أرسلان بشخصية مسيحية ‏طالما أنّ الاتجاه هو نحو تثبيت صيغة ‏الـ18 وزيراً‎‏".‏

أما في ما يتصل بالحصة المسيحية في الحكومة، فأكدت المصادر أنّ ‏‏"رئيس الجمهورية أبدى ‏انفتاحاً على كل الطروحات التي تؤمن التوازن ‏وعدالة التمثيل دون أي نفخ في الأحجام"، بينما ‏عقدة وزارة الطاقة التي ‏تحدثت المعطيات في الآونة الأخيرة عن كونها إحدى العقبات ‏التي ‏تعترض طريق التأليف، فسيصار إلى تذليلها بالتشاور بين عون ‏والحريري وسط ترجيح أن ‏يكون الحل لهذه العقدة "أرمنياً بامتياز" في ‏إشارة إلى تكليف شخصية محسوبة على حزب ‏الطاشناق تولي حقيبة ‏الطاقة‎.‎


نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 تشرين الثاني 2020 07:51