17 تشرين الثاني 2020 | 07:56

أخبار لبنان

الحريري لن يتراجع.. هل يقدّم مسودته لاختراق التعطيل؟

كتبت صحيفة " النهار " تقول‎ ‎‏:‏‎ ‎بدا المشهد الداخلي في مطلع الأسبوع الحالي ‏موزعا بين واقعين شديدي التناقض. على ‏المحور السياسي يمكن القول ان شللاً ‏غير مسبوق أصاب مسار تأليف الحكومة الجديدة ‏بات يخشى معه واقعيا ان تكون ‏ثمة خطة مدبرة فعلا تستغل التطورات الأخيرة، ولا سيما ‏منها العقوبات الأميركية ‏والتشدد الأميركي الفرنسي في فرض معايير صارمة لقيام حكومة ‏ذات مواصفات ‏إصلاحية، في مزيد من رمي الألغام في طريق رئيس الحكومة المكلف ‏سعد ‏الحريري.‏

‏ اما على المحور الصحي الاجتماعي المتصل بالتعبئة العامة والاقفال الثاني ‏للبلاد، ‏فإن ما طبع اليوم الثالث من الاقفال مشهد استنفار واسع لحكومة تصريف ‏الاعمال ‏سعت من خلاله الى مواكبة التعبئة والاقفال باجراءات مركزة على الواقع ‏الاستشفائي لدعم ‏صمود المستشفيات الحكومية والخاصة وإعادة ضخ الأموال التي ‏تعود اليها لجعلها ‏تستعيد قدراتها على مكافحة الانتشار الوبائي‎.‎‎

وبدا للأوساط المعنية برصد المسار السياسي لتأليف الحكومة ان الشلل الذي يطبع ‏هذا ‏المسار والذي تعكسه حال اشبه ما تكون بالقطيعة السياسية الشاملة مع انعدام ‏بروز أي ‏تحركات داخلية يهدد بتحويل تعقيدات تأليف الحكومة في حال عدم ‏حصول تطورات ‏سريعة تنهي هذا الشلل الى متاريس سياسية تقف وراءها القوى ‏السياسية. ولذا لم ‏تستبعد هذه الأوساط ان يقوم الرئيس الحريري في قابل الساعات ‏او الأيام القليلة المقبلة ‏بطرح مسودة لتشكيلة حكومية تتلاءم وما يراه ضروريا ‏لجعل هذه المسودة تظهر الطبعة ‏الإصلاحية والانقاذية الملحة للحكومة التي يترقبها ‏اللبنانيون والمجتمع الدولي‎.‎

ومع ان أي معلومات مثبتة من "بيت الوسط" لم تؤكد هذا الاتجاه او سواه بعد، ‏حيال ما يزمع ‏الرئيس الحريري القيام به، فان الأوساط المعنية نفسها تتحدث عن ‏أيام لا بد من ان تشهد ‏نقلة حتمية لاعادة تعويم المشاورات في التفاصيل والدقائق ‏المتعلقة بتشكيل الحكومة، ‏حتى ولو كانت الاجتماعات التي عقدت بين رئيس ‏الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري ‏انتهت من حيث توقفت في آخر اجتماع ‏في الأسبوع الماضي للعودة الى مربع البدايات. ‏

‏وتشير هذه الأوساط الى انه قد يتعين على الحريري، امام المعطيات التي تركتها ‏زيارة ‏الموفد الفرنسي لجهة الخشية من ارجاء مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان ‏الذي كانت ‏باريس تعد لانعقاده في الشهر المقبل لحشد دعم مالي واقتصادي للبنان ‏بعد مؤتمر الدعم ‏الإنساني الذي سيعقد في نهاية الشهر الحالي، ان يضع جميع ‏المسؤولين والقوى امام ‏مسؤولية تسهيل مهمته لتشكيل الحكومة التي تشكل شرطا ‏لمؤتمرات الدعم، طبعا من ‏دون ان يعني ذلك ان عدم تسهيل هذه المهمة ستحمل ‏الحريري على التراجع، علما ان ‏الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار و"لن ‏يمشي". ‏

وتلفت الأوساط نفسها في هذا ‏السياق الى انه ما دام الموفد الفرنسي الرئاسي باتريك ‏دوريل خلال زيارته لبيروت توغل ‏في بعض جوانب محادثاته مع مسؤولين وقادة ‏سياسيين الى تفاصيل تشكيل الحكومة، فلا ‏يمكن تبرير الشلل الغريب الذي أصاب ‏المسار الحكومي داخليا بعد زيارته، بل ان الدفع ‏الخارجي والدولي الذي اشتد ‏أخيرا للضغط على الافرقاء اللبنانيين لتسهيل تشكيل الحكومة، ‏يفترض ان يترجم ‏بسرعة والا تكون البلاد امام انسداد هو الأسوأ اطلاقا منذ اكثر من سنة ‏من شأنه ‏ان يبقي الى غير افق محدد الازمات مشرعة تحت إدارة محدودة وضيقة ‏لحكومة ‏تصريف اعمال‎.‎‎

بين بومبيو ولودريان

في أي حال لم يغب الملف اللبناني كما كان متوقعا عن المحادثات التي اجراها ‏وزير ‏الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس في باريس. وأفادت وزارة الخارجية ‏الأميركية في هذا ‏السياق ان لقاء بومبيو ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان تطرق ‏الى "الحاجة لمواجهة ‏التطرف العنفي والتأثير الخبيث لحزب الله في لبنان وجهود ‏الولايات المتحدة لإقامة حكومة ‏مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان‎".‎

وكان مستشار الامن القومي الأميركي روبرت أوبراين حرص امس على ابراز ما ‏قام به ‏الرئيس الأميركي دونالد ترامب من "اعمال غير مسبوقة ضد حزب الله". ‏وقال ان "حزب الله ‏قام بتجميع أسلحة وصواريخ ونفذ هجمات في أوروبا وآسيا ‏وهو يفتقر الآن الى مئات ‏الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من ايران‎".‎

مع ذلك اتسم اجتماع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة ‏بالسفيرة ‏الأميركية دوروثي شيا امس بأجواء إيجابية كما حرصت الوزارة على ‏أشاعتها. وأفادت ان ‏اللقاء تناول العلاقات الثنائية وتعزيزها ودعم وتأييد اميركا ‏للبنان في مجالات عدة بالإضافة ‏الى مسألة ترسيم الحدود البحرية. كما تناول ‏البحث الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية ‏في حق بعض اللبنانيين ومن بينهم ‏نواب ووزراء سابقين ورئيس كتلة نيابية وازنة "وتمنى ‏الوزير على السفيرة ان ‏تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول الى أي معلومات ‏ومستندات ‏ارتكزت عليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات‎".‎

في السرايا

في غضون ذلك لوحظ ان حكومة تصريف الاعمال قامت بما يشبه التفعيل ‏الملحوظ ‏لعملها في موضوع التعبئة لمواجهة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا ‏وواكبت إجراءات ‏التعبئة في يومها الثالث امس بورشة ناشطة في السرايا الحكومية ‏‏.وترأس رئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب ثلاثة اجتماعات موسعة ‏متعاقبة خصصت لتعزيز واقع ‏المستشفيات الحكومية والخاصة وتوفير التمويل ‏اللازم لها لتحصينها وإعادة تعزيز قدراتها ‏في مواجهة الانتشار الوبائي. وعقد في ‏الإطار اجتماع للجنة الوزارية المكلفة متابعة وباء ‏كورونا ومن ثم اجتماع مع ‏ممثلي البنك الدولي للبحث في قرض مخصص للشؤون الصحية ‏ثم اجتماع للبحث ‏في أوضاع المستشفيات. واكد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال ‏غازي ‏وزني ان الوزارة ستبدأ هذا الأسبوع تحويل مستحقات المستشفيات فيما أوضح ‏وزير ‏الصحة حمد حسن ان هذه الاجتماعات تناولت تسهيل دفع مستحقات ‏المستشفيات وان ‏وزارة الصحة جاهزة لتحويلها الى وزارة المال عن سنة 2020 ‏وتبلغ قيمتها 235 مليار ليرة. ‏



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 تشرين الثاني 2020 07:56