22 تشرين الثاني 2020 | 12:36

هايد بارك

تيار "المستقبل" من أوّل وجديد - هدى علاء الدين

كتبت هدى علاء الدين: 

"نحن أمام مرحلة جديدة، وتيار المستقبل أمام تحديات مصيرية، على مستوى الخيارات السياسية والمستوى التنظيمي، والأهم على مستوى العلاقة مع جمهور واسع بكل لبنان. وبكل صراحة، هناك ملاحظات وانتقادات وصلتني من كل المنسقيات والمناطق، ومن حزبيين ومناصرين يطالبون بتغيير أساليب وأدوات العمل. ويُقال: ليس مقبولا أن يعمل التيار باللحم الحي، ويكون ملجأً لمتسلقين ووصوليين ومستوزرين. بعض الانتقادات موجهة إليّ شخصياً، ولحالة الانقطاع بين القيادة والقاعدة. وهناك شباب وشابات قالوها بوجهي، وطلبوا مني حضوراً أوسع بعمل التيار.... قراري واضح: قراري التغيير بالتيار، التغيير وإعادة الهيكلة".


هكذا رسم زعيم التيار الأزرق الرئيس سعد الحريري - من بيت الوسط في 14 شباط 2020 - خارطة طريق وصورة "المستقبل" الجديدة، واضعاً نصب عينيه هدفاً وحيداً يتمثل في إعادة تنظيم البيت الداخلي، حاملاً معه هواجس المحبين والمناصرين وطالبي التغيير، فكانت التعيينات بحكم الصلاحيات الاستثنائية الممنوحة له بناءً على المادتين 42 و47 من النظام الداخلي لـ"تيار المستقبل"، شكل بموجبها هيئة الرئاسة المؤلفة من خمسة نواب للرئيس، رئيس لكتلة المستقبل النيابية، أمين عام للتيار، تسعة منسقين عامين، وأمين سر للهيئة، تحاكي تطورات الأحداث والمستجدات في الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان والتيار منذ نهاية العام الماضي، ترسيخاً لقناعته وإيماناً منه بأن المستقبل بحاجة ماسة إلى تقييم المرحلة السابقة وتصويبها ورسم سياسات جديدة تتماشى مع متطلبات القاعدة الشعبية واحتياجاتها والتحضير لمرحلة سياسية جديدة تتطلب الكثير من الوعي والحكمة.


تعيينات أراد الحريري من خلالها أن يمسك شخصياً بزمام الأمور في التيار والإشراف مباشرة على كل ما يدور في البيت الداخلي بشفافية مطلقة. تعيينات انتظرها جمهور رفيق الحريري لتكون محطة مفصلية وبارقة أمل من أجل انطلاقة جديدة ومرحلة تأسيسية مختلفة في الشكل والمضمون عن سابقتها لولادة تيار المستقبل من جديد، حيث سيكون أمام الهيئة - بانتظار انعقاد المؤتمر العام الدوري الذي فرضت الظروف الصحية قيوداً على انعقاده - مسؤوليات جمة ومهاماً صعبة. فالعام 2020 ليس كسابق أعوامه، والمطلوب اليوم وغداً أكثر بكثير مما كان مطلوباً في الأمس لإعادة التيار إلى أحضان جمهوره الذي يشكل القاعدة الرئيسية والضمانة المتينة له.


إذاً، قرعت أجراس التغيير وجاءت التعيينات قراراً لا انتخاباً لمرحلة مليئة بالتحديات وحافلة بالاستحقاقات. قالها سعد الحريري بالفم الملآن من بيت الوسط أنه بعد 15 سنة، ليس فقط رفيق الحريري باقياً، رفيق الحريري يبدأ...من أول وجديد! واليوم يعوّل جمهور المستقبل الذي تحمّل من الغبن وسياسة الالغاء والإكراه وتقبل ما لا يريد ما فاق قدرته على التحمل على هذا التغيير كي يكون إصلاحاً داخلياً حاسماً ونهجاً مستداماً لا مؤقتاً، لبناء كل ما تصدّع ولملمة الصفوف والتسلّح بكل محب دون مقابل، واسترجاع من كان وفياً لنهج الحريرية، وللقول بعد 13 سنة على التأسيس: "ليس فقط تيار المستقبل باقياً، تيار المستقبل يبدأ...من أول وجديد!".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 تشرين الثاني 2020 12:36