27 تشرين الثاني 2020 | 08:24

أخبار لبنان

التدقيق الجنائي: المنازلة الكبرى تحت قبة البرلمان!‏

التدقيق الجنائي: المنازلة الكبرى تحت قبة البرلمان!‏

يعقد مجلس النواب عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم جلسة في قصر ‏الأونيسكو. وعشية الجلسة ترأس الرئيس نبيه برّي في عين التينة اجتماعاً لهيئة ‏مكتب المجلس، لمناقشة جدول الأعمال، والإجراءات التي يمكن اتخاذها، في ما ‏خص رسالة الرئيس ميشال عون، والتي دعت النواب لتحمل مسؤولياتهم بعد وقف ‏شركة الفاريز ومارسال عقد التدقيق في حسابات مصرف لبنان. ‏

وافادت مصادر مجلسية بأنه ستتم تلاوة رسالة رئيس الجمهورية التي دعا فيها ‏المجلس الى اتخاذ إجراءات قانونية لإجراء التدقيق المالي المحاسبي، والامر ‏متروك للنقاش ولمواقف وقرارات الكتل النيابية، وليس هناك من توجه مسبق حول ‏الموضوع، مشيرة الى ان الجلسة مخصصة فقط لهذا الموضوع‎.‎

واوضحت مصادر نيابية لـ"اللواء" ان هناك احتمالين امام النواب، اما رفع توصية ‏للحكومة بتوسيع التدقيق الجنائي وتسهيل إجرائه، وإما مناقشة اقتراحي القانونين ‏المقدمين من كتلة التنمية والتحرير بشمول التدقيق كل الادارات العامة، ومن كتلة ‏الجمهورية القوية برفع السرية المصرفية مؤقتاً وعلى من يجب ان تشمله عملية ‏التدقيق، وربما يُصار إلى إقرار احدهما او دمجهما‎.‎

من جهة أخرى، سئل الرئيس بري عما ذكرته بعض الصحف من أن المجلس ‏النيابي تسلم رسالة عن انفجار المرفأ (من المحقق العدلي القاضي فادي صوان ‏لتبيان امكانية التحقيق مع الوزراء السابقين من النواب)، فقال: "لقد قمنا باللازم ‏وأجبناه"‏‎.‎

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن أكثر من سيناريو مطروح في جلسة ‏مجلس النواب اليوم من بينها إقرار قانون معجل مكررا في ما خص التدقيق ‏الجنائي أو ربما الذهاب وفق ما هو معمول به انطلاقا من أصول عمل المجلس لدى ‏توجيه رسائل من رئيس الجمهورية إليه على أن ما هو أبعد من ذلك انتزاع موافقة ‏جماعية من المجلس بعيدا عن المواقف التي كانت تصدر وتدعم التدقيق مؤكدة أن ‏هناك جهات دعمت التدقيق ولكن لم تظهر ذلك بالممارسة والجلسة اليوم تكشف ‏الأمور وربما يكون لدى رئيس المجلس التخريجة المناسبة في نهاية الجلسة على ‏أن كله قابل للبحث. وقالت المصادر إن هناك ترقبا لمواقف الكتل النيابية ولاسيما ‏تكتل لبنان القوي الذي يعتبر التدقيق معركته ويريد القتال من أجله أمام المعنيين ‏والمراقبين‎.‎

وتتمسك مصادر نيابية في كتلة "التنمية والتحرير" بالإصرار على شمول التدقيق ‏ليس فقط حسابات المصرف المركزي، بل التدقيق في حسابات الوزارات ‏والمجالس والصناديق جميعها، لا سيما تلك التي هي موضع شبهة‎.‎

وفي وقت يطالب فيه نواب تكتل "لبنان القوي" بنقل الجلسة على الهواء مباشرة، ‏لأسباب معروفة، ولم يعرف المنحى الذي سيذهب إليه الرئيس برّي، اتخذت ‏إجراءات أمنية على ان يبدأ تنفيذها عند السابعة من صباح اليوم، وتستمر حتى ‏انتهاء الجلسة‎.‎

من جهة أخرى، أشارت "النهار" الى ان أوساطاً نيابية وسياسية واسعة الاطلاع ‏شككت في ان تؤدي الجلسة التي سيعقدها مجلس النواب اليوم الى تبديل حقيقي في ‏مسار التدقيق المالي الجنائي باعتبار ان حق رئيس الجمهورية في توجيه رسائل ‏الى المجلس لا يسقط الخلفية التي يعرفها الجميع من ان المجلس لا يمكنه ان يأخذ ‏مكان السلطة التنفيذية التي كان عليها ان تدير هذا الملف بدقة ودراية اكبر، وانه ‏حتى مع حكومة تصريف اعمال لا تزال قدرة السلطة التنفيذية قائمة لمعالجة هذا ‏الملف من دون رميه في لجة النقاش الذي لا يقدم ولا يؤخر. واعتبرت ان اقصى ‏حدود المرتجى من الجلسة قد يكون بإبداء الاستعداد الكامل لتسهيل إقرار احد ‏مشروعي قانون أحالهما رئيس مجلس النواب نبيه بري امام اللجان لإزالة السرية ‏المصرفية موقتا او بصورة دائمة عن حالات التدقيق الجنائي في سائر مؤسسات ‏الدولة وهو امر مرجح لئلا يظهر المجلس في موقع غير متعاون مع رئيس ‏الجمهورية‎.‎

قلب الرسالة على مرسلها

‏ بدورها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان على وقع الكباش تلو الآخر والأزمة ‏تلو الأخرى، يجتمع المجلس النيابي اليوم في جلسة مخصصة لتلاوة ونقاش رسالة ‏رئيس الجمهورية ميشال عون بشأن التدقيق الجنائي. وإذا كان مطلب التدقيق ‏والرسالة بشأنه يصبّان في خانة الكيدية والانتقام لا الحرص على المال العام، فإن ‏الجلسة يتوقع لها ان تقلب اللعبة على أصحاب الطرح الكيدي، بمطلب التدقيق في ‏كل إدارات ومؤسسات الدولة وحسابات المال العام التي لا تحدّها اي سرية ‏مصرفية اساسا، بدءا من وزارة الطاقة التي وحدها تتحمل نصف الدين العام في ‏البلاد، وجديد فضائحها ما كشفته ادارة المناقصات عنها هذا الأسبوع‎.‎

ويتوقع بفعل ذلك ان تكون الجلسة النيابية حامية بحسب المعلومات، وستشهد كلمات ‏عالية السقف في ضوء التلميحات التي تتضمنها الرسالة والمسؤوليات التي تحملها ‏والاتهامات التي تؤشر الى بعض القوى بعرقلة هذا التدقيق ودفع شركة الفاريز الى ‏فسخ العقد مع الدولة اللبنانية. وستحضر الجلسة كل الكتل النيابية وفق مصادرها ‏المختلفة لـ "الأنباء الإلكترونية"، والكل مستعد للادلاء بدلوه، وللتصويت اذا لزم ‏الأمر على التدقيق في كل ادارات ومؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي يقلق ‏المتحمسين للتدقيق فقط في حسابات مصرف لبنان، لكون التدقيق الشامل سيطال ‏الوزارات التي تعنيهم بالمباشر‎.‎

وعزت مصادر نيابية لجريدة الأنباء الالكترونية فسخ العقد بشأن التدقيق الجنائي ‏الى الخلاف الذي ظهر فجأة بين وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري ‏كلود نجم ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، على خلفية قول ‏كنعان إن التدقيق بحسابات مصرف لبنان يتطلب رفع السرية المصرفية وهو ‏يقتضي عقد جلسة نيابية لتعديل القانون، واعتبار الوزيرة نجم أن ثمة جهات تقف ‏وراء عرقلة التحقيق‎.‎

ولفتت المصادر الى أن الفريق المتهم بالعرقلة سيكون في جلسة اليوم من أشد ‏المتحمسين لإجراء هذا التحقيق. وتوقعت المصادر أن تكون المناقشات ساخنة جدا، ‏وأن يكون الفريق الذي يدّعي التمسك بالتحقيق الجنائي "هو الأقل حماسة له"، وهذا ‏ما ستظهره مداخلات النواب المنتمين لهذا الفريق خاصة وأن غالبية الكتل تشدد ‏على ضرورة ان يشمل التحقيق كافة الوزارات والإدارات العامة المعنية بالهدر ‏والفساد لاسيما وزارة الطاقة، وليس مصرف لبنان وحده‎.‎

المطلوب ترجمة عملية سريعة

‏ وعشيّة الجلسة النيابية، قالت أوساط مطلعة على اجواء قصر بعبدا لـ"الجمهورية" ‏انّ ما يتمنّاه رئيس الجمهورية منها هو ان تتجاوب مع مضمون رسالته الى ‏المجلس، معتبرة انّ ردة فعل بري على هذا المضمون "تشكل التزاماً بالدستور ‏وشكل العلاقة القائمة بين رئاسة الجمهورية ومجلس النواب من خلال ما نَصّت ‏عليه صلاحيات الرئيس في مثل هذه الحالات". وتَمنّت هذه الاوساط "أن يتجاوَب ‏المجلس النيابي مع مضمون الرسالة الرئاسية والتعاون مع السلطة التنفيذية لتأمين ‏الظروف التي تسمح الانطلاق بالتدقيق الجنائي مع التشديد على النتائج المتوقعة منه ‏على اكثر من مستوى، وهو أمر لم يعد يخضع للنقاش بعدما عبّرت القوى الحزبية ‏والمراجع المعنية عن تجاوبها مع هذه الخطوة، وما هو مطلوب التزام مضمون هذه ‏المواقف وترجمتها عملياً بالسرعة التي تقتضيها الظروف التي تعيشها البلاد‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 تشرين الثاني 2020 08:24