30 تشرين الثاني 2020 | 19:32

أخبار لبنان

مواكبة صحية للتعلم المدمج... ماذا قال المجذوب وحسن؟

عقد وزيرا التربية والتعليم العالي طارق المجذوب والصحة العامة حمد حسن مؤتمرا صحافيا ‏مشتركا في وزارة التربية، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، المسؤولة عن برنامج ‏الترصد الوبائي في وزارة الصحة ندى غصن، مديرة التعليم الثانوي جمال بغدادي، ‏مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، المستشار الإعلامي ألبير شمعون، رئيس دائرة التعليم ‏الأساسي هادي زلزلي ورئيسة دائرة الإمتحانات أمل شعبان، وتم تخصيص المؤتمر للحديث عن ‏استكمال العام الدراسي والمتابعة الصحية لعودة التلامذة إلى المدارس بحسب نظام التعليم المدمج

المجذوب

بداية، قال المجذوب: "التربية تتمرد على الظروف، وعلى الدولة أن تضع التلامذة والطلاب في ‏سلم أولوياتها، وعلى اللبنانيين ألا يخسروا معركة التربية، لأننا إن خسرنا هذه المعركة الآن فلن ‏يبقى لبنان الرسالة"‏

أضاف: "لا بد من التوقف أمام العناوين السبعة اللاحقة:‏

‏- العنوان الأول، إستناد استكمال العام الدراسي إلى المراجع الصحية.‏

‏- العنوان الثاني، إستكمال التعلم المدمج.‏

‏- العنوان الثالث، تطوير غرفة العمليات في وزارة التربية والتعليم العالي.‏

‏- العنوان الرابع، مقاربة الحالات الصحية الخاصة.‏

‏- العنوان الخامس، إمتناع الأهل عن إرسال أولادهم إلى المدرسة.‏

‏- العنوان السادس، تأمين الكتاب المدرسي.‏

‏- العنوان السابع، شكر وزير الصحة العامة على مواكبة وزارته وزارة التربية والتعليم العالي".‏

وتابع: "العنوان الأول الذي يهم اللبنانيين، هو كيفية استكمال العام الدراسي وعدم خسرانه. نعلم ‏أن فئة لا يستهان بها عدديا من الأهالي اعترضت على قرار إقفال المدارس خلال الأسبوعين ‏الماضيين فطالبت بفتح المدارس على الرغم من إقفال البلد، وأن فئة ثانية فضلت عدم إرسال ‏أولادها حضوريا والاكتفاء بالتعلم الكلي عن بعد. نتفهم الأهالي ونقدر حرصهم على صحة ‏أولادهم وعلى تحصيلهم العلمي في الوقت ذاته. ولكن علينا أن نلتفت إلى البعد الصحي، لأن ‏الأزمة التي نعيشها هي أزمة صحية بالدرجة الأولى. ونحن في وزارة التربية والتعليم العالي ‏نستند إلى المراجع الصحية -وزارة الصحة العامة، ومنظمة الصحة العالمية، ولجنة كورونا التي ‏تضم الوزارات، وغيرها من لجان- في كل خطة عمل تربوية، خصوصا أن لجنة كورونا تأخذ ‏بالاعتبار كل أبعاد هذه الجائحة. فخيار التعلم المدمج جاء ليراعي الاوضاع الصحية التربوية ‏الاجتماعية النفسية لطلابنا في ظل غياب مقومات التعلم عن بعد خصوصا الانترنت وعدم توافر ‏الاجهزة الالكترونية لجميع طلابنا".‏

وأردف: "أما العنوان الثاني في هذا المؤتمر الصحافي فهو استكمال التعلم المدمج الذي يوازن بين ‏البعد التربوي والبعد الصحي. بالنسبة إلى التعلم عن بعد أمنا مجانا برنامج إدارة التدريب ‏LMS، ‏وانطلقت تجريبيا دورات التدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء لاستخدام المنصات ‏الالكترونية المجانية ولشرح منهجية التعلم عن بعد. ويواكب جهاز الإرشاد والتوجيه ووحدة ‏المعلوماتية في الوزارة المدارس الرسمية في هذا التعلم. كما تسهر مديرية التعليم الثانوي ومديرية ‏التعليم الابتدائي ومصلحة التعليم الخاص والمناطق التربوية ووحدة التعليم الشامل على إدارة ‏التعلم ضمن الامكانات المتاحة. صحيح أنه ليس لدينا الركائز الأساسية للتعلم الكلي عن بعد ‏كالأنترنت والكهرباء والوسائل التكنولوجية، إلا أن الوزارات المعنية تسعى، كما ذكرت مرارا، ‏إلى رفع مستوى خدماتها ضمن المتوافر ونطلق صرختنا مجددا الى وزارة الاتصالات لمساندة ‏الأهل والمعلمين في موضوع الانترنت ضمن الامكانات المتاحة".‏

وقال: "العنوان الثالث في مؤتمرنا اليوم هو تطوير غرفة العمليات في الوزارة. تواكب هذه ‏الغرفة التعلم المدمج وتمكنن عملها بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، وسيساعد البرنامج ‏الالكتروني الذي أعد في الأسبوعين الفائتين على تتبع حالات المصابين بفيروس الكورونا من ‏خلال التشبيك مع معطيات وزارة الصحة العامة ووزارة الداخلية والبلديات. ونطلق هذا الاسبوع ‏الصفحة الإلكترونية لإعلان نتائج زيارة مصلحة التعليم الخاص وجهاز الإرشاد والتوجيه إلى ‏المدارس، وكذلك إعلان عدد الإصابات في كل مدرسة إيمانا منا بمبدأ الشفافية. ولا ضير من ‏التذكير بأن الخط الساخن (01/772186) يجيب عن أسئلة المواطنين على مدار الساعة ‏‏(24/7)، بلا كلل ولا ملل من قبل عديد الوحدات الإدارية في الوزارة".‏

أضاف: "العنوان الرابع هو مقاربة الحالات الصحية الخاصة التي تمنع التلامذة من الحضور إلى ‏المدرسة. تتعاون الوزارة مع نقابة الأطباء في هذا الصدد. وستقوم المدرسة بتأمين التعلم عن بعد ‏لهم بالتنسيق مع وزارة التربية التي ستضع بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء الموارد ‏الإلكترونية التي يحتاجها هؤلاء التلامذة. العنوان الخامس مرتبط بامتناع الأهل عن إرسال ‏أولادهم إلى المدرسة، فإن استطاعت المدرسة تأمين التعلم عن بعد للفصل الأول لهؤلاء التلامذة ‏فلا بأس، وإلا ستتعاون وزارة التربية مع المدرسة المعنية لإيجاد الحل المناسب فلا أحد يجبر ‏الأهل على إرسال أولادهم وسنعمل ضمن المستطاع لمواكبتهم عن بعد، أما للفصل الثاني من ‏العام فننتظر تقييم الوضع الصحي لتقرير تفاصيله. والعنوان السادس مرتبط بالكتاب المدرسي. ‏تتعاون الوزارة مع المركز التربوي للبحوث والإنماء لتسريع طباعة الكتاب المدرسي الذي ‏سيكون متوافرا في القريب العاجل بالتنسيق مع منظمة اليونيسف. ولا ضير من التذكير بأن ‏المركز التربوي جعل الكتاب المدرسي الرقمي متاحا أمام الجميع، وأننا سعينا إلى دعم الورق ‏الأبيض لجعل الكتاب المدرسي الورقي متاحا أمام الجميع، إلا أن هذا المسعى غرق في متاهات ‏مالية".‏

وتابع: "العنوان الأخير والمهم اليوم هو شكر وزير الصحة العامة على مواكبة وزارته، وزارة ‏التربية والتعليم العالي من خلال الفحص السريع ‏Rapid test‏. وستؤمن وزارة الصحة العامة ‏هذا الفحص لمن عنده عوارض، من خلال آلية ستعلن بواسطة تعميم. وقد وعد معالي وزير ‏الصحة العامة الدكتور حمد حسن بتأمين وزارته فحص ‏PCR‏ المجاني لمن يحتاجه من المعلمين. ‏ولكن علينا أن نأخذ بالاعتبار واقعنا، فمن جهة أولى ليس لدى وزارة الصحة العامة الأموال، ‏ومن جهة ثانية أجهد العمل المتواصل القطاع الصحي فعانى ما عاناه، ولا يمكننا إلا أن ننحني ‏أمام تضحياته. وإننا نعاود اليوم رفع الصوت لصون كرامة أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية ‏الأكثر عرضة للكورونا ودعمهم، فالهم المالي اليومي بات يشكل عبئا كبيرا عليهم ويؤرقهم ‏ويؤرقنا بالتالي في الوزارة".‏

وختم: "إن كل ما عرضناه شائك بطبيعته ومجمله وتفاصيله وزمنه إلى درجة أنه على أي منا ألا ‏يدعي أن المفاتيح السحرية والسرية هي في يده وإلا كان واهما وضالا سواء السبيل. ولا بد من ‏توجيه تحية صادقة الى كل من يجاهد من الأسرة التربوية للحفاظ على العام الدراسي. وبعد، فإن ‏ما عرضناه ليس سوى جولة في أفق واسع المدار وليس سوى طرح قابل للمناقشة، وللبلورة، ‏وللتطوير في ضوء ما ستحمله الأيام من أنباء".‏

حسن

بدوره، قال حسن: "أود توجيه تحية خاصة إلى معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور ‏طارق المجذوب وفريق عمله على ما يعانونه من ضغط، فهذه مسؤولية مشتركة مع وزارة ‏الصحة والمؤسسات التربوية وأولياء الطلاب والتلامذة. وإذا انقسمت المسؤولية على اربعة ‏يصبح من السهل حملها".‏

أضاف: "كل الدول تناقش بين الصحة والإقتصاد حول موضوع المدرسة وارسال الأولاد إلى ‏المدرسة لأن فيها صحة أولادنا ومستقبل أجيالنا. ولا يمكننا كحكومة لبنانية في الصحة والتربية ‏أن نكون مزاجيين في مرجعية قراراتنا، وعندما يوصي عدد من المؤسسات الصحية الدولية ‏بإبقاء التلامذة في المدارس، فإننا نأخذ هذه التوصية بجدية، ونعمل على التفاصيل، للحفاظ على ‏المستوى الذي تميز به القطاع التربوي في لبنان، على أن يكون الخطر ضئيلا جدا عندما نتحمل ‏المسؤولية المشتركة. وزارة الصحة تواكب عمل وزارة التربية، وإنني أحيي فريق عمل وزارة ‏الصحة وفريق عمل وزارة التربية والخطة الصحية التربوية، التي تجيب على العديد من ‏الهواجس لدى الأهالي في الفترة التي سوف نواكب فيها عملية إعادة فتح المدارس. في التجربة ‏المنصرمة صحيا تكون العوارض عند الأطفال خفيفة وأقل شدة باستثناء الذين عندهم أمراض ‏مزمنة أو مستعصية، وهنا دور الأهالي ألا يستعجلوا إرسالهم إلى المدرسة، إلى حين تأمين اللقاح ‏الناجح، فتؤمن العدالة التربوية لهم بعودتهم إلى المدرسة".‏

وتابع: "عدد الإصابات بالمجمل عند الأطفال دون العشر سنوات لا يتجاوز 3% من عدد ‏الإصابات التي تم تسجيلها في لبنان منذ بداية الجائحة. وحتى عمر 19 سنة أقل من 9%، ‏والوفيات كانت بمعدل حالتين فقط ممن يعانون أمراضا مزمنة وتشوها خلقي. لم تظهر الدراسات ‏دورا أساسيا للأطفال دون العشر سنوات في نقل العدوى بين الأفراد. وبحسب المرجعيات ‏الصحية العالمية، نجد أن مضار إبقاء الأطفال في المنزل تتعدى أضرار إرسالهم إلى المدرسة. ‏إن توصيات منظمة الصحة العالمية للمرحلة الثالثة لا توصي بإقفال المدارس لكنها توصي ‏ببعض الإجراءات الصحية والإحترازية للتلامذة والطلاب عند الذهاب إلى المدرسة. لذا، فإن ‏التدابير التي يتوجب علينا أن نتبعها هي ما نسميه الثلاثي الآمن: نظافة شخصية، كمامة، وتباعد. ‏وفي المدارس هناك عامل رابع بالغ الأهمية هو حسن التهوئة لضمان عدم تشكيل كثافة في ‏الفيروس في حال وجود أحد يحمل هذا الفيروس".‏

وأردف: "يجب العودة إلى آلية التعامل من خلال البروتوكول الصحي التربوي مع ظهور أي ‏حالة، للحؤول دون التفشي. ومن ثم متابعة الحالة في المنزل لكي لا ينقل الطفل العدوى إلى ‏أسرته. إن إعادة فتح المدارس تتطلب التنسيق بين وزارتي الصحة والتربية، والمثابرة في جمع ‏البينات والمؤشرات ووضع آلية آمنة لفحص الحالات المشتبه بها، وأشكر معالي الزميل المجذوب ‏وأقول إن الإمكانات والموازنات متوافرة لمتابعة الحالات المشتبه بها، فكل شيء عند الصحة ‏يهون".‏

وختم: "لقد أضفنا ستة مختبرات ‏PCR‏ جديدة في الأقضية ومنها حاصبيا وراشيا وميس الجبل ‏والمنية وسير الضنية والكرنتينا، لإجراء فحوصات الكورونا وذلك بتأمين تغطية أشمل في ‏المستشفيات الحكومية ومراكز الأقضية، لإجراء التغطية الصحية المطلوبة. أتمنى نجاح العام ‏الدراسي، وأهنىء الوزير وفريق عمله لتحليهم بالصبر والشجاعة والتحمل".‏

أسئلة وأجوبة

وقال المجذوب ردا على أسئلة الإعلاميين: "حددنا من خلال تعميم صدر في 7 أيلول، عدد ‏الحصص الدراسية، ونتمنى التقيد بهذه التعاميم والهدف ألا نقع صحيا، وأن نتابع العام الدراسي. ‏وأتمنى على الأهل والمدارس والمعلمين أن يكونوا جزءا من المراقبين الذاتيين في قضية الوباء، ‏فكل خطوة ناقصة سوف تؤثر على القطاع التربوي والصحي، ولا بد من أن نتساعد. وستتم ‏زيارات ميدانية للمدارس خصوصا أننا شكلنا فريق العمل، ويمكن أن تكون الزيارة للمدرسة ‏نفسها مرتين في الأسبوع، وهناك تقارير سوف نتخذ بنتيجتها تدابير. كما ان التشبيك قائم مع ‏وزارتي الصحة والداخلية".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 تشرين الثاني 2020 19:32