9 كانون الأول 2020 | 15:37

صحافة بيروت

حكومة الحريري: السيسي يناشد عون يعاند

تختصر كلمة "من فضلكم!"، التي استخدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ندائه للقوى ‏السياسية لتشكيل الحكومة، حال اللبنانيين الذين ينتظرون حلولاً توقف الانهيار في البلاد، ‏خصوصاً أن قطار ترشيد الدعم انطلق ومحطاته المقبلة ستكون أكثر قساوة على المواطنين‎.‎

يتابع السيسي الملف اللبناني بدقّة، ويرفض مقولة إن "العرب تخلوا عن لبنان"، لكن في الوقت ‏نفسه تحوّل لبنان خلال فترة قصيرة من بلد هادئ على خط تماس مشتعل، يجذب المجتمع الدولي ‏للحفاظ على هدوئه، إلى أصغر البلدان المحترقة في المنطقة. ومن أهم الدول المصرفية إلى ‏أسوئها، ما أعطى اشارة واضحة إلى المجتمع الدولي بإدارة ظهره للبنان والاهتمام بالبلدان الأكثر ‏اشتعالاً، وتُرجمت سياسة "إدارة الظهر" في مؤتمر باريس الأخير بشكل واضح، إذ تحوّل من ‏ورشة لتأمين الدعم للبنان الدولة إلى مؤتمر لتقديم المساعدات الغذائية والطبية للبنانيين، أي أشبه ‏بسياسة التعاطي مع الصومال‎.‎

ورغم ثورة "17 تشرين" ومعاناة اللبنانيين، لم تستقل القوى المسيطرة على البلاد من أدائها ‏‏"الوقح"، بل ظلّت متمسكة بـ"المحاصصة" والبحث عن المكاسب السياسية على مصلحة الشعب ‏اللبناني، فاستقال المجتمع الدولي عن دعمها. فالرئيس ميشال عون بات غير معني بعهده ولا ‏بالبلد وشعبه، ويستمر بخوض معركة "ما بعد العهد"، بالتمسك بـ"ثلث معطّل" في الحكومة التي ‏يسعى إلى تشكيلها الرئيس سعد الحريري، هي حكومة تعتبرها بعبدا مجلساً لإدارة البلاد إلى ما ‏بعد تشرين 2022، خصوصاً في ظل مؤشرات من "الوطني الحر" و"حزب الله" لدفع مجلس ‏النواب إلى التمديد للابقاء على الاكثرية نفسها، ولو ببعض التغييرات التي تفرضها انتخابات ‏فرعية او انشقاقات من صفوف "التكتل الباسيلي‎".‎

وبمواجهة هذا الجمود، يستكمل الرئيس الحريري الفرصة الأخيرة لوقف الانهيار ووضعه على ‏سكة التموضع الاستراتيجي الجاذب مجدداً، خصوصاً أن كل البلاد باتت تتنفس من رئة واحدة ‏هي مطار رفيق الحريري الدولي، فيما هناك في بعبدا نقاش حول كيفية احباط محاولة الحريري، ‏إذ تواردت إلى أحد المراكز الديبلوماسية معلومات عن اجتماع بين أجنحة فريق العهد، لمناقشة ‏خطوات الحريري، ووضع خيارات الرد في حال قدّم تشكيلة وزارية إلى عون لا تناسب الأهواء ‏الباسيلية، وانقسم الرأي‎:‎

‎- ‎فريق أول طرح فكرة توقيع التشكيلة لتعود وتخسر الثقة في مجلس النواب، فجاء الرد من ‏طرف ثانٍ بأنه من دون "الوطني الحر" و"حزب الله" وبعدد النواب الذين سموا الحريري في ‏التكليف ستحظى الحكومة بالثقة، فتم استبعاد الخيار‎.‎

‎- ‎طرح الفريق الثاني خيار رفض التشيكلة "جهارة" وعدم توقيعها، فتدخل الفريق الأول معتبراً ‏أن هذه الخطوة ستدفع اللبنانيين والقوى السياسية والمجتمع الدولي إلى تحميل رئاسة الجمهورية ‏المسؤولية عن استمرار الانهيار، فتم استبعاد الخيار‎.‎

‎- ‎ونال الخيار الثالث الاجماع بعنوان "لا توقيع ولا رفض"، واعتماد سياسة "الترقيع" عند كل ‏زيارة، إلى حين تأمين الهدف: "الثلث المعطل"‏‎.‎

وهو خيار لا يعكس اطلاقاً متطلبات الحكومة، فهي تحتاج وفق أحد المراقبين "ثلاث صفات" ‏تمكّن الحريري من تسويقها في المجتمع الدولي‎:‎

أولاً: استعادة فكرة الحكومات المصغرة التي لم يتم اللجوء إليها منذ ما قبل "اتفاق الطائف‎".‎

ثانياً: اعادة "حزب الله" إلى صيغة ما قبل التحالف الرباعي وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام ‏‏2005‏‎.‎

ثالثاً: تغيير النمط السائد عن الحكومات، ورفع السيطرة الحزبية عن وزارات الجباية السياسية ‏كـ"الاتصالات والطاقة‎".‎

‎... ‎وتزامناً مع البدء بترشيد الدعم وعودة اللبنانيين إلى الشارع رفضاً للواقع، تبقى الكرة في ‏ملعب الرئيس عون... "من فضلكم" فخامة الرئيس اتركوا لبنان يعيش‎!‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 كانون الأول 2020 15:37