13 كانون الأول 2020 | 16:00

أخبار لبنان

‏"جمعية الطب النفسي": ارتفاع اضطرابات الصحة النفسية بسبب كورونا ‏وانفجار المرفأ

نظمت الجمعية اللبنانية للطب النفسي ونقابة الأطباء، مؤتمرا لمناسبة ‏اليوم العالمي للصحة النفسية، تناول أثر جائحة "كورونا" وانفجار مرفأ ‏بيروت على الصحة النفسية في لبنان من جوانب عدة، سواء أكان على ‏السكان أم على العاملين في المجال الطبي أو على النساء والموظفين ‏وطلاب الجامعات وأصحاب الأمراض البدنية والنفسية، من خلال ‏دراسات أعدها أو يعمل على إعدادها أبرز الخبراء اللبنانيين من مختلف ‏الجامعات والمستشفيات‎.‎

وبينت النتائج الأولية لهذه الدراسات أن هذه الأحداث أدت إلى زيادة في ‏حالات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والإدمان والعنف ضد النساء ‏وحتى الانتحار‎.‎

وأقيم هذا المؤتمر بنظام المؤتمرات المدمج، إذ استضافه حضوريا بيت ‏الطبيب في التحويطة، في حضور نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو ‏شرف، وتم بثه كذلك بواسطة تقنية الفيديو عبر تطبيق "زوم‎".‎

بدورة وسكاف

واستهل اللقاء رئيسا اللجنة العلمية شارل بدورة وجوزيان ماضي سكاف بكلمتين أشارا فيهما إلى أن "الدافع وراء ‏الإصرار على عقد هذا المؤتمر رغم الظروف الصعبة المرتبطة بجائحة ‏كوفيد-19 هو مناقشة الدراسات التي أعدتها أو تعمل على إعدادها ‏الجامعات والمراكز الطبية اللبنانية سعيا إلى فهم وتقويم وقياس أثر ‏الصدمات المتتالية على الصحة النفسية للبنانيين، والتخطيط لآليات ‏التعامل المستقبلية مع هذا الحمل الثقيل الذي يرزح تحته اللبنانيون والذي ‏يتوقع أن يزيد في الأشهر المقبلة‎".‎

أبو شرف

وتحدث المؤسسون عن مبادرتهم ورووا ظروف تأسيس الجمعية، وكانت ‏للنقيب أبو شرف مداخلة مقتضبة شدد فيها على أن "التضامن والتعاون ‏هما السبيل لتحقيق الأهداف"، مؤكدا وقوف نقابة الأطباء إلى جانب ‏الجمعية لمواصلة مسيرتها‎.‎

ودعا الى "توسيع الآفاق والثقافة سعيا إلى إعادة لبنان ليس فقط مستشفى ‏الشرق بل نور الشرق‎".‎

الجلسة الأولى

وبعد تسلم الدكتورة برناديت مدور جائزة الراحل الدكتور جون فياض، ‏توالت جلسات المؤتمر، فتناولت الأولى أثر انفجار مرفأ بيروت على ‏الصحة النفسية‎.‎

وعرضت بداية دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس عن أثر كوفيد-19 ‏والوضع الاقتصادي وانفجار بيروت على العاملين في مجال الرعاية ‏الطبية، انطلاقا من العاملين في المستشفى وفي مستشفيات أخرى، وهي ‏تندرج ضمن دراسة تشمل 30 دولة وتنسقها جامعة تشيلي وجامعة ‏كولومبيا الأميركية، وباتت في مراحلها النهائية‎.‎

وفصلت دراسة للجامعة الأميركية في بيروت مدى رصد انتشار ‏اضطراب ما بعد الصدمة‎ (PTSD) ‎والاكتئاب بعد انفجار بيروت لدى ‏عامة السكان وخصوصا سكان بيروت والمعرضين للكارثة كعناصر فرق ‏الإغاثة، من خلال العينة التي شملتها دراستها، وأشارت إلى وجود ‏ارتباط بعوامل الإجهاد وعوامل الخطر الأخرى‎.‎

وقيمت دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس تأثير انفجار بيروت على ‏الصحة النفسية للعاملين في المستشفى، وخصوصا في ما يتعلق ‏باضطراب الإجهاد الحاد‎.‎

وعرضت دراسة أخرى لمستشفى القديس جاورجيوس الاكتئاب والقلق ‏واضطراب ما بعد الصدمة والانتحار لدى مرضى غسيل الكلى بعد ‏انفجار بيروت‎.‎

الجلسة الثانية

وتمحورت الجلستان الثانية والثالثة على أثر كوفيد-19 على الصحة ‏النفسية. وركزت دراسة لجامعة القديس يوسف على أثر تدابير الإقفال ‏العام على الاكتئاب والقلق. وأظهر التحليل أن العمر والدخل الشهري ‏والوضع المهني هي عوامل تساهم في تعزيز تأثير الحجر على نمط ‏الحياة‎.‎

وركزت دراسة لدير الصليب على نوعية الحياة لدى مرضى الفصام ‏والاكتئاب والوسواس في ظل كوفيد-19. وخلصت الدراسة إلى أن ‏الممارسات الدينية والمعلومات المعطاة للمرضى حول فيروس كورونا ‏تساعد في تقليل أعراض الذهان والاكتئاب لدى المرضى وحسنت جودة ‏حياتهم‎.‎

وسعت الجامعة اللبنانية في دراستها إلى فهم العلاقة بين استهلاك الأخبار ‏والقلق أثناء جائحة كوفيد-19، فذكرت بأن القدرة الكبيرة على انتشار ‏فيروس كورونا وإمكان إصابة أي شخص أديا إلى زيادة استهلاك ‏الأخبار المتعلقة بهذه الجائحة وانتشار الخوف والمشاعر السلبية. ‏وأظهرت النتائج الأولية وجود علاقة بين استهلاك الأخبار ومستوى ‏الأكل العاطفي في لبنان، وهو الاستهلاك العالي للحلويات ‏والكربوهيدرات‎.‎

أما الضائقة النفسية لدى طلاب الجامعات المعزولين ذاتيا، فكانت ‏موضوع دراسة للجامعة الأميركية ومركزها الطبي، رأت أن الحجر ‏الصحي، على الرغم من كونه تدبيرا وقائيا ضروريا أثناء تفشي ‏الأمراض المعدية، يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية سلبية، لا سيما لدى ‏الطلاب الجامعيين، مشددة على أهمية توفير التدخلات الوقائية والفاعلة‎.‎

وأظهرت دراسة لدير الصليب أن الآثار الناجمة عن تدابير الإقفال، ‏ومنها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، أدت إلى ازدياد العنف ضد ‏النساء خلال الحجر الصحي‎.‎

الجلسة الثالثة

وفي الجلسة الثالثة، عرضت دراسة لجامعة القديس يوسف أفادت فيها أن ‏نسبة كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في لبنان، وخصوصا ‏من النساء، بأنهم عانوا من أعراض القلق وضعف جودة النوم خلال ‏جائحة كوفيد-19. كذلك لوحظت زيادة في استخدام الكحول أو ‏المخدرات‎.‎

وهدفت دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس إلى تقييم شعور العاملين في ‏المستشفى بأنهم مستعدون لتوجيهات المستشفى خلال فترة آذار ونيسان ‏‏2020 لمواجهة الجائحة. ومقارنة ببداية الوباء، تبين أن ما يقرب من ‏نصف الموظفين (44,48%) أقل قلقا بشأن الجائحة، ووجد معظم ‏الموظفين (71,62%) أن التواصل اليومي الذي قدمه الطبيب المسؤول ‏عن كوفيد-19 كان مفيدا للغاية، وذكر أكثر من نصف الموظفين ‏‏(60,18%) أن توجيهات المستشفى أعدتهم جيدا بما يكفي وأكثر من ‏ذلك بكثير‎.‎

وتناولت دراسة للجامعة الأميركية ومركزها الطبي، الضائقة النفسية التي ‏عانى منها الأطباء والممرضات أثناء تفشي مرض كوفيد 19. وهدفت ‏هذه الدراسة إلى فهم التأثير النفسي للوباء على العاملين في مجال ‏الرعاية الصحية من أجل التنفيذ الفاعل للسياسات والتدخلات. والخلاصة ‏أن العاملين في الرعاية الصحية في لبنان قد يكونون أكثر مرونة في ‏مواجهة المواقف العصيبة‎.‎

وركزت دراسة لجامعة القديس يوسف على التحديات التي تطرحها ‏الجائحة في ما يتعلق بالأخلاقيات الطبية‎.‎

وخلصت دراسة للجامعة الأميركية إلى أن عدد أبحاث الصحة النفسية ‏أكبر من تلك المتعلقة ب"إيبولا" و"إتش 1 إن 1" معا، على الرغم من ‏الوقت الأقصر منذ بداية جائحة كوفيد-19 بالمقارنة معهما. وأشارت ‏الدراسة إلى أن المؤلفين المنتسبين إلى مؤسسات تقع في البلدان المرتفعة ‏الدخل نشروا أو ساهموا في 79 في المئة من مجمل الدراسات، يتبعهم ‏مؤلفون من البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى، والبلدان ذات الدخل ‏المتوسط الأدنى والبلدان المنخفضة الدخل‎.‎




المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 كانون الأول 2020 16:00