17 كانون الأول 2020 | 13:39

ثقافة

مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعية يكرم صفوان

مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعية يكرم صفوان

بحضور رئيس مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الأستاذ الدكتور حسين أبو رضا، ومنسّقة مختبر علم النفس الاجتماعي في المركز الأستاذة الدكتورة رجاء مكي، وأساتذة وطلاب الدكتوراه والماستر في المعهد، وحشد من المعنيين في مجال علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، كرّم مختبر علم النفس الاجتماعي في المركز، العالم الإنسان، والمفكّر الثائر، المحلّل النفسي الراحل مصطفى صفوان، من خلال استضافة المفكّر والعالم في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي الأستاذ الدكتور مصطفى حجازي لمناقشة أهم القضايا الفكرية التي تناولها الراحل، كما لعرض شهادة شخصية عن الراحل صفوان.


افتتحت الندوة منسقة مختبر علم النفس الاجتماعي في مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية البروفسورة رجاء مكي مرحبة بالحضور وبرئيس المركز بروفسور أبو رضا، كما رحّبت منسقة المختبر بضيف الندوة بروفسور حجازي المفكّر مترجم معجم مصطلحات التحليل النفسي، وصاحب المؤلّفات المرجعية التي أثرت الثقافة العربية. وصفت مكي البروفسور مصطفى بـــــ" صانع المعرفة بشغف أمام من آمن بهم: الشباب وجميع الفئات" مشيرة أنّ للحديث مع الضيف عن صفوان له وضع آخر ونكهة مغايرة، ننتظره كشهادة شخصية، مضيفة أنّه "اختصار لسيرة حافلة، وهو صاحب مشروع توطين العلوم النفسية والاجتماعية". وأملت أ. د. مكي لمركز الأبحاث بإدارته الجديدة بلوغ مستقبل رائد وواعد إلى عالم نصبو إليه وننتظره باباً ومنارة للمعهد.



استهلّ رئيس مركز الأبحاث الأستاذ الدكتور حسين أبو رضا كلمته بالترحيب بالضيف وبمنسقة مختبر النفس اجتماعي وبالحضور جميعهم، شاكراً الضيف على قبوله الدعوة، ومثمّناً جهود الفرقة البحثية للمختبر، وتطرّق إلى رسالة مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية التي قامت "من أجل بناء معرفة قادرة على فهم المجتمع بدينامياته، وهذه المعرفة مهتمة برصد تغيّراته من خلال رؤية وقراءة تنموية مستدامة؛ وأعتقد بأنّ هذه الرؤية تتوافق مع رسالة عالم النفس الدكتور مصطفى حجازي وهو صاحب مشروع بأنه: "يطمح إلى توظيف علم النفس في خدمة قضايا التنمية الإنسانية"؛ وذلك من خلال كتابه المميز: "التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور".



كما أكّد رئيس مركز الأبحاث على رسالة المركز "الساعية للعمل على تحقيق انفتاح أكاديمي وخبراتي هدفه خدمة السياسات الوطنية من منظور علمي، وإعداد طاقات بشرية متخصصة تملك خبرات التفاعل مع متطلبات محيطها في ميادين العلوم الاجتماعية كافة". شارحاً هدف المركز الرامي إلى "فهم ودراسة واقع المجتمع اللبناني وفق خصوصيات وتنوّع مقاربات ميادين العلوم الاجتماعية المؤطّرة في مختبرات مركز الأبحاث، وكذلك العمل على استشراف التحولات المجتمعية وقراءتها وفق منظور تنموي مستدام". ولفت بروفسور أبو رضا أنّ " المركز يسعى إلى تنظيم الأنشطة المتعدّدة، من مؤتمرات وندوات ومحاضرات محلياً وإقليمياً ودولياً في شتى ميادين العلوم الاجتماعية، لمساعدة أساتذة المعهد وطلاب الدراسات العليا فيه على تطوير انتاجاتهم البحثية، وتوفير منبر علمي لهم للتفاعل مع أقرانهم الباحثين".



وأشار رئيس المركز أنّ " مصطفى صفوان لم يأخذ حقه في العالم العربي كما حصّله في أنحاء العالم، إمّا بسبب عدم ترجمة كثير من أعماله، أو عدم الاهتمام الجدي لمنظورات التحليل النفسي"، ورأى أ.د. أبو رضا أنّ "هذا التكريم يهدف أيضاً إلى تكريم المركز وأساتذة وطلاب العلم والمعرفة في الجامعة اللبنانية، بلقاء القامة العلمية اللبنانية والذي نفتخر بها، عالم النفس الدكتور مصطفى حجازي، الذي عايش وشارك مصطفى صفوان في الإطار البحثي والعلمي، وقد ترجم كتابه بعنوان التحليل النفسي علماً وعلاجاً وقضية، فكانت عنوان محاضرته هنا: شهادة شخصية لمصطفى صفوان الإنسان والعالم والمفكر الثائر".



تناول الأستاذ الدكتور مصطفى حجازي في محاضرته ثلاثة محاور تتعلّق بالعالِم مصطفى صفوان، طالت عنوان الندوة "مصطفى صفوان الانسان، والعالِم، والمفكر الثائر". رأى حجازي أن "صفوان يشكّل أحد الأعلام الكبار والمرجعية في حياة جيله. فهو لم يكن مجرد محلّل نفسي، بل كان بعد رحيل لاكان الذي تتلمذ على يديه، المرجع للمحللين النفسيين اللاكانيين". وأضاف بروفسور حجازي "لقد كان صفوان فيلسوفًا وعالم منطق وعالم ألسُنية، وفقه اللغة والقانون، فهو موسوعة متنقلة وحيّة". مذكّراً أنّ صفوان "كتب 14 عملًا في التحليل النفسي وكانت كتاباته موسوعية لأنه موسوعيّ، علّمنا كيف نكتب وكيف ننتقد. فعندما يطرح مشكلة كان يأخذنا في رحلة غنية فكريًا في المنطق والفلسفة والأدب والتصوّف، وكان حين ينتقد، يقدّم نقده على شكل إثارة تساؤلات وليس على شكل إلقاء احكام قطعية فوقية". ولفت أ. د. حجازي أنّ صفوان "حمل قضايا العالم العربي في فكره، فهو لم يكن ناقمًا او ثائرًا إلا حين يتحدث عن الاستبداد والقهر وعن تحطم السلطات في عالمنا العربي، إنه الانسان، والعالِم، والمفكر الثائر".


نظّمت هذه الندوة بعد رحيل المحلّل النفسي الدكتور مصطفى صفوان باكورة سلسلة النشاطات العلمية الدورية لمختبر علم النفس الاجتماعي في مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية، عبر منصة CRSS-UL - MS Teams ، واختتمت بأسئلة الحضور التي أغنت اللقاء.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 كانون الأول 2020 13:39