23 كانون الأول 2020 | 08:05

أخبار لبنان

ضغط فرنسي للتأليف: ماكرون يعوّل على جهود فريقه‎!‎

ضغط فرنسي للتأليف: ماكرون يعوّل على جهود فريقه‎!‎

‎كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: على دارج العادة السياسية في البلد، يُصبح اللبنانيون على ‏أجواء تشاؤم ويمسون على نفحات تفاؤل، وفي الحالتين لا شيء يتغيّر على أرض الواقع، حيث ‏تواصل كرة الأزمة تدحرجها من سيئ إلى أسوأ، ويستمر "تجار الهيكل" في النهش بجيفة الدولة ‏المتآكلة وتناتش آخر ما تبقى من حصص ومغانم فيها. ولهذا السبب دون سواه، لا يزال "الدخان ‏الأبيض" محجوباً عن أجواء قصر بعبدا بانتظار أن يرضى رئيس الجمهورية ميشال عون بما ‏قُسم له من حصة وزارية في "القالب الاختصاصي"، ليُستعاض في ملء الفراغ بين التكليف ‏والتأليف بجرعات تخديرية لآلام المخاض الحكومي، ريثما تتبلور صورة مولود وزاري يتبنّاه ‏‏"بيّ الكل" على مراسيم الولادة‎.‎

وفي جديد المشهد، ما خرج به لقاء عون بالرئيس المكلف سعد الحريري من نفحة تفاؤلية بإمكان ‏أن تبصر التشكيلة الوزارية العتيدة النور قبل عيد الميلاد، وهو ما رأته مصادر سياسية مطلعة ‏أقرب إلى "إبرة مورفين" منه إلى علاج وشيك للمعضلة الحكومية، "أولاً لأنّ الوقت الفاصل عن ‏العيد لا يتعدى الساعات المعدودات وبالتالي فإنّ المسألة تحتاج إلى معجزة حقيقية لولادة الحكومة ‏قبل يوم الجمعة، وثانياً لأنّ الأمور لا تزال عالقة مكانها عند نقطة التوزيع الطائفي للحقائب، مع ‏إحداث حلحلة بسيطة في جدار التصلب بالمواقف من دون أن تتضح آفاقها النهائية بعد"‏‎.‎

وإذ لم تستبعد أن يكون ملف التأليف دخل في منعطف جديد قد يفضي إلى توافق رئاسي على ‏ولادة الحكومة، أوضحت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ لقاء الأمس بين عون والحريري "كان ‏أكثر إيجابية وجدية في إبداء الرغبة بالتعاون لتذليل العقد وتضييق هوة التباينات في المواقف، ‏ومن شأن ذلك أن يدفع مسار المباحثات قدماً إذا استمرت النيات صافية ولم يدخل الشياطين على ‏خط التفاصيل"، مشيرةً إلى أنّ المستجدات "لن تتأخر في تظهير خواتيمها سريعاً باعتبارها ‏ستكون مرهونة بأجواء لقاءات الساعات القليلة المقبلة التي ستحدد مسار الأمور‎"‎‏.‏

وعما تميّز به اجتماع بعبدا أمس لتُبنى عليه توقعات إيجابية، تحدثت المصادر عن رصد "تصلّب ‏أقل في المواقف والمطالب، فضلاً عن تثبيت صيغة "الثلاث ستات" التي لا تمنح أي مكوّن ‏لوحده ثلثاً معطلاً في التركيبة الوزارية"، معتبرةً أنّ "الضغوط الممارسة داخلياً وخارجياً نجحت ‏على ما يبدو في إضفاء بعض الليونة في مقاربة عملية التأليف"، لكنها فضّلت ألا تقول "فول ‏ليصير بالمكيول"، نظراً لكون "مسائل كثيرة كان قد اتُّفق عليها سابقاً سرعان ما تم الانقلاب ‏عليها، وعلى كل حال المساعي مستمرة ولنرَ ما ستصل إليه‎".‎

في سياق متصل، نقلت أوساط مواكبة لتوجّهات الرئاسة الأولى إزاء التشكيلة الحكومية أنّ عون ‏الذي كان يطالب بأن تشمل حصته حقيبتي العدل والداخلية، "أصبح منفتحاً على خفض سقف ‏مطالبه بحيث يتم تكريس حقيبة الداخلية ضمن حصة رئيس الحكومة، مقابل أن يصار إلى ‏إضافة حقيبة العدل إلى جانب حقيبة الدفاع في حصة رئيس الجمهورية"، مؤكدةً أنّ "الساعات ‏الفاصلة عن جولة اللقاءات الجديدة المرتقبة في بعبدا ستشهد تكثيفاً للاتصالات لتثبيت الطروحات ‏التوافقية، بحيث تبقى مسودة التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس المكلف على حالها مع إدخال ‏بعض التعديلات على التسميات المقترحة فيها، بما يطال إسمين على أبعد تقدير"‏‎.‎

توازياً، وبينما تتقاطع عدة أطراف داخلية عند تأكيد ممارسة ضغط فرنسي كبير خلال الأيام ‏الماضية بالتزامن مع مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي لتحريك المياه الحكومية الراكدة، ‏نقلت الزميلة رندة تقي الدين عن مسؤول فرنسي رفيع تشديده لـ"نداء الوطن" على أنه "رغم ‏إصابة الرئيس إيمانويل ماكرون بفيروس كورونا، ما زالت الرئاسة الفرنسية تبذل كل الجهود ‏الممكنة في اتصالاتها مع القيادات اللبنانية المعنية، لحثها على ضرورة تشكيل حكومة ذات ‏مصداقية تنقذ البلد وتنفذ الإصلاحات التي تتيح فتح أبواب الدعم للبنان من الأسرة الدولية"، ‏وأضاف: "صحيح أنّ زيارة الرئيس ماكرون تأجلت بسبب مرضه ولكنه يعول على جهود فريقه ‏لدفع القيادات اللبنانية باتجاه ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة‎".‎

أما عن زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي فرنسوا لوكوانتر إلى لبنان، فأوضح أنها "تهدف إلى ‏تفقد القوات الفرنسية العاملة ضمن إطار عديد "اليونيفيل" في الجنوب، تأكيداً على مساهمة فرنسا ‏في حفظ أمن لبنان وسيادته وحرصها على الحفاظ على السلام في المنطقة"‏‎.‎



نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 كانون الأول 2020 08:05