26 كانون الأول 2020 | 11:24

تكنولوجيا

‎"‎سلالة كورونا المتحورّة".. أخبار إيجابية وسلبية!‏

‎

كشفت أول دراسة عن السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد، التي ظهرت أولا في ‏بريطانيا، عن المزيد من المعلومات الخاصة بهذه السلالة، ومدى خطورتها والتدابير الوقائية التي ‏ينبغي أخذها لوقف تفشيها‎.‎

وأكدت الدراسة التي أجراها مركز النمذجة الرياضية للأمراض المعدية في كلية لندن للصحة ‏والطب الإستوائي، أن السلالة المتحورة معدية أكثر من السلالات الأخرى لكورونا بنسبة 56 في ‏المئة، وستتطلب مزيدا من الإجراءات الإضافية لاحتوائها‎.‎

ووجدت الدراسة أنه ما من دليل على كون السلالة الجديدة أكثر فتكا من السلالات الأخرى‎.‎

وتعليقا على النتائج التي تم التوصل إليها، قال نيكولاس ديفيز ، المؤلف الرئيسي للدراسة، في ‏حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "قد يكون من الضروري تسريع طرح اللقاح على ‏نطاق واسع"، مضيفا أن: "النتائج الأولية تشير إلى أن التطعيم السريع سيكون أمرا مهما لأي بلد ‏عليه التعامل مع هذه السلالة‎".‎

ولم يدرس العلماء سلوك الفيروس في الاختبارات المعملية، لكنهم استخدموا نماذج حاسوبية للتنبؤ ‏بشدة العامل الممرض، وفق ما ذكر موقع "بي جي آر‎".‎

كذلك وضع العلماء نماذج لما قد يحدث خلال الأشهر الستة المقبلة، وصنعوا نماذج باستخدام ‏مستويات تقييد مختلفة، ليجدا أن "الإصابات والحالات التي تتطلب الحصول على العناية المركزة ‏والوفيات في عام 2021 بسبب السلالة المتحورة، قد تكون أعلى من تلك التي حدثت في عام ‏‏2020‏‎".‎

ونصح القائمون على الدراسة بإغلاق المدارس حتى فبراير، كون ذلك قد يمنح السلطات الصحية ‏بعض الوقت، محذرين من أن رفع القيود سيؤدي إلى ارتفاع كبير في الإصابات‎.‎

وأظهر نموذج تطعيم يتم فيه تلقيح 200 ألف شخص أسبوعيا أن تلك الوتيرة ستكون بطيئة للغاية ‏بحيث لا تؤثر على انتشار الفيروس المتحور بشكل إيجابي، في حين ينبغي أن يصل هذا الرقم ‏إلى مليونين‎.‎

وكانت منظمة الصحة العالمية، قالت الأسبوع الماضي، إنه "لا داعي للذعر" بسبب السلالة ‏المتحورة، مشيرة إلى أن ظهور السلالة جزء طبيعي من تطور الجائحة‎.‎

وسلّط مسؤولو منظمة الصحة العالمية ضوءا إيجابيا على اكتشاف السلالات الجديدة التي دفعت ‏عددا كبيرا من الدول إلى فرض قيود على دخول القادمين من بريطانيا وجنوب إفريقيا، وقالوا ‏إن أدوات جديدة لتعقب الفيروس تحقق النتائج المرجوة‎. ‎

وأفاد مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في المنظمة في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: "يتعين ‏علينا أن نقيم توازنا. من المهم للغاية أن تكون هناك شفافية، من المهم للغاية إبلاغ الجمهور ‏بحقيقة الأمر، لكن من المهم أيضا أن نقول إن هذا جزء عادي من تطور الفيروس‎".‎

وبدأ فريق مؤسسة "والتر ريد العسكرية للأبحاث" في الولايات المتحدة الأميركية بفحص ‏التسلسل الجيني للسلالة المتحورة من الفيروس، وذلك من خلال الاستعانة بكمبيوترات متطورة ‏تقدم تحليلا دقيقا لكيفية حدوث التحور‎.‎

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في المؤسسة التي ‏تديرها وزارة الدفاع، الدكتور نيلسون مايكل قوله: "رغم القلق من أن اللقاح المضاد لفيروس ‏كورونا المستجد قد لا يعمل إذا تحوّر الفيروس بشكل كبير، فإن علماء والتر ريد ما زالوا ‏يتوقعون أن يكون اللقاح فعالا ضده‎".‎

وتابع مايكل قائلا: "من المنطقي أن هذه الطفرة لا تمثل تهديدا، ولكن لا نستطيع الجزم بذلك. لا ‏يزال يتعين علينا أن نكون مستعدين، ونواصل أبحاثنا‎".‎

وبيّن مايكل أن التحليل بواسطة الكمبيوتر هو الخطوة الأولى لتحديد حجم الخطورة، مضيفا: "إذا ‏أظهر التحليل أي دوافع للقلق، فعلينا الانتقال لدراسة الفيروس في المختبرات، وتجربيه على ‏الحيوانات، لنحكم في النهاية على مدى فعالية اللقاح مع هذا التحور‎".‎

ويعتقد عدد من الخبراء في علم الوراثة والأوبئة أن الطفرة الجديدة للفيروس قد تكون سببا وراء ‏انتشاره السريع، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون أكثر خطورة‎.‎

ويؤكد المستشار في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، الدكتور ويليام شافنر، أنه ‏حتى مع الطفرات، يبقى الفيروس في الأساس كما هو، وتظل اللقاحات تعمل ضد العديد من ‏التحولات، مضيفا: "يمكننا تشبيه ذلك بتبديل الشخص لمعطف بني اللون بآخر رمادي، ولكن ‏الشخص يظل نفسه‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 كانون الأول 2020 11:24