30 كانون الأول 2020 | 12:22

فن

هكذا كان يحتفل فنانو الزمن الجميل بليلة رأس السنة

هكذا كان يحتفل فنانو الزمن الجميل بليلة رأس السنة

زياد سامي عيتاني - إعلامي وباحث في التراث الشعبي


أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام 2020، ونستقبل العام 2021، وسط مشاعر متناقضة وممتزجة بين الألم والأسى الذي كان ثمة العام الكارثي الحالي، وبين الأمنيات المتواضعة وليس المفرطة بأن يكون العام القادم أقل سوءاً على العالم أجمع، وعلى اللبنانيين على الوجه الخصوص الذين باتوا بكل مكوناتهم المجتمعية شبه فاقدي الأمل بالغد الآتي، من جراء حالة اليأس والإحباط بسبب ما عانوا منه من ويلات متعاظمة خلال سنتهم هذه، كما لم يشهدوه من ذي قبل منذ تأسيس وطنهم المنهك والمتهالك والمعذب!!!

**

وبما أن جانحة "كورونا" ستحول دون إقامة الإحتفالات المعتادة ليلة رأس كل سنة، والتي يحييها عادة كبار نجوم الفن والمطربين، فإننا سنستعيد بالذاكرة كيف كان فنانو الزمن الراقي والجميل يحتفلون بهذه الليلة على طريقتهم الخاصة، حيث إمتلأت إحتفالاتهم بالمواقف والطرائف والمقالب المضحكة والساخرة، التي كانوا يتبادلونها فيما بينهم، وذلك بالعودة إلى "أرشيف" عدد من المجلات القديمة التي نشرت لقطات وصور نادرة لهم في حينه، خصوصاً وأنه يوجد فروق واضحة في إحتفالات فنانين الزمن الجميل بأعياد رأس السنة، وإحتفالات الفنانين الآن، ففي الماضي كانت بسيطة وغير مكلفة بإختلاف وقتنا الحاضر، إذ أن إحتفالات الماضي كانت تتميز بالعفوية والهدوء، وقاصرة على إلتقاط الصور دون الإلتفات لشيء، فالهدف منها هو الاستمتاع فقط...

فقد إعتاد أهل الفن في الزمن الجميل الإحتفال برأس السنة، حيث كان الجميع يحتفلون بنهاية عام من العمل الشاق يتسابقون فيه على تقديم أروع أعمالهم من الغناء والتمثيل، لذلك، كان إحتفال رأس السنة كل عام يجمع نخبة من نجوم الفن، دون أن يخلو إحتفالهم من مظاهر المرح والسعادة وخفة الدم والمقالب الجميلة. 

فكانت ليالٍ جميلة تزيد المودة والترابط بين نجوم الفن، ليثبتوا لكل محبيهم أنهم رغم المنافسات الفنية الشديدة أصدقاء وأحباب...

**

-وفيما يلي شريط تلك الإحتفالات:

•الإستعمار أفسد بدلة حسن فايق:

وكان من بين هذه المواقف ما حدث للفنان الكوميدى حسن فايق الذى عرف بضحكته الشهيرة المميزة، حيث كان يسير فى ليلة رأس السنة عام 1941 متجهاً إلى عمله بفرقة الريحانى، وكانت الشوارع مليئة بالجنود الإنجليز والأستراليين وغيرهم من جنود الحلفاء، وكانوا جميعا فى حالة سكر شديدة.

وكان حسن فايق يرتدى بدلة جديدة استلمها لتوه من الترزى احتفالاً بليلة رأس السنة، ولكن التف حوله الجنود الانجليز وأخذوا يرقصون ويغنون وفى أيديهم زجاجات البيرة، فاضطر حسن فايق لمجاراتهم فى الرقص والغناء حتى يفلت منهم، ولكنهم فتحوا زجاجات الخمر وتسابقوا فى رشها على الفنان الكوميدى، حتى ابتلت بدلته الجديدة تماماً وأصبحت كالفوطة المبتلة، وأفلت حسن فايق منهم بأعجوبة.

ودخل فايق مسرح الريحانى وهو بهذه الحالة المزرية فتأفف منه زملاؤه حيث كانت تفوح منه رائحة الخمر بشدة، وقال له الريحانى: "إيه ده ياابو على انت بقيت خمارة متحركة"، وهكذا أفسد الاستعمار بدلة حسن فايق وفرحته بليلة رأس السنة.


**

•وداد حمدي تتنكر بال"الملاية":

تنكرت الفنانة وداد حمدى فى حفلة ليلة رأس السنة أيام الزمن الجميل، وارتدت ملابس تنكرية وهى ملابس شعبية وهى "جلباب ومنديل بقوية وملاية لف" مثلما تظهر فى أفلام الأبيض والأسود.

وتم إلتقاط صورة نادرة لها بالألوان وهى تحتفل بليلة رأس السنة الجديدة، مرتدية الملابس الشعبية وكانت ترتدي قبعة "الكريسماس" وتلعب بـ "الزمارة".




**

•نعيمة عاكف تضع "الشطة" في قهوة النابلسي:

الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، قامت بتنفيذ مقلب بالاشتراك مع الفنان الراحل محمد فوزي، في الفنان الراحل عبد السلام النابلسي، وكان الأخير يشرب قهوة، مع إرتدائه قبعة غريبة الشكل، فقامت نعيمة بوضع شطة له بدلًا من السكر كنوع من الدعابة، ودخلت نعيمة في نوبة ضحك عندما رأت النابلسي يشرب المقلب.

و ظهر لها صورة أخرى فى إحدى المجالات، وهى جالسه بصحبة زوجها صلاح عبد العليم بفندق الهيلتون، أثناء حضورهم حفلات رأس السنة.





 **

•المنافسة تشتعل بين صباح وشادية على الديك الرمي:
كانت المنافسة بينهما من نوع خاص حيث عرفت الفنانتين بإتقانهما طهي الطعام، وكانت الفنانة صباح مشهورة بين الفنانين بطهوها للديك الرومي على الطريقة الشامية، والذي كانت تحضر له بهارات خاصة من لبنان وتقوم بتنفيذه مرة واحدة في السنة فقط، فأرادت الفنانة شادية أن تنافسها في عام فقامت بطهو ديك رومي وأحضرته إلى بيت صباح، فما كان من الفنانين إلا أن إلتهموا الديكين، ولم يتركوا منهما شيئاً.

**


•سهرة تجمع أحمد رمزي ومريم فخر الدين وفريد الأطرش:

أحمد رمزي من أشهر الفنانين، الذين كان يهتم بحضور كل السهرات والإحتفالات الفنية، وظهرت صورة نادرة له تم إلتقاطها من إحدى المجلات الفنية قديماً، وكان معه نخبة من الفنانين، حيث كانت الصورة بالألوان الطبيعية.

وكان متواجدا بالصورة كل من محمود ذو الفقار ومريم فخر الدين والفنان فريد الأطرش، وعلى ما يبدو فى الصورة أن الفنانين كانوا يلعبون إحدى الألعاب المسلية فى الحفل وكانت هى لعبة "صلح".






**

•فريد الاطرش يضع "الطرطور" على رأس مديحة يسري:

الصداقة جمعت بين الفنان الراحل فريد الأطرش والفنانة القديرة مديحة يسري، وتوطدت العلاقة بينهما عندما مثلا مع بعض فى فيلم شهر العسل عام 1945.

وظهرت صورة نادرة لهما وهما يحتفلان بعيد رأس السنة، وكان الأطرش يمازح مديحة بتقديمه لها "طرطور الكريسماس".




**

•سامية جمال تحمل قالب "التورته":

الفنانة سامية جمال، ظهرت فى فى إحدى المجلات، وهى تحمل قالب "تورته"، وحولها مريم فخر الدين والمخرج عز الدين ذو الفقار ومجموعة من أصدقائهم، وخلفهم شجرة "الكريسماس".




**

•نيللي بالشعر الأحمر:

الفنانة الإستعراضية نيللي، ظهرت فى صوره على غلاف مجلة "الكواكب"، بشعر لونه أحمر وجانبها شجرة "الكريسماس"، مأخوذة من إحدى حفلات ليلة رأس السنة.





**

•نادية لطفي وسمير صبري:

إحتفلت الفنانة نادية لطفي مع الفنان سمير صبرى أيام الزمن الجميل، عندما أصبحا صديقين من خلال إشتراكهما فى فيلم "عدو المرأة" عام 1966، حيث ظهرت صورة نادرة تجمعهما وهما يحتفلان برأس السنة خلال سيناريو الفيلم، ومنذ ذلك الحين صارا يقضيان الكثير من الوقت معاً.






**

هكذا كانت الأجواء الإحتفالية لفناني الزمن الجميل بليلة رأس السنة، سهرات راقية هادئة دافئة، تسودها الألفة والمحبة، تشبه رقي فنهم، قبل أن تتحول سهرات فناني اليوم إلى إحتفالات صاخبة وصارخة وذات طابع تجاري لكسب المال الفاحش...

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 كانون الأول 2020 12:22