1 كانون الثاني 2021 | 12:16

أخبار لبنان

المطران حداد: الطوائف اختطفت لبنان الكبير وحجّمته!

قال راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد خلال عظة له في قداس رأس السنة في كاتدارئية مار نقولا في صيدا " نصل إلى ختام العام 2020 وندخل عاما جديدا 2021. وكم نتمنى أن تكون السنة الجديدة أفضل من السنة المنصرمة. لقد عشنا سنة مضنية على كل الأصعدة. نتحمل مسؤولية ما آلت إليه أمورنا متوزعين إياها بحسب حجمنا السياسي والإجتماعي والديني والعائلي وما سواه. لكن هناك أيضاً ما لم نكن شركاء في حدوثه. وبالتالي فإن مصائبنا تأتي تارة منا وطورا من الطبيعة كالكورونا مثلاً. وعلينا أن نتماشى مع هذه وتلك بعين الإيمان".

وأضاف" أنظر إلى لبناننا الكئيب. من أرزه الشامخ إلى انفجار كيانه بعد مرفئه. تدحرجٌ مرير نحو قعر لم ندرك عمقه بعد. وعلى الطريقة اللبنانية تمييع للحقيقة واختلاط السلطات وفي العمق تهرب وفساد. يا لسخرية القدر فكل الدول التي انهارت هي التي اختلطت السلطات فيها وغابت عنها مؤسسات المراقبة تماما كما يحدث اليوم عندنا. هذه السنة هي الماية للبنان الكبير. وأتساءل: لبنان كبير بماذا؟ فما أن كاد يكبر في بعض الحقبات حتى سارعت الطوائف إلى اختطافه وتحجيمه. صورة لبنان اليوم لا يشبه الكبار بشيء بل كل ما لدينا صغير محكوم بصغره لا يكبر. وإذا ما فكرنا بانحلال لبنان وتجزئته إلى دويلات أو فيدرالية أو لامركزية أو ما شابه، فالذي عاش على حساب الدولة سيموت جوعا والآخرون سينتمون إلى الذي يقيتهم. وأخشى ألا يجلب هذا الواقع مشادات وتعديات دائمة بعضنا على بعض لنؤمن لقمة عيشنا لأننا سنبقى جميعا فقراء".

وخلص المطران حداد للقول " لا حلول مقنعة لهذا البلد المقدس. ونحن بأمس الحاجة لعين الإيمان، للقوة المتعالية، للرأفة والغفران. ينتابنا شعور الخوف بأن نغوص السنة الجديدة وقد تشبه السابقة. إيماننا فقط يحررنا لأنه يوجّه سلوكنا إلى فوق إلى حيث تصل السماء. نعم الحل يأتي من الأخلاق. فلتكن سنة 2021 سنة اللافساد واللاحقد واللاطائفية واللاتقوقع على الذات. لتكن السنة المقبلة محطة استنارة، والنور آتٍ لا محال من الكهف ولو أظلم. فالنور أقوى من الظلام".

رأفت نعيم

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 كانون الثاني 2021 12:16