15 كانون الثاني 2021 | 11:01

ثقافة

نشر الوعي من خلال البحث والتحليل.. ركيزة مركز أبحاث معهد العلوم ‏

بحضور كل من عميدة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية مارلين حيدر، ‏ورئيس مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية حسين أبو رضا، ومنسّقة مختبر ‏علم النفس الاجتماعي رجاء مكي، وأكثر من مئتي شخص من أساتذة الجامعة ‏اللبنانية وطلاب الدكتوراه والماستر، قدّم مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية ‏ـــــــ مختبر علم النفس الاجتماعي ندوته الثانية لهذا العام من بُعد عبر منصة‎ MS ‎Teams ‎تحت عنوان "عروض للفرق البحثية‎ Les cartels " ‎بإشراف منسقة ‏مختبر علم النفس الاجتماعي‎.‎

بدأت أعمال الندوة بعد النشيدين الوطني اللبناني والجامعة اللبنانية، وقدّم لها عضو ‏مختبر علم النفس الاجتماعي في المركز وسام التيماني، وأدارت تقديم ‏الأبحاث الدكتورة آن ماري الغصين‎.‎

‎ ‎البروفسور حسين أبو رضا‎ ‎

بدأ رئيس مركز الأبحاث كلمته بالشكر والتقدير لمنسقّة المختبر البروفسورة رجاء ‏مكّي وفريق عمل المختبر والفرق البحثية منوّهاً بجهودهم ونشاطهم الذي يقع ضمن ‏سلسلة نشاطات يقوم بها المختبر ضمن خطة مبرمجة، كما رحّب بالأساتذة ‏والطلاب من مختلف الاختصاصات ومن مختلف الجامعات. وتطرّق بروفسور أبو ‏رضا إلى أنّ تنظيم الأنشطة المختلفة من مؤتمرات وندوات ومحاضرات محلياً ‏وإقليمياً ودولياً في شتى ميادين العلوم الاجتماعية، لمساعدة أساتذة المعهد وطلاب ‏الدراسات العليا فيه على تطوير انتاجاتهم البحثية، وتوفير منبر علمي لهم للتفاعل ‏مع أقرانهم الباحثين هي من أهداف مركز الأبحاث. لافتاً إلى أهمية "تشجيع البحث ‏ضمن فرق بحثية متخصّصة تتفاعل فيما بينها ضمن منهجية خاصة لتنتج معرفة ‏جديدة" معتبراً أنّ "العمل ضمن الفرق البحثية له فرادة خاصّة، وطريقة تفكير ‏مغايرة. وهو أمر بحاجة إلى عقل منفتح وتقبّل من الفرد الأخر ضمن الفريق ‏الواحد. وهو ما يتطلّب صبراً على الحوار وشغفاً للمعرفة وسبل إقناع‎". ‎

رجاء مكّي

استهلت منسّقة مختبر علم النفس الاجتماعي كلمتها بشكر شكرت عميدة معهد العلوم ‏الاجتماعية ورئيس مركز الأبحاث على دعمهما ومواكبتهما الدائمين لنشاطات ‏المختبر، كما شكرت كلاً من الدكتورة سحر مصطفى والدكتورة ليلى شمس الدين ‏على مساهمتهما في إنجاح نشاطات المختبر معنونة نشاطهما تحت شعار الإنجاز‎.‎

وأشارت مكي أن كل استاذ وكل طالب في اختصاص علم النفس الاجتماعي هو ‏حكماً عضو في المختبر، مبيّنة أنّ كل مسار تحليلي هو نقطة اختيار في البحث ‏وايضًا في التعليم. ورأت بالاستناد إلى مدرسة باريس التحليلية أنّ البُعد البحثي ‏يمكن ان يبدأ بشخص واحد، ولكنّه يتوسّع ليصبح بالمئات، وعليه "فإننا نلجأ في ‏البحث والتعليم إلى الاستعارة في تكوين الفِرق البحثية (الكارتيل) القائمة على ‏التأهيل والانتساب للمجموعة بالاستناد إلى جاك لاكان، في سبيل استيعاب المادة ‏النظرية والتجريبية للوصول إلى التقنية، مشيرة إلى أنّ تأطير الحالة أهم من ‏علاجها. من هذا المنطلق اعتبرت منسّقة مختبر علم النفس أن هدف المختبر يُصبح ‏نشر الوعي على البحث والتحليل‎.‎

ولخصّت مكّي الهدف من تجربة الفرق البحثية في المختبر، من خلال الإطلالة على ‏تجربة المعهد في ماستر الإرشاد والتوجيه، معتبرة إياها تجربة وسطية ما بين ‏البحث والتحليل، ومرتبطة في الوقت نفسه بخيارات المؤسّسة التدريبية. وأضافت ‏أنّ "التطبيق الاجتماعي لعلم النفس يستند إلى أطر نظرية أنثروبولوجية، إضافة ‏إلى طريقة تفكير خاصّة، تُشكّل مساحة وسطية ما بين علم النفس وعلم الاجتماع. ‏كما عرّفت "الكارتيل" أو العصابة البحثية، بوصفها طريقة للبحث والتحليل تطال ‏البعد الاجتماعي بكافة ايحاءاته، كما تطال بُعد الروابط الاجتماعية. شرحت منسقة ‏مختبر علم النفس الاجتماعي، أُسُس العمل البحثي الجماعي من المنطلق الذي حدّده ‏‏"لاكان" من حيث عدد أعضاء الفرقة الواحدة، ودور الزائد واحد، وإيقاع ‏الاجتماعات وجميعها عناصر تنخرط ضمن إطار أخلاقيات العمل البحثي المحدّدة ‏للعمل الجماعي من خلال عدة أمور أبرزها الانفتاح والمسافة الواجبة، والانفتاح ‏والتقاطع الافقي وقبول الآخر‎.‎

واختتمت مكي كلمتها بتفسير البحث استنادًا إلى‎ C. Revault d’Allonnes ‎بحيث ‏يعني الوضوح الذكي‎ Intelligibilité ‎المتناغم مع القدرة على التواصل‎ ‎Communicabilité، واصفة إياها "بالسيرة البحثية لتقويم الأخطاء المنهجية، ‏فهي سيرة انتماء، انتماء لمعهد العلوم الاجتماعية، فافتخروا بانتمائكم للمعهد‎".‎

مارلين حيدر

أثنت عميدة معهد العلوم الاجتماعية على مجهود مركز الأبحاث بشخص الدكتور ‏حسين أبو رضا، ومختبر علم النفس الاجتماعي بشخص الدكتورة رجاء مكي، كما ‏اثنت على العمل البحثي الجمعي الذي يقدّمه مختبر علم النفس الاجتماعي والذي ‏يدعم المعرفة، وأعربت عن دعمها ومواكبتها لسير الأعمال في المختبرات، ‏ولنشاطات مركز الأبحاث تحت إدارة البروفسور أبو رضا‎.‎

آن ماري الغصين‎ ‎

من جهتها، قدّمت آن ماري الغصين الابحاث الثلاثة المُنجزة، وفسرّت د. غصين ‏وضعية "الكارتيل" التي أطلقها "لاكان" والتي تعمل على مفاهيم نظرية، وتهدف ‏إلى انتاج عمل بحثي جماعي وليس فردي، كونه يزيد المعرفة لدى المجموعة، ‏بحيث تتم عملية نقل المعرفة‎ Transmissionعند عرض البحث. وأشارت إلى أنها ‏ليست المرة الأولى التي تُعرض فيها الفرق البحثية في المختبر، فقد تمّ عرض ‏لثلاثة فِرق في وقت سابق، حملت ابحاثهم العناوين التالية: "الوشم"، "اسم الأب"، ‏و "ليس الكل‎ – Le pastout". ‎

مضامين الأوراق البحثية: "الكوجيتو" قدّمتها السيدة ميسون حمزة، ‏

أبرزت من خلال العرض توجّهات لاكان في الاستفادة من الكوجيتو بالمنحى ‏الرياضيّ الذي قدمه ديكارت سعياً منه لتقديم التحليل النفسي، وغياهب النفس كعلم ‏قائم بذاته، قادر على تقديم "الماتيم‎" matheme / ( ‎المقولة الرياضية) الخاص به ‏عبر اللغة. لقد استند لاكان على الكوجيتو الديكارتي ليدخل في الماتيم، بحيث أدخل ‏البعد الرياضيّ المنطقيّ ببعد التعبير اللغوي‎ le parletere ‎الذي طالما استعمله ‏لاكان كبنية رياضية أساسية لفهم اللاوعي الذي يخزن الواقع الفردي، والذي يعتبره ‏بدوره مكمن الوجود الأساسي والمتشكّل من خلال العلاقة بالآخر الاجتماعي حيث ‏يتحدد وجود الذات الواعية المتكلّمة. منوّهة بأنّ غاية لاكان الأساسية تمحورت ‏حول إثبات أنّ علم النفس وعلم النفس الاجتماعي هو علم ثابت على بنية علمية ‏صحيحة على غرار العلوم الثابتة‎.‎

‎"‎الجسد المتكلّم" قدّمتها سعاد علم الدين

تناولت علاقة الجسد مع نفسه، والآخر، والعالم، هذه العلاقة المحدّدة من خلال ‏أنظمة ثلاثة: النظام الخيالي والنظام الرمزي والنظام الواقعي. مشيرة إلى أن المتعة ‏بين هذه الأنظمة تتقاطع وتتكّون أهميتها. وهي التي يعمل اللاوعي عليها لفك رموز ‏الألغاز والأسرار والغموض والشغل الشاغل لكيفية الفهم، والتعرّف على الجسد، ‏وعلى التصوّرات الموجودة عنده وفي أفكاره. وإلاّ يكون الجسد بالنسبة له بمثابة ‏الشبح، تأتي اللغة لتكشف الغائب لأن الرمزي جعله إنسانًا‎.‎

‎"‎رغبة المُحلّل" قدّمتها أمال مخول

هو الموضوع الذي تمّت معالجته نظراً لأهميته على صعيد البحث العلمي كما على ‏صعيد التحليل النفسي، فهي تدخل في صلب العملية التحليلية، لجهة القواعد ‏الأخلاقية التي من المهم ان ينتهجها كلٌ من المحلِّل والذي تجري عليه عملية ‏التحليل، كذلك الأمر لجهة النقلة والنقلة المضادة، وأيضاً بالنسبة لقاعدة التمنعّ التي ‏يجب أن يخضع لها كل منهما، للوصول بالعملية التحليلية إلى هدفها بالرد على ‏طلب المريض‎.‎

اختتم اللقاء بمشاركة الأساتذة والحضور من خلال طرح أسئلتهم الاستيضاحية ‏حول مضمون الندوة، استتبعها إعلان منسقة مختبر علم النفس الاجتماعي ‏البروفسورة مكي عن إطلاق فِرق بحثية جديدة ضمن المختبر، طرح أثنى عليه ‏رئيس مركز الأبحاث البروفسور أبو رضا منوّهاً بمضمون الندوة ومعلناً عن تبنّي ‏المركز لنشر الأوراق البحثية المدرجة ضمن الندوة، ومؤكّداً على أهمية البحث ‏العلمي الجماعي الذي هو حاجة الجامعة اللبنانية لإنتاج الأبحاث العلمية، ومقترحاً ‏تعاون مختبر علم النفس الاجتماعي مع باقي المختبرات لإنتاج مثل هذه الأبحاث، ‏مشدّداً على أهميتها ولافتاً بأنّه يفتح آفاقًا جديدة للتفكير، وهو أمر مطلوب بحسب ‏أبو رضا من صلب مختبرات مركز الأبحاث‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 كانون الثاني 2021 11:01