15 كانون الثاني 2021 | 11:37

أخبار لبنان

عندما يتوزّع "فائض" الكيد بين العونيّين وأقلام "حزب الله‎" ‎

عندما يتوزّع

مستقبل ويب


رغم انهيار الهيكل فوق رؤوس الجميع، مسيحيين ومسلمين معاً، ورغم العزلة التي أصابت لبنان ‏‏"الجسر بين الشرق والغرب"، يُمعن العونيون في إغراقه أكثر وأكثر في فائض جديد - قديم من ‏الشعارات والكيديات‎ .‎

وبدلاً من أن يكون "الطبق الأساسي" للنقاش الدائر في الجمهورية كيف السبيل لأن تبصر حكومة ‏اختصاصيين النور، يستعين العونيّون بـ"اختصاصيين" بثقافة "الفائض" يتوزّعون معهم أدوار ‏التحامل على الرئيس المكلّف سعد الحريري من أجل "الإعتذار".‏‎ ‎

أقلام "حزب الله" تنضمّ أحياناً، وتقود أحياناً أخرى مسلسل الهجوم، حتى إذا احتار سالم زهران ‏في "جنس" زيارات الحريري للخارج، سارع عماد مرمل الى تصويب هدفَي القصر و"سنتر ‏الشالوحي "وهما واحد : قطع الطريق على تشكيل الحكومة‎.‎

لا يتورّع هؤلاء، مثلهم مثل العونيّين، عن التغريد خارج سرب الوقائع والحقائق : المطلوب من ‏الحريري "الترفّع عن مزاجه الفردي لصالح المصلحة اللبنانية العليا"،باعتبار أنه هو ، وليس ‏رئيس الجمهورية، من سرّب بالصوت والصورة عيّنة من "فائض" "المزاج الفردي" مع اتهام ‏الرئيس المكلّف بـ"الكذب" لإحراجه من أجل إخراجه‎ .‎

فات هؤلاء أن رئيس الجمهورية نفسه ،وبالصوت والصورة، نضَح بنواياه عشية استشارات ‏التكليف، وحضّ النواب على عدم تسمية الحريري ،قبل أن تتلاحق المحطات التي استند إليها ‏لاحقاً هو وجبران باسيل‎ .‎

كما فات هؤلاء أن نظرية وجوب أن تكون الحكومة مؤلّفة من اختصاصيين "بدءاً من رئيسها ‏وصولاً الى آخر وزير فيها" ، تنطبق أولاً على رئيس الجمهورية الذي يرأس جلسات مجلس ‏الوزراء "عندما يشاء" كما ورد في أحكام الدستور، علاوة على أنه "قائد أكبر تيار سياسي ‏مسيحي"، كما يرِد مراراً وتكراراً في أدبيات التيار " الوطني الحرّ". ‏

ولا تخلو الأسباب الموجبة لوجوب "اعتذار" الحريري من ذرائع تنتمي الى ما يثير السخرية، مثل ‏اتهام من استنفر المجتمعين العربي والدولي من أجل إنجاح مؤتمر "سيدر"بعدم تنفيذ موجباته أو ‏‏"عدم ائتمانه على الإصلاح". ربما ظنّ هؤلاءأن اللبنانيين الذين فقدوا الكثير من حقوقهم ‏وامتيازاتهم الاقتصادية والاجتماعية في ظلّ هذا العهد، أصيبوا أيضاً بفقدان الذاكرة ونسَوا هويّة ‏معطّلي "سيدر" والموازنات وجلسات مجلس الوزراء لغاية في قبرشمون‎ .‎

أما ادعاء الأقلام نفسها، بلسانها أو بالنيابة عن العونيين، أن الرئيس المكلّف "نسج تفاهمات تحت ‏الطاولة مع المكوّنات الأخرى"، فتكفي العودة الى مواقف عدد من الأقطاب السياسيين ،وهم ‏أحياء يرزقون ، لدحضها جملة وتفصيلاً . فرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية قال بالفم الملآن ‏أن الرئيس المكلّف لم يطلب منه أي مرشّح للحكومة ولا عرض عليه أي اسم .كما أن رئيس ‏الحزب "التقدمي الاشتراكي" أكد الأمر نفسه مع إشارات عتب على الحريري لأنه لم يفعل . أما ‏إذا كان المقصود "تفاهم تحت الطاولة" بين الحريري و"حزب الله" فطريق أصحاب هذه الأقلام ‏أقرب الى حارة حريك منها الى "سنتر الشالوحي" للتثبّت من حقيقة ما فعله الرئيس المكلّف‎ .‎

ثبت بما لا يقبل الشك أن عقل العونيين، ومعهم المروّجون لثقافتهم الشعبوية، ما زال غارقاً في ‏زمن ما قبل الانهيار، وأن بدعة "الميثاقية" المشوّهة التي نجح في تسويقها قبل 17 تشرين ‏أصبحت مرذولة من المسيحيين أولاً. كما أصبح واضحاً أن أسطوانة "الحقوق"التي طالما تسلّح ‏بها هذا العقل بذريعة الدفاع عن المسيحيين تحوّلت بعد وصول صاحبها الى القصر الى مجرّد ‏دفاع عن "حقوق الرئيس" أو صلاحياته المزعومة‎ .‎

أما الأخطر فهو أن هؤلاء لا يكتفون بانتهاك الدستور وضربه كلّما أشرقت الشمس ، وإنما ‏بتفسيره على هواهم وعلى نحوٍ ينسف مرتكزاته من الأساس. فعن أي مادة دستورية في الطائف ‏يتحدث هؤلاء تشير الى أنه "أصبح لرئيس الجمهورية شريك في صلاحية تأليف الحكومة هو ‏الرئيس المكلّف بعد أن كان يسمّي الوزراء ويختار منهم رئيساً( قبل الطائف) ؟‎!‎

هذا باختصار هذيان موصوف وتحريف متعمّد لنص الدستور الذي يحدّد بوضوح كيفية اختيار ‏رئيس الحكومة، أي عن طريق الأكثرية النيابية وليس رئيس الجمهورية.. ونقطة على السطر‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 كانون الثاني 2021 11:37