22 كانون الثاني 2021 | 08:19

أخبار لبنان

إقفال بلا سيطرة والمعاندة "الحاكمة" لا تتراجع

‏ كتبت صحيفة "النهار" تقول: لم يفاجئ قرار تمديد الاقفال العام في البلاد حتى 8 ‏شباط المقبل اللبنانيين الذين لا يكتوون فقط بالوقائع الشرسة للانتشار الوبائي ‏حاصدا كل يوم الاف المصابين وعشرات الضحايا، وانما أيضا وأساسا بحالة ‏مخيفة ومستشرسة أيضا من المعاندة السياسية التي تمعن في تعطيل ولادة حكومة ‏انقاذية لا مجال للسيطرة على شتى الازمات والانهيارات التي تعتصر لبنان ‏واللبنانيين من دونها. فاذا بدا قرار تمديد الاقفال لأسبوعين إضافيين من باب ‏تحصيل الحاصل والضرورات التي لا مفر منها لمحاولة لجم الانتشار المخيف ‏الآخذ في التصاعد للاصابات بكورونا وتخفيف الوضع غير المسبوق حتى في ‏الحروب في المستشفيات، فان ذلك لم يحجب في أي شكل حقيقة يتداولها الداخل ‏والخارج سواء بسواء وهي ان لبنان يهرول بسرعة مخيفة نحو الارتطام الكبير ‏الذي ستتداخل فيه التداعيات الصحية الخطيرة بتداعيات الوضع الاجتماعي ‏والاقتصادي والمالي الذي سينفجر في نهاية المطاف ما دام المعنيون المباشرون ‏بتعطيل تشكيل الحكومة التي طال انتظارها لا يقيمون اعتبارا للشق السياسي ‏الأساسي الإلزامي لإنقاذ البلاد ويسخرون غرق اللبنانيين في تداعيات الكارثة ‏الصحية في إبقاء الفراغ الحكومي سلاحا للضغط على خصومهم ولتحقيق أهدافهم ‏الفئوية المكشوفة. ‏

ولعل ما يزيد الوضع خطورة وقتامة ان مصادر سياسية بارزة نقلت في مجالسها ‏الخاصة كلاما عن قصر بعبدا يفيد بان لا حل قريبا للازمة الحكومية وان بعبدا ‏على موقفها من تشكيلة الرئيس المكلف سعد الحريري وليست في وارد التراجع بل ‏على الحريري التراجع ووضع أسس جديدة لتشكيلة حكومية، كما ان بعبدا لا تجد ‏نفسها معنية بأي موقف او توضيح لشريط الفيديو الذي نال فيه كلام رئيس ‏الجمهورية من الرئيس المكلف‎.‎

وتجدر الإشارة الى انه في سياق المواقف العربية من لبنان، أكد امس وزير ‏الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن "لبنان يمتلك مقومات للنجاح لكنه ‏يحتاج للإصلاح ولن يزدهر بلا إصلاح سياسي ونبذ ميليشيات حزب الله‎".‎

التمديد والتفشي

يجري هذا وسط تفاقم مخيف لكارثة الانتشار الوبائي التي سجلت آخر اعدادها ‏امس 4594 إصابة و67 حالة وفاة الامر الذي استدعى مجددا استنفارا لتمديد ‏الاقفال العام والتشدد في إبقاء الاستثناءات محدودة ابتداء من 25 الجاري حتى 8 ‏شباط المقبل. وأعلن المجلس الاعلى للدفاع بعد اجتماع طارئ برئاسة رئيس ‏الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا تمديد العمل بقرار الإغلاق الكامل لغاية ‏صباح يوم الإثنين 8 شباط وتم الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد في ‏تطبيق القرار المحدد. واذ اوضح ان "الاجراءات مستمرة على حالها خلال ‏الاسبوعين الممددين للاقفال"، اشار الى ان "في حال ورود أي استثناء سيعمم على ‏الجميع" والى ان "الاقفال لـ10 أيام لم يكن كافياً والمستشفيات وطاقمها الطبي ‏مرهقون والاصابات والوفيات الى ارتفاع".‏

‏ وإذ بدا لافتا امس ان رئاسة حكومة تصريف الاعمال كانت استبقت اجتماع ‏المجلس الأعلى بإعلان قرار تمديد الاقفال ببيان أصدرته عقب ترؤس رئيس ‏حكومة تصريف الاعمال حسان دياب اللجنة الوزارية المختصة بملف كورونا، ‏اعلن دياب في اجتماع المجلس الأعلى ان الإجراءات التي تتخذها الحكومة جعلت ‏لبنان الدولة الثانية في العالم التي تطبق بقسوة الإجراءات الواجب اعتمادها لمكافحة ‏هذا الوباء خصوصا ان الاستثناءات ليست كثيرة بل تقتصر على الضرورة منها ‏وسوف تستمر خلال الفترة المقبلة من الاقفال‎.‎

وفي سياق هذا الاستنفار اعلن مصرف لبنان انه استلم بعد ظهر امس طلبا من ‏وزارة المال لتحويل مبلغ 18 مليون دولار للخارج لشراء اللقاح عبر منصة ‏كوفاكس وقام مصرف لبنان بتنفيذ التحويل فورا حيث تم تحويل الاموال المطلوبة‎.‎

كذلك استلم مصرف لبنان الاثنين الماضي من وزارة الصحة طلب تحويل مبالغ ‏محددة لصالح المستشفيات الحكومية والخاصة وذلك بدل تسديد فواتير مرضى ‏كورونا. وقد نفذت المديريات المعنية في مصرف لبنان هذه التحويلات بشكل فوري ‏وسريع مشددا على انه يعطي الاولوية القصوى للتحويلات الخاصة بمكافحة ‏فيروس كورونا‎.‎

واعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي بعد اجتماع اللجنة العمل ‏للحصول على ما مجموعه 6 ملايين لقاح لتلقيح نحو 3 ملايين بين لبنانيين ‏ومقيمين وكشف ان وزارة الصحة ستطلق منصة لتسجيل اسماء من يريدون ‏الحصول على لقاح. وأوضح ان كمية من اللقاحات ستصل في بداية شباط لتصل ‏الأخرى تباعاً بشكل اسبوعي‎ .‎

وكان البنك الدولي وافق على إعادة تخصيص مبلغ 34 مليون دولار في إطار ‏مشروع تعزيز النظام الصحي الحالي للمساعدة في توفير اللقاحات للبنان. ويمثّل ‏ذلك أول عملية يُموِّلها البنك الدولي لشراء لقاحات كورونا. وسيتيح هذا التمويل ‏اللقاحات لأكثر من مليوني شخص، ومن المتوقع أن تصل إلى لبنان في أوائل ‏شباط‎.‎

المأزق وجبهة المعارضة

وسط هذه الأجواء لم يحمل المشهد السياسي أي جديد على صعيد المأزق الحكومي ‏باستثناء زيارة قام بها مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي ‏الى بكركي حيث استقبله البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في إطار ‏استكمال مساعيه للاسراع في تشكيل حكومة‎.‎

وفيما أكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" ان الواقع المأزوم في لبنان "يتطلب تأليف ‏حكومة في أسرع وقت"، اعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ ‏الهدف من الاتصالات التي تقوم بها "القوات اللبنانية" في الوقت الحاضر، "هو ‏تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء ‏انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة ‏كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال انتظارها" . وقال ‏‏"إن السلبية والعقبات واللامبالاة التي يضعها البعض في طريق نشوء هذه الجبهة، ‏لا تؤدي سوى إلى إطالة عمر الأكثرية النيابية الحاكمة، وبالتالي إطالة أمد الأزمة، ‏وإطالة درب جلجلة اللبنانيين." وأكّد "أنّ التباكي والتشكي والانتقاد والتحسر ‏والبكاء على الاطلال لا يفيد بشيء، وما يفيد هو تجميع قوى المعارضة لتشكيل قوة ‏سياسية لا يستهان بها تعمل بكل جد لحصول انتخابات نيابية مبكرة، تكون مدخلا ‏للتغيير المنشود في السلطة‎".‎


النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 كانون الثاني 2021 08:19