فستان زفاف الأميرة ديانا لا يُنسى، وكيف ذلك وقد كلف ما يقترب من نصف مليون دولار بأسعار اليوم، وقد زين هذا الثوب الحريري العاجي بـ10 آلاف لؤلؤة، وخيط بأكثر من 200 متر من التول، بالإضافة للدانتيل والترتر والتطريز اليدوي، ورغم الجهد الضخم الذي بذله مصمموه، فلم يكن الخيار الوحيد المتاح لحفل زفاف الأميرة ديانا والأمير تشارلز.
فستان زفاف الأميرة ديانا.. لزفاف يصعب تكراره!
عندما يكلف مصمم بتصميم فستان زفاف عصره فإن هذا يعني اهتماماً خاصاً بكل تفصيلة فيه.
الفستان زُيّن بأكثر من 10000 لؤلؤة، و220 متراً من قماش التول، نحو 90 متراً في الفستان نفسه الذي صُنع من عدة طبقات من التول بشكل معقد، بالإضافة لـ 140 أخرى في الطرحة.
فستان الحرير العاجي المغزول ودانتيل كاريكماكروس مطرز يدوياً بالكامل، بالترتر الصغير واللؤلؤ، وكان الفستان الملكي الأطول، فقد بلغ طول ذيله نحو 8 أمتار، لتبدو الأميرة دياناً وكأنها “فراشة تخرج من شرنقتها، وترفع جناحيها وتوشك على الطيران”، كما أراد لها المصممون.
فستان زفاف الأميرة ديانا زُيّن كذلك بحدوة حصان صغيرة من الذهب عيار 18 قيراطاً مرصعة بالماس الأبيض كنوع من جلب الحظ، هذا الفستان استغرق تصميمه أسابيع من العمل وتكلف نحو 448،572 دولاراً، وفقاً لمجلة الأزياء الأميركية Harper’s Bazaar.
الفستان لم يكن الوحيد المطرز باللؤلؤ والترتر، فالحذاء زُيّن بـ 542 قطعة ترتر، و132 لؤلؤة.
الفستان وصل قبل الزفاف بيوم
وصل فستان زفاف الأميرة ديانا في اليوم السابق لزفافها الذي أقيم في 29 يوليو/تموز 1981 بكاتدرائية القديس باول، بينما كانت تجهز تسريحة شعر الأميرة ديانا والمكياج وتستعد للزفاف الذي يبدأ بعد ساعات.
وصول الفستان متأخراً كان أمراً متعمداً، في محاولة منسّقة للاحتفاظ بالسرية حتى اللحظة الأخيرة، وقد تم إغلاق الفستان بمظاريف فتحت في نفس اللحظة التي صعدت فيها العروس على عربة زجاجية للسفر من كلارنس هاوس إلى سانت بول، حتى إن الصحف البريطانية وصفت الفستان بأنه “الفستان الذي حظي بأكثر حراسة في تاريخ الموضة”، وكيف لا وهو فستان الأميرة التي شاهد زفافها ما يقدر بنحو 750 مليون مشاهد من 74 بلداً في وقتها.
أيضاً تم تصميم عدة فساتين في حالة تسرّب تفاصيل عن الفستان الأصلي، أو حدوث أي طارئ غير متوقع، إذ صُنعت تنورة إضافية في حالة انسكاب أي شيء على التنورة، وصنعت مظلة مطابقة من الدانتيل واللؤلؤ في حالة المطر.
وأفيد وقت الزفاف بأنه تم صنع ثلاث فساتين أخرى، في حالة تسرّب تفاصيل عن الفستان الأصلي إلى الصحافة، بينما ظهر فستان آخر متطابق في مزاد عام 2005، كان قد صُنع من أجل النحاتة الفرنسية مدام توسو.
أيضاً في عام 2011، اعترفت المصممة بوجود تصميم آخر بالكامل، لم تجربه ديانا أبداً، وفقاً لمجلة People.
المصمم الذي عرفته الأميرة ديانا بالصدفة
قابلت الأميرة ديانا مصمم الفستان الزوجين الشابين إليزابيث وديفيد إيمانويل خلال اجتماع مع محرري مجلة الموضة والأزياء Vogue، وذلك قبل أن تُخطَب للأمير تشارلز، وقد صمما لها بضعة فساتين ارتدتها قبل الخطبة.
وعندما حان الوقت لاتخاذ القرار الأكثر أهمية في حياتها الملكية، اختارت الأميرة ديانا المصممين الشابين، الذين كانا يعملان في مجال الأزياء منذ سبع سنوات فقط، ولم يكونا معروفين كثيراً وقتها، ولا علامتهما التجارية التي تحمل اسم “إيمانويل”.
عندما حكت المصممة إليزابيث عن طلب الأميرة ديانا قالت إنه حدث بينما كانوا مشغولين بالعمل، سمعت صوت الهاتف، وركضت للطابق العلوي وهي منزعجة بسبب انشغالها، لكن المفاجأة أن المتصل كانت الأميرة ديانا شخصياً.
لم تعرّف الأميرة نفسها بـ”الليدي”، بل اكتفت بقول: “مرحباً أنا ديانا. أنا فقط أتساءل هل يمكنكم تصميم فستان زفافي؟”، وهنا رقص المصممان فرحاً، وظنَّا أنها مزحة، كما نقل موقع Biography.
كانت ديانا، التي كانت تبلغ من العمر 20 عاماً وقتها، قريبة إلى حد ما من عمر المصممين (كانت إليزابيث تبلغ من العمر 27 عاماً، وديفيد كان يبلغ من العمر 28 عاماً)، وبدا واضحاً أنها تثق بعملهما، حتى أعلن قصر باكنغهام (في مارس/آذار 1981) عن أن إيمانويل سيكون مصمم الفستان، ومن وقتها أصبح متجر Brook Street محاطاً بالمصورين، ما اضطر المتجر إلى حماية نفسه من عدساتهم بالستائر وحراس الأمن الذين عينوا طوال 4 أشهر حتى حفل الزفاف.
أرادت ديانا فستاناً بـ”خصر ضيق، وتنورة كبيرة، وأكمام منتفخة”، وتركت الخيال للمصممين ليبدعوا في التصميم الذي خرج أخيراً وأعجبها.
أشاد المصممان كثيراً ببساطة الأميرة ديانا وثقتها بهما، وأكدا أنها لم تبدِ أي فخر وتكبر بأنها أميرة العصر، وكانت تقف ثابتة بالساعات ولم تشكُ أبداً من الدبابيس وأخذ المقاسات وتجربة الفستان مع كل مرحلة من مراحل التصميم.
الفستان تركته الأميرة الراحلة إرثاً لابنيها الأميرين ويليام وهاري، إذ كتبته لهما في وصيتها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.