4 شباط 2021 | 08:10

أخبار لبنان

مصر والإمارات على خط الدفع بالمبادرة الفرنسية

كتبت صحيفة "النهار" تقول: مع ان كلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شأن الازمة ‏الحكومية في لبنان لم يتضمن ما يشبه المفردات اللاذعة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ‏حق الطبقة السياسية اللبنانية، فان الرسائل السياسية المباشرة التي وجهها السيسي والمسؤولون ‏المصريون الأخرون في هذا السياق، اكتسبت دلالات بارزة حيال النظرة الشديدة السلبية التي ‏تغلب على العالم العربي كما الغربي، حيال تعطيل تشكيل الحكومة. وبدا واضحا ان زيارة رئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري للقاهرة، والجولات المتعددة لمحادثاته مع الرئيس المصري ‏ووزير الخارجية سامح شكري والمدير العام للمخابرات المصرية، وكذلك مع الأمين العام ‏للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والإحاطة الدافئة التي حرصت القاهرة على اظهارها في استقبال ‏الحريري رسمت شكلا ومضمونًا اطار الدعم المصري القوي للرئيس المكلف وحضا قويا على ‏تسهيل مهمته في تشكيل الحكومة العتيدة وتجاوز الاشتراطات والتعقيدات التي تحول دون ‏استكمال هذا الاستحقاق الملح.‏

زيارة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى مصر وحفاوة استقباله من الرئيس المصري السيسي ‏تعكس دخول مصر بقوة على دعم المبادرة الفرنسية، بعد دولة الامارات التي سيتوجه اليها ‏مجدداً الرئيس الحريري عشية زيارته المرتقبة الى باريس. وتشير المعلومات الى ان الحريري ‏وبانتظار الاتفاق الداخلي على تأليف حكومة المهمة من المستقلين عن الاحزاب، قرر التحرك ‏خارجياً لملاقاة المبادرة الفرنسية بشقها الخارجي من حيث تأمين الحشد المطلوب عربياً وخليجياً ‏ودولياً للمساعدات التي ستقدم للبنان بعد تأليف الحكومة. وأفادت معلومات ان الحريري يطرح ‏تشكيل مجموعة دعم عربية للبنان وإمكان انشاء صندوق عربي لتوفير المساعدات المالية. كما ‏تشير المعلومات الى ان كلاً من مصر والامارات تعملان مع باريس على ملاقاة المبادرة ‏الفرنسية ان باتجاه القوى السياسية في لبنان او باتجاه الدول الخليج ولا سيما المملكة العربية ‏السعودية.‏

واذا كان الدعم المصري المعلن بشكل واضح لتشكيل الحريري حكومة مستقلين اتخذ بعده ‏الداخلي من خلال التغطية المصرية أيضا للموقف الذي اعلنه قبل أيام قليلة رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري، فان مجمل الخلاصات التي انتهت اليها زيارة الحريري للقاهرة عكست الالتقاء ‏الواضح بين الدور المصري الدافع نحو تشكيل الحكومة والمبادرة الفرنسية التي تحركت مجددا ‏في الفترة الأخيرة. وليست هذه المرة الأولى التي تبرز فيها ملامح التنسيق الفرنسي المصري ‏حيال الوضع في لبنان، اذ ان المراحل الأولى من اطلاق المبادرة الفرنسية في آب الماضي كانت ‏شهدت تناغما مماثلا بين باريس والقاهرة حيال لبنان، ولو ان التساؤلات ستتركز الان على ‏المسالك التنفيذية لترجمة إعادة تفعيل التنسيق والتكامل بين ادوار الدول الداعمة لاستعجال تشكيل ‏الحكومة، وهل سيجدي الضغط التصاعدي لهذه المواقف في كسر جدار التعطيل؟ وتشير ‏المعطيات الى ان أي مؤشر إيجابي لم يطرأ في الداخل بعد، لكن يبدو ان الفترة المقبلة ستشهد ‏بداية عودة الاهتمامات الخارجية بالملف اللبناني سواء من خلال التخوف على استقراره الأمني ‏والاجتماعي او من خلال تحرك الملفات الإقليمية ذات التأثير على واقع لبنان.‏

وقد اكد الرئيس المصري خلال استقباله الرئيس الحريري بحضور وزير الخارجية سامح شكري ‏‏"حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول، واخراج لبنان من الحالة التي ‏يعاني منها حالياً، من خلال قيام كل القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية،ِ وتسوية الخلافات، ‏وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات ‏الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني". واعرب "عن خالص التمنيات للحريري في ‏تشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق الأمن ‏والاستقرار"، ومشدداً على "استعداد مصر لتقديم كل أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات ‏التي يواجهها لبنان، لاسيما التداعيات التي خلفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت وجائحة ‏فيروس كورونا". اما الحريري فأعرب عن "تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في ‏المجالات كافة ، خاصةً من خلال تقديم كافة أشكال العون والمساعدات للبنان في أعقاب ‏تداعيات حادث مرفأ بيروت، وكذلك كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ‏ككل".‏

كذلك برز موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال لقائه الحريري ، اذ ‏ناشد" كل الأطياف السياسية تنحية الخلافات ومنطق المحاصصة الضيق جانبا وإعلاء مصلحة ‏الوطن، وتقديم المواءمات اللازمة لإنجاح رئيس الوزراء المكلف في تأليف حكومة من ‏الاختصاصيين، تكون مهمتها إنقاذية في المقام الأول، وبما يعبد الطريق أمام أصدقاء لبنان في ‏المجتمعين العربي والدولي لتقديم الدعم الضروري لانتشال البلد من أزمته".‏

وفي سياق متصل شكل الملف الحكومي محور لقاء البطريرك الماروني الكاردينال بشاره بطرس ‏الراعي والسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وأفادت المعلومات انه كان تشديد بينهما على ضرورة ‏تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت لتعمل على إنقاذ لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية ‏والاجتماعية.‏

مؤشر انهيار الدولة

وفي غضون ذلك اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن أعمال الشغب الأخيرة التي وقعت في ‏مدينة طرابلس، "هي مؤشر جديد على بوادر انهيار الدولة".‏ وقالت "يجب على شركاء لبنان ‏الدوليين مواصلة الضغط على نخبته ‏الحاكمة لحل الأزمات، ومضاعفة المساعدات الإنسانية ‏للسكان اليائسين بشكل متزايد"، مضيفة "طرابلس ومحيطها من أفقر المناطق في لبنان، لكن ‏المعاناة تزداد سوءا في ‏جميع أنحاء البلاد، وفي أفعالهم وردودهم، ربما قدم المتظاهرون ومثيرو ‏الشغب في المدينة ‏‏صورة لما ينتظر لبنان في الأشهر المقبلة".‏ وحذرت من أن "إذا استمر ‏الانحدار الاقتصادي بالهبوط، أو أدت تدابير تقشف جديدة ‏مثل خفض الدعم عن السلع إلى زيادة ‏الضغوط الاجتماعية، فقد يتزعزع الاستقرار في البلاد ‏بشكل خطير".‏

‏"حرب المسيرات"‏

وسط هذه الأجواء بدأ القلق يتصاعد حيال ملامح التوتر التي سادت الحدود الجنوبية امس عقب ‏اطلاق "المقاومة الإسلامية" صاروخا في اتجاه طائرة إسرائيلية مسيرة كما في ظل تحليق ‏مسيرة إسرائيلية في سماء الضاحية الجنوبية ليل أول من امس . ومع ان احتمالات التصعيد ‏المتبادل لا تزال تبدو مستبعدة فان أجواء التوتر تجد ترجمة لها مع اقتراب موعد الانتخابات ‏الإسرائيلية واستخدام الوضع اللبناني من ضمن الأوراق الانتخابية .‏

وأفاد المحلّل العسكري لــ"القناة 12" الإسرائيلية مساء امس بأن الجيش الإسرائيلي يُناقش ما إذا ‏كان يجب الردّ على عملية استهداف طائرة الاستطلاع بصاروخ أرض-جو في جنوب لبنان ‏امس. وذكر المحلل أن هناك تخوفاً لدى الجيش من أن عدم الرد على حادث الامس، سيؤدي إلى ‏تعرض الطائرات الإسرائيلية إلى مزيد من التهديدات.‏



النهار

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 شباط 2021 08:10