في الذكرى السادسة عشرة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري كتب فادي مالك الخير: إنها الذكرى السادسة عشر لاغتيال الرفيق ...
ستة عشر عاما مرت على اغتيال حلم اللبنانيين و الوطنيين بلبنانٍ أفضل ...
تسلم الرئيس الشهيد رئاسة الحكومة في لبنان لأول مرة في أواخر العام ١٩٩٢ ، بعد انتهاء الحرب الأهلية المدمرة التي دامت قرابة ال ١٥ عاما ، خلّفت وراءها كثيرا من المآسي بدءاً من تدمير معظم البنى التحتية في الوطن مرورا بعشرات الآلاف من المفقودين و القتلى الذي ناهز عددهم ال ٢٠٠ الف قتيل على مساحة الوطن و انتهاء بانهيار تام أصاب معظم كوادر و مؤسسات الدولة ...
عاد الرئيس الشهيد الى وطنه لبنان بعد أن اكتملت لديه خطة إعادة اعمار البلد متسلحا بحصانة و إجماع دولي حول الدور الذي قرر أن يلعبه على الساحة السياسية في لبنان محققاً بذلك الحلم الذي لطالما رافق الوطنيين الأحرار من مختلف الطوائف و المذاهب على مساحة الوطن ...
عاد الرئيس الشهيد الى وطنه الأم بعد أن مهّد لعودته مُجنِّداً عشرات الآلاف من الشباب المتعلم و من حَمَلَة الشهادات الجامعية الكبرى بعد أن آمن بالدور المهم المطلوب من هؤلاء في إعادة إرساء قواعد الدولة القوية و التي يجب أن تحل محل الميليشيات المسلحة التي عاثت في البلد فسادا منذ بدء الحرب الأهلية و التي استخدمها فيما بعد لتكون الرافعة الحقيقية لمجتمع عانى الأمرّين من سطوة قوة السلاح الغير شرعي و الذي أتى على جميع مقدرات الوطن ...
حكم الحريري الشهيد ما يقارب العشر سنوات في حكومات متتالية ( عدا الفترة ما بين ١٩٩٨ و ٢٠٠٠ ) ، استطاع من خلالها أن ينهض بالبلد مجددا و أن يضعه على خارطة الدول الأكثر نمواً في حينه حيث كانت نسبة النمو الاقتصادي قد بلغت ذروتها مقارنة بدولٍ أخرى كانت تمتلك من الأمن و الأمان و القدرة المالية الهائلة لتجعلها الأولى في المنطقة ...
اهتم الرئيس الشهيد بالبشر و بالحجر ...
بنى بيروت و أعاد الحياة النابضة الى شوارعها و أزقتها و دفع بها لتعود مقصداً اقتصاديا و معلماً سياحيا و واحة لاجتذاب رؤوس الأموال و الاستثمار الآمن من مختلف أصقاع الأرض ...
في ١٤ شباط ٢٠٠٥ قتلوا رفيق الحريري ...
اغتالوا الحلم الواعد بمستقبل أفضل ...
في ١٤ شباط ٢٠٠٥ قتلوا المارد الازرق ليخرج بعد ذلك الأقزام من جحورهم محاولين سرقة الانجازات الكبرى و من ثم تحويلها إلى أرض جوفاء تفتقر الى الحد الادنى من الوطنية و المسؤولية و الضمير ...
جاء الحريري الإبن محاولا إنقاذ مشروع الدولة المدنية الحديثة مستفيدا من الحالة اللبنانية الجامعة و الارادة الشعبية الحرة خاصة بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان ...
إلا أن هذا المشروع ما لبث أن اصطدم بالقوى الداخلية المستجدة و المحتكمة الى قوة السلاح و التي جَثَتْ على صدور اللبنانيين كافة فكفّت يد الرجل بل زادته حصارا حتى بلغ الفساد ذروته و وصلنا إلى حكم الرويبضة ...
هذه القوى التي صرفت المال العام من دون حسيب و لا رقيب مرة بحجة الميثاقية و مرة أخرى تحت حجة الاستحصال على حقوق الطوائف ...
هذه الطائفية البغضاء التي نخرت في جسم الوطن و التي ما زال الحريري الابن يحاول حتى اللحظة تخطيها عبر اقتناعه بضرورة تشكيل حكومة مستقلة من اختصاصيين هدفها حصراً انقاذ ما تبقى من البلد ...
لقد قدم الرئيس سعد الحريري تشكيلته الأولى من نوعها منذ أكثر من ٥٠ يوماً ، و هو ما زال ينتظر كمعظم اللبنانيين خروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا علّه ينجح في الامتحان الأخير و الفرصة الأخيرة لإعادة ضخ الحياة في عروق الوطن المتهالك ...
فهل تكون الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الرفيق موعدا جديدا للبدء في مسيرة الانقاذ أو الموعد الرسمي لإسقاط البلد في قعر جهنم ... !
رحم الله رفيق الحريري وحمى لبنان و اللبنانيين من شرور الأحلام المدمرة ..."
#البلد_مش_ماشي
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.