13 شباط 2021 | 11:59

أخبار لبنان

الذكرى الـ ١٦ على سرقة حلم بناء الوطن

في الذكرى السادسة عشرة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري كتب فادي مالك ‏الخير: إنها الذكرى السادسة عشر لاغتيال الرفيق ...‏

ستة عشر عاما مرت على اغتيال حلم اللبنانيين و الوطنيين بلبنانٍ أفضل ...‏

تسلم الرئيس الشهيد رئاسة الحكومة في لبنان لأول مرة في أواخر العام ١٩٩٢ ، ‏بعد انتهاء الحرب الأهلية المدمرة التي دامت قرابة ال ١٥ عاما ، خلّفت وراءها ‏كثيرا من المآسي بدءاً من تدمير معظم البنى التحتية في الوطن مرورا بعشرات ‏الآلاف من المفقودين و القتلى الذي ناهز عددهم ال ٢٠٠ الف قتيل على مساحة ‏الوطن و انتهاء بانهيار تام أصاب معظم كوادر و مؤسسات الدولة ... ‏

عاد الرئيس الشهيد الى وطنه لبنان بعد أن اكتملت لديه خطة إعادة اعمار البلد ‏متسلحا بحصانة و إجماع دولي حول الدور الذي قرر أن يلعبه على الساحة ‏السياسية في لبنان محققاً بذلك الحلم الذي لطالما رافق الوطنيين الأحرار من ‏مختلف الطوائف و المذاهب على مساحة الوطن ... ‏

عاد الرئيس الشهيد الى وطنه الأم بعد أن مهّد لعودته مُجنِّداً عشرات الآلاف من ‏الشباب المتعلم و من حَمَلَة الشهادات الجامعية الكبرى بعد أن آمن بالدور المهم ‏المطلوب من هؤلاء في إعادة إرساء قواعد الدولة القوية و التي يجب أن تحل محل ‏الميليشيات المسلحة التي عاثت في البلد فسادا منذ بدء الحرب الأهلية و التي ‏استخدمها فيما بعد لتكون الرافعة الحقيقية لمجتمع عانى الأمرّين من سطوة قوة ‏السلاح الغير شرعي و الذي أتى على جميع مقدرات الوطن ...‏

حكم الحريري الشهيد ما يقارب العشر سنوات في حكومات متتالية ( عدا الفترة ما ‏بين ١٩٩٨ و ٢٠٠٠ ) ، استطاع من خلالها أن ينهض بالبلد مجددا و أن يضعه ‏على خارطة الدول الأكثر نمواً في حينه حيث كانت نسبة النمو الاقتصادي قد بلغت ‏ذروتها مقارنة بدولٍ أخرى كانت تمتلك من الأمن و الأمان و القدرة المالية الهائلة ‏لتجعلها الأولى في المنطقة ... ‏

اهتم الرئيس الشهيد بالبشر و بالحجر ...‏

بنى بيروت و أعاد الحياة النابضة الى شوارعها و أزقتها و دفع بها لتعود مقصداً ‏اقتصاديا و معلماً سياحيا و واحة لاجتذاب رؤوس الأموال و الاستثمار الآمن من ‏مختلف أصقاع الأرض ... ‏

في ١٤ شباط ٢٠٠٥ قتلوا رفيق الحريري ...‏

اغتالوا الحلم الواعد بمستقبل أفضل ... ‏

في ١٤ شباط ٢٠٠٥ قتلوا المارد الازرق ليخرج بعد ذلك الأقزام من جحورهم ‏محاولين سرقة الانجازات الكبرى و من ثم تحويلها إلى أرض جوفاء تفتقر الى ‏الحد الادنى من الوطنية و المسؤولية و الضمير ... ‏

جاء الحريري الإبن محاولا إنقاذ مشروع الدولة المدنية الحديثة مستفيدا من الحالة ‏اللبنانية الجامعة و الارادة الشعبية الحرة خاصة بعد انسحاب الجيش السوري من ‏لبنان ... ‏

إلا أن هذا المشروع ما لبث أن اصطدم بالقوى الداخلية المستجدة و المحتكمة الى ‏قوة السلاح و التي جَثَتْ على صدور اللبنانيين كافة فكفّت يد الرجل بل زادته ‏حصارا حتى بلغ الفساد ذروته و وصلنا إلى حكم الرويبضة ... ‏

هذه القوى التي صرفت المال العام من دون حسيب و لا رقيب مرة بحجة الميثاقية ‏و مرة أخرى تحت حجة الاستحصال على حقوق الطوائف ... ‏

هذه الطائفية البغضاء التي نخرت في جسم الوطن و التي ما زال الحريري الابن ‏يحاول حتى اللحظة تخطيها عبر اقتناعه بضرورة تشكيل حكومة مستقلة من ‏اختصاصيين هدفها حصراً انقاذ ما تبقى من البلد ... ‏

لقد قدم الرئيس سعد الحريري تشكيلته الأولى من نوعها منذ أكثر من ٥٠ يوماً ، و ‏هو ما زال ينتظر كمعظم اللبنانيين خروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا علّه ‏ينجح في الامتحان الأخير و الفرصة الأخيرة لإعادة ضخ الحياة في عروق الوطن ‏المتهالك ... ‏

فهل تكون الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الرفيق موعدا جديدا للبدء في مسيرة ‏الانقاذ أو الموعد الرسمي لإسقاط البلد في قعر جهنم ... ! ‏

رحم الله رفيق الحريري وحمى لبنان و اللبنانيين من شرور الأحلام المدمرة ..."‏



#البلد_مش_ماشي 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 شباط 2021 11:59