انطوان مسرّه لـ"مستقبل ويب": استشهد لأنه أحب لبنان الوطن المستقل العربي والعالمي

خاص-"مستقبل ويب"

استذكر عضو المجلس الدستوري سابقًا رئيس كرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القديس يوسف انطوان مسرّه عبر "مستقبل ويب" الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال:

أعطى رفيق الحريري للبنان في زمن حيث كثيرون يسعون لسلب ما في لبنان! ما يعترينا من مشاعر في ذكرى استشهاد رفيق الحريري ورفاقه يتعدى الحزن الى الفاجعة. علينا بذل الكثير بعد الصدمة التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها.

رفيق الحريري هو بحجم لبنان، ليس لبنان الحالي، انما بحجم لبنان الذي نحلم به والذي حلم به. لبنان في صلب ثلاث قضايا عالمية: العلاقات بين الأديان، ومكانة الدول الصغرى في النظام العالمي، وفاعلية الأنظمة التعددية. لبنان ظاهرة عالمية. رفيق الحريري هو في حجم هذه الظاهرة، كما يجب أن يكون لبنان. استشهد لأنه أحب لبنان الوطن المستقل العربي والعالمي.

هو اللبناني الأصيل في زمن نتكلم فيه كثيرًا عن الهوية والأصالة الوطنية، اللبناني الأصيل الذي يتمتع بروح المبادرة في العمل، واحترام التعهدات الوطنية، والرؤية، ميزات لدى اللبناني معروفة عالميًا ومتوفرة في الرئيس الحريري وأعماله. كل لبناني ينتمي الى طائفة، إلا أن كل الطوائف حيّة فيه وخرج منها بتوليف. هكذا كانت شخصية الحريري الذي طوال حياته لم يستعمل عبارة تمس باحدى الطوائف أو تتعامل معها بدونية. اعتمد الصدق.

عالمية الرئيس الحريري هي عالمية لبنان كنموذج يجب أن ينجح. ننشر عروبة الحرية والعيش معًا.

ما حدث في المأتم ظاهرة لم تحصل في تاريخ لبنان، حيث اجتمع ما يزيد على المليون شخص بشكل عفوي وصادق من مختلف المناطق ومن كل الطبقات ومن جميع الأعمار وكل الانتماءات واللاانتماءات. انه أهم استفتاء في تاريخ لبنان في سبيل الاستقلال. تدفق الشعب اللبناني حاملاً أملاً عارمًا. خلال المأتم قُرعت أجراس الكنائس وتعالت أصوات السماحة والمآذن. هذا هو لبنان.

سقطت الشعارات عندما عبّر الناس عن قيم لبنان التأسيسية. لبنان غير مُهدد بانقسام بنيه، وقد اتعظ من تجارب الماضي. تجسدت الوحدة الوطنية في الظاهرة الشعبية. وأتى القرار 1559 بهدف اقفال الساحة اللبنانية. أسقطت تظاهرة 16/2/2005 الشعارات. في لبنان قوة واحدة استفادت من الخبرة التاريخية وتطالب باستقلال لبنان لصالح دور لبنان المستقل العالمي والعربي.

قال الأخضر الابراهيمي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في مأتم الرئيس الحريري: "ان من حق لبنان على العرب، كل العرب، وعلى العالم أن يساعدوا لبنان على تجنّب مثل هذه الأعمال وعلى إكمال المسيرة التي بدأها الرئيس الحريري، وكثيرون معه لاعادة بناء لبنان (...) إن الأمين العام للأمم المتحدة سيقوم بكل ما في وسعه لتجنيد هذه المساعدة للبنان وللمنطقة. وأعتقد ان لبنان سيكون بخير".