14 شباط 2021 | 11:32

أخبار لبنان

بهية الحريري لـ"مستقبل ويب" :مشروع رفيق الحريري لا يموت وسنكمل المسيرة مع سعد




خاص "مستقبل ويب"- رأفت نعيم

أكدت شقيقة الرئيس الشهيد رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائب بهية الحريري ان "مشروع رفيق الحريري لا يموت واذا كانوا استطاعوا قتل رفيق الحريري الذي ولد في 1 تشرين الثاني 1944 فإنهم لن يستطيعوا قتل رفيق الحريري الذي ولد في 14 شباط لأنه اصبح فكراً ونهجاً ورؤية عابرة للزمان والمكان والمناطق والطوائف".. وقالت " سنكمل المسيرة مع سعد رفيق الحريري وبمزيد من الإيمان بالله والايمان بصوابية المشروع ورسوخه في وجدان الناس ".

وفي حديث خاص ومطوّل خصصت به " مستقبل ويب" لمناسبة الذكرى السادسة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري وتحدثت خلاله عن مسيرة الرئيس الشهيد ورؤيته ومواقفه وانجازاته قالت النائب الحريري : "ان اغتيال رفيق الحريري لم يكن اغتيالاً للشخص وانما للمشروع ولقدرة صاحبه على التغيير ، فرغم كل الظروف الصعبة التي مر بها لبنان استطاع ان يبنى البلد ويعيد للبنان رونقه وتألقه . وهذا ما لم يتوافق مع مشاريع اخرى ، فكان اغتياله اغتيالاً لدور لبنان الذي اعاده رفيق الحريري الى الضوء ، وحوله من ساحة صراع الى مكان للقاء ".

واضافت" تحل ذكرى 14 شباط من كل عام حزينة ثقيلة ، وعاماً بعد عام نشعر كم كان الاستهداف كبيراً والخسارة أكبر ، لكن عندما نرى ان اجيالاً متعاقبة من الشباب تحكي برفيق الحريري وتستحضر انجازاته وحبه لوطنه مثالاً وقدوة ، نشعر ان مدرسة رفيق الحريري تكبر بهذه القيم التي ارساها والثوابت التي آمن بها وعمل لها في حياته واستشهد من أجلها".

واشارت الحريري الى أن "مدرسة رفيق الحريري تقوم على امرين : حق الناس في أن تحصل على التعليم والطبابة وفرص العمل بكرامتها ورأسها مرفوع . والأمر الثاني هو انه كان ينظر الى جميع اللبنانيين نظرة واحدة دون تمييز ، فكان عابراً بخدماته لكل المناطق". وتقول "كانت لديه كلمة اساسية ان الذي يستطيع ان يحدث تغييراً في بلده ومجتمعه لا يجب ان يقصر بذلك ، وهو لم يكن لأحلامه لوطنه حدودا وحقق ما استطاع ان يقوم به" . وكان لديه قول يردده دائماً وهو ان " العمل الاستثنائي يحتاج اناساً استثنائيين "، وهو ما طبقه في كل المحطات الاستثنائية وابرزها حين سعى وعمل لوقف الحرب في لبنان وارساء المصالحة بين اللبنانيين عبر مؤتمر الطائف الذي عقد عام 1989 برعاية الملوك والرؤساء العرب والذي اسس لمرحلة السلم الأهلي وعودة الشرعية واعادة اعمار البلد واستعادة الثقة به ، وتحفيز الدول والعالم من حولنا حتى يأتوا ويروا لبنان بعيون رفيق الحريري . فهو كان يرى لبنان كبيرا جدا وقيمة ليست موجودة بأي بلد آخر ، كبيرا بدوره رغم صغر مساحته".

وتابعت الحريري " رفيق الحريري احب لبنان وحمله في قلبه وعقله ووجدانه الى كل العالم . كان يعتبر ان التنوع الموجود في لبنان هو غنى وأن الفرص يجب ان تعطى لكل اللبنانيين دون استثناء وبناء عليه قارب بحكمة ومسؤولية كل معوقات عملية انطلاقة البلد واشتغل على تذليلها .. لقد آمن رفيق الحريري بأن لبنان نموذج لا تجده في اي مكان آخر في تعدديته وهي الغنى الأساسي للبلد، واذا اختلفنا بالآراء فهذا غنى وليس ضعفاً، ولكن ماينقصنا هو الدولة القوية . ورفيق الحريري اشتغل كثيرا لبناء دولة عادلة لتكون مظلة لكل اللبنانيين بدون تمييز وهذا الأمر الذي لا نزال نكمل به. فلا نستطيع ان نخطو الى الأمام اذا لم يكن المجتمع يريد دولة قوية . فالدولة لا تفرض على الناس وانما تنطلق من الناس وتنهض من قرار يتخذه المجتمع" ..

واعتبرت الحريري ان "الرئيس رفيق الحريري لم يكن يهوى السلطة بل كان يتعاطى مع الموقع بمسؤولية كبيرة ، مؤمناً بأن الحكم تداول ، لذا كان اول ما قام به بعد اعادة بناء وترميم السراي الكبير – مقر رئاسة مجلس الوزراء- ان ثبت فوق مدخله عبارة " لو دامت لغيرك لما آلت اليك". وفي نفس الوقت كان يطمح لأن نصل الى بناء دولة قوية والى عدالة اجتماعية تطال كل الناس بدون استثناء . وهو لم يرض في حياته ان يطلق عليه لقب زعيم طائفة او فئة ، لأنه كان زعيماً وقائداً وطنياً ، وهذا ما طبقه في عمله وانجازاته ".

وأضافت "كان رفيق الحريري يعتبر ان كل محنة تزيدك قوة ، وانه بامكاننا ان نحولها الى فرصة . ونحن الحقيقة وكل الذين رافقوا رفيق الحريري بكل مسيرته يعرفون انه لا يوجد مكان في قاموسه لكلمة احباط أو يأس وانما كانت لديه دائما ثقافة زراعة الأمل ، ليس الأمل المبني على الكذب على الناس . أثبت رفيق الحريري أنه بامكان شخص واحد أن يغير ، وأن التغيير لا يحتاج الى عدد وانما الى فكرة وخطوات . وكان يعتبر ان الانسان يجب ان يتعاطى مع الأزمات بايجابية ليستطيع حلها ".

واشارت الحريري الى ان الرئيس رفيق الحريري "آمن بالشباب واعطاهم فرصاً ليتعلموا في عز الحرب الاهلية ، ومنح الشباب اللبناني في أصعب الظروف الفرصة للخروج من حال الاحباط من واقع البلد الذي كانوا يعيشونه آنذاك واتاح لهم الحصول على التعليم في مختلف بلدان العالم ومكن كثيرين منهم من اثبات تفوقهم في العديد من المجالات . لأنه اعتبر من البداية أن ثروة لبنان الأساسية هي في انسانه وهو له عبارة شهيرة قالها في اول خطاب له في احتفال في الجامعة الأميركية في حفل تخرج سنة 1992 ، ان "بلد المليون طالب لا خوف عليه ". فالشباب هم اساس اي تغيير . وكان مؤمناً بالعلم ويحب ويحترم اهل العلم ويقدرهم وفياً لأساتذته الذين علموه".

واستحضرت الحريري بعضاً من ملامح وصفات شخصية الرئيس الشهيد فقالت" كانت علاقاته بكل الناس مبنية على الصدق والايمان والاحترام . وكان دائماً يقول ان الثقة لا تشترى ولا تباع وانما تكتسب . وكانت لديه ايضا ميزة القدرة على التسامح ايماناً منه بأن لا انسان معصوماً عن الخطأ ، وكان يعتبر انك قد لا تستطيع ان تغير الناس ولكن تستطيع ان تحاورهم وان تصل الى قواسم مشتركة معهم ودائما هناك مساحة مشتركة نستطيع ان نتقدم بها .

وختمت الحريري حديثها بتوجيه تحية لروح الرئيس الشهيد في ذكرى استشهاده السادسة عشرة وقالت " لقد كانت الصدمة باغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005 كبيرة ليس فقط لعائلته بل للبنان كله ، فالاغتيال كان بحجم الزلزال ، لكنهم وان قدروا عليه جسداً فمشروعه لا يموت . لقد تمكنوا من قتل رفيق الحريري الذي ولد في 1 تشرين الثاني 1944 ، ولكنهم لم ولن يستطيعوا قتل رفيق الحريري الذي ولد في 14 شباط لأنه اصبح فكراً ونهجاً ورؤية عابرة للزمان والمكان والمناطق والطوائف.. ونحن سنكمل المسيرة مع سعد رفيق الحريري وبمزيد من الإيمان بالله والايمان بصوابية المشروع ورسوخه في وجدان الناس والذي يعطينا قوة كبيرة .واهم شيء زرع الفكر والمبادىء التي ارساها رفيق الحريري لدى الأجيال وان تبقى موجودة لدى كل من يؤمن بلبنان كما امن به ".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 شباط 2021 11:32