14 شباط 2021 | 18:03

أخبار لبنان

أبناء شهداء مجزرة قانا لـ"مستقبل ويب": نفتقد رفيق الحريري‎ ‎

خاص - "مستقبل ويب‎"‎



على اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان سنة 1996 والمجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا ‏الجنوبية اول مرة في 18 نيسان من ذلك العام بحق المدنيين الذين التجأوا انذاك الى مقر الأمم ‏المتحدة في البلدة ، بادر الرئيس الشهيد رفيق الحريري حينها الى احتضان ورعاية ابناء شهداء ‏مجازر هذا العدوان وأسس لهذه الغاية هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان تحت اشراف شقيقته النائب ‏بهية الحريري وخصص لهذه الهيئة مبلغا من المال لتتولى رعاية ابناء الشهداء الذين فقدوا اهلهم ‏في تلك المجازر‎. ‎

اليوم بعد نحو 25 سنة على عدوان نيسان 1996 و16 سنة على جريمة اغتيال الرئيس رفيق ‏الحريري في شباط 2005 ، ماذا يقول ابناء شهداء مجزرة قانا الأولى عن رفيق الحريري‎ :‎

نفتقد رفيق الحريري

في صالون الحلاقة الخاص به ، يتابع رياض احمد جابر حياته بشكل طبيعي بعدما اسس اسرة ‏وبيتاً . رياض -وهو احد الناجين من مجزرة قانا 1996 - كان عمره 17 سنة عند وقوع ‏المجزرة ، لتبدأ بعدها علاقته بعائلة الحريري التي اصبحت لاحقا عائلته الثانية كما يقول : " ‏بسبب احتضان الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله والنائب بهية الحريري التي تمكنت من ‏اجتياز الظروف الصعبة التي واجهتني وعائلتي ، وتزوجت وشققت طريقي في الحياة وربيت ‏أخواتي والحمد لله‎ ". ‎

ويضيف : "طبعا كانت هناك ايضا متابعة من دولة الرئيس نبيه بري ومجلس الجنوب ، لكن ‏علاقة الست بهية بنا كانت علاقة أم بأولادها فكانت ترعانا صحياً ونفسيا واجتماعياً وتربوياً ‏‏.وكانت طوال السنوات منذ وقوع المجزرة وحتى تخرجنا تخصص لي كما لباقي ابناء الشهداء ‏راتباً شهرياً، وعندما بلغت السن القانونية اي 21 سنة، سلمتني مبلغاً كبيراً من المال بإسم هيئة ‏رعاية ابناء شهداء نيسان 1996 والتي كانت تخصص لكل من يبلغ السن القانونية من ابناء ‏الشهداء ممن فقدوا احد والديهم مبلغ 25 الف دولار ومن فقد والديه الاثنين مبلغ 50 الف دولار ‏‏. كما كانت تستضيفنا في بيتها وتنظم لنا رحلات سياحية الى مناطق لبنانية ونظمت لنا ايضا ‏رحلة الى اليونان وكانت تزرونا في بيوتنا وتواكب كل من يتابع منا تعليمه وتسعى لإيجاد فرصة ‏عمل له . وبقيت تتابعنا شخصيا بأدنى التفاصيل الخاصة بنا ، وحتى انها قامت بتأمين تأشيرات ‏حج لمن كان يرغب منا باداء المناسك وتعايدنا في كل المناسبات"‏‎.‎

ويتابع "في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقول له اننا منذ العام 2005 ونحن نفتقده . ‏والوالدة رحمها الله تاثرت كثيرا باستشهاده وكانت تقول "هذا الانسان جبل وهو حاضن لبنان " ‏‏.فمن منا يمكن ان ينسى رفيق الحريري الذي لم يهدأ بعد عدوان نيسان 1996 وجال دول العالم ‏حتى توصل الى تفاهم نيسان وقال لهم ان هذه الحرب على لبنان يجب ان تتوقف"‏‎! ‎‏.‏

صاحب القلب الكبير

لا تزال مريم برجي تذكر لقاءها المطول مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد التحرير عام ‏‏2000 والأثر الطيب الذي تركه لديها حديثها مع الرجل الذي سبقته اعماله الخيّرة اليها رعايةً ‏واحتضاناً.. وتقول مريم التي كان عمرها عند وقوع مجزرة قانا 1996 حوالي 12 سنة " ‏علاقتنا مع آل الحريري وخاصة مع الست بهية علاقة خاصة وممتازة وبقيت كذلك رغم كل ‏الظروف السياسية التي حدثت . اكيد نحن نضع السياسة جانبا أمام هذه العلاقة . وطوال السنوات ‏التي شملتنا برعايتها لم تقصر السيدة بهية تجاهنا فكانت تتابعنا يومياً من النواحي الصحية ‏والنفسية والاجتماعية والتربوية وتنظم لنا رحلات وتشركنا في المخيمات الصيفية وتستضيفنا ‏على غداء او عشاء او افطارات رمضانية .. وعندما اصبح عمري 21 سنة ونصف سلمتني ‏المبلغ المخصص لي من هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان وكنت قد تزوجت وانهيت دراستي ‏الجامعية تحت رعايتها واصبح عندي بيت وعائلة واولاد‎ ".‎

وتضيف " بالنسبة لي رفيق الحريري رحمه الله كان صاحب قلب كبير وانساناً بكل معنى الكلمة ‏ولبنان خسر كثيراً باستشهاده ، فهو كان ركناً اساسيأ في البلد وكان له دور اساسي في تطوره ‏وازدهاره. ان اللسان يعجز عن ان يعبر عن عظيم صفات هذا الانسان الرائع‎ ‎‏". ‏

يد حانية تجود بصدق

ويستعيد مرهج بلحص ابن بلدة صديقين مرهج بلحص الذي فقد والدته واخوته التسعة في مجزرة ‏قانا وكان عمره حينها 17 سنة" كيف بدأت العلاقة مع الرئيس الشهيد وآل الحريري فيقول"بعد ‏المجزرة كنا جرحى في المستشفيات ، وبعد فترة تواصلت معنا الأخت غزوة نعمة من قبل ‏السيدة بهية الحريري وابلغتنا انها ستتكفل بأبناء الشهداء وخصصت لنا راتباً شهرياً ، وبقيت ‏تتابعنا من كل جوانب الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية تحت اشراف فريق اطباء وكانت ‏السيدة الحريري ايضا تتابع احتياجاتنا بشكل دوري وتخصص لنا أنشطة سياحية وترفيهية .. ‏وفي سن 22 تسلمت المبلغ المخصص لي من هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان ، فاشتريت شاحنة ‏واشتغلت عليها واكملت بناء بيتي ، والآن انا اعمل في تصليح دواليب السيارات وغيار الزيت ‏ولدي اربعة اولاد يتابعون دراستهم اثنان منهم في الجامعة واثنان في المدرسة"‏‎.‎

ويتابع "في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله نقول انني دائماً أذكره بالخير ‏وأتذكر انجازاته كرجل دولة ورجل اعمار . ولا انسى وقوفه معنا بعد مجزرة قانا حيث وجدناه ‏الى جانبنا في ضيقنا ومأساتنا وكان اليد الحانية التي جادت بالخير لمساعدتنا بصدق ولا ازال ‏اذكر كيف انه عندما كان يدعونا الى الافطار في دارته في قريطم كان يجلسنا مع كبار القادة ‏والسياسيين على نفس الطاولة ويهتم بنا رحمه الله‎ ‎‏"‏‎.‎











رأفت نعيم

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 شباط 2021 18:03