خاص - "مستقبل ويب"
على اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان سنة 1996 والمجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا الجنوبية اول مرة في 18 نيسان من ذلك العام بحق المدنيين الذين التجأوا انذاك الى مقر الأمم المتحدة في البلدة ، بادر الرئيس الشهيد رفيق الحريري حينها الى احتضان ورعاية ابناء شهداء مجازر هذا العدوان وأسس لهذه الغاية هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان تحت اشراف شقيقته النائب بهية الحريري وخصص لهذه الهيئة مبلغا من المال لتتولى رعاية ابناء الشهداء الذين فقدوا اهلهم في تلك المجازر.
اليوم بعد نحو 25 سنة على عدوان نيسان 1996 و16 سنة على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005 ، ماذا يقول ابناء شهداء مجزرة قانا الأولى عن رفيق الحريري :
نفتقد رفيق الحريري
في صالون الحلاقة الخاص به ، يتابع رياض احمد جابر حياته بشكل طبيعي بعدما اسس اسرة وبيتاً . رياض -وهو احد الناجين من مجزرة قانا 1996 - كان عمره 17 سنة عند وقوع المجزرة ، لتبدأ بعدها علاقته بعائلة الحريري التي اصبحت لاحقا عائلته الثانية كما يقول : " بسبب احتضان الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله والنائب بهية الحريري التي تمكنت من اجتياز الظروف الصعبة التي واجهتني وعائلتي ، وتزوجت وشققت طريقي في الحياة وربيت أخواتي والحمد لله ".
ويضيف : "طبعا كانت هناك ايضا متابعة من دولة الرئيس نبيه بري ومجلس الجنوب ، لكن علاقة الست بهية بنا كانت علاقة أم بأولادها فكانت ترعانا صحياً ونفسيا واجتماعياً وتربوياً .وكانت طوال السنوات منذ وقوع المجزرة وحتى تخرجنا تخصص لي كما لباقي ابناء الشهداء راتباً شهرياً، وعندما بلغت السن القانونية اي 21 سنة، سلمتني مبلغاً كبيراً من المال بإسم هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان 1996 والتي كانت تخصص لكل من يبلغ السن القانونية من ابناء الشهداء ممن فقدوا احد والديهم مبلغ 25 الف دولار ومن فقد والديه الاثنين مبلغ 50 الف دولار . كما كانت تستضيفنا في بيتها وتنظم لنا رحلات سياحية الى مناطق لبنانية ونظمت لنا ايضا رحلة الى اليونان وكانت تزرونا في بيوتنا وتواكب كل من يتابع منا تعليمه وتسعى لإيجاد فرصة عمل له . وبقيت تتابعنا شخصيا بأدنى التفاصيل الخاصة بنا ، وحتى انها قامت بتأمين تأشيرات حج لمن كان يرغب منا باداء المناسك وتعايدنا في كل المناسبات".
ويتابع "في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقول له اننا منذ العام 2005 ونحن نفتقده . والوالدة رحمها الله تاثرت كثيرا باستشهاده وكانت تقول "هذا الانسان جبل وهو حاضن لبنان " .فمن منا يمكن ان ينسى رفيق الحريري الذي لم يهدأ بعد عدوان نيسان 1996 وجال دول العالم حتى توصل الى تفاهم نيسان وقال لهم ان هذه الحرب على لبنان يجب ان تتوقف"! .
صاحب القلب الكبير
لا تزال مريم برجي تذكر لقاءها المطول مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد التحرير عام 2000 والأثر الطيب الذي تركه لديها حديثها مع الرجل الذي سبقته اعماله الخيّرة اليها رعايةً واحتضاناً.. وتقول مريم التي كان عمرها عند وقوع مجزرة قانا 1996 حوالي 12 سنة " علاقتنا مع آل الحريري وخاصة مع الست بهية علاقة خاصة وممتازة وبقيت كذلك رغم كل الظروف السياسية التي حدثت . اكيد نحن نضع السياسة جانبا أمام هذه العلاقة . وطوال السنوات التي شملتنا برعايتها لم تقصر السيدة بهية تجاهنا فكانت تتابعنا يومياً من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية وتنظم لنا رحلات وتشركنا في المخيمات الصيفية وتستضيفنا على غداء او عشاء او افطارات رمضانية .. وعندما اصبح عمري 21 سنة ونصف سلمتني المبلغ المخصص لي من هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان وكنت قد تزوجت وانهيت دراستي الجامعية تحت رعايتها واصبح عندي بيت وعائلة واولاد ".
وتضيف " بالنسبة لي رفيق الحريري رحمه الله كان صاحب قلب كبير وانساناً بكل معنى الكلمة ولبنان خسر كثيراً باستشهاده ، فهو كان ركناً اساسيأ في البلد وكان له دور اساسي في تطوره وازدهاره. ان اللسان يعجز عن ان يعبر عن عظيم صفات هذا الانسان الرائع ".
يد حانية تجود بصدق
ويستعيد مرهج بلحص ابن بلدة صديقين مرهج بلحص الذي فقد والدته واخوته التسعة في مجزرة قانا وكان عمره حينها 17 سنة" كيف بدأت العلاقة مع الرئيس الشهيد وآل الحريري فيقول"بعد المجزرة كنا جرحى في المستشفيات ، وبعد فترة تواصلت معنا الأخت غزوة نعمة من قبل السيدة بهية الحريري وابلغتنا انها ستتكفل بأبناء الشهداء وخصصت لنا راتباً شهرياً ، وبقيت تتابعنا من كل جوانب الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية تحت اشراف فريق اطباء وكانت السيدة الحريري ايضا تتابع احتياجاتنا بشكل دوري وتخصص لنا أنشطة سياحية وترفيهية .. وفي سن 22 تسلمت المبلغ المخصص لي من هيئة رعاية ابناء شهداء نيسان ، فاشتريت شاحنة واشتغلت عليها واكملت بناء بيتي ، والآن انا اعمل في تصليح دواليب السيارات وغيار الزيت ولدي اربعة اولاد يتابعون دراستهم اثنان منهم في الجامعة واثنان في المدرسة".
ويتابع "في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله نقول انني دائماً أذكره بالخير وأتذكر انجازاته كرجل دولة ورجل اعمار . ولا انسى وقوفه معنا بعد مجزرة قانا حيث وجدناه الى جانبنا في ضيقنا ومأساتنا وكان اليد الحانية التي جادت بالخير لمساعدتنا بصدق ولا ازال اذكر كيف انه عندما كان يدعونا الى الافطار في دارته في قريطم كان يجلسنا مع كبار القادة والسياسيين على نفس الطاولة ويهتم بنا رحمه الله ".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.