15 شباط 2021 | 09:10

أخبار لبنان

اغتيال لبنان

اغتيال لبنان

الرئيس ميشال سليمان


تعود بنا الذكرى في كلّ عام عشية عيد الحبّ، منذ 14 شباط 2005، إلى اغتيال الرئيس الشهيد ‏رفيق الحريري، الحدث الذي شكّل إشارة الإنطلاق لإغتيال «لبنان الرسالة»، لبنان الهوية ‏الثقافية والحضارية، لبنان الإنتماء العربي، لبنان المحايد عن الصراعات الاقليمية مع التزامه ‏التام بالقضيَّة الفسلطينية وبحقّ العودة ولبنان العيش المشترك والمحبة والتسامح والاقتصاد الحرّ.‏

منذ ذلك التاريخ، تعود هذه الذكرى الأليمة إلى البال مع كلّ اغتيال. ‏

اليوم، في هذه العشية المظلمة، وَوَسْطَ جهنم الجائحة القاتلة والمجاعة الكافرة وفي ظلّ ‏التبعية ‏للسياسة العدمية، يُغتال لقمان محسن سليم شهيد الرأي الحر والشجاعة، شهيد الحوار ‏والوحدة الوطنية الحقيقية.‏

وحدةٌ ظهرت جليّة في مشهدية مراسم جنازة الرئيس الشهيد في وسط بيروت يَومَها، كما عادَت ‏وتَجلّت اليوم في وداعِ «لقمان» في الضاحية الجنوبية لبيروت، جاءَت هذه الوحدة لترمز إلى قيم ‏لبنان الإنسانية والحضاريّة المعاصرة، ألا وهي الديمقراطية والحوار، حقوق الانسان، الحريات ‏العامة، مجابهة الارهاب ورفض العنصرية والتعصب الديني والظلامية.‏

قِيَمٌ بُذلت الدماء الذكية في سبيل ممارستها والحفاظ عليها منذ الإستقلال وحتّى استشهاد الرئيس ‏الحريري، ومنذ العام 2005 حتى اليوم مع المناضل المثقف لقمان سليم.‏

مسيرة شهداء آمنوا بهذه القيم مثلهم مثل الرئيس الحريري الذي عمل عبر الطائف لإبقاء لبنان في ‏فلك الإعتدال بعيداً عن الصراعات المحورية، تعددياً مؤمناً بحضارة مكوناته وبتاريخها وليس ‏بعديدها، متفاعلاً مع محيطه العربي منفتحاً على الغرب، فإيمانًا منه بالمؤسسات دَعَمَ الجيش ‏اللبناني بتأمين حاجاته ومن منطلق الاعتدال أيضًا زار قائد الجيش في مكتبه في اليرزة مطلع ‏العام 2000 لتأييده في معركته ضد الارهابيين المرتبطين بالقاعدة الذين تَحَصّنوا في جبال ‏الضنية، معبراً عن رفضه للتطرف والإرهاب.‏

‏ دأب تيار المستقبل على الإقتداء بنهج مؤسسه فدعم الجيش في حرب نهر البارد لاقتلاع تنظيم ‏فتح الإسلام الداعشيّ التوجه عام 2007 وانتَهَجَ الحوار والاعتدال ومَبْدأ سيادة الدولة في كل ‏المراحل والمواقف.‏

دماء شهدائنا الطاهرة أمانة في أعناق أبنائنا وأحفادنا وهم، بما تشرّبوا من وطنية وشجاعة، لن ‏يفرّطوا بها ولن يسمحوا بتغيير هويّة لبنان ولا بطمس ثقافته وحضارته وانتمائه، وعلى قول ‏المثل المكسيكي «هم حبوب حنطة لا تموت اذا دفنت في التراب».‏



اللواء ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 شباط 2021 09:10