5 آذار 2021 | 17:47

عرب وعالم

البابا في العراق بزيارة تاريخية: كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح!‏

البابا في العراق بزيارة تاريخية: كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح!‏

وصف البابا فرنسيس، في كلمة ألقاها عقب وصوله الى العراق، الهجمات التي تعرضت لها ‏الأقلية الأيزيدية على يد تنظيم "داعش" في العراق بـ"الهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية". ‏

ودعا البابا فرنسيس في مستهل زيارته التاريخية للعراق، اليوم، الى وقف "العنف والتطرف ‏والتحزبات وعدم التسامح"، مشددا على ضرورة "التصدي لآية الفساد" و"تقوية المؤسسات".‏

وقال البابا في القصر الرئاسي في بغداد حيث استقبله الرئيس برهم صالح: "إنني ممتن لإتاحة ‏الفرصة لي لأن أقوم بهذه الزيارة الرسولية، التي طال انتظارها"، مضيفا "أنا ممتن لأنني ‏استطعت أن آتي إلى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطا وثيقا، عبر أبينا ابراهيم ‏والعديد من الأنبياء، بتاريخ الخلاص والتقاليد الدينية الكبرى".‏

أضاف: "كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح! فلنعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون ‏أن يبنوا معا هذا البلد، في الحوار، وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة".‏

وتوقف عند محاولة العراق خلال السنوات الأخيرة "إرساء الأسس لمجتمع ديموقراطي"، مشددا ‏على أنه من أجل ذلك، "من الضروري أن نضمن مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية ‏والدينية، وأن نوفر الحقوق الأساسية لجميع المواطنين. يجب ألا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة ‏الثانية".‏

ويشكل المسيحيون واحدا في المئة من العراقيين البالغ عددهم 4 مليونا، ويشكون من تمييز.‏

وتوقف البابا فرنسيس عند معاناة الأيزيديين، الأقلية التي تعرضت خلال سيطرة تنظيم "داعش" ‏على أجزاء واسعة من العراق، لاضطهاد كبير، قائلا: "لا يسعني إلا أن أذكر الأيزيديين، ‏بالضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية".‏

أضاف: "لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه ‏للخطر".‏

من جهة أخرى، دعا البابا إلى "التصدي لآفة الفساد" و "سوء استعمال السلطة وكل ما هو غير ‏شرعي".‏

وقال "لكن ذلك لا يكفي"، وتابع: "ينبغي، في الوقت نفسه، تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة ‏والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك"، بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين ‏بعشرات الآلاف الى الشارع محتجين على الطبقة السياسية في نهاية 2019.‏

وكان الرئيس العراقي رحب بالبابا قائلا: "فيما يحل بيننا قداسة البابا ضيفا عزيزا كريما"، هناك ‏‏"فرصة تاريخية لجعلها مناسبة لإعادة التأكيد على قيم المحبة والسلام والعيش المشترك ودعم ‏التنوع" الديني والاجتماعي، واصفا ذلك ب"قيم إنسانية يصل صداها الى العالم أجمع".‏

وتابع: "مسيحيو الشرق أهل هذه الأرض وملحها، فلا يمكن تصور الشرق بلا المسيحيين"، ‏مؤكدا أن "استمرار هجرة المسيحيين من بلدان الشرق ستكون له عواقب وخيمة على قدرة ‏شعوب المنطقة نفسها في العيش المشترك".‏

وقال: "لن يتأكد أي نجاح لمنطقتنا ما لم تتأكد عودة المسيحيين من دون إكراه"، داعيا الى العمل ‏على توفير بيئة آمنة لذلك.‏

وبحسب "وكالة الصحافة الفرنسية"، ادت سنوات العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين ‏في العراق من 1,5 مليون في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم.‏

في كاتدرائية سيدة النجاة

وتوجه البابا فرنسيس من كاتدرائية سيدة النجاة في العراق التي استهدفت في 2010 باعتداء ‏تخللته عملية احتجاز رهائن انتهت بمقتل 53 شخصا، إلى المسيحيين قائلا: "نجتمع اليوم في ‏كاتدرائية سيدة النجاة هذه، ونتبارك فيها بدماء إخوتنا وأخواتنا الذين دفعوا هنا ثمن أمانتهم للرب ‏غاليا".‏

ويلتقي البابا في الكنيسة الواقعة في العاصمة العراقية أساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات ومعلمي ‏تعليم مسيحي ومسؤولين علمانيين في الكنيسة.‏

وكانت طائرة البابا فرنسيس حطت ، في الـ 10,55 بتوقيت غرينتش في مطار بغداد، في بداية ‏زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم للعراق، حاملا رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات ‏المسيحية تجذرا في التاريخ في المنطقة والتي عانت لعقود ظلما واضطهادات، وساعيا الى تعزيز ‏تواصله مع المسلمين، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". ‏

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أول المستقبلين عند نزول البابا من الطائرة حيث ‏أقيمت على أرض المطار مراسم رسمية تخللها أداء مجموعة تراتيل دينية وأغان عراقية ‏ورقصات، تعبيرا عن الترحيب بالحبر الأعظم. وكان البابا والكاظمي يضعان كمامة، وأجريا ‏محادثات وتوجها بعدها إلى القصر الجمهوري وسط انتشار أمني مكثف لتأمين موكبه. ‏

وقال البابا لصحافيين على متن الطائرة: "أنا سعيد باستئناف السفر" بعد 15 شهرا لم يغادر ‏خلالها الفاتيكان بسبب جائحة كوفيد-19، " وهذه الرحلة جزء من واجب على أرض معذبة منذ ‏أعوام". ‏

وتابع: "سأحاول اتباع التعليمات وعدم مصافحة الجميع، لكنني لا أريد البقاء بعيدا". ‏

بعد ترقب طويل لشعب عاني الامرّين، وصل قداسة البابا فرنسيس الى بلاد الرافدين في زيارة ‏هي الأولى في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية تحت شعار جميعكم اخوة، في زيارة تستمر 3 أيام يزور ‏خلالها الزعيم الروحي لـ1,3 مليار مسيحي مناطق في شمال البلاد وجنوبها، بينها مدينة النجف ‏الأشرف حيث سيلتقي المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، وذي قار لزيارة مدينة أور التي ‏انطلق منها النبي إبراهيم، وأربيل ونينوى لزيارة عدد من الكنائس والأماكن الدينية. ‏

وبدا الامل على وجوه العراقيين ولا سيما انها زيارة لدحض الارهاب. ‏


https://t.co/SbhGNXDUCj?amp=1



ونشرت السلطات آلافا من قوات الجيش والشرطة بجميع صنوفها في الشوارع وعلى طول ‏الطريق الرابط بين مطار بغداد وتفرعاته التي سيسلكها موكب البابا خلال الزيارة، وهم يحملون ‏السلاح، إضافة إلى نشر سيارات للأجهزة الأمنية على طول الطرق. ‏

كما تم وضع خطط أمنية في المدن التي سيزورها في بغداد والنجف والناصرية ونينوى وأربيل. ‏وأوضحت المصادر أن السلطات العراقية قررت فرض حظر التجول في أرجاء العراق استعداداً ‏للزيارة. ‏





يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 آذار 2021 17:47