7 آذار 2021 | 17:32

عرب وعالم

من الموصل لقرقوش.. البابا في الأراضي المحرّرة من "داعش"‏

قام البابا فرنسيس، اليوم الأحد، بزيارة إلى الموصل التي كانت يوماً ما معقلاً لتنظيم داعش‎.‎

وقدّم بابا الفاتيكان في كنيسة حوش البيعة في الموصل صلاة لمتضرري الحرب في الموصل. ‏وقال البابا من الموصل إن "التناقص المأساوي" بأعداد مسيحيي الشرق الأوسط "ضرر جسيم لا ‏يمكن تقديره‎".‎

وبينما زغردت النساء وأُطلق سراح حمامة بيضاء، في إشارة إلى السلام، افتتح البابا فرانسيس ‏نصبًا تذكاريًا للموتى. وصلّى "من أجل ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة"، مؤكداً أن "الرجاء ‏أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب‎".‎

وقال البابا في كلمته الأحد من الموصل "إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات ‏قد تعرّضت لمثل هذه العاصفة اللاإنسانية، التي دمّرت دور العبادة القديمة"، مضيفاً "آلاف ‏الآلاف من الناس، مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وغيرهم هجروا بالقوة أو قتلوا‎"‎‏.‏




البابا في الموصل

ووصل البابا إلى الكنيسة التي دُمرت في 2017 خلال المعركة لطرد تنظيم داعش من المدينة، ‏بسيارة مصفحة. وكان البابا قد نُقل بطائرة هليكوبتر من مدينة أربيل القريبة إلى الموصل، في ‏اليوم الثالث والأخير من زيارته التاريخية للعراق. ورافقت مروحيته خمس مروحيات عسكرية ‏عراقية‎.‎

وبعد زيارته لكنيسة "حوش البيعة"، وصل بابا الفاتيكان إلى بلدة قرقوش التي دمّرها تنظيم ‏داعش في العام 2014، حيث التقى بمسيحيي سهل نينوى، بعد تحرير المنطقة من داعش‎.‎

واستقبل موكبه بترحيب كبير من مسيحيين عادوا إلى بلدتهم بعد ثلاث سنوات من التهجير، وقد ‏حملوا سعف النخيل وارتدوا ملابس تقليدية. وأدى البابا صلاة بكنيسة في قرقوش تم ترميمها ‏خصيصاً لزيارته‎.‎

ولاحقاً أحيا بابا الفاتيكان، في اليوم الثالث من زيارته التاريخية للعراق قُدّاساً في أربيل، وهو ‏أكبر قداس له في زيارته التاريخية إلى العراق‎.‎

وتم القداس في ملعب في أربيل بحضور آلاف المصلين. وفيما يتسع هذا الملعب لعشرين ألف ‏شخص، إلا أنه لم يمتلئ تماماً بالحضور، على خلفية تفشي وباء كوفيد-19، في وقت لا يزال ‏العراق بالمراحل الأولى من حملة التلقيح ضد الفيروس، علماً أن البابا نفسه قد تلقى لقاحاً‎.‎

وقد أغلقت أربيل منافذها مع محافظتي نينوى وكركوك قبيل وصول البابا فرانسيس‎.‎

وتحمل هذه المحطة من زيارة البابا فرنسيس للعراق أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى، ‏وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وتعرّضت كنائسُها وأديرتها ‏التاريخية لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف‎.‎

وشدد البابا فرنسيس الثاني على أن الإرهاب يسيء للأديان كافة، واصفا العداء والتطرف ‏والعنف بخيانة للدين‎.‎

كما وصف الإرهاب بأنه يستغل الدين، مضيفا: "نحن من يجب أن نمنع من يستغله كغطاء، لأن ‏الإرهاب والعنف لا يأتيان من الدين‎".‎

وقال: "العداء والتطرف والعنف لا تولد من قلب ديني، إنها خيانة للدين. نحن المؤمنين لا يمكن ‏أن نصمت عندما يسيء الإرهاب إلى الدين. في الواقع، نحن مدعوون بشكل لا لبس فيه لتبديد ‏سوء الفهم. دعونا لا نسمح بأن تطغى غيوم الكراهية على نور السماء. تجمعت غيوم الإرهاب ‏والحرب والعنف القاتمة فوق هذا البلد. عانت كل طوائفه العرقية والدينية‎".‎

وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي 6 آذار/مارس من كل عام يوماً وطنياً للتسامح ‏والتعايش في العراق‎.‎

وجاء هذا الإعلان بمناسبة اللقاء التاريخي بين المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني وبابا ‏الفاتيكان، وعلى إثر لقاء الأديان في مدينة أور التاريخية‎.‎

وأصدر مكتب المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني بياناً تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه ‏بالبابا فرنسيس‎.‎

ودار الحديث، حسب البيان، حول التحديات الكبيرة التي تواجه الإنسانيةَ في هذا العصر، وأهمية ‏الالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها‎.‎

وتحدّث السيستاني خلال اللقاء عن معاناة شعوب المنطقة من الحروب وأعمال العنف، والحصار ‏الاقتصادي وعمليات التهجير، ولا سيما الشعب الفلسطيني، حسب ما ذكر البيان‎.‎

كما أكد السيستاني على اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام ‏وبكامل حقوقهم الدستورية‎.‎

ويمتلئ جدول زيارة البابا فرنسيس إلى العراق بالفعاليات واللقاءات المختلفة، حيث تشمل زيارة ‏‏5 محافظات عراقية مختلفة، هي: بغداد والنجف وذي قار وأربيل والموصل‎.‎



العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 آذار 2021 17:32