7 آذار 2021 | 19:41

أخبار لبنان

وطن الرماد‎ ‎

وطن الرماد‎ ‎

حديث الإثنين‎ ‎



لم يبق للبنان ما يعطيه لكم‎. ‎

انتهى كل شيء... وزال تماماً‎. ‎

الوطن أفلس. والمواطن جاع‎. ‎

زعمتم أنه الجبل، الذي لا تهزه ريح‎. ‎

ودارت الأيام، فإذا بالجبل يتمخض فيلد فأراً وفقراً‎. ‎

وزعمتم أن جبل صوّانكم يستعيد صلاحيات رئاسية اغتصبتها الحريرية. فإذا به يغتصب ‏الدستور، ويحوله إلى اسطوانة غنائية مزورة، تطرب فقط جمهور "ميرنا الشالوحي‎". ‎

وزعمتم أنه ينتزع حقوق المسيحيين المسلوبة. وتبين أنه لم ينتزع سوى حق الإلتحاق بجهنم، التي ‏بشر بها فخامته، وأحسن إعدادها لتتسع لجميع اللبنانيين‎. ‎

ترى ماذا هو فاعل، بعد كل ما فعل؟‎. ‎

ماذا يفيده "الثلث المعطل" غير تعطيل حكومة ما تبقى من أمل؟‎. ‎

العناد، يا فخامة العماد، أدى إلى معادلة لا تعرفها أنظمة العالم‎. ‎

دولة لا تعترف بالشعب. وشعب لا يعترف بالدولة‎. ‎

إنها معضلة، ما كانت لتكون، لولا عضلات جبران باسيل، التي لاكمت كل القيادات والطوائف ‏والأحزاب والانتفاضات، باستثناء من يحتاج إلى عضلاته، لتحمله إلى قصر بعبدا، كما حملت ‏من قبل الذي لا يحتمل‎. ‎

أخضع قرارك لقرار الشعب، وارحل يا فخامة الرئيس، علّها ترحل النكبات عنا‎. ‎

التمسك بـ "أمجاد" الماضي، سيجعلك انساناً من الماضي‎. ‎

اليوم، أنت لست الأقوى في طائفتك... فحالك تبدّل بتبدل الأحوال‎. ‎

ها هي الكنيسة، بديمانها وفاتيكانها، تعتبرك معتدياً على مجد لم يعطَ لك‎. ‎

وها هم أنصارك، من المحلقين حول قالب جبنة النفوذ، يستيقظون بعد أن فقدت مخدرات التيار ‏الوطني الحر مفاعيلها الخدماتية‎. ‎

أنظر حولك... واعترف‎. ‎

لقد جاء بك إلى الرئاسة الفراغ الرئاسي. وها أنت تعيش اليوم في الفراغ المسيحي‎. ‎

لم يبق حولك إلاّ قلة ضالة تجيد تضليلك‎. ‎

أثبت يا فخامة الرئيس أنك تهتم بأوضاع لبنان الكارثية، أكثر مما يهتم بها رئيس جمهورية ‏الصومال‎. ‎

ندرك أن خياراتك صعبة‎. ‎

لا شك أنك سمعت كلام البطريرك الراعي عن الحياد. ولا نشك أبداً أنك استمعت، صائغاً ‏صاغراً، لاعتراض حزب الله على حياد لبنان‎. ‎

لن نهزأ بمبرراتك التي تبرر أن لا تراعي دعوة الراعي‎. ‎

علمنا أنك ستحمّله، كما حمّلوه، ما لم يقل‎. ‎

وعلمنا أيضاً أنك ستتهمه، كما اتهموه، بخيانة فلسطين‎. ‎

لقد خوّنتموه‎. ‎

لكن اسمح لنا أن نذكّرك ونذكرهم، أن جمال عبد الناصر هو من رفع سيف الحياد في وجه العدو ‏الإسرائيلي. ومن رحم حياده، خرجت كتلة دول عدم الانحياز، التي ساهمت دولياً في انتصارات ‏دبلوماسية كبرى أوجعت الكيان الصهيوني المحتل‎. ‎

لقد انتهت اللعبة الملعونة. وما عاد بالإمكان التلاعب على اللبنانيين‎. ‎

الحرائق عمّت جهاتنا الأربع. وخراطيم إطفائية بعبدا مزودة بالبيانات الملتهبة، التي تلهب ‏الشارع‎. ‎

الوطن يحترق يا فخامة الرئيس. ولن يرث وريثك جبران باسيل غير الرماد‎. ‎

‎... ‎إلا إذا كان صهرك الخارق، هو طائر الفينيق الذي سيعيد قيامة لبنان‎. ‎

هذا ممكن... فنحن نعيش في عهد يقوم على الخرافة والتخريف‎. ‎

‎ ‎

وليد الحسيني‎ ‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 آذار 2021 19:41