8 آذار 2021 | 13:06

أخبار لبنان

"صانعة الأمل" في زمن التحديات.. المرأة اللبنانية نموذجاً

لارا السيد


بين عام وآخر، تتعمّق الأزمات، وتتوالى التحديات التي تواجهها النساء على المستويات كافة، وفي اليوم العالمي للمرأة تُفتح النافذة للإضاءة على العقبات التي تحول دون حصولها على حقوقها، وتتوالى المواقف الرافضة للإنتهاكات والداعمة لزيادة الوعي بالمساواة.


خرقت النساء "ظلمة" الواقع و انتصرن في لبنان كما العالم لقضيتهن، بمواجهة باء كورونا وتداعياتها الإقتصادية والإجتماعية التي زادت من فجوة العنف والتمييز المتراكمة، فاتتفضن متسلحات بإرادة المواجهة ليكن في طليعة المعركة، سواء كربّات منزل أومعلمات أو كعاملات في الخطوط الأمامية للقطاع الصحي .


تتشارك النساء في لبنان والعالم بغية تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم كورونا تحت وطأة الضغوط وسعيهّن لحماية أسرهن ومجتمعاتهن وبلادهن في ظل الاضطرابات، لكنّهن استطعن في الأزمات من اقتناص فرصًا للتغيير والمواجهة وإطلاق العنان لإمكاناتهن.


تتشابه ظروف النساء اللواتي تضاعف عملهن داخل المنزل بحكم اجراءات "كورونا"، فبين الاهتمام بالعائلة واتمام الواجبات العملية "أون لاين" تتشابك المسؤوليات بين أم ومربية وممرضة تسعى لتكون على قدر المهمة المستجدة.


الجندي المجهول..





تحاول غادة ضاهر أن توفق بين عملها كمعلمة و كأم مع اعتماد التعليم عن بعد،" فالتحديات الكبيرة في ظل عدم توفر الأدوات المطلوبة كأجهزة اللابتوب أو الهواتف الذكية وسوء حالة الانترنت في البلد والتكلفة العالية لتأمينها الذي يشكل عائقاً أمام الكثير منهن، بالاضافة الى مشكلة الكهرباء التي تشكل تهديد لاستمرار عملية التعلم عن بعد".


ولفتت إلى "أن الإحتفال بالمرأة وعطاءاتها لا يختصر بيوم، فهي الجندي المجهول في كل المراحل وأثبتت قدرتها على أنها الصمود في كل الظروف، فالجهد بات مضاعفاً أمام المرأة للتنسيق بين واجباتها المنزلية والعملية، والخصوصية انعدمت والسباق مع الوقت يتطلب مضاعفة الجهود في ظل أزمة اقتصادية خانقة وظروف اجتماعية صعبة تضعها تحت وطأة ضغط نفسي كبير"، مشددة على "أن المرأة باتت نموذجاً للقيادة في مرحلة برهنت خلالها على أنها ركيزة الاستمرار الأساسية في الزمن الصعب حيث تصنع الأمل من قلب الوجع لتكون حافزاً لأولادها و تلاميذها على السواء".


صمود ومواجهة..





على خط المواجهة الأول، كانت الممرضات في طليعة الكفاح بوجه الوباء، وفي هذا اليوم اختارت مديرة التمريض في "مستشفى خلف الحبتور" في عكار والمسعفة في الصليب الأحمر إنصاف الأسعد أن" توجه التحية للممرضات اللواتي يعطين لكل المرضى بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم دفعاً للصمود في خضم المواجهة".


تروي الأسعد معاناة العامات في هذا المجال، فرؤية أشخاص يلفظون أنفاسهم الأخيرة والعيش معهم لحظات العذاب هي الأصعب، فالممرضات في لبنان يفتقرن الكثير من المقومات، والجيش الأبيض يعمل تحت وطأة الضغوط ، وانطلاقاً من أن صحة المجتمع تنطلق من صحة هذا القطاع ، على الدولة بأن تضعهم في سلم الأولويات للإستمرار في المواجهة، فالممرضة تترك زوجها وعائلتها وأولادها، وخصوصاً العاملات في قسم الكورونا والطوارئ والعناية اللواتي يمضين وقت طويلاً دون التمكن من رؤية ذويها ويعشن مأساة وضغط نفسي واحباط، لكن كل ذلك يتلاشى عند امتثال المريض للشفاء".


صامدة رغم الصعاب..





"صامدة رغم الصعاب"، هكذا اختصرت لارا حنيني مسيرتها كأم لثلاث أولاد ربة منزل و عاملة ، في سنة لا تشبه باقي السنوات جمعت فيها الوباء والغلاء والصعاب، لكنها اختارت المواجهة فقالت:"وقفت نظرت راجعت وقررت أن أبقى المرأة القوية المناضلة التي لا ترضى بأن تُهزم او تُكسر و التي تبحث دائماً عن السعادة والأمل والطموح بين أكوام من الشوك المرسوم في لبنان من أجل أولادي ومن أجلي أيضاً".


"لم ولن اقول أن صعاب السنة لم تزعزع طريقي، لكن الطموح والأمل جعلني دائما أقوى لن أهدم ما بنيته في السنوات الماضية في سنة كانت ولا تزال صعبة على الجميع ،وعاهدت نفسي على الاستمرار بالقول دائما":أنت من بنيتي نفسك فاثبتي نفسك لمجتمع كان يرى المرأة جسداً وأصبح يجسد المرأة كجزء أساسي من تفاصيل الحياة، قولي لاللفشل و للتعب وللإهمال و للوباء وكل ما يمكن أن يكون سبب في فشلك فأنت دائما الأقوى، فالقوة تنبع من الضعف والقرار بالصمود يأتي بعد المحاولة".


وختمت:"في يوم المرأة العالم سأقول لكل النساء أنتن قوة و الهام لكنّ وللمجتمع".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2021 13:06