10 آذار 2021 | 13:39

إقتصاد

نتائج مقررات بعبدا للجم سعر الدولار .. صفر مكعب!

نتائج مقررات بعبدا للجم سعر الدولار .. صفر مكعب!



الفونس ديب- رئيس تحرير موقع الإقتصاد اللبناني


بشكل بسيط ولا يتطلّب الكثير من التفكير والجهد والتمحّص، فإنه من السهل جداً معرفة مدى إرتباط السيطرة ولجم سعر صرف الدولار بإقفال المنصات الالكترونية التي تتعاطى الإعلان عن أسعار الصرف والسيطرة على السوق السوداء.

فبمجرد الإطلاع على تجارب دول أخرى، نعلم يقيناً ان هذا الأمر ليس في مكانه ومن سابع المستحيلات القيام به، خصوصاً ان دولاً تقوم على حكم الأمن والمخابرات مثل ايران وسوريا فشلت في السيطرة على السوق السوداء، وكذلك لو كان الأمر بهذه السهولة لكانت مصر وتركيا اللتان تتمتعان بقدرات امنية كبيرة قد تمكنتا من منع انهيار عملتهما.

وعليه، فإن لبنان الذي لا يمكن مقارنته على الاطلاق مع هذه الدول لجهة القدرات الأمنية، فإن أي قرار من هذا النوع سيكون كمن ينفخ في قربة مثقوبة، أي لا معنى له على الاطلاق.

لذلك فإن نتائج مقرارات إجتماع قصر بعبدا المالي – الامني الأخير لجهة اقفال المنصات الالكترونية وملاحقة الصرافين في السوق السوداء للسيطرة على سعر صرف الدولار وتالياً خفضه، ستكون بكل تأكيد صفر مكعب.

بالمنطق الاقتصادي، سعر صرف الدولار مرتبط بشكل أساسي بعامل العرض والطلب. وبما أن اليوم هناك شح في الدولار في السوق اللبنانية، أي ان العرض قليل جداً، وبما ان هناك عدة عوامل تدفع لزيادة الطلب على الدولار، مثل العامل النفسي المرتبط بالأزمة السياسية وتعطيل تشكيل الحكومة، عدم بيع الدولار المخزن في المنازل إنما بالعكس، ترشيد الدعم والتوجه الى السوق الموازية للحصول على الدولار لإستيراد المواد والسلع الأساسية وغير الأساسية، تآكل احتياط مصرف لبنان من العملات الصعبة، فإن سعر صرف الدولار سيعاود الارتفاع مهما حاولوا القيام بألعاب خفة لم تعد تنطلي على أحد.

اليوم الجميع يعلم، ان هناك مساراً واحداً وحيداً للسيطرة على سعر صرف الدولار، وهو تشكيل حكومة ذات مصداقية وقادرة على العمل والانتاج وتحوز على ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، تتوصل سريعاً الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

هذه هي الوصفة الوحيدة، وأي عمل خارجها مضيعة للوقت وسيؤدي حتماً الى مزيد من تآكل القدرات والأزمات والانهيار.

نعم، إن كنتم تدرون ذلك، فتلك مصيبة، وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم، وفي كلتا الحالتين فمصيبة الشعب اللبناني بكم أعظم وأكبر بأضعاف مضاعفة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 آذار 2021 13:39