---------- مستقبل ويب
لم يكن ينقص القصر الذي انقطع تماما عن العالم الخارجي، مستعيناً بدرّاج لنقل سمومه "المنهجية"الى الآخرين ، سوى تحويله الى منصّة "بخّ" للشائعات والأضاليل. هذه باكورة مفاعيل انتقال فريق "سنتر الشالوحي" الى أهم مقرّ رسمي في الجمهورية.
فبعد كبير المستشارين والمفتين والمفتنين سليم جريصاتي، كان لا بدّ من قيمة مضافة ثانية تضيف الى رصيد القصر جرعة أخرى من العزلة والرقص فوق أوجاع اللبنانيين.. فكان أنطوان قسطنطين. والحال أن في جعبة المستشار المذكور، الذي يحتلّ موقع الصدارة بين المستشارين الجدد، سيرة ذاتية حافلة بنجاحات باهرة دشّنها بإقفال بيت نائب سابق وطوّرها بتحجيم دور وزير سابق، قبل أن يُراد له أن يُتوّج قصّة نجاحه مع "رئيس سابق".
ولأن المكان ينضح بمن فيه، أعاد "نجم" المستشارين الجدد الحياة الى القصر المهجور، فحوّل بعض غرفه الى "مَضافة" لبعض الصحافيين لفبركة أكاذيب و"محاضر" هي من نسج الخيال، كما ورد في مقالتي نقولا ناصيف وميسم رزق في جريدة "الأخبار" اليوم.
المقالة الأولى إبتكرت حواراً بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف لا صلة له بالواقع – كحال ساكني القصر – والثانية فبركت وقائع إفتراضية من لقاء لم يُعقد بين الرئيس سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل.
كيف يجوز لصحافي مخضرم ان يتحول الى أداة لتزوير الحقائق وتقديمها بقالب موضوعي هو ابعد ما يكون عن الموضوعية .
وكيف يقبل صحافي مخضرم على نفسه أن يوضَع في خانة الاعلام الذي تستهويه غرف الأجهزة من زمن جميل السيد في الأمن العام الى ايام جبران باسيل في قصر بعبدا؟
مقال نقولا ناصيف امس أكد على المؤكد ونقل عن لسان الرئيس ميشال عون كلاماً لا وظيفة له سوى قطع الطريق على التأليف. ومقاله اليوم جرى إعداده في غرفة انطوان قسطنطين في القصر وبحضور جبران باسيل.
أصبح معلوماً للقاصي والداني أن الرئيس المكلّف اختار خمسة أسماء من لائحة رئيس الجمهورية، إضافة الى الإسم الأرمني، وأدرجها في تشكيلته التي قدّمها لعون؛ وتصحيحاً لمعلومات "الأخبار" وقسطنطين معاً فإن رئيس الجمهورية رفض البحث في التشكيلة وإجراء تعديلات عليها، وطلب العودة الى نقطة الصفر. كما أن الملاحظة التي تمّت الإضاءة عليها باعتبارها عقدة أساسية في التشكيل والمتعلّقة بدمج حقيبتي "الخارجية" و"الزراعة"، كان لها بدائل في جعبة الرئيس المكلّف لولا عودة رئيس الجمهورية الى المربّع الأول .
لكن "فالج ما تعالج".. فحال "الأخبار" من حال القصر تختصر الانفصال غير المسبوق عن الواقع. هنيئاً للقصر بالمستشار الجديد وهنيئاً لـ"الأخبار" بـ"المُخبر" القديم .. والله وليّ التوفيق.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.