كتب مايز عبيد:
كان من المفترض برئيس الجمهورية لو كان فعلًا حريصًا على الدستور وعلى صلاحياته، أن يقدّم الشكر للرئيس المكلف سعد الحريري وليس أن يعاجل بيان الأخير ببيان آخر. فالحريري أظهر يوم أمس حرصًا وطنيًا كبيرًا على موقع رئاسة الجمهورية كما بدا متمسكًا بصلاحيات رئيس الحكومة المكلّف ومقام رئاسة مجلس الوزراء بنفس الدرجة.
فالرئيس المكلّف سعد الحريري دافع بالأمس من بعبدا عن صلاحيات الرئيس المكلف التي أناطها به اتفاق الطائف وكذلك أعاد إلى مقام رئاسة الجمهورية دورها وهيبتها، الذي يعكف من يشغل كرسيها اليوم، عن قصد أو عن غير قصد، على الإساءة لها وتحويلها إلى مادة رخيصة في السجال السياسي الدائر في البلد، لتصبح رئاسة الجمهورية مجرد أداة ومن يشغلها مجرد طرف سياسي، بدل أن يكون هو الحكم والمرجعية التي تجمع جميع اللبنانيين ولا تفرقهم. بالمقابل، ليس الرئيس المكلّف موظف data entry، ترسل إليه الأوراق لتعبئتها. ما حصل في الأيام الأخيرة يمثّل خرقًا فاضحًا للدستور، والمؤسف أنه يأتي من أعلى مقام سياسي حمّله اتفاق الطائف مسؤولية حماية الدستور وصونه.
إذا كان البعض يعتبر أن صلاحياته الدستورية تسقط عند عتبة المصالح الحزبية والفئوية، فليس هذا ما يعتبره الآخرون أو أقله بالنسبة إلى الرئيس المكلف ومن يمثل وما يمثّل، فالطائف والدستور أمانة رفيق الحريري لضمان استمرار العيش المشترك ووحدة لبنان، ولا يمكن التفريط بالبلد بهذه السهولة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.